الإشراف في منازل الأشراف
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ الطَّوِيلِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسٍ الْحَارِثِيُّ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: حَضَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى الصَّدَقَةِ , فَقَالَ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ - رَجُلٌ مِنَ [ص:102]
الْأَنْصَارِ -: اللَّهُمَّ , إِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ أَتَصَدَّقُ بِهِ
فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَالَ مِنْ عِرْضِي شَيْئًا فَهُوَ
عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ كُلُّ رَجُلٍ بِمَا قَدَرَ
عَلَيْهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْنَ
الْمُتَصَدِّقُ بِعِرْضِهِ الْبَارِحَةَ» قَالَ: فَقَامَ عُلْبَةُ , فَقَالَ:
أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «قَدْ قَبِلَ اللَّهُ صَدَقَتَكَ»
(1/101)
2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ،
وَإِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ [ص:103] رَجُلٌ
مِنَ الْمُسْلِمِينَ: اللَّهُمَّ , إِنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي صَدَقَةٌ أَتَصَدَّقُ بِهَا
, فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَصَابَ مِنْ عِرْضِي شَيْئًا فَهُوَ
عَلَيْهِ صَدَقَةٌ , فَأُوحِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ قَدْ غُفِرَ لَهُ
(1/102)
3 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ
الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي
يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً
مِنْ بَنِي كِلَابٍ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ بَكْرٍ، فَلَمَّا هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا،
فَتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا، هَذَا الشَّاعِرُ الَّذِي قَالَ هَذِهِ
الْقَصِيدَةَ، وَرَثَى بِهَا كُفَّارَ أَهْلِ بَدْرٍ:
[البحر الوافر]
وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ... مِنَ
الشِّيزَى تُزَيَّنُ بِالسَّنَامِ
وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ... مِنَ
الْقَيْنَاتِ وَالشِّرْبِ الْكِرَامِ
تُحَيِّي بِالسَّلَامَةِ أُمُّ بَكْرٍ ... وَهَلْ لِي
بَعْدَ قَوْمِي مِنْ سَلَامِ
(1/103)
حَدَّثَنِي عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا
الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ
مُعَاوِيَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنِّي لَأَذْكُرُ عُمَرَ
بْنَ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، حَيْثُ نَعَى النُّعْمَانَ بْنَ
مُقَرِّنٍ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ
(1/104)
5 - حَدَّثَنِي عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ
حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ الْأَيْلِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
- رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - قَالَ لِأَصْحَابِهِ: مَا تَقُولُونَ فِي الرَّجُلِ لَا
يَحْضُرُهُ أَحْيَانًا ذِهْنُهُ، وَلَا عَقْلُهُ، وَلَا حِفْظُهُ وَأَحْيَانًا يَحْضُرُ
ذِهْنُهُ وَعَقْلُهُ؟ قَالُوا: مَا نَدْرِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَقَالَ
عُمَرُ: إِنَّ لِلْقَلْبِ طَخَاءً كَطَخَاءِ الْقَمَرِ , فَإِذَا غَشِيَ ذَلِكَ
الْقَلْبَ ذَهَبَ ذِهْنُهُ وَعَقْلُهُ وَحِفْظُهُ , فَإِذَا تَجَلَّى عَنْ
قَلْبِهِ، أَتَاهُ ذِهْنُهُ وَعَقْلُهُ وَحِفْظُهُ
(1/104)
6 - حَدَّثَنِي عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ - سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: إِنَّ أَبَا [ص:105]
أَيُّوبَ أَخَذَ مِنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
شَيْئًا أَوْ مِنْ رَأْسِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَا
يُصِيبُكَ السُّوءُ يَا أَبَا أَيُّوبَ»
(1/104)
7 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، قَالَ: قَالَ
مَرْوَانُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ: هَلُمَّ نُبَايِعُكَ ,
فَإِنَّكَ سَيِّدُ الْعَرَبِ وَابْنُ سَيِّدِهَا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَكَيْفَ
أَصْنَعُ بِأَهْلِ الْمَشْرِقِ؟ قَالَ: نُقَاتِلُهُمْ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا
يَسُرُّنِي أَنَّ الْعَرَبَ دَانَتْ لِي سَبْعِينَ عَامًا وَأَنَّهُ قُتِلَ فِي
سَبَبِي رَجُلٌ وَاحِدٌ , [ص:106] فَقَالَ مَرْوَانُ:
[البحر البسيط]
إِنِّي أَرَى فِتْنَةً تَغْلِي مَرَاجِلُهَا ...
فَالْمُلْكُ بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا
(1/105)
8 - وَحَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَذَكَرَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ،
حَيْثُ سُرِقَ فَرَسُهُ , فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، قَالَ: كَانَ يُصَلِّي فَسُرِقَ
فَرَسُهُ , فَقَالَ لَهُ غُلَامُهُ: سُرِقَ وَأَنْتَ تَنْظُرُ إِلَيْهِ هَذَا عَمَلُ النَّاسِ
قَالَ: «كُنْتُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَلَمْ أَكُنْ لِأَصْرِفَ وَجْهِي عَنِ
اللَّهِ»
(1/106)
9 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ
أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: عَزَلْنَا سَبْعَةَ [ص:107]
أَرْؤُسٍ وَغَطَّيْنَا رَأْسَ حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ وَرَأْسَ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ زِيَادٍ فَجِئْتُ فَكَشَفْتُهَا فَإِذَا حَيَّةٌ فِي رَأْسِ ابْنِ زِيَادٍ
تُرَزِّزُ فِيهِ تَأْكُلُهُ
(1/106)
10 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَتَّابٍ: مَا رَأَيْتُ
رَجُلًا أَحْسَنَ وَجْهًا أَحْسَنَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ
(1/107)
11 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو فِرَاسٍ، قَالَ:
«حَفَرْنَا نَهْرَ الْحِيرَةِ فَاسْتُخْرِجَتْ أَخْشِبَةٌ سَوْدَاءُ مِمَّا أَمَرَ
[ص:108] بِهِ تُبَّعٌ»
(1/107)
12 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: «مَاتَ سَنَةَ
دَخَلَ مُعَاوِيَةُ يَعْنِي الْكُوفَةَ - يَعْنِي لَبِيدَ بْنِ رَبِيعَةَ»
(1/108)
13 - وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ:
«مَاتَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ سَنَةَ دَخَلَ مُعَاوِيَةُ الْكُوفَةَ فِي صُلْحِ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ»
(1/108)
14 - حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ
بَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنِ
اسْتَنْشِدْ، مَنْ قِبَلَكَ مِنَ الشُّعَرَاءِ مَا قَالُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ،
فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَغْلَبِ الْعِجْلِيِّ , فَقَالَ: أَنْشِدْنِي , فَقَالَ: أَرَجَزًا
تُرِيدُ أَمْ قَصِيدًا فَقَدْ سَأَلتَ هَيِّنًا مَوْجُودًا قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَ
إِلَى لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ ,
فَقَالَ: أَنْشِدْنِي [ص:110]، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ
أَنْشَدْتُكَ مِمَّا قَدْ عُفِيَ عَنْهُ مِنْ شِعْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: لَا
أَنْشِدْنِي مَا قُلْتَ فِي الْإِسْلَامِ. فَانْطَلَقَ إِلَى أَدِيمٍ فَكَتَبَ
فِيهِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ , فَقَالَ: أَبْدَلَنِي اللَّهُ مَكَانَ الشِّعْرِ هَذَا.
قَالَ: فَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ
إِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ مِنَ الشُّعَرَاءِ حَقَّ الْإِسْلَامِ إِلَّا
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ فَأَنْقِصْ مِنْ عَطَاءِ الْأَغْلَبِ خَمْسَمِائَةٍ
وَاجْعَلْهَا فِي عَطَاءِ لَبِيدٍ قَالَ: فَرَكِبَ إِلَيْهِ الْأَغْلَبُ ,
فَقَالَ: تُنْقِصُ عَطَائِي مِنْ أَنْ أَطَعْتُكَ قَالَ: فَرَدَّ الْخَمْسَمِائَةِ
وَأَقَرَّ فِي عَطَاءِ لَبِيدٍ الْخَمْسَمِائَةِ "
(1/109)
15 - وَحَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى: لَمْ يَقُلْ لَبِيدُ فِي الْإِسْلَامِ
إِلَّا هَذَا الْبَيْتَ:
[البحر البسيط]
الْحَمْدُ لِلَّهِ إِذْ لَمْ يَأْتِنِي أَجَلِي ...
حَتَّى لَبِسْتُ مِنَ الْإِسْلَامِ سِرْبَالَا
(1/110)
16 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ:
قَالَ خَاقَانُ بْنُ الْأَهْتَمِ فِي حَلْقَةِ الْبَتِّيِّ: «إِذَا نَصَحْتَ
الرَّجُلَ فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْكَ فَتَقَرَّبْ إِلَى اللَّهِ بِغِشِّهِ»
(1/110)
17 - أَنْشَدَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِيُّ
لِمَعْبَدِ بْنِ طَوْقٍ الْعَنْبَرِيِّ:
تَلْقَى الْفَتَى حَذِرَ الْمَنِيَّةِ هارِبًا ...
مِنْهَا وَقَدْ حَدَقَتْ بِهِ لَوْ يَشْعُرُ
نَصَبَتْ حَبَائِلَهَا لَهُ مِنْ حَوْلِهِ ... فَإِذَا
أَتَاهُ يَوْمُهُ لَا يُنْظَرُ
إِذَا امْرُؤٌ أَمْسَى أَبُوهُ وَأُمُّهُ ... تَحتَ
التُّرَابِ لَوَ انَّهُ يَتَفَكَّرُ
تُعْطَى صَحَيفَتَكَ الَّتِي أَملَيْتَهَا ... فَتَرَى
الَّذِي فِيهَا إِذَا مَا تُنْشَرُ
حَسَنَاتُهَا مَحْسُوبَةٌ قَدْ أُحْصِيَتْ ...
وَالسَّيْئَاتُ فَأَيُّ ذَلِكَ أَكْثَرُ
(1/111)
18 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَعْرَابِيُّ
فِي فَقْدِ أَخٍ لَهُ:
لَئِنْ كَانَتِ الْأَحْدَاثُ أَطْوَلْنَ عَوْلَتِي ...
لِفَقْدِكَ أَوْ أَسْكَنَّ قَلْبِي التَّخَشُّعَا
لَقَدْ أَمِنَتْ نَفْسِي الْحَوَادِثَ كُلَّهَا ...
فَأَصْبَحْتُ مِنْهَا آمِنًا أَنْ أَفْزَعَا
(1/111)
19 - وَأَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ.
إِنِّي وَإِنْ قُلتُ لَا أَسْلَاهُ مِنْ جَزَعٍ ...
إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنِّي بَعْدَهُ سَالِي
[ص:112]
كَرُّ الْجَدِيدَيْنِ لَا يَأْتِي عَلَى أَحَدٍ ...
إِلَّا تَبَدَّلَ أَبْدَالًا بِأَبْدَالِ
(1/111)
20 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ أَبُو عَلِيٍّ الْبَزَّارُ،
عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّهُ كَانَ يَتَمَثَّلُ
هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ:
[البحر الطويل]
فَمَا لَكَ يَوْمَ الْحَشْرِ شَيْءٌ سِوَى الَّذِي ...
تَزَوَّدْتَهُ يَوْمَ الْحَيَاةِ إِلَى الْحَشْرِ
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ وَأَبْصَرْتَ حَاصِدًا ...
نَدِمْتَ عَلَى التَّضْيِيعِ فِي زَمَنِ الْبَذْرِ
(1/112)
21 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ النَّخَعِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَاضِي صَنْعَاءَ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ
مَلِكُ الزِّنْجِ وَكَانَ فِي آخِرِ كِتَابِهِ:
[البحر البسيط]
لَا أَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي نُفوسِهِمُ ... مَا
فِي ضَمِيرِي لَهُمْ مِنْ ذَاكَ يَكْفِينِي
(1/112)
22 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ
حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: دَخَلَ أُنَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ
فِيهِمُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا صَارُوا بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ
حَسَرُوا عَمَائِمَهُمْ عَنْ رُءُوسِهِمْ [ص:113]، قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ النُّعْمَانُ يَضْرِبُ
صَلْعَتَهُ بِرَاحَتِهِ وَيَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ تَرَى بِهَا
مِنْ لُؤْمٍ؟ قَالَ: وَمَا ذَلِكَ؟ قَالَ: هَذَا النَّصْرَانِيُّ الذِّمِّي قَالَ:
ذَهَبَتْ قُرَيْشٌ بِالسَّمَاحَةِ وَالنَّدَى ...
وَاللُّؤْمُ تَحْتَ عَمَائِمِ الْأَنْصَارِ
قَالَ: لَكُمْ لِسَانُهُ , يَعْنِي الْأَخْطَلَ
(1/112)
23 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الطُّفَاوِيُّ، وَكَانَ
ثِقَةً، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: اخْتَصَمَ وَلَدُ آدَمَ، فَقَالْ بَعْضُهُمْ:
أَيُّ خَلْقٍ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ؟ قَالَ بَعْضُهُمْ: آدَمُ خَلَقَهُ اللَّهُ
بِيَدِهِ , وَأَسْجَدَ لَهُ الْمَلَائِكَةَ. قَالَ آخَرُونَ: الْمَلَائِكَةُ
الَّذِينَ لَمْ يَعْصُوا اللَّهَ، فَقَالُوا: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَبُونَا ,
فَانْتَهَوْا إِلَى آدَمَ فَذَكَرُوا لَهُ مَا قَالُوا , فَقَالَ: يَا بَنِيَّ
إِنَّ أَكْرَمَ الْخَلْقِ مَا بَدَأَ أَنْ نَفَخَ فِيَّ الرُّوحَ , فَمَا بَلَغَ
قَدَمَيَّ حَتَّى اسْتَوَيْتُ جَالِسًا فَبَرَقَ لِي الْعَرْشُ فَنَظَرْتُ فِيهِ
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , فَذَاكَ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ "
(1/113)
24 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
الْمَازِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنِي [ص:114] رَجُلٌ، مِنْ
أَهْلِ الْكُوفَةِ , مِنْ عُبَّادِ النَّاسِ , مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْمَازِنِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ
عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ قَالَ: لَمَّا أَصَابَ آدَمُ الذَّنْبَ نُودِيَ أَنِ اخْرُجْ مِنْ
جِوَارِي , فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَ شَجَرِ الْجَنَّةِ , فَبَدَتْ عَوْرَتُهُ ,
فَجَعَلَ يُنَادِي: الْعَفْوَ الْعَفْوَ , فَإِذَا شَجَرَةٌ قَدْ أَخَذَتْ
بِرَأْسِهِ , فَظَنَّ أَنَّهَا قَدْ أُمِرَتْ بِهِ فَنَادَى بِحَقِّ مُحَمَّدٍ
إِلَّا عَفَوْتَ عَنِّي , فَخُلِّيَ عَنْهُ , ثُمَّ قِيلَ لَهُ: أَتَعْرِفُ مُحَمَّدًا؟
قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: لَمَّا نَفَخْتَ فِيَّ يَا رَبِّ
الرُّوحَ رَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى الْعَرْشِ , فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللَّهِ، فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تَخْلُقْ خَلْقًا أَكْرَمَ عَلَيْكَ مِنْهُ
(1/113)
25 - أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَوْلًى لِزِيَادِ بْنِ أَبِي
سُفْيَانَ قَالَ: خَرَجَ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ حَاجًّا بِامْرَأَتِهِ
[ص:115] وَكَانَتْ جَمِيلَةً , فَبَيْنَمَا هِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ عَرَضَ لَهَا
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ فَغَازَلَهَا فَأَتَتْ
أَبَا الْأَسْوَدِ فَأَعْلَمَتْهُ , فَأَتَاهُ أَبُو الْأَسْوَدِ فَكَلَّمَهُ،
فَقَالَ عُمَرُ: مَا فَعَلْتُ، فَلَمَّا عَادَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ عَادَ
فَكَلَّمَهَا , فَأَخْبَرَتْ أَبَا الْأَسْوَدِ , فَأَتَاهُ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ
مَعَ قَوْمِهِ , فَقَالَ:
أَنْتَ الْفَتَى كُلَّ الْفَتَى ... لَوْلَا خَلَائِقُ
أَرْبَعُ
فَسَكَتَ عُمَرُ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ أَبُو
الْأَسْوَدِ لِامْرَأَتِهِ: إِنَّهُ لَيْسَ بِعَائِدٍ , فَلَمَّا خَرَجَتْ إِلَى
الْمَسْجِدِ كَلَّمَهَا أَيْضًا , فَأَخْبَرَتْ أَبَا الْأَسْوَدِ، فَأَتَاهُ
وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ , فَقَالَ:
وَإِنِّي لَيُثْنِينِي عَنِ الْجَهْلِ وَالْخَنَى ...
وَعَنْ شَتْمِ أَقْوَامٍ خَلَائِقُ أَرْبَعُ
حَيَاءٌ وَإِسْلَامٌ وَتُقْيَا وَإِنَّنِي ... كَرِيمٌ
وَمِثْلِي قَدْ يَضُرُّ وَيَنفَعُ
فَشَتَّانَ مَا بَيْنِي وَبَينَكَ إِنَّنِي ... عَلَى
كُلِّ حَالٍ أَسْتَقِيمُ وَتَطْلُعُ
,
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «لَا وَاللَّهُ يَا عَمِّ لَا
أَعْرِضُ لِهَذَا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ أَبَدًا بِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ فَفَعَلَ»
(1/114)
وَأَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ
الْحُبَابِ، قَالَ كُنَّا مَعَ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
(1/115)
الْمَلِكِ فِي غَزْوَةِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ فَخَرَجَ
إِلَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ فَدَعَا إِلَى الْمُبَارَزَةِ , فَخَرَجْتُ
إِلَيْهِ , فَاقْتَتَلْنَا , فَسَقَطَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عَنْ فَرَسِهِ ,
فَأَخَذْتُهُ أَسِيرًا , فَأَتَيْتُ بِهِ مَسْلَمَةَ فَسَاءَلَهُ هُنَاكَ. وَكَانَ
رَجُلًا جَسِيمًا جَمِيلًا فَأَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ بِهِ إِلَى هِشَامِ بْنِ
عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِحَرَّانَ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ
الْأَمِيرَ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُوَلِّيَنِي الْوِفَادَةَ بِهِ إِلَيْهِ. قَالَ:
إِنَّكَ لَأَحَقُّ النَّاسِ بِذَلِكَ، فَبُعِثَ مَعِي فَكَلَّمْنَاهُ وَسَاءَلْنَاهُ
, فَجَعَلَ لَا يُكَلِّمُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى مَوْضِعٍ , فَقَالَ: مَا
يُقَالُ لِهَذَا الْمَوْضِعِ؟ قَالَ: فَإِذَا فَصِيحُ اللِّسَانِ، قُلْنَا: هَذَا
الْجُرَيْشُ، وَتَلُّ مَحْرَى ,
فَقَالَ:
[البحر الوافر]
ثَوَى بَيْنَ الْجُرَيْشِ وَتلِّ مَحْرَى ... فَوَارِسُ
مِنْ نُمَارَةٍ غَيْرِ مِيلِ
فَلَا جَزِعِينَ إِنْ ضَرَّاءُ نابَتْ ... وَلَا
فَرِحِينَ بِالْخَيْرِ الْقَلِيلِ
قَالَ:
ثُمَّ سَكَتَ , فَكَلَّمْنَاهُ , وَقُلْنَا: مَنْ
أَنْتَ؟ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا شَيْئًا , فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الرُّهَا
قَالَ: دَعُونِي فَلْأُصَلِّي فِي بَيْعَتِهَا
(1/116)
، قُلْنَا:
دُونَكَ، قَالَ: فَصَلَّى وَكُلُّ ذَلِكَ لَا يُكَلِّمُنَا فَلَمَّا
انْتَهَيْنَا إِلَى حَرَّانَ قَالَ: أَيُّ مَدِينَةٍ هَذِهِ؟ قُلْنَا: هَذِهِ
مَدِينَةُ حَرَّانَ، قَالَ: أَمَا إِنَّهَا أَوَّلُ مَدِينَةٍ بُنِيَتْ بَعْدَ بَابِلَ
, ثُمَّ سَكَتَ , فَأَقْبَلْنَا عَلَيْهِ , فَقُلْنَا: كَلِّمْنَا مَا حَالُكَ؟
فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنَا. فَلَمَّا دَخَلْنَا حَرَّانَ قَالَ: دَعُونِي حَتَّى
أَسْتَحِمَّ فِي حَمَّامِهَا وَأُصَلِّي فَتَرَكْنَاهُ , ثُمَّ خَرَجَ كَأَنَّهُ
بِرْطِيلُ فِضَّةٍ بَيَاضًا وَعِظَمًا، قَالَ: فَأَدْخَلْتُهُ إِلَى هِشَامٍ
وَأَخْبَرْتُهُ كَيْفَ كَانَ أَمْرُهُ؟ وَمَا جَعَلَ يَسْأَلُنَا عَنْهُ، فَقَالَ
لَهُ هِشَامٌ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ إِيَادٍ أَحَدِ
بَنِي حُذَافَةَ , فَقَالَ: وَيْحَكَ أَرَاكَ رَجُلًا عَرَبِيًّا , لَكَ جَمَالٌ
وَفَصَاحَةٌ , فَأَسْلِمْ نَحْقِنْ دَمَكَ وَنُحْسِنْ عَطَاءَكَ، قَالَ:
إِنَّ لِي بِالرُّومِ أَوْلَادًا، قَالَ: وَنَفُكُّ وَلَدَكَ، قَالَ: وَمَا كُنْتُ
لِأَرْجِعَ عَنْ دِينِي، فَأَقْبَلَ بِهِ هِشَامٌ وَأَدْبَرَ فَأَبَى , فَقَالَ:
دُونَكَ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَضَرَبْتُ عُنُقَهُ
(1/117)
27 - حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْخَثْعَمِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، قَالَ: أَنْشَدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِمْرَانَ
قَاضِي الْمَدِينَةِ، وَكَانَ مِنْ أَعْقَلِ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ الْقُرَشِيِّينَ:
[ص:118]
يَا أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْ مَنْزِلِي ... تَرَكْتُ
فِي الْخَانِ عَلَى نَفْسِي
يَغْدُو عَلَيَّ الْخَبْزُ مِنْ خَابِزٍ ... لَا
يَقْبَلُ الرَّهْنَ وَلَا يَنْسَى
آكُلُ مِنْ كِيسِي وَمِنْ كِسْرَتِي ... حَتَّى لَقَدْ
أَوْجَعَنِي ضِرْسي ,
فَقَالَ لِي: أَكْتُبُهَا، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ
إِنَّمَا يَرْوِي هَذِهِ الْأَحْدَاثُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، الْأَشْرَافُ
يُعْجِبُهُمُ الْمَلَاحَةُ
"
(1/117)
وَحَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: لَا يَفْهَمُ الْمُلَحَ إِلَّا
عُقَلَاءُ الرِّجَالِ "
(1/118)
29 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ
الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: جَعَلَ عُثْمَانُ يُثْنِي عَلَى الْمِقْدَادِ
بَعْدَ مَوْتِهِ , فَقَالَ الزُّبَيْرُ:
[البحر البسيط]
[ص:119]
لَا أَلْفَيَنَّكَ بَعْدَ الْمَوْتِ تَنْدُبُنِي ...
وَفِي حَيَاتِي مَا زَوَّدْتَنِي زَادِي
(1/118)
30 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ،
قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا أَحْمَرَ مِنْ حَمْدَانَ يَسْأَلُ سَعِيدَ بْنَ
الْمُسَيِّبِ فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ قَالَ: مَنْ أُمُّكَ؟ مَنْ أُمُّكَ؟
قَالَ: فَاسْتَحْيَا الرَّجُلُ وَطَأْطَأَ رَأْسَهُ , فَقَالَ سَعِيدٌ: «هَاتِ حَاجَتَكَ
هَاتِ حَاجَتَكَ»
(1/119)
31 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي
وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا فَقَّهَهُ فِي
الدِّينِ وَأَلْهَمَهُ رُشْدَهُ»
(1/119)
32 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ
الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [ص:120]
الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَا مِنْ صَبَاحٍ وَلَا مَسَاءٍ إِلَّا وَمُنَادِيَانِ يُنَادِيَانِ: وَيْلٌ
لِلرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ , وَوَيْلٌ لِلنِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ "
(1/119)
33 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَتْ يَمِينُ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ»
(1/120)
34 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ هَاشِمَ بْنَ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: الْحُسَيْنُ مَوْلًى لِمَرْأَةٍ مِنَ
الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا: قُطْبَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيدَةَ. . .
(1/120)
35 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ [ص:121] عَامِرٍ، قَالَ: الْقُضَاةُ
أَرْبَعَةٌ: عُمَرُ وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَالدُّهَاةُ
أَرْبَعَةٌ: مُعَاوِيَةُ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ،
وَزِيَادٌ "
(1/120)
36 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ:
عَزَلَ مُعَاوِيَةُ الْمُغِيرَةَ عَنِ الْكُوفَةِ، قَالَ: فَقَدِمَ الْمُغِيرَةُ
الشَّامَ فَطَلَبَ الدُّخُولَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ
فَدَخَلَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , فَقَالَ: لَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
جَعَلَ لَنَا عِلْمًا نَنْتَهِي إِلَيْهِ , فَخَرَجَ يَزِيدُ فَدَخَلَ عَلَى
أَبِيهِ , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْمُغِيرَةِ دَخَلَ عَلَيَّ
, فَقَالَ: لَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَعَلَ لَنَا عِلْمًا وَمَفْزَعًا،
فَقَالَ: عَلَيَّ بِالْمُغِيرَةِ فَأُتِيَ بِهِ فَأَذِنَ لَهُ , فَقَالَ: كَيْفَ
قُلْتَ لِيَزِيدَ؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ كَيْفَ لِي بِالْعِرَاقِ؟ قَالَ:
أَنَا لَكَ بِهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَأَتَاهُ بِعَهْدِهِ ,
فَكَتَبَ لَهُ "
(1/121)
37 - حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ السَّرِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ الْوَفْدِ، مِمَّنْ سَمِعَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ،
يَقُولُ: لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلَيَّ فِي غَرْزٍ طَوِيلٍ غَيُّهُ عَلَى أُمَّةٍ
مُحَمَّدٍ يَعْنِي بَيْعَةَ يَزِيدَ
(1/122)
38 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ
الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ زِيَادًا وَاقِفًا عَلَى قَبْرِ
الْمُغْيِرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الخفيف]
إِنَّ تَحْتَ الْأَحْجَارِ حَزْمًا وَعَزْمًا ...
وَخَصِيمًا أَلَدَّ ذَا مِعْلَاقِ
حَيَّةٌ فِي الْوِجَارِ أَرْبَدُ ... لَا يَنْفَعُ
مِنْهُ السَّلِيمَ نَفْثَةُ رَاقِ
(1/122)
39 - حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
رَجُلٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى خِيَامِ هَارُونَ - أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ -
بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ طُوسٍ وَقَدْ مَاتَ هَارُونُ:
[البحر السريع]
مَنازِلُ الْعَسْكَرِ مَعْمُورَةٌ ... وَالْمَنْزِلُ
الْأَعَظَمُ مَهْجُورُ
[ص:123]
خَلِيفَةُ اللَّهِ بِدَارِ الْبِلَى ... يَسْفِي عَلَى
أَجْدَاثِهِ الْمُورُ
أَقْبَلَتِ الْعِيرُ تُبَاهِي بِهِ ... فَانْصَرَفَتْ
تَنْدُبُهُ الْعِيرُ
(1/122)
40 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جَهْوَرِ بْنِ زِيَادٍ،
عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: كَتَبَ مَالِكُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ
إِلَى الْهَيْثَمِ بْنِ الْأَسْوَدِ النَّخَعِيِّ يَتَشَكَّرُ لَهُ قِيَامَهُ عِنْدَ
الْحَجَّاجِ بِأَمْرِ رَجُلٍ مِنْ آلِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ
خَلَّصَهُ مِنْهُ: أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّكَ لَمَّا كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ
بُلُوغِ عِزِّ مَا اسْتَحْقَقْتَ مِنَ الشُّكْرِ كَانَ أَعْظَمَ الْحِيَلِ عِنْدِي
فِي مُكَافَأَتِكَ إِخْلَاصُكَ صِدْقَ الضَّمِيرِ , وَكَمَا لَمْ تُعْرَفْ
لِزِيَادَتِكَ فِي الْعُلَا إِذْ جُرِّبْتَ غَايَةً كَذَلِكَ جَهِلْتُ آيَةَ
الثَّنَاءِ عَلَيْكَ فَلَيْسَ لَكَ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا لَهُمْ مِنْ
مَحَبَّتِكَ , فَأَنْتَ كَمَا وَصَفَ الْوَاصِفُ إِذْ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
فَمَا تَعْرِفُ الْأَفْهَامُ غَايَةَ مَدْحِهِ ...
يَقِينًا كَمَا لَيْسَتْ نِهايَتُهُ تُدْرَى
(1/123)
41 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جَهْوَرٍ، عَنْ شَيْخٍ
مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: تَزَوَّجَ سُلَيْمُ بْنُ شُعَيْبٍ الْهُجَيْمِيُّ امْرَأَةً
مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهَا: بَرْزَةُ وَكَانَ سُلَيْمٌ شَيْخًا مَزِيًّا
سَيِّدًا , وَكَانَ لَا يَأْتِيهِ أَحَدٌ إِلَّا وَصَلَهُ فَعَاتَبَتْهُ امْرَأَتُهُ فِي
ذَلِكَ , [ص:124] فَقَالَ:
فَكَيْفَ بِذِي الْقُرْبَى وَذِي الرَّحِمِ الَّذِي ...
أَتَانِيَ لَمَّا لَمْ يَجِدْ مُتَأَخِّرًا
لِأَجْبُرَ مِنْهُ عَظْمَهُ وَأُرِيشَهُ ... وَقَدْ
جَاءَنِي يَا بَرْزُ أَشعَثَ أَغْبَرَا
, فَقَالَ: زَمانٌ عَضَّ بِالنَّاسِ عَارِفٌ ... عَلَى
الْعَظْمِ مَعْذُورٌ بِهِ مَنْ تَعَذَّرَا
(1/123)
42 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جَهْوَرٍ بْنِ زِيَادٍ،
عَنْ شَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: دَخَلَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ عَلَى
سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَقَدْ جَلَسَ لِلصِّحَابَةِ وَهَيَّأَ
الْجَوَائِزَ , فَقَالَ:
خَرَجْتَ بَيْنَ قَمَرٍ وَشَمْسٍ ... بَيْنَ ابْنِ
مَرْوَانَ وَعَبْدِ شَمْسِ
يَا خَيْرَ نَفْسٍ خَرَجَتْ مِنْ نَفْسِ ,
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ
جَالِسٌ إِلَى جَنْبِ سُلَيْمَانَ: «كَذَبْتَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
(1/124)
43 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنَ النَّخَعِ يُقَالُ لَهُ
عَامِرٌ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ، قَالَ: بَعَثَ الْمُخْتَارُ بْنُ
أَبِي عُبَيْدٍ إِلَى الْهَيْثَمِ بْنِ الْأَسْوَدِ فَرَكِبَ إِلَيْهِ وَرَكِبْتُ
مَعَهُ , فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ أَذِنَ لِأَبِي فَدَخَلَ عَلَيْهِ
فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ، قَالَ:
فَرَكِبْنَا قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَهْ , مَا الَّذِي سَأَلَكَ
عَنْهُ الْمُخْتَارُ؟: أَيْ بُنَيَّ بَيْنَا أَنَا وَهُوَ نَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذْ
قَالَ: مَا يَشَاءُ رَجُلٌ طَرِيفٌ مَثَلِي وَمَثَلُكَ يَتَأَكَّلُ النَّاسَ
بِحُبِّ أَهْلِ الْبَيْتِ إِلَّا فَعَلَ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ
قَالَ: أَتَذْكُرُ حَدِيثًا تَذَاكَرْنَاهُ وَنَحْنُ [ص:125] نَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ؟ قُلْتُ:
نَعَمْ، قَالَ: هَلْ ذَكَرْتَهُ لِأَحَدٍ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَانْصَرِفْ
رَاشِدًا وَإِيَّاكَ وَذِكْرَهُ "
(1/124)
44 - حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ،
عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ الْمُخْتَارُ لَمَّا أُحِيطَ بِهِ مُتَمَثِّلًا:
[البحر البسيط]
لَوْ رَآنِي أَبُو حَسَّانَ إِذْ حُسِرَتْ ... عَنِّي
الْأُمُورُ بِأَمْرٍ مَا لَهُ طَبَقُ
لَقَالَ رُغْبٌ وَرُهْبٌ أَنْتَ بَيْنَهُمَا ... حُبُّ
الْحَيَاةِ وَهَوْلُ الْمَوْتِ وَالشَفَقُ
إِمَّا مُشِيفٌ عَلَى مَجْدٍ وَمَكْرُمَةٍ ... أَوْ
أُسْوَةٌ لَكَ فِيمَنْ تُهْلِكُ الطُّرُقُ
(1/125)
45 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ
الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ الْمُخْتَارُ لَمَّا
أُحِيطَ بِهِ: «ذَهَبَتِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ»
(1/125)
46 - حُدِّثْتُ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ وَهْبِ
بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: أَوْ سَمِعْتُهُ
مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ
بْنِ الْمُهَلَّبِ وَقَفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى قَبْرِهِ فَقَالَ:
[البحر الطويل]
عَلَى مِثْلِ عَمْرٍو يَهْلِكُ الْمَرْءُ حَسْرَةً ...
وَتَضْحَى وُجُوهُ الْقَوْمِ مُسْوَدَّةً غُبْرًا
(1/126)
47 - وَحُدِّثْتُ عَنْ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَ مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ رَثَاهُ حَمْزَةُ بْنُ بَيْضٍ , فَقَالَ:
[البحر الوافر]
أَمَخَلَدُ هِجْتَ حُزْنِي وَاكْتِئَابي ... وَقَلَّ
عَلَيْكَ يَوْمَ هَلَكْتَ تَابِي
وَعُطِّلَتِ الْأَسِرَّةُ مِنْكَ إِلَّا ... سَرِيرَكَ
يَوْمَ تَحَجَّبَ بِالثِّيَابِ
[ص:127]
وَآخِرُ عَهْدِنَا بِكَ يَوْمَ يُحْثَى ... عَلَيْكَ
بِدَائِقٍ سَهْلُ التُّرَابِ
تَرَكْتَ عَلَيْكَ أُمَّ الْفَضْلِ حَرَّى ... تَلَبَّدُ
فِي مُعَطِّلَةٍ خَرَابِ
تُنَادِي وَالِهًا بِالْوَيْلِ مِنْهَا ... وَمَا
دَاعِيكَ مَخْلَدُ بِالْمُجَابِ
أَمَا لَكَ أَوْبَةٌ تُرْجَى إِذَا مَا ... رَجَا
الْغُيَّابُ عَاقِبَةَ الْإِيَابِ
وَكُنْتَ حُرَيْبَتِي فَمَضَتْ وَذُخْرِي ... فَكَيْفَ
تَصَبُّرِي بَعْدَ احْتِرَابِي
أَبْعَدَكَ مَا بَقِيتُ أَبَا خِرَاشٍ ... وَقَدْ
نَغَّصْتَنِي بَرْدُ الشَّرَابِ
قَالَ: وَكَانَ مَخْلَدٌ يُكَنَّى أَبَا خِرَاشٍ
(1/126)
48 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ
الْأَشَجِّ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ لِيَزِيدَ ابْنِهِ:
كَيْفَ تُرَاكَ فَاعِلًا إِنْ وُلِّيتَ؟ قَالَ: يُمَتِّعُ اللَّهُ بِكَ. قَالَ: لَتُخْبِرْنِي.
قَالَ: كُنْتُ وَاللَّهِ يَا أَبَهْ عَامِلًا فِيهِمْ عَمَلَ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ
لَقَدْ جَهِدْتُ عَلَى سِيرَةِ عُثْمَانَ فَمَا أَطَقْتُهَا "
(1/127)
49 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
شُهَدَاءُ الْقَادِسِيَّةِ مِنَ النَّخَعِ أَلْفَانِ وَخَمْسُمِائَةِ مُقَاتِلٍ "
(1/127)
50 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي
عِمْرَانَ، أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
يَقُولُ: «لَا تُفْشِيَنَّ إِلَى امْرَأَةٍ سِرًّا , وَلَا تَطْرُقَنَّ أَهْلَكَ
لَيْلًا , وَلَا تَأْمَنَنَّ ذَا سُلْطَانٍ وَإِنْ كُنْتَ ذَا قَرَابَةٍ»
(1/128)
51 - وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
رِشْدِينُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ
لُقْمَانَ، قَالَ لِابْنِهِ: «اعْتَزِلِ الشَّرَّ يَعْتَزِلْكَ الشَّرُّ , فَإِنَّ
الشَّرَّ لِلشَّرِّ خَلْقٌ»
(1/128)
52 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي
مَرْيَمَ، قَالَ: ذَكَرَ ثَابِتٌ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الزَّاهِدُ سُفْيَانَ
الثَّوْرِيَّ , فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , يَا زَيْنَ
الْفُقَهَاءِ , يَا سَيِّدَ الْعُلَمَاءِ , يَا قَرِيعَ الْفُقَهَاءِ , يَا
جَلِيسَ الضُّعَفَاءِ , يَا نَدِيمَ الْحُكَمَاءِ
[ص:130]
عَلَى مِثْلِهِ تَبْكِي الْعُيُونُ لِفَقْدِهِ ... عَلَى
وَاصِلِ الْأَرْحَامِ وَالْخُلْقُ وَاسِعُ
(1/128)
53 - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ،
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ، وَكَانَ
مُتَعَبِّدًا قَالَ: قَالَ أَبُو زِيَادٍ الْفُقَيْمِيُّ:
[البحر الطويل]
لَقَدْ مَاتَ سُفْيَانُ حَمِيدًا مُبَرَّرًا ... عَلَى
كُلِّ قَارٍ هَيَّجَتْهُ الْمَطَامِعُ
يَلُوذُ بِأَبَوَابِ الْمُلُوكِ بِنِيَّةٍ ...
مُبَهْرَجَةٍ وَالزِّيُّ فِيهِ تَوَاضُعُ
يُشَمِّرُ عَنْ سَاقَيْهِ وَالرَّأْسُ فَوْقَهُ ...
قَلَنْسُوَةٌ فِيهَا اللَّصِيصُ الْمُخَادِعُ
جُعِلْتُمْ فِدَاءً لِلِّذِي صَانَ دِينَهُ ... وَفَرَّ
بِهِ حَتَّى حَوَتْهُ الْمَضَاجِعُ
عَلَى غَيرِ ذَنْبٍ كَانَ إِلَّا تَنَزُّهًا ... عَنِ
النَّاسِ حَتَّى أَدْرَكَتْهُ الْمَصَارِعُ
بَعِيدًا مِنْ أَبْوَابِ الْمُلُوكِ مُجَانِبُ ...
وَإِنْ طَلَبُوهُ لَمْ تَنَلْهُ الْأَصَابِعُ
فَعَيْنِي عَلَى سُفْيَانَ تَبْكِي حَزِينَةً ...
شَجَاهَا طَرِيدٌ نَازِحُ الدَّارِ شَاسِعُ
يُقَلِّبُ طَرْفًا لَا يَرَى عِنْدَ رَأْسِهِ ...
حَمِيمًا قَرِيبًا أَوْجَعَتْهُ الْفَوَاجِعُ
عَلَى مِثْلِهِ تَبْكِي الْعُيُونُ لِفَقْدِهِ ... عَلَى
وَاصِلِ الْأَرْحَامِ وَالْخُلْقُ وَاسِعُ
(1/130)
54 - حَدَّثَنَا ابْنُ حُصَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ،
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: «كَانَ أَبُو بَكْرٍ [ص:131] رَحْمَةُ
اللَّهِ عَلَيْهِ يُخْرِجُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ كَأَنَّهُمَا ضِرَامُ الْعَرْفَجِ»
(1/130)
55 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ الْهَمَذَانِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، عَنْ زَافِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الصَّلْتِ
بْنِ بَهْرَامَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: رَأَى أَبُو بَكْرٍ عَلِيًّا ,
فَقَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَعْظَمِ النَّاسِ مَنْزِلَةً مِنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَقْرَبِهِ قَرَابَةً ,
وَأَفْضَلِهِ وَآلِهِ وَأَعْظَمِهِ غِنًى عَنْ نَبِيِّهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى
هَذَا، فَبَلَغَ عَلِيًّا قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ , فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ إِنْ
قَالَ ذَاكَ إِنَّهُ لَأَوَّاهٌ وَإِنَّهُ لَأَرْحَمُ الْأُمَّةِ إِنَّهُ
لَصَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ
وَإِنَّهُ لَأَعْظَمُ النَّاسِ غِنًى عَنْ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي
ذَاتِ يَدِهِ "
56 - وَحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ نَحْوَهُ
(1/131)
57 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ
التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: دَخَلَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى
عَائِشَةَ فَأَنْشَدَهَا [ص:132]: حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ
وَتُصبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ فَقَالَتْ لَهُ: «لَكِنَّكَ أَنْتَ
لَسْتَ كَذَاكَ»
(1/131)
58 - وَحَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ
هَارُونَ الْبَلْخِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
بَرَكَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا طَافَتْ بِالْبَيْتِ فَقَرَنَتْ
بَيْنَ ثَلَاثَةِ أَسَابِيعَ , ثُمَّ صَلَّتْ بَعْدَ ذَلِكَ سِتَّ رَكَعَاتٍ. قَالَ: وَذُكِرَ
لَهَا حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ فِي الطَّوَافِ، قَالَ: فَابْتَدَرْنَا نَسُبُّهُ فَقَالَتْ
عَائِشَةُ: مَهْ وَبَرَّأَتْهُ أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ قَالَ عَلَيْهَا. وَقَالَتْ:
" إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُدْخِلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِقَوْلِهِ:
[البحر الوافر]
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ
اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزاءُ
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ
مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
[ص:133]
فَأَنْشَدَتْ عَائِشَةُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وَهِيَ
تَطُوفُ فِي الْبَيْتِ
(1/132)
59 - حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، «سُئِلَ عَنْ عَرِبِيَّةِ الْقُرْآنِ، فَيُنْشِدُ
الشِّعْرَ»
(1/133)
60 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيُّ
الطَّحَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْهِلَالِيُّ، عَنْ أَسَدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، عَنِ ابْنِ يَحْيَى بْنِ عَفِيفٍ عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أُرِيدُ [ص:134] شِرَاءَ بَزٍّ
وَعِطْرٍ لِأَهْلِي فَنَزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ فَأَنَا عِنْدَهُ، وَأَنَا
أَنْظُرُ إِلَى الْكَعْبَةِ إِذْ جَاءَ شَابٌّ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ
فَتَوَجَّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَصَلَّى فَجَاءَ غُلَامٌ فَقَامَ عَنْ يَمِينِهِ،
ثُمَّ جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ خَلْفَهُمَا، فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ مَا هَذَا
الَّذِي حَدَثَ فِي بِلَادِكُمْ؟ إِنَّ ذَا لَأَمْرٌ عَظِيمٌ، قَالَ: هَذَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي وَهَذَا
الْغُلَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَهَذِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ.
قَالَ: فَصَلُّوا، قَالَ: إِنَّ ابْنَ أَخِي هَذَا حَدَّثَنَا أَنَّ رَبَّهُ رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَا وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ
عَلَى دِينِ هَؤُلَاءِ غَيْرَ هَؤُلَاءِ
(1/133)
61 - وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
تَعَرَّضَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ لِيُوسُفَ حِينَ مَرَّ بِهَا فِي الطَّرِيقِ،
فَقَالَتِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْمُلُوكَ بِمَعْصِيَتِهِ عَبِيدًا
, وَجَعَلَ الْعَبِيدَ بِطَاعَتِهِ مُلُوكًا , فَتَزَوَّجَهَا فَوَجَدَهَا بِكْرًا
وَكَانَ صَاحِبُهَا مِنْ قَبْلُ لَا يَأْتِي النِّسَاءَ. قَالَ: وَمَاتَ مِنَ النِّسْوَةِ
اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ تِسْعَ عَشْرَةَ امْرَأَةً كَمَدًا، قَالَ:
وَكَانَتْ رُؤْيَا يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ
(1/134)
62 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ حَتَّى صَارَ كَهَيْئَةِ
يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ» , [ص:135] فَقَالَ: كَانَتْ
قُرَيْشٌ يُدْخِلُونَ فِي كُلِّ سَنَةٍ شَهْرًا , فَإِنَّمَا كَانُوا يُوَافِقُونَ
ذَا الْحِجَّةِ فِي كُلِّ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً مَرَّةً فَوَفَّقَ اللَّهُ
رَسُولَهُ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ ذَا الْحِجَّةِ، فَحَجَّ فِيهَا , فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ
حَتَّى صَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ»
فَقُلْتُ لِابْنِ أَبِي نَجِيحٍ: فَكَيْفَ بِحِجَّةِ أَبِي بَكْرٍ وَعَتَّابِ بْنِ
أُسَيْدٍ؟ فَقَالَ: عَلَى مَا كَانَ النَّاسُ يَحُجُّونَ عَلَيْهِ , ثُمَّ فَسَّرَ
ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: كَانُوا يَحُجُّونَ فِي ذِي الْحِجَّةِ , ثُمَّ
الْعَامَ الْمُقْتَبِلَ فِي الْمُحَرَّمِ , ثُمَّ صَفَرٍ حَتَّى يَبْلُغُوا
اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا "
(1/134)
63 - حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ
الْأَعْلَى الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ،
قَالَ: سَمِعْتُهُ يَعْنِي الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ، وَذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} [التغابن: 16]
قَالَ: هَذِهِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ لِأَمِينِ اللَّهِ وَخَلِيفَتِهِ لَيْسَ فِيهَا
تَنْوِيهٍ وَاللَّهِ لَوْ أَمَرْتُ رَجُلًا يَخْرُجُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ ,
فَأَخَذَ مِنْ غَيْرِهِ لَحَلَّ لِي دَمُهُ وَمَالُهُ , وَاللَّهِ لَوْ أَخَذْتُ
رَبِيعَةَ بِمُضَرَ لَكَانَ لِي حَلَالًا يَا عَجَبَاهْ مِنْ عَبْدِ هُذَيْلٍ
زَعَمَ أَنَّهُ يَقْرَأُ قَرْآنًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ , فَوَاللَّهِ مَا هُوَ
إِلَّا رَجَزٌ مِنْ رَجَزٍ الْأَعْرَابِ , وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُ عَبْدِ هُذَيْلٍ
لَضَرَبْتُ عُنُقَهُ يَا عَجَبًا [ص:136] مِنْ هَذِهِ الْحُمُرِ يَعْنِي
الْمَوَالِي، إِنَّ أَحَدَهُمْ يَأْخُذُ الْحَجَرَ فَيَرْمِي بِهِ وَيَقُولُ: لَا
يَقَعُ حَتَّى يَكُونَ خَيْرٌ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ
لِلْأَعْمَشِ , فَقَالَ: «سَمِعْتُهُ مِنْهُ»
(1/135)
64 - حَدَّثَنِي وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: أَتَيْتُ
سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِمَكَّةَ فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَادِمٌ -
يَعْنِي خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - وَلَمْ يَقْدَمْ وَلَا آمَنُهُ عَلَيْكَ , فَأَطِعْنِي
وَاخْرُجْ، , فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ فَرَرْتُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنَ
اللَّهِ، قَالَ: قُلْتُ: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاكَ كَمَا سَمَّتْكَ أُمُّكَ»
(1/136)
65 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ، قَالَ: أَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ حِينَ جِيءَ بِهِ فِي دَارِ
أَبِي سُفْيَانَ وَإِذَا هُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ وَبُنَيَّةٌ لَهُ فِي حِجْرِهِ ,
فَنَظَرَتْ إِلَى الْقَيْدِ فَبَكَتْ، قَالَ: فَشَيَّعْنَاهُ إِلَى بَابِ
الْجِسْرِ فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ الْجِسْرِ قَالَ لَهُ الْحَرَسُ: أَعْطِنَا
كُفَلَاءَ وَإِنَّا نَخَافُ أَنْ تُغْرِقَ نَفْسَكَ، قَالَ يَزِيدُ: فَكُنْتُ
فِيمَنْ كُفِلَ بِهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا
هُوَ ابْنُ قَرْمٍ: قَالَ الْحَجَّاجُ حِينَ قَتَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ:
ائْتُونِي بِسَيْفٍ رَغِيبٍ - يَعْنِي [ص:137]: عَرِيضٌ - اضْرِبُوا قُصَاصَ الْمَنْكِبَيْنِ
وَرَكِبَ سَاعَةَ ضَرَبَ عُنُقَهُ.
قَالَ: فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَطَرَحَ
عَلَيْهِ جِذْمَ حَائِطٍ
(1/136)
66 - حَدَّثَنِي وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ
الْأَجْلَحِ، قَالَ: اخْتَصَمْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ، فِي
الْحَجَّاجِ فَقُلْتُ إِنَّ الْحَجَّاجُ، كَافِرٌ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ:
الْحَجَّاجُ مُؤْمِنٌ ضَالٌّ فَأَتَيْنَا الشَّعْبِيَّ فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا
عَمْرٍو إِنِّي قُلْتُ: إِنَّ الْحَجَّاجَ كَافِرٌ وَإِنَّ هَذَا قَالَ: الْحَجَّاجُ
مُؤْمِنٌ ضَالٌّ , فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: يَا عَمْرُو شَمَّرْتَ ثِيَابَكَ
وَحَلَلْتَ إِزَارَكَ وَقُلْتَ: الْحَجَّاجُ مُؤْمِنٌ ضَالٌّ، كَيْفَ يَجْتَمِعُ
فِي مُؤْمِنٍ إِيمَانٌ وَضَلَالٌ؟ الْحَجَّاجُ مُؤْمِنٌ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ
كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ
"
(1/137)
67 - أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ [ص:138] الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعَ
الْحَجَّاجُ تَكْبِيرًا فِي السُّوقِ وَهُوَ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ , فَلَمَّا انْصَرَفَ
صَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ وَأَهْلَ الشِّقَاقِ
وَالنِّفَاقِ وَمَسَاوِئِ الْأَخْلَاقِ قَدْ سَمِعْتُ تَكْبِيرًا لَيْسَ
بِالتَّكْبِيرِ الَّذِي يُرَادُ اللَّهُ بِهِ فِي التَّرْهِيبُ وَلَكِنَّهُ
التَّكْبِيرُ الَّذِي يُرَادُ بِهِ التَّرْغِيبُ إِنَّهَا عَجَاجَةٌ تَحْتَهَا
قَصْفٌ، أَيْ بَنِي اللَّكِيعَةِ وَعَبِيدَ الْعَصَا وَأَوْلَادَ الْإِمَاءِ أَلَا
يَرْقَا الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَلَى ظُلْعِهِ وَيُحْسِنُ حَمْلَ رَأْسِهِ , وَحَقْنَ
دَمِهِ وَيُبْصِرُ مَوْضِعَ قَدَمِهِ، وَاللَّهِ مَا أَرَى الْأُمُورَ تَنْفَكُّ
بِي وَبِكُمْ حَتَّى أَوْقِعَ بِكُمْ وَقْعَةً تَكُونُ نَكَالًا لِمَا قَبْلَهَا وَتَأْدِيبًا
لِمَا بَعْدَهَا "
(1/137)
68 - وَأَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَوَانَةَ قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ لِلْحَكَمِ بْنِ الْمُنْذِرِ
بْنِ الْجَارُودِ: مَا تَلْبَسُ فِي الشِّتَاءِ؟ قَالَ: ظَاهِرَ الْخَزِّ [ص:139]
قَالَ: فَفِي الرَّبِيعِ؟ قَالَ: الْعَصْبُ، قَالَ: فَفِي الصَّيْفِ؟ قَالَ:
ثِيَابَ سَابُورَ؟ قَالَ: فَتَشْرَبُ اللَّبَنَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ:
لِأَنَّهُ مَذْفَرَةٌ مَبْخَرَةٌ مَجْفَرَةٌ قَالَ: فَتَشْرَبُ الطِّلَاءَ؟ قَالَ: لَا قَالَ: لِمَ؟
قَالَ: لِأَنَّهُ مَيْأَسَةٌ مَنْفَحَةٌ مَقْطَعَةٌ، قَالَ: فَمَا تَشْرَبُ؟
قَالَ: نَبِيذَ الدَّقَلِ فِي الصَّيْفِ وَنَبِيذَ الْعَسَلِ فِي الشِّتَاءِ،
قَالَ: أَنْتَ الَّذِي يَقُولُ لَكَ الشَّاعِرُ:
يَا حَكَمُ بْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَارُودِ ...
سُرَادِقُ الْمَجْدِ عَلَيْكَ مَمْدُودُ؟
أَنْتَ الْجَوَّادُ وَالْجَوَّادُ مَحْمُودُ
قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَجْعَلَنَّ
سُرَادِقَكَ السِّجْنَ، ثُمَّ قَالَ الْحَكَمُ:
مَتَى مَا أَكُنْ فِي السِّجْنِ فِي حَبْسِ مَاجِدٍ ...
فَإِنِّي عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ صَبُورُ؟
فَلَوْ كُنْتُ خِفْتُ النِّكْثَ وَالْغَدْرَ لَمْ أُجِبْ
... دُعَاكَ إِذْ كَانَ الْأَمَانُ غُرُورُ
[ص:140]
لَقَدْ كُنْتُ دَهْرًا مَا أُخَوَّفُ بِالَّتِي ...
تَخَافُ وَمَا يَسْطُو عَلَيَّ أَمِيرُ
,
فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: " مَا لَكَ لَا تُبَالِي
مَنْ تَزَوَّجْتَ؟ قَالَ: إِنِّي لَا أَتَشَرَّفُ بِهِنَّ وَهُنَّ يَتَشَرَّفْنَ بِي "
(1/138)
69 - حَدَّثَنِي هَارُونُ أَبُو بِشْرٍ الْكُوفِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:
كَانَ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيُّ يُصَلَّى مَعَنَا الْفَجْرَ ,
ثُمَّ يَقْعُدُ حَتَّى يُصْبِحَ ثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ , إِنَّكَ شَرِيفٌ
تُحِبُّ الشَّرَفَ وَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّى شَرِيفٌ فَاغْفِرْ لِي. قَالَ:
قُلْتُ: كَيْفَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ وَقَدْ خَرَجْتَ إِلَى ابْنِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعَنْتَ عَلَى قَتْلِهِ قَالَ:
وَيْحَكَ فَكَيْفَ نَصْنَعُ إِنْ أُمَرَاؤُنَا هَؤُلَاءِ أَمَرُونَا بِأَمْرٍ
فَلَمْ نُخَالِفْهُمْ , وَلَوْ خَالَفْنَاهُمْ كُنَّا شَرًّا مِنْ هَذِهِ
الْحُمُرِ السُّقَّاءَاتِ
"
(1/140)
70 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ مُحْرِزٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ سَيْفِ بْنِ أَبِي
الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَمُشَارَةَ النَّاسِ
فَإِنَّهَا تَدْفِنُ الْغُرَّةَ وَتُظْهِرُ الْعَوْرَةَ»
(1/141)
71 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «إِنْ
لَمْ يَكُنْ لَنَا خَيْرٌ فِيمَا نَكْرَهُ لَمْ يَكُنْ لَنَا خَيْرٌ فِيمَا
نُحِبُّ»
(1/142)
72 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ:
«يَنْزِلُ الْبَلَاءُ فَيُسْتَخْرَجُ بِهِ الدُّعَاءُ»
(1/142)
73 - حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ:
أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ لِحَاجِزٍ الْأَزْدِيِّ:
إنِّي امْرُؤٌ قَدْ أَلقَحَ الْحَرْبَ ... وَإِنْ
كَانَتْ كِشَافَا
فَإِذَا مَا نَتَجَتْ لَمْ ... تُنْتِجْ إِلَّا خِلَافَا
[ص:143]
ثُمَّ مَا إِنْ تَمْتَرِي ... دَرَّتُهَا إِلَّا
ذُعَافَا
حِينَ يَعْشَى الدَّهْمُ بِالدَّهْمِ ... وَيَنْسَوْنَ
الْوِقَافَا
فَتَرَى الْقِرْنَ مَعَ الْقِرْنِ ... صَرِيعَيْنِ رِدَافَا
لَا يَعَافَانِ الْمَنَايَا ... وَبَلَايَاهَا عِيَافَا
وَلَقَدْ يَحْمَدُنِي الضَّيْفُ ... إِذَا ذَمَّ
الضِّيَافَا
وَلَقَدْ أَرْوِي نَدَامَايَ ... مِنَ الْخَمْرِ
سُلَافَا
تِهْوَةٌ تَتْرُكُ ذَا الْحِلْمِ ... كَئِيبًا
مُسْتَضَافَا
مِنْ أَبَارِيقَ تَرَاهَا لُثْمًا ... تَمُرُّ عِكَافَا
وَبَنُو مَجْدٍ قُعُودًا ... يَتَعَاطَوْنَ الصِّحَافَا
قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: بَنُو مَجْدٍ تَيْمِ بْنِ غَالِبِ
بْنِ فِهْرٍ وَهِيَ أُمُّ كِلَابٍ وَكَعْبٍ وَكُلَيْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ
عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا لَبِيدٌ:
سَقَى قَوْمِي بَنِي مَجْدٍ وَأَسْقَى ... نُمَيْرًا
وَالْقَبَائِلَ مِنْ هِلَالِ
(1/142)
74 - أَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ:
سَأَبْكِيكَ بِالْبِيضِ الرِّقَاقِ وَبِالْقَنَا ...
فَإِنَّ بِهَا مَا يَطْلُبُ الْمَاجِدُ الْوَتَرَا
وَلَسْنَا كَمَنْ يَبْكِي أَخَاهُ بِعَبْرَةٍ ...
وَيَعْصِرُهَا مِنْ جَفْنِ مُقلَتِهِ عَصْرَا
وَإِنَّا أُنَاسٌ مَا تَفِيضُ دُمُوعُنَا ... عَلَى
هَالِكٍ مِنَّا وَلَوْ قَصَمَ الظَّهْرَا
(1/143)
حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْهَزْهَازِ بْنِ مَيْزَنٍ، قَالَ: سَمِعَ عَدِيُّ
بْنُ فَرَسٍ رَجُلَيْنِ مِنَ الْحَيِّ يَذْكُرَانِهِ بِمَكْرُوهٍ , وَهُوَ
مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ مِنَ الْعَصْرِ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: قَدْ
سَمِعْتُ كَلَامَكُمَا آنِفًا اسْتَغْفِرَا اللَّهَ مَا قُلْتُمَا وَتَوَضَّيَا
(1/143)
76 - وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْهَزْهَازِ بْنِ مَيْزَنٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَدِيَّ بْنَ
فَرَسٍ لَمْ يَعْظُمْ لِسَانُهُ فِي فِيهِ فَيَسْمَحُ وَلَمْ يَصْغُرْ فَيَطِيشُ "
(1/144)
77 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ
الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ،
عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يُظْلَمُ مَظْلَمَةً فَيُغْضِي
عَنْهَا ابْتِغَاءً لِوَجْهِ اللَّهِ إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا»
(1/144)
78 - حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ،
عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: «إِنَّ
الرَّجُلَ لَيَظْلِمُنِي فَأَرْحَمُهُ»
(1/144)
79 - وَحَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا
الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، قَالَ: كَانَ
يُقَالُ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُتْحِفَ عَبْدًا قَيَّضَ لَهُ مَنْ
يَظْلِمُهُ»
(1/144)
أَنْشَدَنِي مَحْمُودٌ الْوَرَّاقُ:
إِنِّي شَكَرْتُ لِظَالِمِي ظُلْمِي ... وَغَفَرْتُ
ذَاكَ لَهُ عَلَى عِلْمِي
وَرَأَيْتُهُ أَسْدَى إِلَيَّ يَدًا ... لَمَّا أَبَانَ
بِجَهْلِهِ حِلْمِي
[ص:145]
رَجَعَتْ إِسَاءَتُهُ عَلَيْهِ وَإِحْسَانِي ... فَآبَ
مُضَاعِفَ الْجُرْمِ
وَغَدَوْتُ ذَا أَجْرٍ وَمَحْمَدَةٍ ... وَغَدَا
بِكَسْبِ الذَّمِّ وَالْإِثمِ
مَازَالَ يَظْلِمُنِي وَأَرْحَمُهُ ... حَتَّى بَكَيْتُ
لَهُ مِنَ الظُّلْمِ
(1/144)
81 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «أَيُّهَا الْمُتَصَدِّقُ
عَلَى الْمِسْكِينِ تَرْحَمَةً ارْحَمْ مَنْ ظَلَمْتَ»
(1/145)
82 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
«لَا يَنْبَغِي لِلْقَاضِي إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَالِمًا فَهِمًا صَارِمًا»
(1/145)
83 - وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ زُفَرَ، أَنَّهُ
أَخْبَرَهُ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسَأَلَنِي مَنْ
عَلَى قَضَايَاِكُمْ؟ قُلْتُ: الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَيْفَ عِلْمُهُ؟
قُلْتُ: عَالِمٌ فِيمَا فَهِمَ، قَالَ: فَمَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟
قُلْتُ: أَتْقَاهُمْ "
(1/145)
84 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ
الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُحَارِبٍ،
قَالَ: صَحِبْنَا الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَغَلَبَنَا بِثَلَاثٍ:
بِطُولِ الصَّمْتِ وَسَخَاءِ النَّفْسِ وَكَثْرَةِ الصَّلَاةِ "
(1/146)
85 - حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ
الْجَحْدَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «لَا
يَنْبَغِي لِلْقَاضِي أَنْ يَكُونَ قَاضِيًا حَتَّى يَكُونَ فِيهِ خَمْسُ خِصَالٍ
أَيَّتُهُنَّ أَخْطَأَتْهُ كَانَ فِيهِ خَلَلًا حَتَّى يَكُونَ عَالِمًا قَبْلَ
أَنْ يُسْتَعْمَلَ مُسْتَشِيرًا لِأَهْلِ الْعِلْمِ , مُلْقِيًا لِلرَّثْعِ ,
مُنْصِفًا لِلْخَصْمِ , مُحْتَمِلًا لِلْأَئِمَّةِ»
(1/146)
86 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ
الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي غَيْلَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
«ثَلَاثٌ إِذَا كُنَّ فِي الْقَاضِي فَلَيْسَ بِقَاضٍ إِذَا كَرِهَ اللَّوَائِمَ ,
وَأَحَبَّ [ص:147] الْمَحْمَدَةَ , وَكَرِهَ الْعَزْلَ»
(1/146)
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
ابْنُ أَبِي غَيْلَانَ الْفِلَسْطِينِيُّ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: "
ثَلَاثٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْقَاضِي فَلَيْسَ بِقَاضٍ: يُشَاوِرُ وَإِنْ
كَانَ عَالِمًا، وَلَا يَسْمَعُ شَكِيَّةً مِنْ أَحَدٍ مَعَهُ خَصْمُهُ وَيَقْضِي
إِذَا فَهِمَ "
(1/147)
88 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ
الشَّعْبِيِّ فَقَضَى بَيْنَ اثْنَيْنِ فَبَصَّرْتُهُ بَعْدُ , فَرَجَعَ إِلَى
قُولِي
89 - قَالَ سُفْيَانُ: كَانَتِ الْقُضَاةُ لَا تَسْتَغْنِي
أَنْ يَجْلِسَ إِلَيْهِمْ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ يُقَوِّمُهُمْ إِذَا أَخْطَئُوا
(1/147)
90 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ شُبْرُمَةَ عَنْ
مسْأَلَةٍ، فَأَفْتَى فِيهَا فَلَمْ يُصِبْ: فَقَالَ لَهُ نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ
بُخَارِيٌّ: انْظُرْ فِيهَا تَثَبَّتْ يَا ابْنَ شُبْرُمَةَ فَعَرَفَ أَنَّهُ لَمْ
يُصِبْ , فَقَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
كَادَتْ تَزِلُّ بِنَا مِنْ حَالِقٍ قَدَمُ ... لَوْلَا
تَدَارَكَهَا نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ
(1/148)
91 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
صَالِحٌ الشَّنِّيُّ، مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ
السَّدُوسِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَتَذَاكَرْنَا أَمْرَ الْقَاضِي
فَقَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«لَتَأْتِيَنَّ عَلَى الْقَاضِي الْعَدْلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَاعَةٌ تَمَنَّى
أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَضَى بَيْنَ اثْنَيْنِ [ص:149] فِي تَمْرَةٍ قَطُّ»
(1/148)
92 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ:
رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ تَوَضَّأَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لِيُصَلِّيَ , فَقَالَ لَهُ
ابْنُ أُخْتِهِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ: يَا خَالِي، إِنِّي سَمِعْتُ نَاسًا
فِي الْمَسْجِدِ يَقُولُونَ: إِنَّ الشِّعْرَ يَنْقُضُ الْوُضُوءَ، قَالَ:
فَأَنْشَدَ مُحَمَّدٌ عَشَرَةَ أَبْيَاتٍ مِنْ شِعْرِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ مِنْ
هِجَائِهِ. قَالَ جَرِيرٌ: فَحَفِظْتُ مِنْ قَوْلِهِ:
[البحر الطويل]
يُنازِعُهَا جِلْدُ اسْتِهَا وَتُنَازِعُهْ
«ثُمَّ كَبَّرَ مُحَمَّدٌ لِلصَّلَاةِ»
(1/149)
93 - وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي بَزَّةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا، يَقُولُ: «الشِّعْرُ عِلْمُ قَوْمٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ
عِلْمٌ غَيْرُهُ وَإِنَّمَا هُوَ كَلَامٌ فَمَا كَانَ مِنْهُ حَسَنًا فَهُوَ
حَسَنٌ , وَمَا كَانَ مِنْهُ قَبِيحًا فَهُوَ قَبِيحٌ»
(1/149)
94 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ قَرِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَظُنُّهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: كَانَ - يَعْنِي
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يُنْشِدُ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ شَيْئًا حَتَّى
كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَقُولُ مِنْ كَثْرَةِ مَا يَتَمَثَّلُ "
(1/150)
95 - وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سِيرِينَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
لَقَدْ أَصبَحَتْ عِرْسُ الْفَرَزْدَقِ نَاشِزًا ...
وَلَوْ رَضِيَتْ رُمْحَ اسْتِهِ لْاستَقَرَّتِ
(1/150)
96 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ قَرِيبٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ،
مِنْ بَنِي يَرْبُوعَ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي رِيَاحٍ قَالَ: كَانَ الْأَحْوَصُ وَالْأُبَيْرِدُ
مِنْ آلِ عَتَّابِ بْنِ هَرَمِيِّ بْنِ رِدْفِ الْمَلِكِ وَكَانَ سُحَيْمُ بْنُ
وُثَيْلٍ مِنْ آلِ حِمْيَرِيِّ بْنِ رِيَاحٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْأُبَيْرِدِ
وَإِلَى الْأَحْوَصِ يَطْلُبُهُمَا قَطْرَانًا لِإِبِلِهِ فَقَالَا: إِنْ
أَبْلَغْتَ ابْنَ وَثِيلٍ هَذَا الْبَيْتَ أَعْطَيْنَاكَ قَطْرَانًا اذْهَبْ
فَقُلْ لَهُ:
[البحر الوافر]
إِنَّ بَدَاهَتِي وَحِرَاءَ حَوْلٍ ... لَذُو شَقٍّ
عَلَى الْحَطْمِ الْحَرُونِ
قَالَ:
فَأَخَذَ ابْنُ وَثِيلٍ عَصَاهُ , وَانْحَدَرَ عَلَى
الْوَادِي , فَجَعَلَ يُقْبِلُ فِيهِ وَيُدْبِرُ [ص:151] وَيُهَمْهِمُ بِالشِّعْرِ
, ثُمَّ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَقُلْ لَهُمَا:
إِنَّ عُلَالَتِي وَحَرَّاءَ حَوْلِي ... لَذُو شَقٍّ
عَلَى الضَّرْعِ الظُّنُونِ
عَذَرْتُ الْبُزْلَ إِنْ هِيَ خَاطَرَتْنِي ... فَمَا
بَالِي وَبَالُ ابْنَيْ لَبُونِ
وَإِنَّ قَنَاتَنَا مُشْطٌ شَظَاهَا ... شَدِيدٌ
مَدَّهَا عُنُقَ الْقَرِينِ
أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا ... مَتَى
أَضَعُ الْعِمَامَةَ تَعْرِفُونِي
أَنَا ابْنُ الْعِزِّ مِنْ سَلَفِي رِيَاحٌ ... كَنَصْلِ
السَّيْفِ وَضَّاحُ الْجَبِينِ
وَإِنَّ مَكَانَنَا مِنْ حِمْيَرِيٍّ ... مَكَانُ
اللَّيْثِ مِنْ وَسَطِ الْعَرِينِ
سَأَجْنِي مَا جَنَيْتُ وَإِنَّ ظَهْرِي ... لَذُو سَنَدٍ
إِلَى نَضَدٍ أَمِينِ
فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَأَنْشَدَ هَذَا الشِّعْرَ
الْأَحْوَصَ وَالْأُبَيْرِدَ فَجَاءَا إِلَى ابْنِ وَثِيلٍ , فَاعْتَذَرا، فَقَالَ
ابْنُ وَثِيلٍ: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَرَى أَنَّهُ ضَيَّعَ شَيْئًا حَتَّى
يَقِيسَ شِعْرَهُ بِشِعْرِنَا وَحَسَبَهُ بِحَسَبِنَا , وَيَسْتَطِيفُ بِنَا
اسْتَطَافَةَ الْمُهْرِ الْأَرِنِ قَالَا: فَهَلْ إِلَى النُّرُوعِ مِنْ سَبِيلٍ؟
قَالَ: نَعَمْ، إِنَّا لَمْ يُبْلَغْ أَحْسَابُنَا
(1/150)
97 - حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الْمَرْوَزِيَّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِوَهْبِ بْنِ
مُنَبِّهٍ: إِنَّ فُلَانًا شَتَمَكَ، قَالَ: أَمَا وَجَدَ الشَّيْطَانُ بَرِيدًا
غَيْرَكَ؟
(1/151)
وَحَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ هَامَانَ الْمَرْوَزِيِّ، قَالَ: قَالَ
وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: «احْتِمَالُ بَعْضِ الذُّلِّ خَيْرٌ مِنَ انْتِصَارٍ يَزِيدُ
صَاحِبَهُ قَمَاءَةً»
(1/151)
99 - وَحَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ:
سَمِعْتُ هَانِئَ بْنَ النَّضْرِ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِقَوْمٍ فَشَتَمَهُ سَفِيهُهُمْ
, فَقَالَ:
[البحر البسيط]
يَا أُمَّ عَمْرٍو أَلَا تَنْهَوْا سَفِيهَكُمْ ...
إِنَّ السَّفِيهَ إِذَا لَمْ يُنْهَ مَأَمُورُ
(1/152)
100 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
قَالَ: تُوُفِّيَ ابْنٌ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ يُكَنَّى أَبَا الْحَصِينِ ,
فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا الْحَصِينِ وَاللَّهِ إِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُهُ بَرًّا
بِوَالِدَيْهِ وَصُولًا لِرَحِمِهِ بَعِيدًا مِمَّا يَقْتَرِفُ الشُّبَّانُ
وَلَقَدْ ذَكَرْتُ عِنْدَ مَوْتِهِ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
[البحر الطويل]
فَوَاللَّهِ لَا أَنْسَى قَتْيلًا رُزِيتُهُ ...
بِجَانِبِ قَوْسِي مَا مَشَيْتُ عَلَى الْأَرْضِ
ثُمَّ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَنْسَاهُ , فَقَالَ:
بَلَى , إِنَّهَا تَعْفُو الْكُلُومُ وَإِنَّمَا ...
تُوَكَّلُ بِالْأَدْنَى وَإِنْ جَلَّ مَا يَمْضِي
(1/152)
101 - وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَتِ الْمُحَيَّاةُ بِنْتُ طَلْقٍ الْجُشَمِيَّةُ مِنْ
بَنِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ وَجَاءَ الْعَصَبَةُ يَقْتَسِمُونَ دَارَهَا
فَسَمِعَتْ أَصْوَاتَهُمْ، فَقَالَتْ:
يَا دَعْوَةً مَا دَعَوْتِي عَامِرًا ... بِاللَّهِ لَوْ
يَسمَعْنِي لَاسْتَجَابْ
تَاللَّهِ لَوْ يَسْمَعُ دَعْوَاهُمُ ... لَفَلَّهُمْ
عَنِّي بِظُفْرٍ وَنابْ.
فَرَجَعُوا عَنْهَا ثُمَّ عَادُوا فَقَالَتْ:
لَقَدْ بُدِّلَتْ دَارُ الْأَحِبَّةِ مِنْهُمُ ...
مَوَالِيَ مِنْهُمُ مُلْحَقُونَ وَتابِعُ
فَلْو أَنَّ دَارًا أَعْوَلَتْ فَقْدَ أَهْلِهَا ...
بَكَتْ دَارُنَا وَالْتَجَّ مِنْهَا الْمَسَامِعُ
[ص:153]
فَرَجَعُوا فَمَكَثُوا حِينًا ثُمَّ عَادُوا فَقَالَتْ:
الدَّارُ تَبْكِي أَهْلَهَا ... وَبُكَاؤُهَا شَيْءٌ
عَجِيبُ
فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ تَرَكُوهَا
(1/152)
102 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
قَالَ: أَوْصَتْ أَعْرَابِيَّةٌ مِنْ بَنِي جُشَمٍ بِنْتًا لَهَا لَيْلَةَ
هِدَائِهَا فَقَالَتْ:
[البحر الرجز]
سَلِيلَةُ السَّادَةِ مِنْ فَرْعَيْ جُشَمْ
مَضَى الشَّبَابُ وَدَنَا وَفْدُ الْهَرَمْ
وَهَاضَنِي الدَّهْرُ بِتَعْرَاقِ السَّقَمْ
[البحر المنسرح]
وَقَرُبَ الْقَوْلُ مَضَتْ أُمُّ الْحَكَمْ
وَرَاغِمٌ نَاعٍ وَحَقَّ مَا زَعَمْ
بِأَنَّنِي رَهْنُ ضَرِيحٍ وَرَجَمْ
فَاللَّهَ فَاخْشِي وَارْهَبِي لِذْعَ الْكَلِمْ
وَحَالِفِي الصِّدْقَ وَمَحْمُودَ الشِّيَمْ
فَالصِّدْقُ لِلْبِرِّ وَلِلْفَضْلِ الْكَرَمْ
وَالْبَعْلُ لَا تُزْرِي بِهِ عِنْدَ الْعَدَمْ
وَلَا تُذِيعِنَّ عَلَيْهِ مَا كَتَمْ
وَلَا تَرُدِّي قَوْلَهُ إِذَا احْتَدَمْ
فَإِنَّهُ يَعْقُبُ مَذْمُومَ النَّدَمْ
هَذِي وَصَاتِي قَبْلَ حِينَ أَخْتَرِمْ
(1/153)
103 - وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ، أَنَّ أَعْرَابِيَّةً،
مِنْ صَبَاحٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ أَوْصَتِ ابْنَتَهَا عِنْدَ هِدَائِهَا
فَقَالَتْ:
[البحر الرجز]
لَا تَهْجُرِي فِي الْقَوْلِ لِلْبَعْلِ وَلَا ...
تُغْرِيهِ بِالشَّرِّ إِذَا مَا أَقْبَلَا
فَأَوَّلُ الشَّرِّ يَكُونُ جَلَلًا مُحْتَقَرًا ثُمَّ
يَصِيرُ مُعْضَلَا
وَلَا تُثْنِينَ عَلَيْهِ بُخْلًا ... لِتَكْشِفِي مِنْ
أَمْرِهِ مَا جُهِلَا
(1/154)
104 - حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: «بِرُّ الْإِخْوَانِ حِصْنٌ مِنْ مُذَمَّتِهِمْ»
(1/154)
105 - وَحَدَّثَنِي حُسَيْنٌ قَالَ بَعْضُ
الْقُرَشِيِّينَ: «أَقَلُّ النَّاسِ عَقْلًا مَنْ فَرَّطَ فِي اكْتِسَابِ
الْإِخْوَانِ؛ لِأَنَّهُمْ حِلْيَةُ الرَّجُلِ وَأَقَلُّ مِنْهُ عَقْلًا مَنْ
ظَفِرَ بِإِخْوَانٍ فَضَيَّعَهُمْ»
(1/154)
106 - أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَتَصْبُو وَقَدْ أُلْجِمْتَ بِالشَّيْبِ لِلْبِلَى ...
وَمَدَّ عَلَى الْخَدَّيْنِ مِنْكَ عَذَارُهُ
وَلَاحَ عَلَى الْفَوْدَيْنِ مِنْكَ بَيَاضُهُ ... كَمَا
لَاحَ مِنْ بَعْضِ الظَّلَامِ نَهَارُهُ
فَأَيْنَ إِلَى أَيْنَ الْوُثُوبِ وَقَدْ نَعَى ...
شَبَابَكَ شَيْبٌ قَدْ عَلَاكَ وَقَارُهُ
قَعِيدُكَ إِنَّ الشَّيْبَ أَفْظَعُ نَازِلٍ ... إِذَا
حَلَّ لَمْ يَرْحَلْ وَقَرَّ قَرَارُهُ
(1/155)
107 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ:
سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: «وُلِدْتُ عَامَ جَلُولَاءَ»
(1/155)
108 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: كَانَ يَوْمُ جَلُولَاءَ فِي تِسْعَ [ص:156]
عَشْرَةَ فِي سَبْعِ سِنِينَ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ وَجَلُولَاءُ بِالْكُوفَةِ "
(1/155)
109 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ
الْأَزْدِيُّ، قَالَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ
الرَّحَبِيُّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ
اللَّخْمِيِّ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ
إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ كِتَابًا فَقَرَأَهُ عَلَى النَّاسِ
بِالْجَابِيَةِ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَبِي
عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ سَلَامٌ عَلَيْكَ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ لَمْ
يُقِمْ أَمْرَ اللَّهِ فِي النَّاسِ إِلَّا حَصِيفُ الْعُقْدَةِ بَعِيدُ
الْغِرَّةِ لَا يَطَّلِعُ النَّاسُ مِنْهُ عَلَى عَوْرَةٍ وَلَا يَحْنَقُ فِي
الْحَقِّ عَلَى جَرَّةٍ وَلَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَالسَّلَامُ
عَلَيْكَ. قَالَ: وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي كَتَبْتُ
إِلَيْكَ بِكِتَابٍ لَمْ آلُكَ وَنَفْسِي فِيهِ خَيْرًا الْزَمْ خَمْسَ خِلَالٍ
يَسْلَمْ لَكَ دِينُكَ وَتَحْظَى بِأَفْضَلِ حَظِّكَ، إِذَا حَضَرَكَ الْخَصْمَانِ
فَعَلَيْكَ بِالْبَيِّنَاتِ الْعُدُولِ وَالْأَيْمَانِ [ص:157] الْقَاطِعَةِ ثُمَّ
أَدْنِ الضَّعِيفَ حَتَّى يَنْبَسِطَ لِسَانُهُ وَيَجْتَرِئَ قَلْبُهُ وَتَعَاهَدِ
الْغَرِيبَ فَإِنَّهُ إِذَا طَالَ حَبْسُهُ تَرَكَ حَاجَتَهُ وَانْصَرَفَ إِلَى أَهْلِهِ
وَإِذَا الَّذِي أَبْطَلَ حَقَّهُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِهِ رَأْسًا، وَاحْرُصْ
عَلَى الصُّلْحِ مَا لَمْ يَتَبَيَّنْ لَكَ الْقَضَاءُ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ "
(1/156)
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ
بْنُ الْحُبَابِ الْعُكْلِيُّ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
الثَّقَفِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: كَتَبَ
الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا
بَعْدُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ عَرَضَتْ لِي أَسَقَامٌ وَأَوْجَاعٌ
فَدَخَنَتْ عَلَيَّ نَفْسِي مِنْهَا فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَبْعَثَ إِلَيَّ بَعْضَ
أَطِبَّائِكَ فَافْعَلْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، قَالَ: فَبَعَثَ
إِلَيْهِ طَبِيبًا فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ الطَّبِيبُ قَالَ لَهُ: يَا طَبِيبُ
وَلَا طَبِيبَ إِلَّا اللَّهُ انْعَتْ لِي مِنْ وَجَعِي الَّذِي بِي. قَالَ: فَمَا
هُوَ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ؟ قَالَ: تُخَمٌ أَجِدُهَا، قَالَ: إِنَّهُ لَمْ
يَكُنْ تُخْمَةٌ قَطُّ إِلَّا وَأَصْلُهَا مِنْ قِبَلِ الشَّرَابِ وَسَوْفَ
أَنْعَتُ لَكَ الْأَشْرِبَةَ وَأَضَعُهَا مَوَاضِعَهَا فَإِنْ أَصَبْتُ كَانَ لِي
بِذَلِكَ عِنْدَكَ عَطَاءٌ جَزْلٌ وَإِنْ أَخْطَأْتُ فَقَدْ حَلَّتْ لَكَ
عُقُوبَتِي، وَكَانَ الْحَجَّاجُ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ , فَقَالَ: نَحْنُ آخِذُوكَ
بِمَا قُلْتَ هَاتِ مَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: الْأَشْرِبَةُ خَمْسَةٌ، قَالَ: مَا
هِيَ؟ قَالَ: الْمَاءُ وَالطِّلَاءُ وَاللَّبَنُ وَالْعَسَلُ وَالسَّوِيقُ، قَالَ فَأَيْنَ
النَّبِيذُ؟
(1/157)
قَالَ: لَيْسَ مِنْ شَرَابِ النَّاسِ الْأَوَّلِ
وَلَيْسَ أَصْلُهُ عِنْدَنَا فِي الطِّبِّ، وَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ أَحْدَثَهُ
النَّاسُ. قَالَ. فَانْعَتْ لِي قَالَ: أَمَّا الْمَاءُ: فَقَاضِي الْقُضَاةِ
وَلَا يَصْلُحُ شَيْءٌ إِلَّا بِهِ وَهُوَ خَيْرُهَا وَأَصَحُّهَا وَأَجَلُّهَا،
وَأَمَّا الطِّلَاءُ: فَإِنَّهُ فَتَى الْفِتْيَانِ يَسُرُّ صَاحِبَهُ مَرَّةً
وَيَسُوءُهُ مَرَّةً أُخْرَى، إِذَا شَرِبَهُ صَاحِبُهُ تَلَقَّتْهُ الْعُرُوقُ
فَاتِحَةً أَفْوَاهَهَا كَأَفْوَاهِ الْفِرَاخِ الَّتِي رَأَيْتَ، مُحَسِّنَةٌ لِلَّوْنِ
مُطَيِّبَةٌ لِلنَّفَسِ، وَأَمَّا اللَّبَنُ: فَإِنَّ صَاحِبَهُ إِذَا شَرِبَهُ
فَإِنَّهُ يَقْصُدُ لِلْقَلْبِ حَتَّى يَنْتَفِضَ مِنْهُ صَاحِبُهُ كَانْتِفَاضِ
الْعُصْفُورِ الَّذِي رَأَيْتَ مِنَ بَلَلِ الْمَطَرِ يَجْلُو الْبَصَرَ
وَيُخْمِصُ الْبَطْنَ وَيُذْهِبُ الْقَرْمَ قَرْمَ اللَّحْمِ وَيَحْمِلُ اللَّحْمَ
عَلَى رُءُوسِ الْعِظَامِ تُحْفَةٌ لِلْكَبِيرِ وَيُغَذِّي الْكَسِيرِ وَيَفُكُّ
الْأَسِيرَ، وَأَمَّا الْعَسَلُ: فَإِنَّ صَاحِبَهُ إِذَا شَرِبَهُ يَجْثُمُ عَلَى
رَأْسِ الْمَعِدَةِ , ثُمَّ يَقْذِفُ بِالدَّاءِ يَزِيدُ فِي الْعُرُوقِ وَيَزِيدُ
فِي الطَّرْقِ، وَأَمَّا السَّوِيقُ: فَإِنَّهُ مَنْفَخَةٌ بَيْنَ الْجِلْدِ
وَاللَّحْمِ مَعْمُورٌ مَقْهُورٌ فِي الْحَضَرِ قَوِيُّ مُجْزِئٌ فِي السَّفَرِ،
قَالَ الْحَجَّاجُ: مَا سَمِعْنَا كَالْيَوْمِ أَحْسَنَ وَلَا أَجْمَلَ مَا
أَرَاكَ إِلَّا قَدِ اسْتَوْجَبْتَ عَلَيْنَا الْعَطَاءَ الْجَزْلَ فَانْعَتِ
النَّبِيذَ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ نَعْتِهِ قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ
أَمَّا إِذَا أَبِيتَ عَلَيَّ فَإِنَّهُ يَقْصِدُ لَقُبُلِ الرَّجُلِ حَتَّى
يُسْهِلْهُ فَضَحِكَ الْحَجَّاجُ حَتَّى رَكَضَ مِرْفَقَتَيْنِ بِرِجْلِهِ ثُمَّ
كَانَ أَوَّلَ دَاخِلٍ عَلَيْهِ مِنَ الْأَطِبَّاءِ وَآخِرَ خَارِجٍ "
(1/158)
111 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ فَرَجِ بْنِ [ص:159] فَضَالَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ
بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ إِمَامٍ يَعْفُو عِنْدَ الْغَضَبِ إِلَّا عَفَا اللَّهُ
عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
(1/158)
112 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ
رِفَاعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَامِرِ بْنِ يَزِيدَ
بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ لَنَا
الشَّعْبِيُّ: " أَيُّ يَوْمٍ أَشَدُّ؟ قَالَ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ:
فَكَذَاكَ كُلُّ مَا قُرِّبَ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَهُوَ أَشَدُّ مِنَ
الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ
"
(1/159)
113 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: يَحْيَى
بْنُ بَشِيرٍ الْجَزَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ، قَالَ:
" أَرْبَعٌ لَا يَشْبَعْنَ مِنْ أَرْبَعٍ: الْعَيْنَانِ مِنَ النَّظَرِ
وَالْأَرْضُ مِنَ الْمَطَرِ وَالْأُنْثَى مِنَ الذَّكَرِ وَطَالِبُ الْعِلْمِ مِنْ
طَلَبِهِ "
(1/160)
114 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِتَمْرٍ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُ وَيُبْقِي مِنْهُ
الشَّيْءَ "
(1/160)
115 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ
الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَزْمٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بْنَ عُبَيْدٍ، قَالَ: «أَدْرَكْنَا أَقْوَامًا
فَجَالَسْنَاهُمْ فَنَفَعَنَا اللَّهُ بِمُجَالَسَتِهِمْ فِي دِينِنَا
وَمَعَايِشِنَا فَأَصْبَحْنَا الْيَوْمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمٍ نُجَالِسُهُمْ فَيُنْسُونَا
مَا سَمِعْنَا مِنْ أُولَئِكِ»
(1/160)
116 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي أَسْمَاءَ ذَكَرَ
النَّقْصَ , فَقَالَ: «بَقِينَا فِي قَوْمٍ يَكْرَهُ أَحَدُهُمْ أَنْ يُغْتَابَ
وَيُعْجِبُهُ أَنْ يُغْتَابَ عِنْدَهُ»
(1/160)
117 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُفَيْدٍ الْعَائِشِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: «إِنَّهُ لَيَبْلُغُنِي أَنَّ الرَّجُلَ،
يُولَدُ لَهُ الْوَلَدُ فَيَفْرَحُ بِهِ فَأَخْتَبِيهَا فِي عَقْلِهِ»
(1/161)
118 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، قَالَ:
«شَهِدَ صِفِّينَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَبْنَاءُ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، مِنْهُمْ عَمْرُو
بْنُ مَعْدِي كَرِبَ»
(1/161)
119 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ
مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَخِي مُوسَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ مُوَرِّجٍ أَبِي
فَايِدٍ السَّدُوسِيِّ، قَالَ: تَزَوَّجَ نُصْيَحُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ سُحَيْمِ
بْنِ نَضْلَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ فَقْعَسٍ ابْنَةَ عَمِّهِ طُلَيْحَةَ بِنْتَ
عَشَوْزَنَ بْنِ سُحَيْمِ بْنِ نَضْلَةَ وَكَانَ يُحِبُّهَا فَتَفَاسَدَا، فَقَالَ: أُطَلِّقُكِ؟
قَالَتْ: نَعَمْ [ص:162]، قَالَ: فَأَمْرُكِ بِيَدِكِ، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا،
فَسَأَلَ فَإِذَا الْمَرْأَةُ قَدْ ذَهَبَتْ، فَقَالَ:
سَلِ الْقَلْبَ يَا ابْنَ الْقَرْمِ مَا هُوَ صَانِعٌ
... إِذَا قَوَّضَتْ غَدْوًا وَزَالَتْ جِمَالُهَا
مَقَاحِيدَ أَمْثَال التَّمَاثِيلِ بُزَّلٍ ...
جَزِيلَيْهِ قَدْ طَارَ عَنْهَا جُفَالُهَا
وَكَانَ فِرَاقُ الْبَيْنِ يَا أُمَّ صَالِحٍ ...
كَأُنْشُوطَةٍ حُلَّتْ فَحَانَ انْحِلَالُهَا.
ثُمَّ تَزَوَّجَ بَعْدَهَا سَوْدَاءَ بِنْتَ عِذَامِ
بْنِ لَقِيطِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ فَقْعَسِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ
حَجْوَانَ فَحِيسَ , فَقَالَ:
أَبَى الْقَلْبُ لَا يَنْسَى طُلَيْحَةَ مُطْلَقًا ...
وَلَا فِي أُسَارٍ إِنَّ ذَا لِغَرَامِ
فَلَيْتَ يَمِينِي زَايَلَتْنِي مَكَانَهَا ... وَلَمْ
أَدْرِ مَا سَوْدَاءُ بِنْتُ عِذَامِ
(1/161)
120 - حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: جَاءَ
أَعْرَابِيٌّ إِلَى ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فَاسْتَفْتَاهُ فَأَفْتَاهُ بِطَلَاقِ
زَوْجَتِهِ قَالَ: فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: انْظُرْ يَا ابْنَ ذِئْبٍ، قَالَ:
قَدْ نَظَرْتُ، فَوَلَّى وَهُوَ يَقُولُ:
أَتَيْتُ ابْنَ ذِئْبٍ أَبْتَغِي الْعِلْمَ عِنْدَهُ ...
فَطَلَّقَ حِبِّي الْبَتَّ بُتَّتْ أَنَامِلُهُ
أُطَلِّقُ فِي فَتْوَى ابْنِ ذِئْبٍ حَلِيلَتِي ...
وَعِنْدَ ابْنِ ذِئْبٍ أَهْلُهُ وَحَلَائِلُهُ
(1/162)
121 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُحْيِي بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ قَدْ ضَاقَ وَاشْتَدَّتْ حَالُهُ، قَالَ: فَكُتِبَ إِلَيْهِ أَنْ يَحْمِلَ إِلَى
الْعِرَاقِ، فَلَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ قَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ [ص:163] خَلَفٍ:
" إِنِّي لَأَحْسَبُ السَّفَرَةَ غَدًا خَسِيسَةً يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ:
قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا أَخْلَاقُنَا بِخَسِيسَةٍ، وَلَرُبَّمَا قَصَّرَ
الدَّهْرُ بَاعَ الْكَرِيمِ
"
(1/162)
122 - وَقَالَ زُبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: أَنْشَدَنِي
يَحْيَى بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ:
وَتَلَفَّتُّ فِي الدِّيَارِ خَلَاءً ... وَمَضَى
لِلسَّبِيلِ كُلُّ حَبِيبِ
وَخَلَتْ بَعْدَ مَجْلِسٍ مِنْ كُهُولٍ ... وَشَبَابٍ
بِهَا حُمَاةٌ وَشِيبُ
وَتَخَلَّفْتُ بَعْدَهُمْ فِي أُنَاسٍ ... جَهِلُوا
حُرْمَتِي وَحَقَّ مَشِيبِ
قَدْ رَمَانِي الْكَبِيرُ بِالْغِلِّ مِنْهُمْ ...
وَرَوَاهُ الصَّغِيرُ بِالتَّأْدِيبِ
غَيْرَ مَا جَارِمٍ ذَنُوبًا وَلَكِنْ ... مَنَعَ
الْبِرُّ ضِغْنَ تِلْكَ الْقُلُوبِ
فَإِلَى اللَّهِ أَشْتَكِي ذَاكَ أَنِّي ... صِرْتُ فِي
الدَّارِ كَالْبَعِيدِ الْغَرِيبِ
(1/163)
123 - حَدَّثَنَا سِوَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
هَارُونَ، لَقِيتُهُ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نَهِيكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ:
«إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ إِذَا قَعَدْتَ أَنْ تَخْلَعَ نَعْلَيْكَ فَتَضَعَهُمَا
إِلَى جَنْبِكَ»
(1/163)
124 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ
الْقَصَّابُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: «مَثَلُ
الرَّجُلِ قَاعِدًا فِي نَعْلَيْهِ كَمَثَلِ الْحِمَارِ عَلَيْهِ إِكَافُهُ»
(1/164)
125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَمُّ أَبِي عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَرُدُّوا الطِّيبَ؛
فَإِنَّهُ طَيِّبُ الرِّيحِ، خَفِيفُ الْمَحْمَلِ»
(1/164)
126 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى
الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ آلِ [ص:165] مَيْمُونِ بْنِ
مِهْرَانَ أَنَّ الْحَجَّاجَ أُصِيبَ بِابْنٍ لَهُ فَاشْتَدَّ حُزْنُهُ عَلَيْهِ،
فَدَخَلَ فَغَيَّرَ ثِيَابَهُ وَمَسَّ شَيْئًا مِنَ الطِّيبِ، وَجَلَسَ وَأَذِنَ
لِلنَّاسِ فَلَمْ يَتَكَلَّمُوا فَرَفَعَ رَأْسَهُ , فَقَالَ: حَسْبِي ثَوَابُ اللَّهِ
مِنْ كُلِّ نَكْبَةٍ وَحَسْبِي بَقَاءُ اللَّهِ مِنْ كُلِّ هَالِكِ تَحَدَّثُوا
(1/164)
127 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَسْمَاءِ
بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: نُعِيَ الْمُحَمَّدَانِ إِلَى الْحَجَّاجِ، أَخُوهُ،
وَابْنُهُ، وَكَانَ فِي عَقِبِ عِلَّةٍ، فَلَمْ يَتَقَارَّ فِي مَوْضِعِهِ
فَحَمَلَتْهُ الْبُخَارِيَّةُ فِي كُرْسِيٍّ، فَخَرَجَتْ بِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ،
, فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ وَأَنَا نَائِمٌ عِنْدَ الْمِنْبَرِ - وَكَانَتِ
الْمَنَابِرُ إِذْ ذَاكَ خَارِجَةً مِنَ الْمَقْصُورَةِ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ
قُمْتُ، فَقَالَ: يَا فَرَزْدَقُ قُلْتُ: لَبَّيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ، قَالَ:
قُلْتَ فِي هَذَا شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ أَيُّهَا الْأَمِيرُ - وَلَمْ أَكُنْ
قُلْتُ. قَالَ: هَاتِ، فَأَنْشَدْتُهُ:
سَمِيَّا نَبِيِّ اللَّهِ سَمَّاهُمَا بِهِ ... أَبٌ
لَمْ يَكُنْ عِنْدَ النَّوَائِبِ أَخْضَعَا
جَنَاحَا عَتِيقٍ فَارَقَاهُ كِلَاهُمَا ... وَلَوْ
نُزِعَا مِنْ غَيْرِهِ لَتَضَعْضَعَا
قَالَ: وَمَرَّتْ بِي الْبُخَارِيَّةُ وَلَوْ عُلِّقْتُ
بِرِجْلِي مَا قَدِرْتُ عَلَى بَيْتٍ ثَالِثٍ
(1/165)
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ:
«يُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ صَاحِبُ الْعِلْمِ فِي كِفَايَةٍ؛ لِأَنَّ الْآفَاتِ
وَالْعُسْرَ إِلَيْهِ أَسْرَعُ، وَإِذَا احْتَاجَ ذُلَّ»
(1/166)
129 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطٍ الْقُرَشِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُودٍ الْقَوَارِيرِيُّ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ
الْبَقَّالِ، قَالَ: «كُنْتُ أَذْهَبُ أَنَا وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ،
نَتَّبِعُ حَسَنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ فِي الْمَسَاجِدِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ»
(1/166)
130 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَصْبَغُ بْنُ
زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ الشَّامِيُّ، قَالَ: " صَحِبْتُ
سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ بَسَّامًا ضَحَّاكًا كَأَحْسَنِ الْخَلْقِ،
قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ مُخْرَاقًا، فَلَفَّهُ ثُمَّ تَجَالَدْنَا بِهِ "
(1/166)
131 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي
كَبْشَةَ الْيَحْمِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا [ص:167] سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ
الْأَصْبَغِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: «كَانَ سَعِيدٌ يَبْكِي
بِاللَّيْلِ حَتَّى عَمِشَ وَفَسَدَتْ عَيْنَاهُ»
(1/166)
133 - حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَمْرِو بْنُ
الْعَلَاءِ: لَقِيتُ ابْنَ جُرَيْجٍ , فَقَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً وَقُلْتُ
لِعَطَاءٍ، وَقَالَ لِي عَطَاءٌ:
[البحر الطويل]
مَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَاقَى حِمَامَهُ ... أَبُوكَ
وَلَكِنْ فِي سَبِيلِ الدَّرَاهِمِ
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِأَبِي عَمْرِو
بْنِ الْعَلَاءِ: كَمْ يَوْمٍ قَدْ تَحَنَّثَكَ فِيهِ؟
(1/167)
أَنْشَدَنِي الْحَسَنُ أَبُو عَلِيٍّ الْخُرَسَانِيُّ:
شَاعَ هَذَا الْمَشِيبُ عَارِضَيَّا ... طَالَمَا
جَهْدَهُ مُسِيئًا إِلَيَّا
سَبَقَ الْأَرْبَعِينَ ظُلْمًا وَغَدَا ... رَفْعُهُ
عَنِّي الشَّبَابَ الْهَنِيَّا
وَلَقَدْ كُنْتُ آخُذُ الْفَدَّ مِنْهُ ...
بِالْمَعَارِيضِ غُدْوَةً وَعَشِيًّا
وَأُدَارِيهِ لِلْعُيُونِ فَلَمَّا ... عَزَّ أَجْفَى
مَا يَكُونُ لَدَيَّا
صِرْتُ أُثْنِيَ عَلَى الْمَشِيبِ كَمَا قَدْ ... كُنْتُ
أُثْنِيَ عَلَى الشَّبَابِ بَدِيَّا
وَلَئِنْ كَانَ حَطَّ مِنْ قَدْرِي الشَّيْبُ ... لَقَدْ
كُنْتُ بِالشَّبَابِ حَظِيَّا
(1/167)
134 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَتْ
لِي [ص:168] حَفْصَةُ: «ابْتَغِ الْوَلَدَ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ وَلَا
وَلَدَ لَهُ انْقَطَعَ اسْمُهُ»
(1/167)
135 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، {رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ
شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 156] ، قَالَ: هِيَ
لِهَذِهِ الْأُمَّةِ "
(1/168)
136 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْحَسَنِ: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا
بِالصَّبِرِ} [العصر: 3] ، قَالَ: «الْحَقُّ كِتَابُ اللَّهِ، وَالصَّبْرُ طَاعَةُ
اللَّهِ»
(1/168)
137 - حَدَّثَنَا أَبُو عَدْنَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى أَنَّهُ قَالَ لِيُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ
النَّحْوِيِّ أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ يَقْرَأُ (آمَرْنَا) مُتْرَفِيهَا، يُرِيدُ أَكْثَرْنَا
[ص:169]، , فَقَالَ: هَذَا لَا يَكُونُ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ يُونُسَ قَالَ:
صَدَّقَ عِنْدِي قَوْلَ الْحَسَنِ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ «خَيْرُ الْمَالِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ» وَالْمُهْرَةُ الْمَأْمُورَةُ:
الْكَثِيرَةُ النِّتَاجِ "
(1/168)
138 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ، وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، أَنَّهُ كَانَ رَقِيقًا، وَكَانَ يَسْمَعُ
النَّوْحَ وَيَبْكِي
(1/169)
139 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ قَالَ:
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنٌ لِابْنِ مَعْقِلٍ
يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: لَاقَى الْحَارِثُ بْنُ كَلَدَةَ
أَطِبَّاءَ فَارِسَ، فَقَالُوا لَهُ:
أَيُّ شَيْءٍ الدَّوَاءُ؟ [ص:170] فَقَالَ لَهُمْ:
" أَلَّا تُدْخِلَ بَطْنَكَ طَعَامًا وَفِيهِ طَعَامٌ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ
إِلَى بَعْضٍ وَقَالُوا: صَدَقَ
"
(1/169)
140 - وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، سَمِعَ الْحَسَنَ،
يَقُولُ: «وَضَعُوا جِبَالًا عَلَى جِبَالٍ، وَالنَّاسُ حَوْلَهُمْ نُوَاسٌ»
(1/170)
141 - حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ:
قَالَتْ نَادِبَةٌ لِابْنِهَا: وَا ابْنَاهُ، أَنْتَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ
الْبِلَى، وَآخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا
(1/170)
142 - أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ
الْقُرَشِيُّ الْأَعْرَابِيُّ:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي أَنَّ مُغْدَاهُ غَالَهَا ... بِيَ
الْمَوْتُ مَا يَلْقَى مِنَ النَّاسِ وَالدَّهْرِ
إِذَا ظَلَمُوهَا حَقَّهَا فَتَضَافَرُوا ... عَلَيْهَا
وَأَعْيَتْ بِالْجَوَابِ مِنَ الْأَمْرِ
أَتَدْعُو أَبَاهَا وَالصَّفَائِحُ دُونَهُ ...
وَلَبَّيْكَ لَوْ أَسْطِيعُ رَدًّا مِنَ الْقَبْرِ
(1/170)
143 - وَأَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ:
[البحر الكامل]
الْمَرْءُ يَجْمَعُ وَالزَّمَانُ يُفَرَّقُ ...
وَيَظَلُّ يَرْتِقُ وَالْخُطُوبُ تَخْرِقُ
وَلَمَنْ يُعَادِي عَاقِلًا خَيْرٌ لَهُ ... مِنْ أَنْ
يَكُونَ لَهُ صَدِيقٌ أَحْمَقُ
[ص:171]
فَارْغَبْ لِنَفْسِكَ أَنْ تُصَادِقَ أَحْمَقَا ... إِنَّ
الصَّدِيقَ عَلَى الصَّدِيقِ مُصَدِّقُ
وَزِنِ الْكَلَامَ إِذَا نَطَقْتَ فَإِنَّمَا ...
يُبْدِي الْعُقُولَ أَوِ الْعُيُوبَ الْمَنْطِقُ
(1/170)
وَأَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ:
[البحر البسيط]
وَمَنْ يَكُنْ هَمُّهُ الدُّنْيَا لِيَجْمَعَهَا ... فَسَوْفَ
يَوْمًا عَلَى رَغْمٍ يُخَلِّيهَا
لَا دَارَ لِلْمَرْءِ بَعْدَ الْمَوْتِ يَسْكُنُهَا ...
إِلَّا الَّتِي كَانَ قَبْلَ الْمَوْتِ يَبْنِيهَا
فَإِنْ بَنَاهَا بِخَيْرٍ كَانَ مُغْتَبِطًا ... وَإِنْ
بَنَاهَا بِشَرٍّ خَابَ بَانِيهَا
وَالنَّفْسُ تَرْجُو أُمُورًا لَيْسَ تُدْرِكُهَا ...
وَالْمَوْتُ دُونَ الَّذِي تَرْجُو يُواتِيهَا
لَا تَشْبَعُ النَّفْسُ مِنْ دُنْيَا تُثَمِّرُهَا ...
وَبُلْغَةٌ مِنْ قِوَامِ الْعَيْشِ يَكْفِيهَا
فَاغْرِسْ أُصُولَ التُّقَى مَا شِئْتَ مُجْتَهِدًا ...
وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ بَعْدَ الْمَوْتِ جَانِيهَا
(1/171)
145 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ،
قَالَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ يَوْمًا فَأَخَذَ
بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ ثُمَّ قَالَ:
[البحر الطويل]
مَتَى يَبْلُغُ الْبُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ ...
إِذَا كُنْتَ تَبْنِيهِ وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ
مَتَى يَنْتَهِي عَنْ سَيِّئٍ مَنْ أَتَى بِهِ ... إِذَا
لَمْ يَكُنْ مِنْهُ عَلَيْهِ تَنَدُّمُ
مَتَى يَفْضُلُ الْمُثْرِي إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ ...
إِذَا هُوَ أَعْطَى نَائِلًا سَوْفَ يَعْدِمُ
(1/171)
146 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي
مَرْيَمَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا، مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، قَالَ:
سَأَلْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ يَنْظُرُ
رَجُلًا مِنْ بَقَايَا أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ مَشْيَخَتِهِمْ، فَأَخْبَرَ
مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ [ص:172] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَوْفِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا أَدْرَكْتَ عَلَيْهِ الْمَشَايِخَ
فِي أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ؛ فَإِنَّى سَمِعْتُ مِنَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ
كَلَامًا كَثِيرًا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي أُحَذِّرُكَ أَهْوَاءً
مُتَّبَعَةً أُحْدِثَتْ لِضُلَّالٍ مُبْتَدِعَةٍ، لَمْ يَكُنْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
أَصْلُهَا، وَلَيْسَ مَعَهَا مِنْ قَوْلِ اللَّهِ مَا يُصَدِّقُهَا، النَّظَرُ
فِيهَا هَلَكَةٌ، وَالْجَهَالَةُ بِهَا عِصْمَةٌ، فَاحْذَرْ عَلَى نَفْسِكَ مُشَبِّهَاتِهَا؛
فَإِنَّهَا تَدْعُو إِلَيَّ مُوبِقَاتِهَا، وَحَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ
الْوَكِيلُ. , فَقَالَ الْمَهْدِيُّ - لَمَّا وَرَدَتْ عَلَيْهِ الرِّسَالَةُ: مَا
سَمِعْتُ كَلِمَاتٍ أَشْهَى إِلَى الْقَلْبِ، وَلَا أَبْلَغَ وَلَا أَوْجَزَ
مِنْهَا، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى جَمِيعِ الْأَمْصَارِ يَنْهَى أَنْ يَتَكَلَّمَ
أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا
(1/171)
147 - حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُفْيَانَ
الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْحَجَّاجُ أَبُو الصَّلْتِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي النَّضْرُ بْنُ مَعْبَدٍ
[ص:173]، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، كَتَبَ إِلَى طَاوُسٍ فَأَجَابَهُ
طَاوُسٌ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ كِتَابًا وَأَحَلَّ
فِيهِ حَلَالًا وَحَرَّمَ فِيهِ حَرَامًا , وَجَعَلَ بَعْضَهُ مُحْكَمًا
وَبَعْضَهُ مُتَشَابِهًا فَأَحِلَّ حَلَالَهُ وَحَرِّمَ حَرَامَهُ وَاعْمَلْ
بِمُحْكَمِهِ , وَآمِنْ بِمُتَشَابِهِهِ وَالسَّلَامُ
(1/172)
148 - حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُفْيَانَ
الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لِعِمْرَانَ بْنِ
حُصَيْنٍ: وَاللَّهِ لَقَدْ قَضَيْتَ عَلَيَّ بِغَيْرِ الْحَقِّ. قَالَ: اللَّهِ؟
قَالَ: اللَّهِ. فَأَتَى ابْنَ زِيَادٍ فَاسْتَعْفَاهُ
(1/173)
149 - حَدَّثَنِي وَلِيدُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
مُطَرِّفٍ، قَالَ: قِيلَ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: إِنَّ سَمُرَةَ يَفْعَلُ
وَيَفْعَلُ قَالَ: «مَا يَذُبُّ بِهِ عَنِ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ»
(1/173)
150 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ: «هَلْ دَلَكَتِ
الشَّمْسُ؟ أَيْ زَالَتْ»
(1/174)
151 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَكَرِيَّا الْأَزْدِيُّ،
قَالَ: أَنْشَدَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لِحَفْصِ بْنِ سَرْجِسَ:
قُلْ لِلْعُيُونِ الْخُشُوعِ ... أَلَا اسْتَعْدِي
الدُّمُوعْ
عَلَى مُلوكٍ أُصِيبُوا ... كَانُوا أَشْبَاهَ
الصُّدُوعِ
لِلَّهِ دَرُّ الْخُطُوبِ ... أَلَوْتُ بِتِلْكَ
الْفُرُوعِ
وَخَرَّمَتْهُمْ رُبُوعٌ ... تَتَابَعَتْ عَنْ رُبُوعِ
فَكَمْ وَكَمْ مِنْ قَرِيعٍ ... أُهْلِكَتْ وَقَرِيعِ
أَعَزُّ مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ ... فِي مَنبَتَيْ رَفِيعِ
[ص:175]
قَالَتْ سَلَّامَةُ مَا ... لِي أَرَاكَ
كَالْمُسْتَليِعِ
فَقُلتُ دَهْرٌ دَهَانِي ... بِكُلِّ أَمْرٍ فَظِيعِ
أَفْنَى مَعَاشِرَ وَلَّوْا ... فَمَا لَهُمْ مِنْ
رُجُوعِ
فَذِكْرُهُمْ أَوْرَثَ الْقَلبَ ... كُلَّ دَاءٍ نَزِيعِ
(1/174)
152 - وَأَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ:
أَنْشَدَنِي الْأَصْمَعِيُّ لِعَمَّارِ بْنِ أَبِي كُبَارٍ:
أَخَلَقَتْ رَبْطَتِي وَأَوْدَى الْقَمِيصُ ...
وَإِزَارِي وَالْبَطَنُ طَاوٍ خَمِيصُ
وَأَزَادَتْ عِرْسِي الْحُقُوقَ فَلَمْ تَسْطِعْ ...
خُرُوجًا عُرْيًا وَقَلَّ الشُّخُوصُ
عَطَّلَتْ بَيْتَهَا وَخَالَفَتِ الْمَخْدَعَ ...
لَسْنَا مِمَّنْ يُخِيفُ اللُّصُوصَ
وَأَدَّى الْبَيْتَ مُقْشَعِرًّا خَلَاءً ... فِي
نَوَاحِيهِ دَوْرَقٌ وَأَصِيصُ
وَبِدَادٌ مُخَرَّقٌ وَخِوَانٌ ... كُسِرَتْ رِجْلُهُ
وَأُخْرَى رَهِيصُ
وَلَقَدْ كَانَ ذَا قَوَائِمَ مُلْسٍ ... يُؤْكَلُ
اللَّحْمُ فَوْقَهُ وَالْخَبِيصُ
وَاسْتَحَلَّ الْأَمِيرُ حَبْسَ عَطَائِي ... خَالِدٌ
إِنَّ خَالِدًا لَحَرِيصُ
وَقَالَ: وَأَنْشَدَنِي الْأَصْمَعِيُّ:
يَا أَبَا الْهَيْثَمِ الْمُبَارَكِ عَضَّنِي ...
بِعَطَائِي فَهَلْ لَهُ تَخْلِيصُ؟
أَوْ بِرِزْقٍ فَإِنَّنَا قَدْ رُزِئْنَا ... فِي
ضِيَاعٍ وَلِلعِيَالِ بَصِيصُ
كَبَصِيصِ الْفِرَاخِ لَمَّا أَزْلَغَيَّتْ ... كَيْفَ
وَالشِّعْرُ لَا يُقَالُ رَخِيصُ
(1/175)
153 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ
الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ
بْنُ مِحْصَنٍ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ
سَرِيًّا} [مريم: 24] قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ بِقَوْلِ الْقَائِلِ:
[البحر الرجز]
سَلَامٌ تَرَى الدَّالِيَ مِنْهُ أَزْوَرَا ... إِذَا
يَعِجُّ فِي السُّرَى هَرْهَرَا
(1/176)
154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعْمَانُ بْنُ سُهَيْلٍ
الْحُدَّانِيُّ، قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَجُلًا إِلَى الْبَادِيَةِ
فَرَأَى ظَبْيَةً مَصْرُورَةً فَطَارَدَهَا حَتَّى أَخَذَهَا فَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ
يَقُولُ:
يَا صَاحِبَ الْكِنَانَةِ الْمَكْسُورَةِ ... خَلِّ
سَبِيلَ الظَّبْيَةِ الْمَصْرُورَةْ
فَإِنَّهَا لِصَبِيَةٍ مَضْرُورَةٍ ... غَابَ أَبُوهُمْ
غَيْبَةً مَذْكُورَةْ
فِي كُورَةٍ لَا بُورِكَتْ مِنْ كُورَةْ
(1/176)
155 - حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنِّي أُرِيدُ سَفَرًا فَزَوِّدْنِي قَالَ:
«أَعِزَّ أَمْرَ اللَّهِ حَيْثُ كُنْتَ يُعِزُّكَ اللَّهُ»
(1/176)
156 - حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُفْيَانَ
الْعَطَّارُ، قَالَ: عُبَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، قَالَ [ص:177]:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ التَّوَدُّدُ إِلَى
النَّاسِ»
(1/176)
157 - حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ الضَّبُعِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ،
قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «اسْتَعِينُوا عَلَى النِّسَاءِ
بِالْعُرِيِّ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا عَرِيَتْ لَزِمَتْ بَيْتَهَا»
(1/177)
158 - حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلْمٍ وَهُوَ حَزِيمٌ قَالَ: كُنَّا فِي
وَلِيمَةٍ لَابْنَةِ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ فَذَهَبْتُ أَنَا وَأَخِي، فَبَيْنَمَا
نَحْنُ جُلُوسٌ إِذْ دَخَلَ الْحَسَنُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَخِي وَأَوْسَعَ
لَهُ وَأَجْلَسَهُ عَلَى صَدْرِ الْفِرَاشِ فَقَبَضَ عَلَى ذِرَاعِ أَخِي ,
فَقَالَ: كَادَ مَا كَادَ كَادَ الْعَرُوسُ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا ثُمَّ أَتَيْنَا
بِوَضُوءٍ فَغَسلَنْا أَيْدِيَنَا ثُمَّ أَتَيْنَا بِالْمَوَائِدِ فَبَيْنَمَا
هُوَ يَأْكُلُ وَرَجُلٌ مَعَهُ إِبْرِيقٌ فِيهِ نَبِيذٌ , فَقَالَ: اسْقِنَا يَا
غُلَامُ فَبَيْنَمَا هُوَ يَصُبُّ مِنَ الْإِبْرِيقِ فِي الْقَدَحِ إِذْ قَالَ رَجُلٌ:
يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّهُ نَبِيذُ جَرٍّ , فَقَالَ: لَا أَبَا لَكَ مَنْ
كَلَّفَكَ؟ وَمَنْ سَأَلَكَ؟ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ فَكُلْ
مِنْ طَعَامِهِ وَاشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ، وَلَمْ يَشْرَبْ فَلَمَّا رُفِعَتِ
الْمَوَائِدُ أُتِينَا بِالْوَضُوءِ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا رَأْسُ سُفَيْطٍ
فِيهِ مَدَاهِنُ الطِّيبِ فَلَمَّا رَآهَا مُخْتَمِرَةً ظَنَّ أَنَّهَا حُرَّةٌ ,
فَقَالَ: إِلَيْكِ عَنِّي، قِيلَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّهَا أَمَةٌ، قَالَ:
ادْنِي فَدَنَتْ فَأَغْلَفَتْ لِحْيَتَهُ ثُمَّ أَحْمَرَتْهَا ثُمَّ دَعَا
بِالْبَرَكَةِ وَقَامَ
(1/178)
159 - وَحَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُقَاتِلُ بْنُ أَعْيَنَ، قَالَ: شَهِدْتُ الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ دُعِيَا
إِلَى وَلِيمَةٍ فَجَاءَ ابْنُ سِيرِينَ قَبْلَ الْحَسَنِ فَنَظَرَ إِلَى
الْبَيْتِ فَإِذَا هُوَ مُنْجَدِرٌ بِالدِّيبَاجِ وَحَجَلُهُ مِنْ دِيبَاجٍ
فَكَرِهَ أَنْ يُدْخِلَهُ فَأُخِذَ بِيَدِهِ فَأُدْخِلَ بَيْتًا آخَرَ وَجَاءَ
الْحَسَنُ عَلَى إِثْرِهِ فَدَخَلَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى بَابِ الْحَجَلَةِ فَجِيءَ
بِالطَّعَامِ فَأَكَلَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَسَحَ يَدَهُ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ
الْبَيْتِ ثُمَّ خَرَجَ
(1/178)
160 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ الضُّبَعِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ:
قُلْتُ لِابْنِ سِيرِينَ: رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أَوْثَقْتُ أَبِي بِحَبْلٍ ثُمَّ
ذَبَحْتُهُ قَالَ: وَمَا ذَاكَ الْحَبْلُ الَّذِي أَوْثَقْتَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ:
حَبْلٌ أَسْوَدُ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مَالٌ أَوْ لَهُ عَلَيْكَ مَالٌ؟
قَالَ: قُلْتُ: كَانَ لِأُمِّي عَلَيْهِ مَالٌ فَمَاتَتْ فَوَرِثْتُهَا، قَالَ:
هُوَ الْحَبْلُ الَّذِي أَوْثَقْتَهُ بِهِ قَالَ: قُلْتُ: رَأَيْتُ كَأَنِّيَ
ذَبَحْتُهُ قَالَ: هَلْ رَأَيْتَ دَمًا؟ قُلْتُ: لَا قَالَ: ذَاكَ بِرٌّ
(1/179)
161 - حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الرِّيَاحِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: سُئِلَ
الْحَسَنُ عَنْ أَكْلِ الصِّحْنَاةِ، قَالَ: «لَيْسَتْ مِنْ طَعَامِ الْأَحْرَارِ»
(1/179)
162 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي
الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَبْصَرَ أَعْرَابِيٌّ صِحْنَاةً، فَقَالَ:
قَاتَلَهَا اللَّهُ كَأَنَّهَا قَيْءُ نَسْرٍ
(1/179)
163 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْبَاهِلِيُّ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ، مِنْ عَنَزَةَ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ بَنِي قَيْسٍ
أَحْسَنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الشِّعْرَ جَزْلٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ
يَتَبَلَّغُ بِهِ الْقَوْمُ فِي نَادِيهِمْ وَيَسْكُنُ بِهِ الْغَيْظُ وَيُعْطَى
بِهِ السَّائِلُ»
(1/180)
164 - وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ الْكَرَابِيسِيُّ، قَالَ: كَانَ مَعَنَا ابْنٌ
لِأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ فِي الْكُتَّابِ فَحَذَقَ الصَّبِيُّ فَأَتَيْنَا
مَنْزِلَهُمْ فَوُضِعَ لَهُ مِنْبَرٌ فَخَطَبَ عَلَيْهِ وَنَهَبُوا عَلَيْنَا
الْجَوْزَ وَأَيُّوبُ قَائِمٌ عَلَى الْبَابِ يَقُولُ لَنَا: «ادْخُلُوا وَهُوَ
خَاصٌ لَنَا»
(1/180)
165 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ يَقُولُ لِبَنِيهِ:
تَبَاذَلُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ فَإِنَّهُ أَوَدُّ لَكُمْ "
(1/180)
166 - وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ،
عَنْ كَهْمَسٍ، قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: «كَانَ النَّاسُ فِي الزَّمَانِ الْأَوَّلِ
أَفْضَلُهُمُ الْمُسَارِعُ فِي الْخَيْرِ وَإِنَّ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِكُمُ
الْمُثَبِّطِينَ»
(1/181)
167 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ:
" مَرَّ ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَنَا فِي وَائِلٍ لِأَهْلِي , فَقَالَ: أَتَبِيعُ
بَعِيرًا مِنْهَا؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا شَاءَ اللَّهُ اسْتَخِرِ اللَّهَ، قَالَ: وَأَنَا مَعَكَ،
فَإِنَّهُ لَنَا وَلَكَ وَاسِعٌ
(1/181)
168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْمُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «كَانَ اسْمُ
أَبِي عَبْدَ عَمْرِو بْنَ عَبْدِ غَنْمٍ»
(1/181)
169 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى
الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ:
بَلَغَنِي أَنْ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ قَالَ لِرَجُلٍ: " آمُرُكَ بِثَلَاثٍ:
بِالتَّوَدُّدِ إِلَى النَّاسِ فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعَقْلِ , وَالِاقْتِصَادِ فِي
النَّفَقَةِ فَإِنَّهُ ثُلُثُ الْكَسْبِ , وَحُسْنِ الْمَسْأَلَةِ فَإِنَّهُ
نِصْفُ الْعِلْمِ، وَقَالَ لِرَجُلٍ: أَنْهَاكَ عَنْ ثَلَاثٍ: إِيَّاكَ وَالْأُمَراءَ
وَإِنْ قَرَءُوا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ وَقَرَأْتَ عَلَيْهِمْ , وَلَا تَخْلُوَنَّ بِامْرَأَةٍ لَسْتَ
مِنْهَا بِسَبِيلٍ , وَلَا تُمَكِّنْ أُذُنَيْكَ مِنْ صَاحِبِ بِدْعَةٍ "
(1/182)
170 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ: " الشَّرُّ فِي
أَرْبَعٍ: الدَّرَاهِمِ وَالْفَرَاغِ وَالصِّحَّةِ وَالشِّبَعِ "
(1/182)
171 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ [ص:183] الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ:
سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: اسْتِقْبَالُ الشَّمْسِ
وَاسْتِدْبَارُهَا دَوَاءٌ
"
(1/182)
172 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «مَا رَأَيْتُ
أَحَدًا أَفْضَلَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ»
(1/183)
173 - حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو
بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ
اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالْإِيمَانُ فِي جَوْفِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ»
(1/183)
174 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ
بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مِقْسَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا الشُّحُّ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ يَسْفِكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ»
(1/184)
175 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْيَقْظَانِ، قَالَ: هَذِهِ الْأَبْيَاتُ قَالَهَا
حَاتِمُ طَيِّئٍ أَنْشَدَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الْمَسْجِدِ:
[البحر الطويل]
أَمَاوِيَّ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى ...
إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ
أَمَاوِيَّ إِمَّا مَانِعٌ فَمُبَيِّنُ ... وَإِمَّا
عَطَاءٌ لَا يُنَهْنِهُهُ الزَّجْرُ
أَمَاوِيَّ إِنِّي لَا أَقُولُ لِسَائِلٍ ... إِذَا
جَاءَ يَوْمًا حَلَّ فِي مَالِنَا نَذْرُ
أَلَمْ تَرَ مَا أَنْفَقْتُ لَمْ يَكُ ضَرَّنِي ...
وَإِنَّ يَدِي مِمَّا بَخِلْتُ بِهِ صِفْرُ
وَلَا أَلْطِمُ ابْنَ الْعَمِّ إِنْ كَانَ إِخْوَتِي ...
شُهُودًا وَقَدْ أَوْدَى بِإِخْوَتِهِ الدَّهْرُ
[ص:185]
وَمَوْلًى كَدَاءِ الْبَطْنِ دَاوَيْتُ ... دَاءَهُ
وَإِنْ كَانَ مَحْنِيَّ الضُّلُوعِ عَلَى غَمْرِ
(1/184)
176 - حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْأَرْزِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَمَّامٍ الطَّائِيُّ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ
التِّنِّيسِيِّ، مِنْ طَيِّئٍ قَالَ: كَانَتِ النَّوَّارُ تُعَاتِبُ حَاتِمًا
عَلَى إِنْفَاقِهِ وَتَحُثُّهُ عَلَى وَلَدِهِ، وَكَانَتْ مَاوِيَّةُ سَكُونِيَّةً
وَلَمْ تَلِدْ لَهُ فَكَانَتْ تَحُضُّهُ عَلَى نَفْسِهَا، قَالَ حَاتِمٌ:
أَمَاوِيَّ قَدْ طَالَ التَّجَنُّبُ وَالْهَجْرُ ...
وَقَدْ عَذَرَتْنَا فِي طِلَابِكُمْ عُذْرُ
أَمَاوِيَّ إِمَّا مَانِعٌ فَمُبَيِّنٌ ... وَإِمَّا
عَطَاءٌ لَا يُنَهْنِهُهُ الزَّجْرُ
فَقَدْ عَلِمَ الْأَقْوَامُ لَوْ أَنَّ حَاتِمًا ...
أَرَادَ ثَرَاءَ الْمَالِ كَانَ لَهُ وَفْرُ
إِذَا أَنَا دَلَّانِي الَّذِينَ أُحِبُّهُمْ ...
بِمَلْحَودَةٍ زُنْخٍ جَوَانِبُهَا غُبْرُ
وَآبُوا ثِقَالًا يَنْفُضُونَ أَكُفَّهُمْ ...
وَكُلُّهُمْ دَمَّى أَنَامِلَهُ الْحَفْرُ
أَمَاوِيَّ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى، ...
إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ
أَمَاوِيَ إِنِّي لَا أَقُولُ لِسَائِلِ ... إِذَا جَاءَ
يَوْمًا حَلَّ فِي مَالِنَا نَذْرُ
أَمَاوِيَّ إِنَّ الْمَالَ غَادٍ وَرَائِحٌ ...
وَيَبْقَى مِنَ الْمَالِ الْأَحَادِيثُ وَالذِّكْرُ
وَلَا أَشْتُمُ ابْنَ الْعَمِّ إِنْ كَانَ إِخْوَتِي ...
شُهُودًا وَقَدْ أَوْدَى بِإِخْوَتِهِ الدَّهْرُ
وَلَا أَخْذُلُ الْمَوْلَى لِسُوءِ بَلَائِهِ ... وَإِنْ
كَانَ مَحْنُوَّ الضُّلُوعِ عَلَى غَمْرِ
وَعِشْنَا مَعَ الْأَقْوَامِ بِالْفَقْرِ وَالْغِنَى ...
وَكُلًّا سَقَانَا بِكَأْسِهِمَا الدَّهْرُ
فَمَا زَادَنَا بِأَوًا عَلَى ذِي قَرَابَةٍ ...
غِنَانَا وَلَا أَزْرَى بِأَحْسَابِنَا الْفَقْرُ
(1/185)
177 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: كَانَ
أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ [ص:187] إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ شَدِيدًا عَلَيْهِ فِي
الْإِسْلَامِ , فَلَمَّا أَسْلَمَ كَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْهِ
(1/186)
178 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ سَيِّدُ فَتَيَانِ الْجَنَّةِ» قَالَ:
فَحَلَقَهُ الْحَلَّاقُ وَفِي رَأْسِهِ ثُؤْلُولٌ فَقَطَعَهُ فَنَزَفَ فَمَاتَ
فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ لَهُ شَهَادَةٌ
(1/187)
179 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: انْطَلَقَ
الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْكِنْدِيُّ إِلَى مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ فَأَمَرَ
مُحَارِبٌ بِشَاةٍ فَذُبِحَتْ , فَقَالَ الْحُسَيْنُ: أَنَا صَائِمٌ , فَقَالَ
مُحَارِبٌ: تُؤْجَرُ وَيَخْصِبُ الْعِيَالُ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَكَانَ الْحُسَيْنُ
بْنُ الْحَسَنِ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ بَعْدَ الشَّعْبِيِّ "
(1/188)
180 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابَ الصَّفَّارُ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ
حَرْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ التَّاجِرَ
يُكَلِّمُ أَخَاهُ فِي الدِّرْهَمِ، فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا أَبَا سَعِيدٍ وَفِي
الدَّانِقِ، قَالَ: وَيْحَهُ مَا أَبْقَى مِنْ مَروءَتِهِ، إِنَّهُ لَا دِينَ
إِلَّا بِمُروءَةٍ "
(1/188)
181 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَكَرِيَّا الْأَزْدِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْذَمِيُّ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ
مِنِ الْيَحْمُدِيِّينَ إِلَى الْمُهَلَّبِ , فَقَالَ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ أَخْبِرْنَا
عَنْ شُجْعَانِ الْعَرَبِ، قَالَ: أَحْمَرُ قُرَيْشٍ وَابْنُ الْكَلْبِيَّةِ
وَصَاحِبُ الْبَغْلِ الدَّيْزَجِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يَعْرِفُ هَؤُلَاءِ
أَحَدٌ، قَالَ بَلَى: أَمَّا أَحْمَرُ قُرَيْشٍ فَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ، وَاللَّهِ مَا جَاءَنَا سَرَعَانُ خَيْلٍ قَطُّ
إِلَّا رَدَّهَا وَأَمَّا ابْنُ الْكَلْبِيَّةِ فَمُصْعَبُ بْنُ [ص:189]
الزُّبَيْرِ أُفْرِدَ فِي سَبْعَةٍ، وَجُعِلَ لَهُ الْأَمَانُ فَأَبَى حَتَّى
مَاتَ عَلَى بَصِيرَتِهِ وَأَمَّا صَاحِبُ الْبَغْلِ الدَّيْزَجِ فَعَبَّادُ بْنُ الْحُصَيْنِ
الْحَبَطِيُّ، وَاللَّهُ مَا نَزَلَتْ بِنَا شِدَّةٌ قَطُّ إِلَّا فَرَّجَهَا، ,
فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ - وَكَانَ حَاضِرًا: تَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَهَذَا
قَوْلًا فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حَازِمٍ السُّلَمِيِّ. قَالَ:
«إِنَّمَا ذَكَرْنَا الْإِنْسَ وَلَمْ نَذْكُرِ الْجِنَّ»
(1/188)
182 - وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
مَسْلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: كَانَ
عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَاتِبٌ يَكْتُبُ قُدَّامَهُ شَيْئًا
يُمْلِيهِ عَلَيْهِ فَتَحَرَّكَ الْفَتَى فَضَرَطَ، قَالَ: فَارْتَعَشَتْ يَدَاهُ
وَاسْتَحَا فَتَرَكَهُ حَتَّى ذَهَبَ ذَاكَ عَنْهُ، قَالَ: «اكْتُبْ يَا ابْنَ
أَخِي فَوَاللَّهِ مَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ أَكْثَرَ مِمَّا سَمِعْتُهَا مِنْ نَفْسِي»
(1/189)
183 - حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: تَنَفَّسَ
رَجُلٌ وَنَحْنُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يُصَلِّي فَلَمَّا انْصَرَفَ،
قَالَ: أُعْزِمُ عَلَى صَاحِبِهَا إِلَّا قَامَ فَتَوَضَّأَ وَأَعَادَ الصَّلَاةَ،
قَالَ: فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ، قَالَ جَرِيرٌ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ لَا تُعْزِمْ عَلَيْهِ وَلَكِنْ اعْزِمْ عَلَيْنَا كُلِّنَا
فَتَكُونُ صَلَاتُنَا تَطَوُّعًا وَصَلَاتُهُ الْفَرِيضَةَ [ص:190]. فَقَالَ
عُمَرُ: فَإِنِّي أُعْزِمُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى نَفْسِي قَالَ: فَتَوَضَّئُوا
وَأَعَادُوا الصَّلَاةَ "
(1/189)
184 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُزَاحِمُ بْنُ دَاوُودُ بْنُ عُلْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أُمَيَّةَ، قَالَ: بَيْنَمَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَلِّمِ يَقُصُّ شَارِبَ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ إِذْ بَخَّ عُمَرُ فِي وَجْهِ سَعِيدٍ , فَقَالَ: بَخْ يَعْنِي
فَزْعَةً فَفَزِعَ مِنْهَا سَعِيدٌ فَزْعَةَ الْحَدَثِ ضَرَطَ , فَقَالَ: يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفْزَعْتَنِي، قَالَ: مَا أَرَدْتُ ذَاكَ سَنَعْقِلُ
لَكَ، فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا
(1/190)
185 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُزَاحِمُ بْنُ ذَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ
رَجُلَيْنِ، مِنْ بَنِي جَعْفَرٍ اسْمُ أَحَدِهِمَا جَعْفَرُ بْنُ عُقَابٍ
وَالْآخَرُ جَعْفَرُ بْنُ نَسْرٍ اسْتَبَّا , فَقَالَ ابْنُ نَسْرٍ: أَتَذْكُرُ
إِذْ ضَرَبْتُكَ حَتَّى سَلَحْتَ فَأَشْهَدَ عَلَيْهِ ابْنُ عُقَابٍ بِقَوْلِهِ
ذَلِكَ ثُمَّ جَاءَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى
الْمَدِينَةِ فَسَأَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ مِنْهُ فَلَمْ يَجِدْ
عِنْدَ عُمَرَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا يَأْخُذُهُ بِهِ لَهُ فَأَرْسَلَ رَسُولًا إِلَى
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ يَسْأَلُهُ مَا عِنْدَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ
[ص:191]، , فَقَالَ سَعِيدٌ: نَعَمْ قَدْ قَضَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِي
ذَلِكَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَصَابَ ذَلِكَ أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ فَسَأَلَهُ
الَّذِي أُصِيبَ أَنْ يَقِيدَهُ مِنْهُ فَأَبَى عُثْمَانُ وَقَالَ: لَا هِيَ
أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ يُرِيدُ مَقْعَدَ الرَّجُلِ وَلَكِنَّا سَنَعْقُلَ لَكَ
مِنْهُ أَرْبَعِينَ بَعِيرًا أَوْ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، ثُلُثَ الدِّيَةِ
فَقَضَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِجَعْفَرِ بْنِ عُقَابٍ عَلَى صَاحِبِهِ
بِمِثْلِ الَّذِي قَضَى بِهِ عُثْمَانُ
(1/190)
186 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَيْسُوا بِالْمُتَحَزِّقِينَ وَلَا مُتَمَاوِتِينَ يَتَنَاشَدُونَ
الْأَشْعَارَ وَيَجْلِسُونَ فِي مَجَالِسِهِمْ، وَيَذْكُرُونَ جَاهِلِيَّتَهُمْ
فَإِنْ أُرِيدَ إِنْسَانٌ مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ دَارَتْ عَيْنَاهُ
فَتَرَى حَمَالِيقَهَا غَضَبًا
(1/191)
187 - حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جَهْوَرٍ، عَنْ شَيْخٍ
مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: جَعَلَ قَوْمٌ لِرَجُلٍ جُعْلًا عَلَى أَنْ يُغْضِبَ
الْأَحْنَفَ فَأَتَاهُ فَأَوْسَعَهُ شَرًّا , فَقَالَ لَهُ الْأَحْنَفُ: هَلْ لَكَ
فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ قَدْ حَضَرَ فَإِنَّكَ لَمْ تَزَلْ مُنْذُ الْيَوْمِ
تَحْدُو بِحُمَلِ ثِقَالٍ؟ "
(1/191)
188 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ قُرَيْشٍ
قَالَ: قَالَ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ: إِذَا سَمِعَ 26 أَحَدُكُمُ
الْعَوْرَاءَ، فَلْيَتَطَأْطَأْ لَهَا تَخَطَّاهُ "
(1/192)
189 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ فِي دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حَلْقَتَانِ مِنْ فِضَّةٍ فِي مَوْضِعِ الصَّدْرِ وَحَلْقَتَانِ مِنْ خَلْفِ
ظَهْرِهِ» قَالَ أَبِي: لَبِسْتُهَا فَخَطَّتْ فِي الْأَرْضِ شَيْئًا "
(1/192)
190 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ
الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، قَالَ: قَالَ بِلَالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ:
" رَأَيْتُ عَيْشَ الدُّنْيَا فِي ثَلَاثٍ: امْرَأَةٍ تَسُرُّكَ إِذَا
نَظَرْتَ إِلَيْهَا وَتَحَفَظُ غَيْبَكَ إِذَا غِبْتَ عَنْهَا وَمَمْلُوكٍ لَا
تَهَتَمُّ بِشَيْءٍ مَعَهُ فَقَدْ كَفَاكَ جَمِيعَ مَا يَنُوبُكَ فَهُوَ يَعْمَلُ
عَلَى مَا يَهْوَى كَأَنَّهُ قَدْ عَلِمَ مَا فِي نَفْسِكَ وَصِدِّيقٍ قَدْ وَضَعَ
مُؤْنَةَ التَّحَفُّظِ عَنْكَ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ فَهُوَ لَا [ص:193] يَتَحَفَّظُ فِي
صَدَاقَتِكَ مَا يَرْصُدُ بِهِ عَدَاوَتَكَ، يُخْبِرُكَ بِمَا فِي نَفْسِهِ،
وَتُخْبِرُهُ بِمَا فِي نَفْسِكَ
"
(1/192)
191 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ الْجُشَمِيُّ، قَالَ:
خَرَجَ الْفَرَزْدَقُ حَاجًّا فَلَقِيَهُ رَجُلٌ , فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا
أَبَا فِرَاسٍ؟ فَقَالَ:
أُبَادِرُ يَوْمًا مِنْ يَقِيهِ فَمَا لَهُ ... لِقَاءٌ
إِذَا مَا فَاتَهُ دُونَ قَابِلِ
(1/193)
192 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ
الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، قَالَ: نَظَرَ قَوْمٌ إِلَى
مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ وَقَدْ أَقْبَلَ مِنْ مَكَانٍ
بَعِيدٍ وَعَلَيْهِ عَبَاءَةٌ لَهُ مُؤْتَزِرٌ بِهَا , فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:
مَا أَبُو إِيَاسٍ مِنَ الطَّيِّبِينَ مَعَاقِدَ الْأُزُرِ فَسَمِعَهَا الشَّيْخُ،
, فَقَالَ: «إِنَّمَا طَابَتْ مَعَاقِدُ الْأُزُرِ مَنْ طَابَتْ مَعَاقِدُهُ
أَنَّهُمْ لَمْ يَعْقِدُوهَا عَلَى فَجْرَةٍ وَلَا مَعْصِيَةٍ»
(1/193)
193 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى،
قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ مُوسَى، عَنْ شَرْقِيِّ بْنِ
قَطَامِيٍّ، قَالَ: قَالَ أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ: «سُوءُ حَمْلِ الْغِنَى
يُورِثُ مَرَحًا , وَسُوءُ حَمْلِ الْفَاقَةِ يَضَعُ الشَّرَفَ , وَالْحَسَدُ
دَاءٌ لَيْسَ لَهُ شِفَاءٌ , وَالشَّمَاتَةُ تُعْقِبُ النَّدَامَةَ , وَالنَّدَامَةُ مَعَ
السَّفَاهَةِ، وَدِعَامَةُ الْعَقْلِ الْحِلْمُ وَجِمَاعُ الْأَمْرِ الصَّبْرُ , وَخَيْرُ
الْأُمُورِ مَغَبَّةً الْعَقْلُ , وَبَقَاءُ الْمَوَدَّةِ التَّعَاهُدُ»
(1/193)
194 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ
الْأَزْدِيُّ، أَنَّ رَجُلًا، مِنَ الْأَنْصَارِ [ص:194] حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ
مِسْكِينٌ الدَّارِمِيُّ:
وَلَسْتُ إِذَا مَا سَرَّنِي الدَّهْرُ ضَاحِكًا ... وَلَا
خَاشِعًا مَا عِشْتُ مِنْ حَادِثِ الدَّهْرِ
وَلَا جَاعِلًا عِرْضِي لِمَالِي وِقَايَةً ... وَلَكِنْ
أَقِي عِرْضِي فَيَحْرِزُهُ وَفْرِي
أَعْفُو لَدَى عُسْرِي وَأُبْدِي تَجَمُّلًا ... وَلَا
خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَعِفُو لَدَى الْعُسْرِ
وَإِنِّي لَأَسْتَحْيِي إِذَا كُنْتُ مُعْسِرًا ...
صَدِيقِي وَإِخْوَانِي بِأَنْ يَعْلَمُوا فَقْرِي
وَأَقْطَعُ إِخْوَانِي وَمَا حَالَ عَهْدُهُمْ ...
حَيَاءً وَإِعْرَاضًا وَمَا بِي مِنْ كٍبْرُ
فَإِنْ يَكُ عَارًا مَا أَتَيْتُ فَرُبَّما ... أَتَى
الْمَرْءَ يَوْمُ السُّوءِ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِي
وَمَنْ يَفْتَقِرْ يَعْلَمْ مَكَانَ صَديقِهِ ... وَمَنْ
يَحْيَا لَا يَعْدِمُ بَلَاءً مِنَ الدَّهْرِ
فَإِنْ يَكُ أَلْجَأَنِي الزَّمَانُ إِلَيْكُمُ ...
فَبِئْسَ الْمَوَالِي فِي الصَّنِيعَةِ وَالذَّخْرِ
(1/193)
195 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْغَرَّافِ - أَعْرَابِيٌّ
مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ:
قُلْتُ لَهَا هَلْ لَكِ فِي وَصْلِ مَنْ ... يَهْوَاكِ
حَتَّى يَنْفَدَ الدَّهْرُ
قَالَتْ وَمَا أَرْجُو بِوَصْلِ امْرِئٍ ... لَيْسَ لَهُ
نَهْيٌ وَلَا أَمْرٌ
فَقُلْتُ إِنِّي شَاعِرٌ مُفَلَّقٌ ... وَلِي بِأَيَّامِ
الْأُلَى خَبَرُ
قَالَتْ إِذَا احْتَاجَ الْفَتَى سَاعَةً ... لَمْ
يُغْنِهِ عِلْمٌ وَلَا شِعْرُ
فَلْيَعْرِضِ الشَّاعِرُ أَشْعَارَهُ ... فِي السُّوقِ
هَلْ يُعْطَى بِهَا نَزَرُ
[ص:195]
أَوْ يُؤخَذُ الشِّعْرُ عَلَى تَمْرَةٍ ... فِي السُّوقِ
أَمَا رَخُصَ التَّمْرُ
لَوْ نَالَ بِالشِّعْرِ فَتًى ثَرْوَةً ... لَكَانَ
بَيْتِي سَقْفُهُ التِّبْرُ
(1/194)
196 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْغَرَّافِ الْحَنْظَلِيُّ:
أَرَى الدُّنْيَا قَدِ انْتَقَضَتْ عُرَاهَا ... وَآنَ
خَرَابُهَا وَدَنَا فَنَاهَا
عَلَى الدُّنْيَا السَّلَامُ فَقَدْ تَوَلَّتْ ... إِذَا
ارْتَفَعَ الرُّذَالُ إِلَى ذُرَاهَا
(1/195)
197 - وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو بِشْرٍ الضَّرِيرُ:
كَفَى حَزَنًا أَنِّي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي ... وَمَالِيَ
مِنْ مَالٍ أَصُونُ بِهِ عِرْضِي
وَأَكْبَرُ مَا أَلْقَى صَدِيقِي بِمَرْحَبًا ...
وَذَلِكَ لَا يَكْفِي الصَّدِيقَ وَلَا يُرْضِي
لَقَدْ بَغَّضَ الْإِعْدَامُ كُلَّ أَحَبَّتِي ...
إِلَيَّ وَلَيْسُوا مُسْتَحِقِّينَ لِلْبُغْضِ
(1/195)
198 - وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ لِرَجُلٍ مِنْ
أَصْبَهَانَ:
[البحر الكامل]
أَبَنِيَّ إِنِّي لَيْسَ يُشْخِصُني عَنْكُمُ ... قِلًى
لَكُمْ وَلَا بُغْضُ
[ص:196]
إِلَّا لِأُكْسِبَكُمْ بِذَاكَ غِنًى ... يَكْفِيَكُمْ
وَيُرَى لَكُمْ عَرَضُ
أَكْفِيكُمْ صُنْعَ اللِّئَامِ بِهِ ... إِنَّ
اللِّئَامَ لِمَنْعِهَا مَضُّ
إِنَّ الْمُقَامَةَ لَا تُلَائِمُ مَنْ ... لَا ضَرْعَ
يَحْلُبُهُ وَلَا فَرْضُ
كَمْ مِنْ فَتًى مَحْضٍ ضَرَّانِيَةً ... أَزْرَى بِهِ
وَبِأَهْلِهِ الْخَفْضُ
وَفَتًى يَرَى فِي الْخَفْضِ مَنْقصَةً ... لَمْ
يُغْنِهِ قَرْضٌ وَلَا فَرْضُ
طَلَبَ الْغِنَى مُتَجَمِّلًا نَصِبًا ... فَحَوَاهُ
لَمْ يَدْنَسْ لَهُ عِرْضُ
أَبَنِيَّ إِنِّي غَيْرُ زَائِرُكُمْ ... حَتَّى
أَزُورَكُمُ وَبِي نَهَضُ
(1/195)
199 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ سَعِيدٍ
اللَّيْثِيُّ، قَالَ: اسْتَنْكَرَ رَجَلٌ وَجْهَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَبِشْرَهُ , فَقَالَ
لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ: استَنكَرْتُ عَمْرًا وَجْهَهُ فَالْقَهُ فَسَلْهُ عَنْ
ذَلِكَ فَلَقِيَهُ الرَّجُلُ , فَقَالَ لِعَمْرٍو: أَنْكَرْتَ مِنْ فُلَانٍ شَيْئًا؟ قَالَ:
لَا , قَالَ: لَقَدْ أَنْكَرَ بِشْرَكَ [ص:197]، قَالَ: «إِنَّهُ وَاللَّهِ لَوْ
بَلَغَنِي عَنْهُ شَيْءٌ أَنْكَرَهُ مَا تَرَكْتُ لِقَاءَهُ فَإِنْ كَانَ لَهُ
عُذْرٌ عَذَرْتُهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُذْرٌ وَعَظْتُهُ إِنَّ الْإِخَاءَ
عِنْدِي فِي اللَّهِ إِذًا لَخَسِيسٌ»
(1/196)
200 - أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
لِعُمَرَ مَوْلَى بَنِي سَوَادَةَ بْنِ عَامِرٍ:
أَخٌ لِي عَلَيْهِ ضَامِنٌ مَا أَهَمَّنِي ... مَتَى مَا
يُنِلْنِي الْيَوْمَ لَا يَعتَلِلُ غَدَا
كَثِيرٌ لِغَمٍّ تَرَّاكٌ لَا مُعْجَبٌ ... بِهَا
تَوَاسَعَ مِنْ أَخْلَاقِهِ وَتَجَوَّدَا
تَحَنَّى عَلَيْنَا رَحْمَةَ الْوَالِدِ الَّذِي ...
حَوَى لِبَنِيهِ مَا اسْتَطَاعَ وَمَهَّدَا
(1/197)
201 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ [ص:198] جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ: «شَرُّ الذُّنُوبِ مَا لَيْسَ لَهُ كَفَّارَةٌ»
(1/197)
202 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي
ابْنَ دِينَارٍ قَالَ: عُمَرُ: «إِذَا أَعْطَيْتُمْ فَأَغْنُوا»
(1/198)
203 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: «جَالَسْتُ عَمْرًا بَعْدَمَا
فَرَغْتُ مِنْ عَطَاءٍ سِتَّ سِنِينَ»
(1/198)
204 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: «مَا يَلْقَى مِنْكَ عَمْرٌو قَدْ
غَلَبْتَ عَلَى وِسَادَتِهِ»
(1/198)
205 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: «لَمْ نَرَ مِمَّنْ جَاءَنَا مِنَ
الشَّامِ يَسْأَلُ عَنْ مِثْلِ مَسْأَلَتِهِ، يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى»
(1/198)
206 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يَجِيءُ إِلَى الزُّهْرِيِّ وَمَعَهُ
كِتَابٌ فَيَقُولُ: «أَرْوَى هَذَا عَنْكَ؟»
(1/198)
207 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ
سُفْيَانُ: فَلَقِيتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ فَقُلْتُ لَهُ: حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيكَ، هَلْ
سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ؟ قَالَ سُهَيْلٌ: بَلْ سَمِعْتُهُ مِنَ الَّذِي حَدَّثَهُ
أَيْ، سَمِعْتُهُ مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ تَمِيمٍ
الدَّارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ
الدِّينَ النَّصِيحَةُ إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ إِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةُ» قِيلَ: لِمَنْ
يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ
الْمُؤْمِنِينَ وَعَامَّتِهِمْ»
(1/199)
208 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَّمَ غَنَمًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ فَصَارَ لِسَعْدٍ
تَيْسٌ , فَقَالَ: «لَقَدْ جَمَعْتَ الشَّرَّ كُلَّهُ فَلَوْ كُنْتَ مِنَ
الْمَعْزِ لَكُنْتَ أُنْثَى أَوْ كُنْتَ مِنَ الضَّأْنِ لَكُنْتُ نَعْجَةً»
(1/200)
209 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ
عُمَرَ يُشْعِرُ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْمَنَ فَإِذَا كَانَتْ صِعَابًا أَشْعَرَ
مِنَ الشِّقِّ الْأَيْمَنَ وَالْأَيْسَرِ قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي ابْنُ
شُبْرُمَةَ: كَيْفَ الْإِشْعَارُ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِهَذَا، فَقَالَ: لَمْ أَفْعَلْ
هَذَا، فَلَقِيتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَسَأَلْتُهُ , فَقَالَ: كَانَ
إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ أَقَامَهَا عَنْ يَمِينِهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ
وَأَشْعَرَ وَإِذَا كُنَّ صِعَابًا أَشْعَرَ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْمَنَ وَمِنَ
الشِّقِّ الْأَيْسَرِ
(1/200)
210 - حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ
الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: كَانُوا يَسْمَعُونَ كُلَّ لَيْلَةٍ زَمَنَ قَتْلِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ قَائِلًا يَقُولُ:
[البحر الطويل]
لِيَبْكِ عَلَى الْإِسْلَامِ مَنْ كَانَ بَاكِيًا ...
فَقَدْ أَوْشَكُوا هَلْكَى وَمَا قَدُمَ الْعَهْدُ
وَأَدبَرَتِ الدُّنْيَا وَأَدْبَرَ خَيْرُهَا ... وَقَدْ
مَلَّهَا مَنْ كَانَ يُوقِنُ بِالْوَعْدِ
فَيَنْظُرُونَ فَلَا يَرَوْنَ أَحَدًا
(1/201)
211 - حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
ابْنُ هِرَاسَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَتَمَثَّلُ:
[البحر المنسرح]
يُوشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنيَّتِهِ ... فِي بَعْضِ
غِرَّاتِهِ يُوَافِقُهَا
إِنْ لَمْ يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَمًا ...
لِلْمَوْتِ كَأَسٌ فَالْمَرْءُ ذَائِقُهَا
(1/201)
212 - حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ هِرَاسَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا
أَصْبَحَ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
يَسُرُّ الْفَتَى مَا كَانَ قَدَّمَ مِنْ تُقًى ...
إِذَا عَرَفَ الدَّاءَ الَّذِي هُوَ قَاتِلُهُ
وَإِذَا أَمْسَى قَالَ:
[البحر الوافر]
وَمَا الدُّنْيَا بِبَاقِيَةٍ لِحَيٍّ ... وَمَا حَيٌّ
عَلَى الدُّنْيَا بِبَاقِ
(1/201)
213 - وَحَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: شَاذَانُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِيَاسَ بْنِ [ص:202] مُعَاوِيَةَ،
قَالَ: مُثِّلَتِ الدُّنْيَا عَلَى طَائِرٍ فَمِصْرُ وَالْبَصْرَةُ الْجَنَاحَانِ وَالْجَزِيرَةُ
الْجُؤْجُؤُ وَالشَّامُ الرَّأْسُ وَالْيَمَنُ الذَّنَبُ
(1/201)
214 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] قَالَ أَبِي: يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
وَأَيُّ نُعَيْمٍ نُسْأَلُ عَنْهُ وَإِنَّمَا هُمَا الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ
وَالْمَاءُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ ذَلِكَ
سَيَكُونُ»
(1/202)
215 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ،
فِي قَوْلِهِ: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8]
قَالَ: الْأَمْنُ وَالصِّحَّةُ
(1/203)
216 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: أَبِي: يَا بُنَيَّ إِذَا سَمِعْتَ كَلِمَةَ
مُسْلِمٍ فَاحْمِلْهَا عَلَى أَحْسَنِ مَا تَجِدُ لَا تَجِدُ مَحْمَلًا
(1/203)
217 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، صَاحِبُ الرَّقِيقِ قَالَ: سُئِلَ الْحَسَنُ
عَنِ النِّفَاقِ، , فَقَالَ: «لَوْ رُفِعُوا عَنْكُمْ لَاسْتَوْحَشْتُمْ , نَافَقَ
هَؤُلَاءِ بِالتَّكْذِيبِ وَنَافَقَ هَؤُلَاءِ بِالْعَمَلِ»
(1/203)
218 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ
الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ صَائِمًا فَدَخَلْتُ
بَيْتَ أَبِي فَأَكَلْتُ وَأَنَا نَاسٍ، قَالَ: اللَّهُ أَطْعَمَكَ. ثُمَّ
دَخَلْتُ بَيْتًا آخَرَ فَشَرِبْتُ قَالَ: اللَّهُ سَقَاكَ، ثُمَّ دَخَلْتُ
بَيْتًا آخَرَ فَأَكَلْتُ وَشَرِبْتُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا ابْنَ أَخِي
أَنْتَ لَمْ تُعَوَّدِ الصِّيَامَ
(1/204)
219 - حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ زِيَادٍ أَبُوعَاصِمٍ
مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ مَوْلَى حَمْنَةَ،
عَنْ قَيْسِ بْنِ سَلْعٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ إِخْوَتَهُ شَكَوْهُ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ
قَدْ أَسْرَعَ فِي مَالِهِ وَبَسَطَ فِيهِ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: «يَا
قَيْسُ مَا شَأْنُ إِخْوَتِكَ يَشْكُونَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُبَدِّدُ مَالَكَ وَتَبْسُطُ
فِيهِ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي آخُذُ نَصِيبِي مِنَ
الثَّمَرَةِ فَأُنْفِقْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مَنْ صَحِبَنِي، فَضَرَبَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرِي، وَقَالَ: «أَنْفِقْ يَا
قَيْسُ يُنْفِقِ اللَّهُ عَلَيْكَ»
ثَلَاثًا فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ خَرَجْتُ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَمَعِي رَاحِلَةُ تَمْرٍ وَأَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ بَيْتِي مَالًا
وَأَيْسَرُهُ
(1/204)
220 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ شَبِيبِ بْنِ قَيْسِ
بْنِ الْهَيْثَمِ السُّلَمِيُّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اسْتَعْمَلَ جَدَّهُ الْهَيْثَمَ عَلَى صَدَقَاتِ قَوْمِهِ فَلَمَّا قُبِضَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ وَفَّى بِمَا
عِنْدَهُ مِنَ الصَّدَقَةِ وَأَتَى بِهَا أَبَا بَكْرٍ وَفَعَلَ ذَلِكَ
الزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ قَالَ: , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَفَّى بِهَا
الزِّبْرِقَانُ تَكَرُّمًا وَوَفَّى بِهَا الْهَيْثَمُ تَحَرُّجًا أَوْ تَوَرُّعًا
". قَالَ ابْنُ سَلَّامٍ: قُلْتُ لَهُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي
حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ (1/205) 221 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ
الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، عَنْ
مُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِكَعْبِ بْنِ
مَالِكٍ: " مَا نَسَى رَبُّكَ وَمَا كَانَ نَسِيًّا شِعْرًا قُلْتَهُ، قَالَ:
مَا هُوَ؟ قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَنْشِدْ , [ص:206] فَقَالَ:[البحر الكامل]زَعَمَتْ
سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا
... وَليَغْلِبَنَّ مُغَالِبُ الْغُلَّابِ
(1/205) 222 - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى
الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْحَاطِبِيُّ، قَالَ: وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ , فَقَالَ: «يُفَلِّقْنَ» ,
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَامًا مِنْ رِجَالٍ أَحِبَّةٍ إِلَيْنَا فَهُمْ كَانُوا
أَعَقَّ وَأَظْلَمَا , فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُفَلِّقْنَ؟»
يَسْتَعْظِمُ أَبَا بَكْرٍ , فَقَالَ:[البحر الطويل]هَامًا مِنْ رِجَالٍ أَحِبَّةٍ ... لَنَا وَهُمْ
كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا ... مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
(1/206) 223 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ
بْنِ بُكَيْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي
هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمَ صَاحِبَ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ فِي زَمَنِ أَبِي
بَكْرٍ أَتَى عُمَرَ , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عِنْدَنَا
حِلْيَةً مِنْ حِلْيَةِ جَلُولَاءَ آنِيَةً مِنْ [ص:207] ذَهَبٍ وَوَرِقٍ
فَانْظُرْ أَنْ تُفْرِغَ لِذَلِكَ يَوْمًا وَتَرَى فِيهِ رَأْيَكَ , فَقَالَ: إِذَا
رَأَيْتَنِي فَارِغًا فَآذِنِّي فَجَاءَهُ يَوْمًا , فَقَالَ: أَرَاكَ الْيَوْمَ فَارِغًا.
فَقَالَ: أَجَلْ فَابْسُطْ لِي نِطْعًا ثُمَّ أَتَى بِذَلِكَ الْمَالِ فَصَبَّ
عَلَيْهِ فَدَنَا عُمَرُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ , إِنَّكَ
ذَكَرْتَ وَقُلْتَ: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ
وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} [آل
عمران: 14] وَقُلْتَ: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا
آتَاكُمْ} [الحديد: 23] وَإِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ لَا نَفْرَحَ بِمَا
زَيَّنْتَهُ لَنَا، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْنِي أُنْفِقُهُ فِي الْحَقِّ وَأَعِذْنِي
مِنْ شَرِّهِ قَالَ: وَأُتِيَ عُمَرُ بِابْنٍ لَهُ يُحْمَلُ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ , فَقَالَ: يَا أَبَتَاهُ هَبْ لِي خَاتَمًا , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:
اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ تَسْقِيكَ سَوِيقًا (1/206) 224 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَعَثَ أَبُو
مُوسَى مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ
بِحِلْيَةٍ فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَفِي حِجْرِهِ أَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدِ
بْنِ الْخَطَّابِ وَكَانَتْ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ لَمَّا قُتِلَ أَبَاهَا
بِالْيَمَامَةِ عَطَفَ عَلَيْهِمْ، فَأَخَذَتْ مِنَ الْحِلْيَةِ خَاتَمًا
فَوَضَعَتْهُ فِي يَدِهَا وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا يُقَبِّلُهَا وَيَلْتَزِمُهَا
فَلَمَّا غَفَلَتْ أَخَذَ الْخَاتَمَ مِنْ يَدِهَا فَرَمَى بِهِ فِي الْحِلْيَةِ
وَقَالَ: خُذُوهَا عَنِّي (1/207) 225 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ
الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَرْبَعٌ قَوَاصِمُ الظُّهْرِ: إِمَامٌ
تُطِيعُهُ وَيُضِلُّكَ، وَزَوْجَةٌ تَأْمَنُهَا وَتَخُونُكَ، وَجَارٌ إِنْ عَلِمَ
خَيْرًا سَتَرَهُ وَإِنْ عَلِمَ شَرًّا نَشَرَهُ وَذَكَرَهُ، وَفَقْرٌ حَاضِرٌ لَا
يَجِدُ صَاحِبُهُ عَنْهُ مُتَلَدَّدًا (1/208) 226 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ
وَلَهَا سِتَّةُ بَنِينَ يَسْتُرُونَهَا مِنَ النَّاسِ وَهِيَ تَقُولُ:[البحر
الرجز]اللَّهُمَّ رَبَّ الْبَيْتِ ذِي الْمَنَاكِبِ ... أَنْتَ وَهَبْتَ الْفِتْيَةَ
السَلَاهِبْوَثُلَّةً مِثْلَ الْجَرَادِ السَّارِبْ ... وَهَجْمَةً يَحَارُ فِيهَا
الْحَالِبْمَتَاعُ أَيَّامٍ وَكُلٌ ذَاهِبْ ... أَمَّا حَالُهُ بَيْنَ كَنَائِنَ
سُب
(1/208) 227 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ
الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ، قَالَ: كُنْتُ فِي
حَلْقَةٍ فِيهَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَعَوْفٌ فَسَأَلَ سَائِلٌ عَنْ عَشَرَةِ
أَوْلِيَاءَ عَفَا وَاحِدٌ وَأَبَى تِسْعَةٌ، فَقَالَ عَوْفٌ: لَوْ عَفَا تِسْعَةٌ
وَأَبَى وَاحِدٌ قَتَلَهُ , [ص:209] فَقَالَ يُونُسُ: لَأَنْتَ أَجْرَأُ عَلَى الدَّمِ
مِنْ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ وَقَامَ مِنَ الْحَلْقَةِ (1/208) 228 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ سَهْمِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي
سِوَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، أَخَذَ لِلْحَسَنِ
بِرِكَابِهِ , فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ لَحِبْوَةُ صِدْقٍ فِي يَزِيدَ (1/209) 229 -
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ غَيْرٍ وَاحِدٍ، أَنَّ سَوَّارَ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ سَيِّدَا أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَرَبِهِمْ
وَمَوَالِيهِمْ غَضِبَ مَنْ غَضِبَ وَرَضِيَ مِنْ رَضِيَ (1/209) 230 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ
سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ عَوْفٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ لِعَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: أَيُّ الرِّجَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ تَوَاضَعَ عَنْ رِفْعَةٍ وَزَهِدَ
عَنْ قُدْرَةٍ وَتَرَكَ النُّصَّرَةَ عَنْ قُوَّةٍ (1/209) 231 - حَدَّثَنِي
هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ
الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَوَانَةَ الْكَلْبِيُّ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: لَمْ يُؤَيَّدِ الْمُلْكُ بِمِثْلِ كَلْبٍ وَلَمْ تُعْلَ الْمَنَابِرُ
بِمِثْلِ قُرَيْشٍ وَلَمْ يُطْلَبِ التُّرَاثُ بِمِثْلِ تَمِيمٍ وَلَمْ تُرْعَ
الرَّعَايَا بِمِثْلِ ثَقِيفٍ وَلَمْ تُسَدَّ الثُّغُورُ بِمِثْلِ قَيْسٍ وَلَمْ
تُهَجِ الْفِتَنُ بِمِثْلِ رَبِيعَةَ وَلَمْ تُجِبِ الْخَرَاجُ بِمِثْلِ الْيَمَنِ
(1/210) 232 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ
بْنِ بِشْرِ بْنِ صَيْفِيٍّ الدِّمَشْقِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُجْرُ بْنُ
الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْقَارِيُّ، قَالَ:
نَابُ مُضَرَ كِنَانَةُ وَفُرْسَانُ مُضَرَ قَيْسٌ، وَرِجَالُ مُضَرَ تَمِيمٌ، وَأَلْسِنَةُ
مُضَرَ أَسَدٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ: وَكَانَ يُقَالُ يَسُودُ
السَّيِّدُ مِنْ قَيْسٍ بِالْفُرُوسِيَّةِ وَيَسُودُ السَّيِّدُ مِنْ رَبِيعَةَ
بِالْجُودِ وَيَسُودُ السَّيِّدُ فِي تَمِيمٍ بِالْحِلْمِ (1/210) 233 -
أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ التَّمِيمِيُّ:[البحر البسيط]بَيْنِي وَبَيْنَ
لِئَامِ النَّاسِ مَعتَبَةٌ ...
مَا تَنْقَضِي وَكِرَامُ النَّاسِ خِلَّانِي[ص:211]إِذَا
لَقِيتُ لَئِيمَ الْقَوْمِ أَبْغَضَنِي ... وَإِنْ لَقِيتُ كَرِيمَ الْقَوْمِ حَيَّانِي
(1/210) 234 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ
أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ بَكْرٍ الْغِفَارِيُّ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ نَضْلَةُ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَمْشِي وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ يَخْطُرُ
وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا ابْنُ بَطْحَاءِ مَكَّةَ كُدْيًا فَكُدَاهَا، فَوَقَفَ
عَلَيْهِ عُمَرُ , فَقَالَ: إِنْ يَكُنْ لَكَ دِينٌ فَلَكَ كَرَمٌ , وَإِنْ يَكُنْ
لَكَ عَقْلٌ فَلَكَ مُرُوءَةٌ ,
وَإِنْ يَكُنْ لَكَ مَالٌ فَلَكَ شَرَفٌ وَإِلَّا
فَأَنْتَ وَالْحِمَارُ وَاحِدٌ (1/211) 235 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ، عَنْ
مُجَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ عَلَى عُنُقِهِ
امْرَأَةٌ مِثْلُ الْمَهَاةِ وَهُوَ يَقُولُ:[البحر الرجز]صِرْتُ لَهَا جَمَلًا
ذَلُولًا ... مُوَطًّا أَتَّبِعُ السُّهُولَاأَعْدِلُهَا بِالْكَفِّ أَنْ تَمِيلَا
... أَحذَرُ أَنْ تَسْقُطَ أَوْ تَزُولَاأَرْجُو بِذَاكَ نَائِلًا جَزِيلَا
,فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الَّتِي قَدْ وَهَبْتَ لَهَا حَجَّكَ؟
قَالَ: هَذِهِ امْرَأَتِي وَاللَّهِ إِنَّهَا مَعَ مَا تَرَى مِنْ صَنِيعِي بِهَا
لَحَمْقَاءُ مِرْغَامَةٌ أَكُولٌ قَمَّامَةٌ مَشْئُومَةُ الْهَامَةِ مَا يَبْقَى
لَهَا خَامَةٌ، فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا إِذْ كَانَ قَوْلُكَ فِيهَا
هَذَا؟ قَالَ: حَسْنَاءُ فَلَا تُفْرَكُ وَأُمُّ عِيَالٍ فَلَا تُتْرَكُ، قَالَ: أَمَا لِي
فَشَأْنُكَ بِهَا
(1/211) 236 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ
الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى
الْأَشْعَرِيِّ: إِنَّ «الْحِكْمَةَ لَيْسَتْ عَنْ كِبَرِ السِّنِّ، وَلَكِنَّهُ،
عَطَاءُ اللَّهِ يُعْطِيهِ مَنْ يَشَاءُ فَإِيَّاكَ وَدَنَاءَةَ الْأُمُورِ
وَمِرَاقَ الْأَخْلَاقِ»
(1/212) 237 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ:
إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ لِلنَّاسِ وُجُوهٌ يَرْفَعُونَ حَوَائِجَ النَّاسِ فَأَكْرِمْ
وُجُوهَ النَّاسِ فَبِحَسْبِ الْمُسْلِمِ الضَّعِيفِ مِنَ الْعَدْلِ أَنْ يُنْصَفَ
فِي الْحُكْمِ وَالْقِسْمَةِ (1/212)
238 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ نَائِمًا
إِلَى جَنْبِ امْرَأَتِهِ فَقَامَ إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ إِلَى جَنْبِ الْحُجْرَةِ
فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَفَزِعَتِ الْمَرْأَةُ فَقَامَتْ فَذَهَبَتْ فَرَأَتْهُ ثُمَّ
رَجَعَتْ فَأَخَذَتِ الشَّفْرَةَ [ص:213] فَفَزِعَ فَاسْتَقْبَلَهَا، فَقَالَ: مَهْيَمْ
فَقَالَتْ: مَهْيَمْ لَوْ أَدْرَكْتُكَ حَيْثُ وَجَدَّتُكَ لَوَجَأْتُ بِهَذِهِ
الشَّفْرَةِ بَيْنَ كَتِفَيْكَ قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُنَا الْقُرْآنَ وَهُوَ جُنُبٌ قَالَتْ:
فَاقْرَأْ عَلَيَّ , فَقَالَ:أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ ...
كَمَا لَاحَ مَشْهُورٌ مِنَ الصُّبْحِ سَاطِعُأَتَانَا بِالْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى
فَقُلُوبُنَا ... بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ واقِعُيَبِيتُ يُجَافِي
جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ ... إِذَا مَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْكَافِرِينَ
الْمَضَاجِعُقَالَتْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ الْبَصَرَ قَالَ: فَأَتَيْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَضَحِكَ حَتَّى
بَدَتْ نَوَاجِذُهُ
(1/212) 239 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ
الْوَلِيدِ السَّكُونِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، أَنَّ امْرَأَةَ ابْنِ
رَوَاحَةَ رَأَتْهُ عَلَى جَارِيَةٍ لَهُ فَقَالَتْ لَهُ وَهِيَ تُكَلِّمُهُ
وَعَلَى فِرَاشِي أَيْضًا فَقَامَ يُجَاحِدُهَا [ص:214] فَقَالَتْ لَهُ: فَاقْرَأْ
آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ لَا تَقْرَأُ وَأَنْتَ جُنُبٌ ,
فَقَالَ:[البحر الوافر]شَهِدْتُ بِأَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ ... وَأَنَّ النَّارَ مَثْوى
الْكَافِرِينَاوَأَنَّ الْعَرْشَ فَوْقَ الْمَاءِ طَافٍ ... وَفَوقَ الْعَرْشِ
رَبُّ الْعَالَمِينَاوَتَحْمِلُهُ مَلَائِكَةٌ شِدَادٌ ... مَلَائِكَةُ الْإِلَهِ
مُسَوِّمِينَا
(1/213) 240 - حَدَّثَنَا وَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، أَنَّ
نَافِعًا حَدَّثَهُ قَالَ: كَانَتْ لِابْنِ رَوَاحَةَ امْرَأَةٌ وَكَانَ
يَتَّقِيهَا وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ لَهُ
وَفَرِقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدْ فَعَلَ , فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، قَالَتِ:
اقْرَأْ عَلَيَّ إِذًا فَإِنَّكَ جُنُبٌ , فَقَالَ:شَهِدُتُ بِإِذْنِ اللَّهِ
أَنَّ مُحَمَّدًا ... رَسُولُ الَّذِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مِنْ عَلُوَأَنَّ أَبَا
يَحْيَى وَيَحْيَى كَلَيْهِمَا ... لَهُ عَمَلٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبَّلُ
(1/214) 241 - حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ
حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الْخُرَاسَانِيِّ،
عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: لَيْسَ لِمُلُوكٍ صَدِيقٌ وَلَا [ص:215]
لِحَسُودٍ غِنًى، وَطُولُ النَّظَرِ فِي الْحِكْمَةِ تَلْقِيحٌ لِلْعَقْلِ
وَأَهْلُ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ آفَةُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِنَّهُمْ يَذْكُرُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَهْلَ بَيْتِهِ فَيَصِيدُونَ بِهَذَا الذِّكْرِ الْحَسَنِ الْجُهَّالَ مِنَ
النَّاسِ فَيَقْذِفُونَ بِهِمْ فِي الْمَهَاوِي فَمَا أَشْبَهَهُمْ بِمَنْ يَسْقِي
الصَّبْرَ بِاسْمِ الْعَسَلِ , وَمَنْ يَسْقِي السُّمَّ الْقَاتِلَ بِاسْمِ التِّرْيَاقِ؛
فَأَبْصِرْهُمْ فَإِنَّكَ إِلَّا تَكُنْ أَصْبَحْتَ فِي بَحْرِ الْمَاءِ فَإِنَّكَ
قَدْ أَصْبَحْتَ فِي بَحْرِ الْأَهْوَاءِ الَّذِي هُوَ أَعْمَقُ غَوْرًا وَأَشَدُّ
اضْطِرَابًا وَأَكْثَرُ عَوَاصِفَ وَأَبْعَدُ مَذْهَبًا مِنَ الْبَحْرِ وَمَا
فِيهِ فَلْتَكُنْ مَطِيَّتَكَ الَّتِي تَقْطَعُ بِهَا سَفَرَ الضَّلَالِ اتَّبْاعُ
السُّنَّةِ فَأَنْهَرُهُمُ السَّيَّارَةُ الَّذِينَ إِلَى اللَّهِ يَعْمِدُونَ
(1/214) 242 - حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ،
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَيَّارٍ، قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ فِي دَفْنِ زَيْنَبَ
بِنْتِ جَحْشٍ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مُرَجِّلًا شَعْرَهُ بَيْنَ
مُمَصَّرَتَيْنِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ ضَرْبًا بِالدِّرَّةِ حَتَّى سَبَقَهُ
شَدًّا وَأَتْبَعَهُ رَمْيًا بِالْحِجَارَةِ وَقَالَ: كَيْفَ جِئْتَنَا وَنَحْنُ
عَلَى لَعِبٍ أَشْيَاخٌ يُدْفَنُونَ أُمَّهُمْ (1/215) 243 - وَحَدَّثَنِي أَبِي
قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سِوَارُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مَيْمُونًا كَانَ جَالِسًا
وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الشَّامِ , فَقَالَ: " إِنَّ
الْكَذِبَ فِي بَعْضِ الْمَوَاطِنِ خَيْرٌ مِنَ الصِّدْقِ، فَقَالَ الشَّامِيُّ:
لَا الصِّدْقُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ خَيْرٌ , فَقَالَ مَيْمُونٌ: أَرَأَيْتَ لَوْ رَأَيْتَ
رَجُلًا يَسْعَى وَآخَرَ يَتْبَعُهُ بِالسَّيْفِ فَدَخَلَ الدَّارَ فَانْتَهَى
إِلَيْكَ؟ , فَقَالَ: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ مَا كُنْتَ قَائِلًا؟ قَالَ: كُنْتُ
أَقُولُ " لَا، قَالَ: فَذَاكَ (1/216) 244 - وَأَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ:
أَخْبَرَنِي ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ:
قَالَ رَجُلٌ: رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {وَيَبْقَى
وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] ، فَسَأَلَ اللَّهَ
بِذَاكَ الْوَجْهِ الْبَاقِي الْكَرِيمِ (1/216) 245 - حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:
حَدَّثَنَا شَاذَانُ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ
وَهُوَ وَاضِعٌ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَبِيَدِهِ رَيْحَانَةٌ يَشُمُّهَا
أَوْ يَشُمُّهُ (1/216) 246 - حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: مَرَّ سَلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
بِقَبْرِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ بِالرَّقَّةِ , فَقَالَ
[ص:217]: قَبْرُ مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: قَبْرُ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ:
رَحِمَ اللَّهُ أَبَا وَهْبٍ، وَجَعَلَ يُثْنِي عَلَيْهِ، فَقَبْرُ مَنْ هَذَا
الْآخَرُ؟ قِيلَ: قَبْرُ أَبِي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ الشَّاعِرِ، قَالَ: وَهَذَا فَرَحَمَهُ
اللَّهُ، فَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ نَصْرَانِيًّا، قَالَ: إِنَّهُ كَانَ كَرِيمًا
(1/216) 247 - حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ الطَّائِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي يَحْيَى بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمِّهِ الرُّوَيْلِ بْنِ
حُصَيْنٍ قَالَ: عَبَرْتُ مَعَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ النَّهَرَ خَمْسَ
عَبَرَاتٍ فَمَا مِنْ عَبْرَةٍ إِلَّا وَهُوَ بَعْدَهُ فِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ
حَدِيدٍ فَإِذَا تَوَسَّطَ النَّهَرَ قَالَ: اللَّهُمَّ , إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ
أَنِّي خُنْتُ دِرْهَمًا قَطُّ فَغَرِّقْنِي فِي الْبَحْرِ كَمَا أُغْرِقُ هَذَا
الْخَاتَمَ ثُمَّ يَقْذِفُهُ فِي النَّهَرِ (1/217) 248 - وَحَدَّثَنِي زَكَرِيَّا
بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الرُّوَيْلِ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ
قُتَيْبَةَ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ مَدِينَةً مِنْ مُدُنِ خُرَاسَانَ فَازْدَحَمَ
النَّاسُ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى فَرْضَةٍِ فِي نَهْرٍ فَلَحِقَنِي رَجُلٌ عَلَى
بَغْلَةٍ أَوْ بَغْلٍ , فَقَالَ لِي:
مِمَّنْ أَنْتَ يَا رَجُلُ؟ فَقُلْتُ: مِنْ طَيِّئٍ
قَالَ: مِنْ أَيِّهَا؟ قُلْتُ: مِنْ جَدِيلَةَ [ص:218]. قَالَ: مِنْ أَيِّ بَنِي
جَدِيلَةَ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي جُبَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ جُدْعَانَ. قَالَ: أَتَعْرِفُ
الَّذِي يَقُولُ:يَجُوبُ الْبِلَادَ لِجَبِّ الْعَارِ ... وَلَا يَتَّقِي طَائِرًا
حَيْثُ طَارَاسَنِيحًا وَلَا بَارِحًا طَائِرًا ... عَلَى كُلِّ حِينٍ يُلَاقِي
الْيَسَارَاقُلْتُ: نَعَمْ، هَذَا مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ لَجَاءَ التَّيْمِيِّ ,
قَالَ لِدَابَّتِهِ: عَدِّي فَقَبَضْتُ عَلَى لِجَامِهِ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا
أَنْصَفْتَنِي أَخَذْتَ نَسَبِي ثُمَّ تَنْطَلِقُ وَلَا أَسْأَلُكَ مِمَّنْ
أَنْتَ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ قُلْتُ: مِنْ أَيِّ قَيْسٍ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ
بَاهِلَةَ، قُلْتُ: مِنْ أَيِّهَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا قُتَيْبَةُ، قُلْتُ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ، ثُمَّ مَضَيْنَا
(1/217) 249 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ
بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: لَمَّا اسْتُعْمِلْتُ
عَلَى الْيَمَنِ قَالَ لِي أَبِي: أَوُلِّيتَ الْيَمَنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:
«إِذَا غَضِبْتَ فَانْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَكَ وَإِلَى الْأَرْضِ أَسْفَلَ مِنْكَ
, ثُمَّ أَعْظِمْ خَالِقَهُمَا» (1/218) 250 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
مَعْشَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلًى لِآلِ
الزُّبَيْرِ قَالَ: جَاءَ كِتَابٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ إِلَى مَرْوَانَ وَهُوَ عَلَى
الْمَدِينَةِ [ص:219]: إِنَّ سَيِّدَ الْمُسْلِمِينَ وَشَبَهُ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ يَزِيدُ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا
لَهُ، قَالَ: فَمَسَحَ مَرْوَانُ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى , فَقَالَ
لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقٍ: يَا مَرْوَانُ إِنَّمَا
هِيَ هِرَقْلِيَّةٌ كُلَّمَا مَاتَ هِرَقْلُ كَانَ هِرَقْلُ مَكَانَهُ مَا لِأَبِي
بَكْرٍ لَمْ يَسْتَخْلِفْنِي؟ وَمَا لِعُمَرَ لَمْ يَسْتَخْلِفْ عَبْدَ اللَّهِ؟ ,
فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: أَنْتَ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ {وَالَّذِي قَالَ
لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ} [الأحقاف: 17]
الْآيَةَ. قَالَ: فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ
فَأَخْبَرَهَا، فَضَرَبَتْ بِسِتْرٍ عَلَى الْبَابِ فَقَالَتْ: يَا ابْنَ
الزَّرْقَاءِ أَعَلَيْنَا تُئَوِّلُ الْقُرْآنُ؟ لَوْلَا أَنِّي أَرَى النَّاسَ كَأَنَّهُمْ
أَيَدٍ يَرْتَعِشُونَ، لَقُلْتُ قَوْلًا يَخْرُجُ مِنْ أَقْطَارِهَا , فَقَالَ
مَرْوَانُ: مَا يَوْمُنَا مِنْكِ بِوَاحِدٍ (1/218) 251 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ عِكْرِمَةَ، وَسَعِيدَ
بْنَ جُبَيْرٍ اخْتَلَفَا فِي رَجُلٍ مِنَ الْمُسْتَهْزِئِينَ , فَقَالَ سَعِيدٌ:
الْحَارِثُ ابْنُ عَيْطَلَةَ وَقَالَ عِكْرِمَةُ: الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ:
صَدَقَا جَمِيعًا. كَانَتْ أُمُّهُ تُدْعَى عَيْطَلَةَ , وَكَانَ أَبُوهُ يُدْعَى قَيْسًا
(1/219) 252 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ،
قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَدْرَكْتُ [ص:220] النَّاسَ وَرَقًا لَا شَوْكَ
فِيهِ فَأَصْبَحُوا شَوْكًا لَا وَرَقَ فِيهِ إِنْ نَقَدْتَهُمْ نَقَدُوكَ وَإِنْ
تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، قَالُوا: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: تُعَرِّضُهُمْ
مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ (1/219) 253 - حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ،
قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ، بِالْبَيْتِ إِذْ أَعْرَابِيُّ
يَدْعُو فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَا مُعِينُ الْمَخْذُولِينَ لَا تَقْطَعَنَّ بِي
زَوْرَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ، ضَيْفُكَ حَلَّ بِفِنَائِكَ، فَاجْعَلْ قِرَاهُ
مِنْكَ الْجَنَّةَ» (1/220) 254
- حَدَّثَنَا بَسَّامُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، أَنَّ إِيَاسَ بْنَ
مُعَاوِيَةَ لَمَّا اسْتُقْضِيَ أَتَاهُ الْحَسَنُ فَبَكَى إِيَاسُ , فَقَالَ لَهُ
الْحَسَنُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ بَلَغَنِي أَنَّ الْقُضَاةَ
ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ مَالَ بِهِ
الْهَوَى فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَهُوَ فِي
الْجَنَّةِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّهُ فِيمَا قَصَّ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ مِنْ
دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ مَا يَرُدُّ قَوْلَ هَؤُلَاءِ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ
فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ، فَفَهَّمْنَاهَا
سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [ص:221]، فَأَثْنَى اللَّهُ
عَلَى سُلَيْمَانَ وَلَمْ يَذُمَّ دَاوُدَ ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَخَذَ عَلَى الْعُلَمَاءِ ثَلَاثًا: لَا يَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا،
وَلَا يَتَّبِعُونَ فِيهِ الْهَوَى، وَلَا يَخْشَوْنَ فِيهِ أَحَدًا، ثُمَّ قَرَأَ
هَذِهِ الْآيَةَ {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا
حُكْمُ اللَّهِ} [المائدة: 43] إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي
ثَمَنًا قَلِيلًا} [البقرة: 41]
(1/220) 255 - وَحَدَّثَنَا بَسَّامُ بْنُ يَزِيدَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ
السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، أَنَّ عُمَرَ، قَالَ لِرَجُلٍ: مِمَّنْ
أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا قَاضِي دِمَشْقَ، قَالَ: وَكَيْفَ تَقْضِي؟ قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ
اللَّهِ، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَقْضِي
بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: فَإِذَا جَاءَ مَا لَيْسَ فِي سُنَّةِ
رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَأَوَامِرَ جُلَسَائِي، فَقَالَ لَهُ
عُمَرُ: أَحْسَنْتَ. وَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِذَا جَلَسْتَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ ,
إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ أَقْضِيَ بِعِلْمٍ، وَأَنْ أُفْتِيَ بِحِلْمٍ،
وَأَسْأَلُكَ الْعَدْلَ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا. قَالَ: فَسَارَ مَا شَاءَ
اللَّهُ أَنْ يَسِيرَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عُمَرَ قَالَ: مَا رَجَعَكَ؟ [ص:222]
قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
يَقْتَتِلَانِ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا جُنُودٌ مِنَ الْكَوَاكِبِ. قَالَ: مَعَ
أَيِّهِمَا كُنْتَ؟ قَالَ: مَعَ الْقَمَرِ. قَالَ عُمَرُ: نَعُوذُ بِاللَّهِ
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ
وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12] وَاللَّهِ لَا تَلِي لِي عَمَلًا
أَبَدًا، قَالَ: فَيَزْعُمُونَ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ
(1/221) 256 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ جُبَيْرٍ
مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَدْ أدْرَكَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا زِلْتُ أَسْمَعُ حَدِيثَ عُمَرَ هَذَا أَنَّهُ خَرَجَ
ذَاتَ لَيْلَةٍ يَطُوفُ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ كَثِيرًا فَمَرَّ
بِامْرَأَةٍ مُغْلِقَةٍ عَلَيْهَا بَابَهَا وَهِيَ تَقُولُ: - فَاسْتَمَعَ لَهَا
عُمَرُ -تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ مَا تَمُرُّ كَوَاكِبُهُ ... وَأَرَّقَنِي
أَلَّا ضَجِيعٌ أُلَاعِبُهُفَوَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ...
لَحُرِّكَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوانِبُهُوَبِتُّ أُلَاهِي غَيْرَ بِدْعٍ مُلَعَّنٍ
... لَطَيفِ الْحَشَا لَا يَحْتَوِيهِ مُصَاحِبُهُيُلَاعِبُنِي طَوْرًا وَطَوْرًا
كَأَنَّمَا ... بَدَا قَمَرًا فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ حَاجِبُهُيُسَرُّ بِهِ مَنْ
كَانَ يَلْهُو بِقُرْبِهِ ... يُعَاتِبُنِي فِي حُبِّهِ وَأُعَاتِبُهُوَلَكِنَّنِي
أَخْشَى رَقِيبًا مُوَكَّلًا
... بِأَنْفُسِنَا لَا يَفْتُرُ الدَّهْرَ
كَاتِبُهُثُمَّ تَنَفَّسَتِ الصُّعَدَاءَ وَقَالَتْ: لَهَانَ عَلَى ابْنِ
الْخَطَّابِ وَحْشَتِي فِي بَيْتِي وَغَيْبَةُ [ص:223] زَوْجِي عَنِّي وَقِلَّةُ
نَفَقَتِي , فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: رَحِمَكِ اللَّهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ بَعَثَ
إِلَيْهَا بِنَفَقَةٍ وَكِسْوَةٍ وَكَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ يُسَرِّعُ إِلَيْهَا زَوْجَهَا
(1/222) 257 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ:
سَأَلَ عُمَرُ ابْنَتَهُ حَفْصَةَ كَمْ تَصْبِرُ الْمَرْأَةُ عَنِ الرَّجُلِ؟،
فَقَالَتْ: سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَقَالَ: لَا جَرَمَ لَا أُجَهِّزُ رَجُلًا أَكْثَرَ
مِنْ سِتَّةِ أَشْهُرٍ (1/223) 258
- حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا وَهْبٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُزَاحِمٍ قَالَ: قِيلَ لِلشَّعْبِيِّ:
إِنَّا لَنَسْتَحْيِي مِنْ كَثْرَةِ مَا تُسْأَلُ , فَتَقُولُ: لَا أَدْرِي. فَقَالَ: لَكِنْ
مَلَائِكَةُ اللَّهِ الْمُقَرَّبُونَ لَمْ يَسْتَحِيُوا حَيْثُ سُئِلُوا عَمَّا
لَا يَعْلَمُونَ أَنْ قَالُوا: {لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ
أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة:
32] (1/223) 259 - وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا وَهْبٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الشَّعْبِيِّ فَشَتَمَهُ فِي
مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ , فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَغَفَرَ اللَّهُ
لِي , وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ (1/224) 260 - كَتَبَ إِلَيَّ
أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي
الْغَرِيفِ الْهَمَذَانِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي
زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: أَرْسَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ
قَيْسٍ إِلَى عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ لِيَسْتَعِيرَ قُدُورَ حَاتِمٍ فَمَلَأَهَا
وَحَمَلَتْهَا الرِّجَالُ إِلَيْهِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْأَشْعَثُ: إِنَّمَا
أَرَدْنَاهَا فَارِغَةً، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَدِيٌّ: إِنَّا لَا نُعِيرُهَا
فَارِغَةً (1/224) 261 - وَكَتَبَ أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي الْهُذَيْلُ بْنُ عُمَرَ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: أَرْسَلَ
مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ السَّكُونِيُّ إِلَى [ص:225] الْأَشْعَثَ بْنِ قَيْسٍ
بَخَمْسِمِائَةِ فَرَسٍ مُعَلَّمَةٍ مُحَذَّقَةٍ فَقَسَمَهَا الْأَشْعَثُ فِي
قَوْمِهِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَعَهِدْتَنِي نَخَّاسًا؟ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ:
فَحَدَّثْتُ بِهِ شَيْخًا مِنْ وَلَدِ الْأَشْعَثِ , فَقَالَ: قَدْ كَانَ بَعَثَ
إِلَيْهِ بِثَمَنِهَا (1/224)
262 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ
خَلَفٍ التَّيْمِيُّ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ
يَتَمَثَّلُ:[البحر المديد]الْقَ بِالْبِشْرِ مَنْ لَقِيتَ مِنَ النَّا ... سِ
جَمِيعًا وَلَاقِهِمْ بِالطَّلَاقَةْوَدَعِ التِّيهَ وَالْعُبُوسَ عَنِ النَّا ... سِ فَإِنَّ
الْعُبُوسَ رَأْسُ الْحَمَاقَةْكُلَّمَا شِئْتَ أَنْ تُعَادِيَ عَادَيْتَ ...
صَدِيقًا وَقَدْ تَعِزُّ الصَّدَاقَةْ
(1/225) 263 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ صَالِحِ بْنِ
أَرْتَبِيلَ، يُنْشِدُ عَنْ أَبِيهِ:مَا كُلُّ مَا يُعْطَى الْغِنَيُّ يَبْتَنِي
الْعُلَى ... وَلَا يُبْصِرُ الْمَعْرُوفَ أَيْنَ مَوَاضِعُهْ؟إِذَا الْمَرْءُ
لَمْ يُولِ الصَّنِيعَةَ أَهْلَهَا ... فَقَدْ جَارَ عَنْ قَصْدٍ وَضَاعَتْ
صَنَائِعُهْوَمَنْ يُودِعِ الْمَعْرُوفَ مَنْ هُوَ أَهْلُهُ ... يَسُرُّكَ يَوْمًا
حَيْثَ كَانَتْ وَدَائِعُهْوَكَمْ مِنْ حَرِيصٍ جَاهِدٍ غَيْرِ مُؤتَلٍ ... إِلَى غَيْرِهِ
صَارَ الَّذِي هُوَ جَامِعُهْفَلَا تَحْرِصَنَّ كَمْ قَدْ دَعَا الْحِرْصُ ...
مِنْ فَتًى إِلَى غَايَةٍ أَرْدَتْهُ حِينَ تُطَاوِعُهْوَلَا تَقْرَبَنَّ
الرِّجْزَ إِنْ كُنْتَ نَاهِيًا ... لَجُوجًا وَلِنْ فِي الْقَوْلِ حِينَ
تُرَاجِعُهْ
(1/225) 264 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ
الْمُلَائِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى رَجُلٍ مِنْ
آلِ الْأَشْعَثَ بْنِ قَيْسٍ حَقٌّ فَأَتَاهُ يَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ: لِتُصَلِّ
مَعِي الْغَدَاةَ، قَالَ: فَذَهَبَ فَصَلَّى مَعَهُ , فَقَالَ الْأَشْعَثُ بْنُ
قَيْسٍ: لَا يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى كُلِّ
رَجُلٍ بِحُلَّةٍ وَنَعْلَيْنِ، قَالَ: فَأَخَذَ حُلَّةً وَنَعْلَيْنِ وَأَعْطَاهُ
حَقَّهُ (1/226) 265 - وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ طَيِّئٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنِّي
لَوَاقِفٌ مَعَ قَحْطَبَةَ وَأَخِيهِ وَهُمْ يُقَاتِلُونَ ابْنَ هُبَيْرَةَ.
قَالَ: فَمَرَّ بِهِمْ رَجُلٌ , فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟
قَالَ: مِنْ طَيِّئٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: يَقُولُ قَحْطَبَةُ: مَا يَسُرُّ
هَذَا أَنْ يَكُونَ قُرَشِيًّا (1/226)
266 - حَدَّثَنِي هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ السَّعِيدِيُّ: قُلْتُ لِلْمَهْدِيِّ:
وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ فِيكَ لَثَلَاثَ خِلَالٍ مَا هِيَ فِي
أَحَدٍ [ص:227]. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: قَرَابَتُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِعْطَاؤُكَ الْمَالَ سِحًّا وَشَجَاعَتُكَ،
قَالَ: وَمَا لِي لَا أَكُونُ شُجَاعًا وَمَا خِفْتُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا
اللَّهَ، قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: فَمَا تَصْنَعُ بِهَؤُلَاءِ الْحَرَسِ؟
(1/226) 267 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: " الرِّجَالُ
ثَلَاثَةٌ وَالنِّسَاءُ ثَلَاثَةٌ: فَامْرَأَةٌ عَفِيفَةٌ مُسَلَّمَةٌ هَيِّنَةٌ
لَيِّنَةٌ وَدُودٌ وَلُودٌ تُعِينُ أَهْلَهَا عَلَى الدَّهْرِ وَلَا تُعِينُ
الدَّهْرَ عَلَى أَهْلِهَا وَقَلَّمَا تَجِدُهَا، وَالْأُخْرَى وِعَاءٌ لِلْوَلَدِ
لَا تَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا
, وَأُخْرَى غُلٌّ قَمِلٌ يَجْعَلُهَا اللَّهُ فِي
عُنُقِ مَنْ يَشَاءُ وَيَنْزِعُهَا إِذَا شَاءَ، وَالرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ: فَرَجُلٌ
عَاقِلٌ إِذَا أَقْبَلَتِ الْأُمُورُ وَشَبِهَتْ يَأْمُرُ فِيهَا أَمْرَهُ
وَنَزَلَ عِنْدَ رَأْيِهِ، وَآخَرُ يَنْزِلُ بِهِ الْأَمْرُ فَلَا يَعْرِفُهُ فَيَأْتِي
ذَوِي الرَّأْيِ فَيَنْزِلُ عِنْدَ رَأْيِهِمْ، وَآخَرُ حَائِرٌ بَائِرٌ لَا
يَأْتَمِرُ رُشْدًا وَلَا يُطِيعُ مُرْشِدًا (1/227) 268 - وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ
الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ:
وَاللَّهِ مَا أَفَادَ امْرُؤٌ بَعْدَ إِيمَانٍ بِاللَّهِ خَيْرًا مِنَ امْرَأَةٍ حَسَنَةِ
الْخُلُقِ وَدُودٍ وَلُودٍ وَوَاللَّهِ مَا أَفَادَ امْرُؤٌ فَائِدَةً بَعْدَ
كُفْرٍ بِاللَّهِ شَرًّا مِنَ امْرَأَةٍ سَيِّئَةِ الْخُلُقِ حَدِيدَةِ اللِّسَانِ
وَاللَّهِ إِنَّ مِنْهُنَّ لَغُلًّا مَا يُفْدَى مِنْهُ وَإِنَّ مِنْهُنَّ لَغَنْمًا
مَا يُحْذَى مِنْهُ (1/228) 269
- حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: لَمَّا اسْتَبَاحَ يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ عَدَا رَجُلٌ مِنْ
أَصْحَابِهِ عَلَى صَبِيٍّ يُرِيدُ قَتْلَهُ فَسَعَى الصَّبِيُّ حَتَّى وَلَجَ
عَلَى جَدَّةٍ لَهُ أَوْ أُمٍّ أَوْ عَمَّةٍ فَاشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ , فَقَالَ: أَظْهِرِيهِ
وَإِلَّا قَتَلْتُكُمَا جَمِيعًا فَقَالَتْ لَهُ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ فِيهِ
فَإِنَّكُمْ قَدْ أَفْنَيْتُمْ أَهْلَهُ فَلَمْ يَبْقَ غَيْرُهُ وَلَكَ عَشَرَةُ
آلَافٍ أُعْطِيكَهَا السَّاعَةَ فَأَبَى فَبَذَلَتْ كُلَّ مَا تَمْلِكُ فَأَبَى
وَنَظَرَ إِلَى وِعَاءِ سَقَطَ أَوْ حِقَّةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ فَنَظَرَ فَإِذَا
فِيهِ:[البحر الوافر]إِذَا جَارَ الْأَمِيرُ وَكَاتِبُوهُ ... وَحَافُوا فِي
الْحُكُومَةِ وَالْقَضَاءِفَوَيْلٌ لِلْأَمِيرِ وَكَاتِبِيهِ ... وَقَاضِي
الْأَرْضِ مِنْ قَاضِي السَّمَاءِفَخَرَجَ الرَّجُلُ نَادِمًا وَلَمْ يَعْرِضْ لِلْغُلَامِ
وَلَا لِشَيْءٍ مِمَّا فِي بَيْتِ الْمَرْأَةِ وَتَابَ فَأَحْسَنَ التَّوْبَةَ
(1/228) 270 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَصِينٍ،
عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ بِزَنَادِقَةٍ فَقَتَلَهُمْ
ثُمَّ حَفَرَ لَهُمْ حُفْرَتَيْنِ فَأَحْرَقَهُمْ فِيهَا , فَقَالَ قَبِيصَةُ
شِعْرًا.[البحر الوافر]لِتَرْمِ بِيَ الْحَوَادِثُ حَيْثُ شَاءَتْ ... إِذَا لَمْ
تَرْمِ بِي فِي الْحُفْرَتَيْنِإِذَا مَا حُشَّتَا حَطَبًا وَنَارًا ... فَذَاكَ
الْغَيُّ نَقْدًا غَيْرَ دَيْنِ
(1/229) 271 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ، قَالَ: شَكَى بَعْضُ
الْحِزَامِيِّينَ إِلَى الْأَعْمَشِ اصْطِنَاعَهُ الْمَعْرُوفَ إِلَى قَرَابَةٍ
لَهُ وَقِلَّةَ شُكْرِهِ، فَقَالَ الْأَعْمَشُ: كَانَ يُقَالُ إِذَا قَلَّ
الشُّكْرُ حَسُنَ الْمَنُّ (1/229)
272 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي
الْأَعْمَشُ: مَا لَكَ لَا تَأْتِي شَرِيكَ بْنَ مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ؟ فَقُلْتُ:
إِنَّ أَبِي كَانَ لَا يَرْضَى فِعْلَهُ، فَقَالَ الْأَعْمَشُ: كَانَ يُقَالُ: " مَنْ
قَلَّ خَيْرُهُ قَلَّتْ عِنَايَةُ النَّاسِ بِهِ (1/229) حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَلَمَةَ بْنَ صَالِحِ بْنِ أَرْتَبِيلَ،
ذَكَرَ الْمَعْرُوفَ فَقَالَ:لَعَمْرُكَ مَا الْأَيَّامُ إِلَّا مُعَارَةٌ ...
فَمَا اسْتَعْتَ (استطعت) مِنْ مَعْرُوفِهَا فَتَزَوَّدِ
(1/230) 274 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْخٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: لَمَّا هَرَبَ
يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ مِنَ الْحَجَّاجِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ
الْمَلِكِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالرَّمْلَةِ فَمَرَّ فِي طَرِيقِ الشَّامِ
بِأَبْيَاتٍ مِنَ الْأَعْرَابِ , فَقَالَ لِغُلَامِهِ: اسْتَسْقِنَا هَؤُلَاءِ
لَبَنًا فَأَتَاهُ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ , فَقَالَ: أَعْطِهِمْ أَلْفَ دِرْهَمٍ،
قَالَ الْغُلَامُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يَعْرِفُونَكَ، قَالَ: لَكِنَّنِي
أَعْرِفُ نَفْسِي، أَعْطِهِمْ أَلْفًا (1/230) 275 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: أَنْشَدَنِي صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّمِيمِيُّ:كَمْ مِنْ
أَخٍ لَكَ لَسْتَ تُنْكِرُهُ ... مَا دُمْتَ مِنْ دُنْيَاكَ فِي يُسْرِمُتَصَنِّعٌ
لَكَ فِي مَوَدَّتِهِ ... يَلْقَاكَ بِالتَّرْحِيبِ وَالْبِشْرِيُطْرِي الْوَفَاءَ
وَذَا الْوَفَاءِ ... وَيَلْحَى الْغَدْرَ مُجْتَهِدًا وَذَا الْغَدْرِفَإِذَا
عَدَا وَالدَّهْرُ ذُو غِيَرٍ
... دَهْرٌ عَلَيْكَ عَدَا مَعَ الدَّهْرِفَارْفُضْ
بِإِجْمَالٍ مَوَدَّةَ مَنْ ...
يَقْلَى الْمُقِلَّ وَيَعْشَقُ الْمُثْرِيوَعَلَيْكَ
مَنْ حَالَاهُ وَاحِدَةٌ ... فِي الْعُسْرِ مَا كُنْتَ وَالْيُسْرِلَا
تَخْلِطَنَّهُمْ بِغَيْرِهِمْ ... مَنْ يَخْلِطُ الْعُقْبَانَ بِالصَّقْرِ
(1/230) 276 - حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْخٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ سَعِيدِ
بْنِ الْعَاصِ وَبَيْنَ قَوْمٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ مُنَازَعَةٌ فَجَاءَتْ
سَعِيدًا وِلَايَةُ الْمَدِينَةِ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ , فَقَالَ: لَا
أَنْتَصِرُ وَأَنَا وَالٍ، فَتَرَكَ مُنَازَعَةَ الْقَوْمِ (1/231) 277 -
وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ،
قَالَ: تَكَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَالزُّبَيْرُ يَسْمَعُ , فَقَالَ
لَهُ: أَيْ بُنَيَّ مَازِلْتَ تَكَلَّمُ بِكَلَامِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى ظَنَنْتُ
أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَائِمٌ، فَانْظُرْ إِلَى مَنْ تَزَوَّجُ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ
مِنْ أَخِيهَا مِنْ أَبِيهَا (1/231) 278 - وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ
زِيَادٍ، قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ابْنَةَ
أَبِي كَعْبٍ مَوْلَى الْحَجَّاجِ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلْحَجَّاجِ , فَقَالَ:
لَمَوْلًى شَرِيفٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عَرَبِيٍّ خَسِيسٍ (1/231) 279 - وَحَدَّثَنِي
سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُجْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: كَانَ
يُقَالُ: «الشَّرِيفُ لَا يَكُونُ خِبًّا وَلَا يَكُونُ جُرْبُزًا» (1/232) 280 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ الْعَامِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ
بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا الطَّوِيلَ،
قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ الطَّلَحَاتِ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ: أَيُّ رَجُلٍ أَسْخَى؟
قَالُوا: مَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَسْخَى مِنْكَ، قَالَ: بَلَى , بَلَغَنِي أَنَّ الْمُهَلَّبَ
دَخَلَ الْحَمَّامَ فَبُعِثَ إِلَيْهِ بِبِرْذَوْنٍ وَكِسْوَةٍ وَطِيبٍ فَخَرَجَ وَلَبِسَ
الثِّيَابَ وَتَطَيَّبَ بِالطِّيبِ وَرَكِبَ الْبِرْذَوْنَ وَلَمْ يَسْأَلْ عَنْهُ
فَعَلِمْتُ أَنَّهُ صَغِرَ فِي عَيْنَيْهِ، فَلَمْ يَسْأَلْ عَنْهُ (1/232) 281 -
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ
الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَطْلَعَ أَبُو الْأَسْوَدُ
مَوْلًى لَهُ عَلَى سِرٍّ فَبَثَّهُ , فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ:أَمِنْتُ عَلَى
السِّرِّ امْرَأً غَيْرَ حَازِمٍ
... وَلَكِنَّهُ فِي النُّصْحِ غَيْرُ مُرِيبِفَذَاعَ
بِهِ فِي النَّاسِ حَتَّى كَأَنَّهُ ... بِعَلْيَاءِ نَارٍ أُوقِدَتْ
بِثُقُوبِوَمَا كُلُّ ذِي نُصْحٍ بِمُؤْتِيكَ نُصْحَهُ ... وَلَا كُلُّ مَنْ
نَاصَحْتَهُ بِلَبِيبِوَلَكِنْ إِذَا مَا اسْتَجْمَعَا عِنْدَ وَاحِدٍ ... فَحُقَّ
لَهُ مِنْ طَاعَةٍ بِنَصِيبِ
(1/233) 282 - حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّبَعِيُّ،
قَالَ: قَالَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيُّ:إِنِّي امْرُؤٌ لَا يَطَأُ
حَسَبِي ... دَنَسٌ يُغَيِّرُهُ وَلَا أَفْنُمِنْ مِنْقَرٍ فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ
... وَالْغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَهُ الْغُصْنُخُطَبَاءُ حِينَ يَقُومُ قَائِلُهُمْ
... بِيضُ الْوُجُوهِ مَسَاقِعُ لُسْنُلَا يَفْطُنُونَ لِعَيْبِ جَارِهِمْ ...
وَهُمْ لِحُسْنِ جِوارِهِ فُطْنُ
(1/233) 283 - أَنْشَدَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ:[البحر
الوافر]إِذَا مَا الْمَرْءُ لَمْ يَطْلُبْ مَعَاشًا ... وَلَمْ يَنْحَاشَ مِنْ طُولِ
الْجُلُوسِجَفَاهُ الْأَقْرَبُونَ وَصَارَ كَلًّا ... وَفِي الْإِخْوَانِ
كَالثَّوْبِ اللَّبِيسِوَمَا الْأَرْزَاقُ عِنْ جَلَدٍ وَلَكِنْ ... بِمَا قَدَّرَ
الْمُقَدِّرُ لِلنُّفُوسِوَلَسْتُ وَإِنْ عَدِمْتُ الْمَالَ يَوْمًا ...
بِمُدَنِّي النَّفْسِ لِلطَّمَعِ الْخَسِيسِوَلَا مُتَصَدِّيًا لِجَزَا لَئِيمٍ
... صَلُودِ الْكَفِّ مَنَّانٍ عَبُوسِ
(1/234) 284 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ الدَّقَّاقُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ
أَرْطَأَةَ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ النَّاسَ قَدْ
أَصَابُوا مِنَ الْخَيْرِ خَيْرًا حَتَّى كَادُوا أَنْ يَبْطَرُوا فَكَتَبَ
إِلَيْهِ عُمَرُ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيْثُ أَدْخَلَ أَهْلَ
الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ رَضِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
أَنْ قَالُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَمُرْ مَنْ قِبَلَكَ أَنْ يَحْمَدُوا
اللَّهَ (1/234) 285 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بُشَيْرٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ [ص:235] خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: الْعَالِمُ
مِصْبَاحٌ فَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا اقْتَبَسَ مِنْهُ (1/234) 286 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ
مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْزِلَةُ الْمُؤْمِنِ
مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ مَنْزِلَةُ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ يَأْلَمُ
الْمُؤْمِنُ لِمَا يُصِيبُ أَهْلَ الْإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الرَّأْسُ لِمَا
يُصِيبُ الْجَسَدَ» (1/235) 287
- حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّلْحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُخْبُبُ
بْنُ دِرْبَاسَ بْنِ دَجَاجَةَ، قَالَ: كَانَ زَبَّانُ بْنُ مَنْظُورٍ الْفِزَازِيُّ
يَقُولُ: الْكَرَمُ وَاللُّؤْمُ فِطْنَتَانِ فَمَنْ غَلَبَتْ فِطْنَةُ الْكَرْمِ
عَلَى قَلْبِهِ فَهُوَ كَرِيمٌ وَمَنْ غَلَبَتْ فِطْنَةُ اللُّؤْمِ عَلَى قَلْبِهِ
فَهُوَ لَئِيمٌ. وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ الْكَيْسَ دِقَّةٌ فَإِذَا نُسِبَ
إِلَيْهِ فَهُوَ نَقْصٌ لِلْمُرُوءَةِ؛ لِأَنَّ الشَّرِيفَ يُنْسَبُ إِلَى
التُّقَى وَلَا يُنْسَبُ إِلَى الْكَيْسِ (1/235) 288 - أَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ
قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو نُعَيْمٍ للْعَزْرَمِيُّ:[البحر الوافر]أُعلِنَتِ
الْفَوَاحِشُ فِي النَّوَادِي ... وَصَارَ الْقَوْمُ أَعْوَانَ الْمُرِيبِإِذَا
مَا عِبْتُمْ عَابُوا مَقَالِي ... لِمَا فِي الْقَوْمِ مِنْ تِلْكَ
الْقُلُوبِوَكُنَّا نَستَطَّبُ إِذَا مَرِضْنَا ... فَصَارَ هَلَاكُنَا بَيَدِ الطَّبِيبِوَجَاءَتْ
عَيْبَةٌ هَدَمَتْ بَقَايَا ... مِنَ الْمَعْرُوفِ كَالنَّمْلِ الشَّرِيبِفَمَا
إِنْ يَنْزِعُونَ بَيَوْمِ خَيْرٍ ... مِنَ الْمَعْرُوفِ إِلَّا لِلْمُشِيبِ
(1/236) 289 - وَأَنْشَدَنِي أَبُو نُعَيْمٍ
للْعَزْرَمِيُّ:[البحر الطويل]وَإِنِّي لَا يَكُنْ لِلْكَرِيمِ الَّذِي أَرَى ...
لَهُ أَرَبًا عَنِ اللَّئِيمِ يُطَالِبُهْوَأَرْثِي لَهُ مِنْ مَوقِفٍ عِنْدَ
بَابِهِ ... كَمَرْثيَّتِي لِلطَّرَفِ وَالْعِلْجُ رَاكِبُهُ
(1/236) 290 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرَارَةَ بِجَالُ بْنُ حَاجِبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ
يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ [ص:237] قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، أَنْ يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ، خَرَجَ حَاجًّا
قَالَ: فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَتِ الْفِرَقُ وَحَضَرْنَا الْحَرَمَ إِذَا
رُفْقَةٌ ضَخْمَةٌ مِنَ الْعَرَبِ مُنْجِبُونَ - أَيْ عَلَى نَجَائِبَ - يَتَسَايَرُونَ
قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَرَى هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْهَارِنَا وَمَعَارِفِنَا مِنْ
قُرَيْشٍ قَالَ: وَمَا هُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ - يُقَالُ لَهَا تَمْرَةُ فَارِهَةٌ
قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا:
قَوْمٌ مِنْ مَهْرَةَ، قَالَ: فَعَطَفْتُ نَاقَتِي
وَلَمْ أُرَاجِعْهُمْ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ هُوَ رَأْسُ الْقَوْمِ: وَمَنْ ذَا
الَّذِي شَامَكُمْ مُشَامَةَ الذِّئْبِ الْغَنَمَ ثُمَّ عَطَفَ رَاحِلَتَهُ كَأَنَّهُ
لَمْ يَرَكُمْ مِنْ جَذْمِ الْعَرَبِ؟ رُدَّاهُ عَلَيَّ فَلَحِقَنِي غُلَامَانِ
فِي يَدِ أَحَدِهِمَا مِحْجَزٌ فَأَهْوَى بِهِ إِلَى زِمَامِ النَّاقَةِ
فَأَلْحَقَانِي بِهِ , فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ شَامَتَنَا مُشَامَةَ الذِّئْبِ
الْغَنَمَ ثُمَّ عَطَفْتَ رَاحِلَتَكَ كَأَنَّكَ لَمْ تَرَنَا مِنْ جَذْمِ
الْعَرَبِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَيْسَ بِي ذَاكَ وَلَكِنَّكَ اعْتَزَيْتَ إِلَى قَوْمٍ
لَا يَعْرِفُونِي وَلَا أَعْرِفُهُمْ. قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ
مِنْ جَذْمِ الْعَرَبِ لَأَعْرِفَنَّكَ قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لِمَنْ
جَذْمِ الْعَرَبِ. قَالَ: فَأَنَّمَا الْعَرَبُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ إِنَّمَا
هِيَ مُضَرُ وَرَبِيعَةُ وَقُضَاعَةُ وَالْيَمَنُ فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ؟ قَالَ:
قُلْتُ: امْرُؤٌ مِنْ مُضَرَ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَطْرَحَنَّكَ فِي مِثْلِ
لُجَجِ الْبَحْرِ. قَالَ: قُلْتُ: أَوَلَا تَدْرِي؟ قَالَ: فَمِنَ الْفُرْسَانِ
أَنْتَ أَمْ مِنَ الْجَمَاجِمِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْجَمَاجِمَ خِنْدِفٌ
وَأَنَّ الْفُرْسَانَ قَيْسٌ [ص:238]. قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْجَمَاجِمِ
أَنَا. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ خِنْدِفٍ مِنَ إِلْيَاسَ بْنِ
مُضَرَ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَمِنَ الْأَزِمَّةِ أَنْتَ
أَمْ مِنَ الْأَرْجَاءِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْأَزِمَّةَ خُزَيْمَةُ الَّتِي
فِيهَا السَّمْعُ وَالْبَصَرُ قُرَيْشٌ وَأَنَّ الْأَرْجَاءَ طَابِخَةُ قَالَ:
قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْأَرْجَاءِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ طَابِخَةَ؟
قَالَ: قُلْتُ: كَذَا أَنَا. فَمِنَ الْوَشِيظِ أَنْتَ أَمْ مِنَ الصَّمِيمِ؟
قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الصَّمِيمَ تَمِيمٌ وَأَنَّ الْوَشِيظَ مُزَيْنَةٌ
وَوَشَائِظَ الرَّبَابُ قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلُ مِنَ الصَّمِيمِ. قَالَ: أَنْتَ
إِذًا امْرُؤٌ مِنْ تَمِيمٍ؟ قَالَ:
قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَمِنَ الْأَكْثَرِينَ
أَمْ مِنَ الْأَقَلِّينَ أَمْ مِنْ إِخْوَتِهِمْ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْأَكْثَرِينَ
زَيْدُ مَنَاةَ وَأَنَّ الْأَقَلِّينَ الْحَارِثُ بْنُ تَمِيمٍ شُقْرَةُ وَأَنَّ
إِخْوَتَهُمُ الْآخَرِينَ عَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ
الْأَكْثَرِينَ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ؟
قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ:
فَمِنَ الْبَحُورِ أَمْ مِنَ الْجُدُودِ أَمْ مِنَ
الثِّمَادِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبَحُورَ مَالِكُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ
وَأَنَّ الْجُدُودَ سَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ وَأَنَّ الثِّمَادَ امْرُؤُ الْقَيْسِ
بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ. قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْبَحُورِ أَنَا
[ص:239]. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْأَحْمَرِ؟ قَالَ:
قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَمِنَ الْأَنْفِ أَمْ مِنَ الْجَبِينِ أَوْ مِنَ
الْقَفَا؟ قَالَ: فَعَلِمْتُ أَنَّ الْأَنْفَ حَنْظَلَةُ وَأَنَّ الْجَبِينَ
الْكُرْدُرُسَانَ قَيْسٌ وَمُعَاوِيَةُ وَأَنَّ الْقَفَا رَبِيعَةُ. قَالَ:
قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْأَنْفِ.
قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ حَنْظَلَةَ
الْأَعَرِّ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: أَفَمِنَ الْبُيُوتِ أَمْ مِنَ
الْفُرْسَانِ أَمْ مِنَ الْجَرَاثِيمِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبُيُوتَ بَنُو
مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ وَأَنَّ الْفُرْسَانَ يَرْبُوعُ بْنُ حَنْظَلَةَ وَأَنَّ الْجَرَاثِيمَ
الْبَرَاجِمُ. قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْبُيُوتِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ
بَنِي مَالِكٍ الْعُرْفِ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَمِنَ
الْبُدُورِ أَمْ مِنَ النُّجُومِ أَمْ مِنَ السَّحَابِ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ
الْبُدُورَ بَنُو دَارِمٍ وَأَنَّ النُّجُومَ بَنُو طَهْيَةَ وَأَنَّ السَّحَابَ
بَنُو الْعَدَوِيَّةِ. قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ الْبُدُورِ. قَالَ: أَنْتَ إِذًا
امْرُؤٌ مِنْ بَنِي دَارِمٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَمِنَ اللُّبَابِ
أَمْ مِنَ الشِّهَابِ أَمْ مِنَ الْهِضَابِ أَمْ مِنْ إِخْوَتِهِمُ الْآخَرِينَ؟
قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ اللُّبَابَ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَّ الشِّهَابَ
بَنُو نَهْشَلٍ وَأَنَّ الْهِضَابَ بَنُو مُجَاشِعٍ وَأَنَّ إِخْوَتَهُمُ
الْآخَرِينَ سَائِرُ وَلَدِ دَارِمٍ [ص:240]. قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مِنَ اللُّبَابِ. قَالَ:
أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَذَا أَنَا.
قَالَ: أَفَمِنَ الْبَيْتِ أَنْتَ أَوْ مِنَ الزَّوَافِرِ الْأَحْلَافِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ
مِنَ الْبَيْتِ. قَالَ: ذَاكَ أَجِدُ بَنِي زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ. قَالَ: قُلْتُ:
كَذَاكَ أَنَا. قَالَ: فَإِنَّ زُرَارَةَ وَلَدَ عَشَرَةً فَمِنْ أَيِّهِمْ
أَنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ وَلَدِ عَلْقَمَةَ بْنِ زُرَارَةَ. قَالَ: فَإِنَّ عَلْقَمَةَ
وَلَدَ رَجُلًا وَاحِدًا شَيْبَانَ بْنَ عَلْقَمَةَ وَلَسْتَ بِهِ فَتَزَوَّجَ
نِسْوَةً تَزَوَّجَ عَكْرَشَةَ بِنْتَ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ،
وَتَزَوَّجَ عَمْرَةَ بِنْتَ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُدُسٍ فَوَلَدَتْ لَهُ، وَتَزَوَّجَ
مِهَادَ بِنْتَ حُمْرَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ، فَأَيُّهُمْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا
يَزِيدُ بْنُ شَيْبَانَ. قَالَ: أَمَا وَرَبِّي مَا افْتَرَقَتْ فِرْقَتَانِ
إِلَّا كُنْتَ فِي الْفِرْقَةِ الَّتِي لَا يَضُرُّكَ أَلَّا تَعَدَّاهَا إِلَى
غَيْرِهَا حَتَّى مَارَسَكَ عَلَى الْمَجْدِ أَخُوكَ (1/236) 291 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَرِيبٍ الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَمِّي، قَالَ: فَاخَرَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَجُلًا مِنْ
قُرَيْشٍ , فَقَالَ التَّمِيمِيُّ: مَا أَدْرِي مَا يَقُولُ إِلَّا أَنَّ فِينَا
أَجْمَلَ الْعَرَبِ وَأَحْلَمَ الْعَرَبِ وَأَشَدَّ الْعَرَبِ فَأَجْمَلُ
الْعَرَبِ إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ وَأَحْلَمُهُمُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ وَأَشَدُّهُمُ
الْحُرَيْشُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ
, فَقَالَ: لَوْ كَانَ قَالَ: عَبَّادُ بْنُ حُصَيْنٍ كَانَ قَدْ أَصَابَ (1/240)
292 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَرِيبٌ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: قِيلَ لِرَجُلٍ: مَا الْعَيْشُ؟ قَالَ: الصِّحَّةُ
وَالْأَمْنُ، فَإِنْ كَانَ مَعَ ذَا سَدَادٌ مِنْ عَيْشٍ فَذَاكَ (1/241) 293 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ
الْحُدَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ سَعْدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ
مَظْعُونٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ حَاطِبٍ: لَوْ شَهِدْتَ الْيَوْمَ شَهِدْتَ عَجَبًا
اجْتَمَعَ عَلِيٌّ وَعَمَّارٌ وَمَالِكٌ الْأَشْتَرُ وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ
فِي هَذِهِ الدَّارِ دَارِ نَافِعٍ
- فَتَكَلَّمَ عَمَّارٌ فَذَكَرَ عُثْمَانَ فَجَعَلَ
عَلِيٌّ يَتَغَيَّرُ وَجْهُهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مَالِكٌ حَذَا عَمَّارَ قَالَ:
ثُمَّ إِنَّ صَعْصَعَةَ تَكَلَّمَ , فَقَالَ: أَبَا الْيَقْظَانِ مَا كُلُّ مَا يَزْعُمُ
النَّاسُ أَنَّ عُثْمَانَ أَتَى وَقَالَ قَائِلٌ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ وَلِيَ
فَاسْتَأْثَرَ وَأَوَّلَ مَنْ تَفَرَّقَتْ عَنْهُ الْأُمَّةُ، ثُمَّ إِنَّ
عَلِيًّا تَكَلَّمَ , فَقَالَ: أَنَا وَاللَّهِ عَلَى الْأَثَرِ الَّذِي أَتَى
عُثْمَانُ لَقَدْ سَبَقَتْ لَهُ سَوَابِقُ لَا يُعَذِّبُهُ اللَّهُ بَعْدَهَا
أَبَدًا (1/241) 294 - وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
ابْنُ كَرِبٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي
رَبَاحٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ص:242] يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَوْمَ الْفَتْحِ إِذْ عَرَضَ لَهُ ابْنُ
الزِّبَعْرَى , فَقَالَ لَهُ:يَا رَسُولَ الْمَلِيكِ إِنَّ لِسَانِي زائِقٌ
... مَا فَتَقْتُ إِذًا أَنَا بُورُإِذْ أُجارِي الشَّيْطَانَ فِي سُنَنِ الْغَيِّ
... وَمَنْ
مَالَ مَيْلَةً مَثْبُورُيَشْهَدُ السَّمْعُ وَاللِّسَانُ بِمَا قُلْتُ ...
وَنَفْسِي الشَّهِيدُ وَهْيَ خَبِيرُقَالَ: فَقَالَ: «يَا بِلَالُ اقْطَعْ عَنِّي
لِسَانَهُ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَالرَّحِمَ، قَالَ:
فَقَالَ: «انْطَلِقْ فَإِنَّمَا أَمَرْتُ أَنْ أُعْطِيَكَ»
(1/241) 295 - وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[البحر البسيط][ص:243]ثَبَّتَ
اللَّهُ مَا أَتَاكَ مِنْ حَسَنٍ ...
تَثْبِيتَ مُوسَى وَنصْرًا كَالَّذِي نَصَرَا ,فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَإِيَّاكَ»
(1/242) 296 - حَدَّثَنَا خَالِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «وَإِيَّاكَ يَا سَيِّدَ الشُّعَرَاءِ» (1/244)
297 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَرْسَلَ عُثْمَانُ
إِلَى عَلِيٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ مَقْتُولٌ
وَإِنَّكَ مَسْلُوبٌ (1/244) 298 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَوَانَةَ، قَالَ: قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ
لِابْنِهِ: إِيَّاكَ وَامْتِلَاقَ الصَّدِيقِ وَاسْتِطْرَافَ الْمَعْرِفَةِ (1/244) 299 - حَدَّثَنِي
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ،
قَالَ: لَمَّا مَاتَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ طَلْحَةُ
الطَّلَحَاتِ وَهُوَ عَلَى سِجِسْتَانَ وَلَّى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ
مَكَانَهُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ دَمِيمًا قَصِيرًا وَكَانَ طَلْحَةُ جَمِيلًا
جَسِيمًا , فَقَالَ أَبُو حُزَابَةَ التَّمِيمِيُّ:قَدْ عَلِمَ الْجُنْدُ غَدَاةَ
اسْتَعْبَرُوا ... وَالْغُرُّ بَيْنَ الطَّيِّبِينَ يَحْفُرُواأَنْ لَنْ يَرَوْا مِثْلَكَ
حَتَّى يُحْشَرُوا ... هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْجِنَابُ الْأَخْضَرُ[ص:245]وَالنَّائِلُ
الْغَمْرُ الَّذِي لَا يُنْزَرُ ... يَا طَلْحَ يَا لَيْتَكَ عَنَّا
تُخْبَرُإِنَّا أَتَانَا جُرْذٌ مُوزَرُ ... شِبْرٌ مِنَ الْمَشَابِرِ حِينَ
يُشَبَّرُأَنْكَرَهُ سَرِيرُنَا وَالْمِنْبَرُ ... وَقَصْرُنَا وَالْمَسْجِدُ
الْمُطَهَّرُوَخَلَفٌ يَا طَلْحَ مِثْلٌ أَعْوَرُ
(1/244) 300 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو سَعْدٍ: لَمَّا
قَدِمَ الْحَجَّاجُ الْكُوفَةَ دَخَلَتْ عَلَيْهِ ثَقِيفٌ فَلَمْ يَرَ فِيهِمْ
مِثْلَ مُطَرِّفِ بْنِ الْمُغِيرَةِ
, فَقَالَ: أَنْتَ سَيِّدُ قَوْمِي يَا مُطَرِّفُ
ادْخُلْ مَتَى أَحْبَبْتَ وَمَعَكَ سَيْفُكَ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ دَخَلَ
عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَجَالِسٌ إِذْ جَاءَ الْحَاجِبُ، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ
الْأَمِيرَ بَرِيدٌ عَلَى الْبَابِ، قَالَ: اخْرُجْ فَخُذْ كِتَابَهُ فَخَرَجَ , فَقَالَ أَبِي:
أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ. قَالَ: أَدْخِلْهُ، فَدَخَلَ فَأَعْطَاهُ الْكِتَابَ
فَجَعَلَ يَقْرَأْهُ وَيَنْظُرُ إِلَى الرَّجُلِ وَمُطَرِّفٌ جَالِسٌ حَتَّى إِذَا
قَرَأَهُ وَفَرَغَ مِنْهُ قَالَ: يَا مُطَرِّفُ أَلَا تَعْجَبُ إِلَى هَذَا وَمَا
جَاءَ بِهِ؟ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ شَبِيهٌ بِبَرِيدٍ يُرِيدُ أَنْ يَقْضِيَ
لِلَّهِ مَا فِي عُنُقِهِ. قَالَ: يَا مُطَرِّفُ أَلَا تَعْجَبُ إِلَى ذَا؟
فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَاهَذَا إِنِّي قَدْ نَصَحْتُكَ فَإِنْ تَقْبَلْ فَذَاكَ
وَإِنْ تَأْبَى فَمَا فِي كِتَابِي مَا يَحِلُّ بِهِ دَمِي [ص:246]. قَالَ: ائْتِنِي
بِنَطْعٍ وَحَرْبَةٍ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا الرَّجُلُ، قَالَ: الْحَمْدُ
لِلَّهِ بِلَا دَمٍ وَلَا فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ. قَالَ مُطَرِّفٌ: وَقُلْتُ
بِيَدِي إِلَى قَائِمِ سَيْفِي لِأَضْرِبَهُ بِهِ فَكَأَنِّي أُرِيدُ أَنْ
أَسْتَخْرِجَهُ مِنْ صَخْرَةٍ. فَقَالَ لِي: مَا شِئْتَ يَا مُطَرِّفُ؟ , فَقَالَ
مُطَرِّفٌ عِنْدَ ذَلِكَ: اللَّهُمَّ
, إِنَّ لَكَ عَلَيَّ إِنْ أَمْكَنْتَنِي مِنْ
أَرْبَعِينَ عَنَاقًا أَنْ أَخْرُجَ عَلَى هَذَا فَاسْتَمْكَنَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ
رَجُلًا مِنْ إِيَادٍ فَقَتَلَهُ وَجَاءَ بِرَأْسِهِ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو
وَائِلٍ: مَا أَجِدُ فِي نَفْسِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ مَعَ مُطَرِّفٍ
(1/245) 301 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: دَخَلْتُ عَلَى
ابْنِ زِيَادٍ وَعِنْدَهُ مَالٌ. فَقَالَ: يَا أَبَا وَائِلٍ هَذَهِ ثَلَاثَةُ
آلَافِ أَلْفٍ خَرَاجُ أَصْبَهَانَ فَمَا ظَنُّكَ بِمَنْ مَاتَ وَهَذَا عِنْدَهُ؟
قَالَ: قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ فَكَيْفَ أَيْضًا إِذَا كَانَ مِنْ
خِيَانَةٍ؟ (1/246) 302 - حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ:
قُتِلَ أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ يَوْمَ أَجْنَادِينَ شَهِيدًا،
وَقُتِلَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ يَوْمَ مَرْجِ الصُّفْرِ شَهِيدًا
وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ أُمَّ حَكِيمٍ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ دَخَلَ بِهَا
بِمَرْجِ الصُّفْرِ فَخَرَجَ وَهُوَ عَرُوسٌ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ وَخَرَجَتْ هِيَ
بِعَمُودٍ فَقَتَلَتْ [ص:247] سَبْعَةً مِنَ الرُّومِ وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ ابْنِ
عَمِّهَا عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ فَقُتِلَ عَنْهَا يَوْمَ فِحْلٍ فَلَمَّا
انْقَضَتْ عِدَّتُهَا خَطَبَهَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَخَالِدُ بْنُ
سَعِيدٍ فَحَطَّتْ إِلَى خَالِدٍ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
فَهِيَ الَّتِي تَسَحَّرَ عِنْدَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ؛ لِأَنَّ
أُمَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ مَاتَتْ
قَبْلَ ذَلِكَ بِدَهْرٍ وَهِيَ أُمُّ أُمِّ حَكِيمٍ، وَاسْتُشْهِدَ قَبْلَ ذَلِكَ الْحَكَمُ
بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ يَوْمَ مُؤْتَةَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،
وَاسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
حِصْنِ الطَّائِفِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ (1/246) 303 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ
الْعُكْلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ الْأُمَوِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ
أَهْلِ بَيْتِهِ قَالَ: وَلَدَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ أَبُو أُحَيْحَةَ
ثَمَانِيَةَ رِجَالٍ لَمْ يَمُتْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى فِرَاشِهِ فَقُتِلَ
ثَلَاثَةٌ مَعَ الْمُشْرِكِينَ قُتِلَ أُحَيْحَةُ يَوْمَ الْفِجَارِ وَقُتِلَ
الْعَاصُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ بَدْرٍ
وَقُتِلَ سَعِيدٌ يَوْمَ الطَّائِفِ وَقُتِلَ الْحَكَمُ بْنُ سَعِيدٍ يَوْمَ
الْيَمَامَةِ وَكَانَ يُعَلِّمُ الْحِكْمَةَ بِالْمَدِينَةِ وَقُتِلَ خَالِدٌ
يَوْمَ مَرْجِ الصُّفْرِ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ:[البحر الطويل]مَنْ فَارِسٌ كَرِهَ
الْكُمَاةَ يُصِرُّنِي ... رُمْحًا إِذَا نَزَلُوا بِمَرْجِ الصُّفْرِ[ص:248]وَقُتِلَ
أَبَانُ وَعَمْرٌو يَوْمَ أَجْنَادِينَ وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: قُتِلَ
عَمْرٌو يَوْمَ فِحْلٍ
(1/247) 304 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ
مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ زَبَّانٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ شَرْقِيَّ
بْنِ قَطَامِيٍّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مَنْظُورٍ، عَنْ
جَارِيَةَ بْنِ أَصْرَمَ، قَالَ: رَأَيْتُ وَدًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي صُورَةِ
رَجُلٍ آدَمَ أَشْعَرَ مُرْتَدٍ بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ مُؤْتَزِرًا بِأُخْرَى مُتَقَلِّدًا
قَوْسًا وَوَفْضَةً وَأُمَامَةُ حَرْبَةٌ مَرْكُوزَةٌ، ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ تَبُوكَ فَبَعَثَ خَالِدَ بْنَ
الْوَلِيدِ فَجَعَلَهُ جُذَاذًا (1/248) 305 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَرَقِيٌّ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سَهْمٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ زُهَيْرَ بْنَ أَبِي
سُلْمَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَسْوَدَ قَصِيرًا [ص:249] قَالَ لِي: يَا
سُلَيْمَانُ وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ قَطُّ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ إِلَّا
تَخَوَّفْتُ أَنْ يَصْعَقَنِيَ اللَّهُ بِصَاعِقَةٍ لِتَقَذُّرِي حَيًّا مِنْ
كَلْبٍ كِرَامًا (1/248) 306 - حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ شَيْخٍ لَهُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْأَشْعَثِ
بْنِ قَيْسٍ: قَالَ لِي مُعَاوِيَةُ: أَمَا تَحْفَظُ مِمَّا أَعْطَى قَيْسٌ
جَدَّكَ الْأَعْشَى؟ قَالَ: قُلْتُ: أَعْطَاهُ زَيْتًا وَفَتِيلَةً وَسَمِينَةً.
قَالَ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَكِنْ وَاللَّهِ مَا قَالَ لَكُمْ مَا نُسِيَ
(1/249) 307 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ الْبَقْطَرِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمُفَضَّلَ بْنَ
مُحَمَّدٍ الضَّبِّيَّ: أَيُّ الْعَرَبِ أَقْتَلُ لِلْمُلُوكِ وَالرُّؤَسَاءِ؟ قَالَ:
أَسَدٌ وَضَبَّةُ وَبَنُو تَغْلِبَ. قَالَ: وَسَأَلْتُ ابْنَ دَابٍ: أَيُّ الْعَرَبِ
أَقْتَلُ لِلْمُلُوكِ وَالرُّؤَسَاءِ؟ قَالَ: أَسَدٌ وَضَبَّةُ (1/249) 308 - وَحَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبَقْطَرِيُّ، عَنْ
مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ، قَالَ:
كَانَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ النُّجُومَ
تَنَاثَرَتْ لَسَقَطَ قَمَرُهَا فِي حُجُورِ بَنِي يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ
(1/250) 309 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ،
عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ بِالْبَادِيَةِ
كَانَ أَحْسَنَ دِينًا مِنْ صَعْصَعَةَ جَدِّ الْفَرَزْدَقِ وَلَمْ يُهَاجِرْ
وَهُوَ الَّذِي أَحْيَا الْوَئِيدَ وَهُوَ الَّذِي افْتَخَرَ بِهِ الْفَرَزْدَقُ ,
فَقَالَ:[البحر المتقارب]مِنَّا الَّذِي مَنَعَ الْوَائِيدَاتِ ... فَأَحْيَا
الْوَئِيدَ فَلَمْ تُوئَدِ
(1/250) 310 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ:
سَمِعْتُ جَرِيرًا، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ، قَالَ: لَمَّا
قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ
لِعَلِيٍّ: قُمْ فَاصْعَدِ الْمِنْبَرَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَصْعَدْ صَعِدَ
غَيْرُكَ قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَحْيِ أَنْ أَصْعَدَ
الْمِنْبَرَ وَلَمْ أَدْفِنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:251].
قَالَ: فَصَعِدَ غَيْرُهُ. قَالَ: وَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ حِينَ كَانَتِ
الشُّورَى: انْزِعْ نَفْسَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ لَنْ يُبَايِعُوا غَيْرَكَ (1/250) 311 - وَحَدَّثَنَا
يُوسُفُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ:
قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ لِعَلِيٍّ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: اقْعُدْ فِي
بَيْتِكَ وَلَا تَدْعُ النَّاسَ إِلَى نَفْسِكَ فَإِنَّكَ لَوْ كُنْتَ فِي جُحْرٍ
بِمَكَّةَ لَمْ يُبَايِعِ النَّاسُ غَيْرَكَ. قَالَ: وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ
شُعْبَةَ: لَئِنْ لَمْ تُطِعْنِي فِي هَذِهِ الرَّابِعَةِ لَأَعْتَزِلَنَّكَ،
ابْعَثْ إِلَى مُعَاوِيَةَ عَهْدَهُ ثُمَّ اخْلَعْهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَمْ
يَفْعَلْ، فَاعْتَزَلَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ بِالْيَمَنِ فَلَمَّا
أُشْغِلَ عَلِيٌّ وَمُعَاوِيَةُ فَلَمْ يَبْعَثُوا إِلَى الْمَوْسِمِ أَحَدًا
جَاءَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ وَدَعَا لِمُعَاوِيَةَ (1/251) 312 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ حُزَايَةَ الْبُرْجُمِيُّ، وَيُنْسَبُ إِلَى أَبِي
زِيَادٍ الْفُقَيْمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَرِيرٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ
لَا يَزَالُ يُهْدِي لِعُمَرَ فَخِذَ جَزُورٍ قَالَ: إِلَى أَنْ جَاءَ إِلَيْهِ
ذَاتَ يَوْمٍ بِخَصْمٍ , فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنَنَا
قَضَاءً فَصْلًا كَمَا تُفْصَلُ الْفَخِذُ مِنْ سَائِرِ الْجَزُورُ، قَالَ عُمَرُ:
فَمَا زَالَ يُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ عَلَى نَفْسِي فَقَضَى عَلَيْهِ
عُمَرُ: ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ:
أَمَّا بَعْدُ فَإِيَّايَ وَالْهَدَايَا فَإِنَّهَا مِنَ
الرِّشَا (1/251) 313 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُسَيْنٍ
أَبُو بَكْرٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ
الْأَزْرَقِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ،
قَالَ: قَدِمْنَا مَكَّةَ فَلَمَّا خَرَجْنَا وَزَوَّدَتْنَا صَفِيَّةُ بِنْتُ
شَيْبَةَ قِطْعَةً مِنَ الْحَجَرِ سَقَطَتْ أَيَّامَ أَصَابَتِ الْكَعْبَةَ
النَّارُ. قَالَ: فَأَخَذَتْهَا أُمِّي فِي قَطَنٍ فِي حِقَّةٍ ثُمَّ خَرَجْنَا
حَتَّى صِرْنَا بِالْبُسْتَانِ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَّا إِلَّا صُرِعَ ,
فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ يَكُونَ مِنْ هَذَا الْحَجَرِ
الَّذِي أَخْرَجْنَاهُ مِنَ الْحَرَمِ إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُ
شَيْءٌ فَنَظَرْنَا إِلَى أَحْسَنِنَا حَالًا فَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ ثُمَّ قَالَتِ:
اذْهَبْ بِهِ حَتَّى تَدْفَعَهُ إِلَى صَفِيَّةَ قَالَ: فَمَضَى الرَّسُولُ فَمَا
قَدَّرْنَا لَهُ أَنَّهُ دَخَلَ الْحَرَمَ فَكَأَنَّمَا نَشِطْنَا مِنْ عِقَالٍ -
وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيَّ، يُحَدِّثُ بِهَذَا
الْحَدِيثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ،
نَحْوًا مِمَّا حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ (1/252) 314 - أَنْشَدَنِي أَعْرَابِيٌّ
مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ:[البحر الرمل]مَنْ تَصَدَّى لِأَخِيهِ ... بِالْغِنَى
فَهُوَ أَخُوهُفَإِنِ اضَطَرَّ إِلَيْهِ ... رَأَى مِنْهُ مَا يَسُؤُهُيُكرَمُ
الْمُثْرِيُّ فَإِنْ ... أَمْلَقَ أَقْصَاهُ ذَوُوهُنَحْنُ فِي دَهْرٍ عَلَى ...
الْمُعْدَمِ لَا يُجْدِي أَبُوهُوَعَلَى الْوَالِدِ لَا ... يَفْضُلُ - إِنْ عَالَ
- بَنَوْهُلَوْ رَأَى النَّاسُ نَبِيًّا ... سَائِلًا مَا وَصَلُوهُوَهُمْ إِنْ
طَعَمِوا فِي ... زَادِ كَلْبٍ أَكَلُوهُ[ص:253]لَا تَرَانِي آخِرَ الدَّهْرِ ...
تَسْأَلُ أَفُوهُإِنَّ مَنْ يَسْأَلْ غَيْرَ ... اللَّهِ يَكْثُرْ مُحْرِمُوهْوَالَّذِي
قَامَ بِأَرْزَاقِ ... الَوَرَى طُرًّا سَلَوهُوَعَنِ النَّاسِ بِفَضْلِ اللَّهِ ... فَاغْنُوا
وَاحْمَدُوهُتَلْبَسُوا أَثْوَابَ عِزٍّ ... فَاسَمَعُوا قَوْلِي وَعُوهُأَنْتَ
مَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ ... صَاحِبِكَ الدَّهْرَ أَخُوهُفَإِذَا احْتَجْتَ
إِلَيْهِ ... سَاعَةً مَجَّكَ فُوهُأَفْضَلُ الْمَعْرُوفِ مَا لَمْ ... تُبْتَذَلْ
فِيهِ الْوُجُوهُ
(1/252) 315 - حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ
عِلَاقَةَ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ وَالْمُخْتَارُ عَلَى الْمِنْبَرِ
يَخْطُبُ وَقَدْ كَانَ بَعَثَ الْأَحْمَرَ بْنَ شُمَيْطٍ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ ,
وَعْدَكَ الَّذِي وَعَدْتَنِي وَعَهْدَكَ الَّذِي عَاهَدْتَنِي عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ
فِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي أَنْظُرُ إِلَى عَيْنَيْهِ اعْوَرَّتْ
أَحْسَبُهُ الدَّجَّالَ (1/253) 316 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا
الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَنْ
كَانَ لَهُ مَالٌ فَلْيُصْلِحْهُ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضُ لِيَعْمُرْهَا
فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَجِيءَ مَنْ لَا يُعْطِي إِلَّا مَنْ أَحَبَّ (1/253) 317
- حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ،
عَنْ عَاصِمٍ، وَالْأَعْمَشِ، قَالَا: سَمِعْنَا الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ، عَلَى
الْمِنْبَرِ يَقُولُ: عَبْدُ هُذَيْلٍ - يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ - يَقْرَأُ
الْقُرْآنَ رَجَزًا كَرَجَزِ الْأَعْرَابِ وَيَقُولُ هَذَا الْقُرْآنُ، أَمَا لَوْ
أَدْرَكْتُهُ لَضَرَبْتُ عُنُقَهُ (1/254) 318 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حُبِسَ سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ
عِنْدَ الْحَجَّاجِ وَفِي كَفِّهِ تُرَابٌ , فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: يَا
غُلَامُ أَلَكَ قَلْبَانِ؟ قَالَ:
أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ {مَا جَعَلَ اللَّهُ
لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] (1/254) 319 - حَدَّثَنَا
هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: قَالَ أَبِي:
إِنِّي شَهِدْتُ الْحَجَّاجَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ثُمَّ يَجْلِسُ وَيَنْعَسُ
وَمَعَهُ غُلَامَانِ قَدْ وَكَّلَهُمَا بِهِ فَإِذَا فَعَلَ الْحَجَّاجُ ذَلِكَ
يَقُومُ الْغُلَامَانِ يُحَرِّكَانِهِ فَيَقُولَانِ: اذْكُرِ اللَّهَ يَا أَبَا
مُحَمَّدٍ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ , لَبَّيْكَ (1/254) 320 - حَدَّثَنَا
هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ
سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ، يَقُولُ: يَزْعُمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ
أَنَّا بَقِيَّةُ ثَمُودَ [ص:255]، وَنِعْمَ وَاللَّهِ الْبَقِيَّةُ، بَقِيَّةُ
ثَمُودَ مَا نَجَا مَعَ صَالِحٍ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ (1/254) 321 - حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ
أَخِيهِ يَحْيَى بْنِ زِيَادٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ
يَكْتُبُ إِلَى الْحَجَّاجِ: جَنِّبْنِي دِمَاءَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
فَإِنِّي رَأَيْتُ بَنِيَ حَرْبٍ أَصَابُوهَا فَلَمْ يُمْهِلْ لَهُمْ (1/255) 322 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبِ بْنِ خَالِدٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: كَانَ شُعَيْبُ بْنُ صَالِحٍ
الْهِلَالِيُّ قَدْ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَلَّا يَأْتِيَ سُلْطَانًا فَجَاءَهُ
مَوْلًى لَهُ فَشَكَا إِلَيْهِ بَعْضَ الْأَمْرِ فَلَمْ يَجِدْ بُدًّا مِنْ أَنْ
يَصِيرَ إِلَى السُّلْطَانِ , فَقَالَ:[البحر الطويل]وَأَمَا تَرَيِنِّي الْيَوْمَ يَا
بِنْتَ مَالِكٍ ... أَحِيدُ عَنِ السُّلْطَانِ أَوْ أَتَجَنَّبُفَقَدْ عَلِمَتْ
أَفْنَاءُ قَوْمِيَ أَنَّنِي ... لَدَى الْمَلِكِ الْجَبَّارِ بِالْخَصْمِ مُشْغَبُوَإِنِّي
لَدَى الْأَعْدَاءِ سُمٌ وَإِنَّنِي ... أُجِيبُ إِذَا الْمَوْلَى اعْتَزَّ بِي
أَيْنَ يَشْعُبُوَأَقْذِفُ نَفْسِي فِي الْأَهَاوِيلِ ... دُونَهُ وَيَعلَمُ
أَنِّي غَاضِبٌ حِينَ يَغْضَبُ
(1/255) 323 - أَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ
قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو الْبَدَّاحِ لِأُخْتِهِ الشَّمُوسِ:[البحر
الكامل][ص:256]لَنَا عَبَرَاتٌ لِلغَرِيبِ عَنْ أَهْلِهِ ... لِأَنَّكَ فِي
أَقْصَى الْبِلَادِ غَرِيبُلِكُلِّ بَنِي أُمٍّ حَبِيبٌ يَسُرُّهُمْ ... وَأَنْتَ
لَنَا حَتَّى الْمَمَاتِ حَبِيبُفَعَجِّلْ عَلَى أُمٍّ عَلَيْكَ حَفِيَّةٌ ...
وَلَا تَثْوِ فِي أَرْضٍ وَأَنْتَ غَرِيبُفَإِنَّ الَّذِي يَأَتِيكَ بِالرِّزْقِ نَائِيًا
... يَجِيءُ بِهِ وَالْحَيُّ مِنْكَ قَرِيبُفَيَا لَيْتَ شِعْرِي حِينَ ذَا فِيكَ
كُلُّهُ ... مَتَى غَيْرَ مَفْقُودٍ نَرَاكَ تُؤُوبُعَلَيْكَ لَنَا قَلْبٌ تَحِنُّ
بَنَاتُهُ ... لَهُ كُلَّ يَوْمٍ خَفْقَةٌ وَوَجِيبُ
(1/255) 324 - وَأَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ لِعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ:لَنَا عَبَرَاتٌ بَعْدَكُمْ تَبْعَثُ
الْأَسَى ... وَأَنْفَاسُ حُزْنٍ جَمَّةٌ وَزَفِيرُأَلَا لَيْتَ شِعْرِي بَعْدَنَا
هَلْ بَكَيْتُمُ ... فَأَمَّا بُكَائِي بَعْدَكُمْ فَكَثِيرُ
(1/256) 325 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الْأَزْدِيُّ،
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ:[البحر الطويل]وَزَهَّدَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ
صَنَعْتُهُ ... إِلَى النَّاسِ مَا جَرَّبْتُ مِنْ قِلَّةِ الشُّكْرِ
(1/256) 326 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ مُوسَى الضَّبِّيِّ، قَالَ: أَمَرَ
الْحَجَّاجُ أَنْ يُوجَأَ عُنُقُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَقَالَ [ص:257]: "
أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَتَدْرُونَ لِمَ فَعَلْتُ بِهِ هَذَا؟ قَالُوا: الْأَمِيرُ أَعْلَمُ.
قَالَ: لِأَنَّهُ سَيِّئُ الْبَلَاءِ فِي الْفِتْنَةِ الْأُولَى غَاشُّ الصَّدْرِ
فِي الْفِتْنَةِ الْآخِرَةِ
" (1/256) 327 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ
يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ هنيدٍ أَبُو الذَّيَّالِ
الْعَدَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
الْفَرَزْدَقَ الشَّاعِرَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ أَنْفَ عَرْفَجَةَ مِنْ ذَهَبٍ
وَكَانَ أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ فِضَّةٍ فَأَنْتَنَ
عَلَيْهِ فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ صَنَعَهُ [ص:258] مِنْ ذَهَبٍ. وَزَعَمَ
مَنْصُورٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ
(1/257) 328 - وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ طَرَفَةَ بْنِ عَرْفَجَةَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ
كَرِبٍ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ، قَدْ رَأَى جَدَّهُ قَالَ:
أُصِيبَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ
وَرِقٍ فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ " (1/258) 329 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
الرَّبِيعِ، عَنْ جُحْدُبِ بْنِ جُرْعُبٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
إِنِّي لَآخُذُ مَضْجَعِي مِنَ اللَّيْلِ فَأُفَكِّرُ فِي كَلِمَةٍ تُرْضِي رَبِّي
وَأَمِيرِي فَمَا أَجِدُهَا (1/258) 330 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْمُسَيَّبِيُّ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ [ص:259] عِيَاضٍ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ: كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فِي سَفَرٍ نَحْوَ
حُنَيْنٍ ذَاهِبِينَ , فَقَالَ رَجُلٌ: يَا عَامِرُ بْنَ سِنَانٍ أَسْمِعْنَا مِنْ
هَنَاتِكَ قَالَ: فَنَزَلَ عَامِرٌ , فَقَالَ:[البحر الرجز]وَاللَّهِ لَوْلَا
أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَافَاغْفِرْ
لِذَاكَ الْيَوْمِ مَا أَتَيْنَا ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ
لَاقَيْنَاإِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا ... وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا
,فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ
السَّائِقُ؟ قَالُوا: عَامِرٌ قَالَ:
«يَرْحَمُهُ اللَّهُ» , فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ:
وَجَبَتْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ مَتَّعْتَنَا بِهِ فَأُصِيبَ
بِحُنَيْنٍ
(1/258) 331 - حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ
عَبْدِ [ص:260] الْعَزِيزِ كَثِيرًا يُرَجِّعُ:[البحر المنسرح]تَغْتَرِقُ الطَّرْفَ
وَهْيَ لَاهِيَةٌ ... كَأَنَّمَا مَسَّ وَجْهَهَا تَرَفُلَيْسَ بِغَثِّ الْحَدِيثِ
إِنْ نَطَقَتْ ... وَهْوَى بَنِيهَا مُستَطْرِفٌ أَنِفُثُمَّ يَقُولُ: هَذَا
وَاللَّهِ هُوَ الْكَلَامُ
(1/259) 332 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ:
سَمِعْتُ جَرِيرًا، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ:[البحر البسيط]حَتَّى مَتَى
لَا نَرَى عَدْلًا نُسَرُّ بِهِ ... وَلَا نُدَالُ عَلَى قَوْمٍ بِمَا
ظَلَمُواشَرَوْا بِآخِرَةٍ دُنْيَا مُوَلِّيَةً ... لَبِئْسَ مَا صَنَعُوا لَوْ
أَنَّهُمْ عَلِمُوا
(1/260) 333 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ،
قَالَ: كَانَ يَقُولُ: إِنِّي أَدْرَكْتُ صَدْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ ثُمَّ طَالَ بِي
عُمْرٌ حَتَّى أَدْرَكْتُكُمْ فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَهُمْ كَانُوا
أَبْصَرَ فِي دِينَهِمِ بِقُلُوبِهِمْ مِنْكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ بِأَبْصَارِكُمْ
وَلَهُمْ كَانُوا فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ أَزْهَدُ مِنْكُمْ فِيمَا حَرَّمَ
اللَّهُ عَلَيْكُمْ وَلَهُمْ كَانُوا مِنْ حَسَنَاتِهِمْ أَلَّا تُقْبَلَ مِنْهُمْ
أَشَدَّ شَفَقَةٍ مِنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ أَنْ تُؤْخَذُوا بِهَا (1/260) 334
- حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَرِيبٍ، عَنْ عَمِّهِ،
عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، قَالَ: لَمَّا أُتِيَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ
الْمَلِكِ بِيَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي [ص:261] مُسْلِمٍ قَالَ:
اكْتُبْ مَالَكَ. قَالَ: اكْتُبْ لِي ثَلَاثِينَ عَنْزًا بِالْعِرَاقِ وَبَغْلَتِي
وَسَائِسِيهَا وَشَيْئًا مِنْ رِزْقِي، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ
الْمُهَلَّبِ , فَقَالَ: تَرَاهُ صَادِقًا قَالَ: كَانَ أَشْقَى مِنْ أَنْ
يَأْخُذَ وَيُعْطِي قَالَ: فَعَلَامَ أَقْتُلُهُ؟ كَمْ كَانَ الْحَجَّاجُ يُجْرِي
عَلَيْكَ؟ قَالَ: ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ: هِيَ لَكَ وَأَقِمْ بِبَابِي
(1/260) 335 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي،
قَالَ: حَدَّثَنِي جَارٌ لِآلِ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَتِ الْمَرْأَةُ
الَّتِي كَانَتْ تَكُونُ مَعَ قُتَيْبَةَ فِي بَيْتِهِ: مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ
إِلَّا مَسْحٌ وَفِرَاشَانِ وَضُبَيْحَانِيُّ وَثَوْبٌ وَسَرْجٌ وَسَيْفٌ
وَسِلَاحُهُ (1/261) 336 - وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَمِّي، قَالَ: زَعَمُوا أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ، مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا
ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَمُصْحَفًا وَسَيْفًا وَسَرْجًا وَرَحْلًا وَمِائَةَ
دِرْعٍ مَوْقُوفَةٍ (1/262) 337
- حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، قَالَ: قَالَ
مُعَاوِيَةُ: مَا يَسُرُّنِي بَذَلُ الْكَرَمِ حُمْرُ النَّعَمِ (1/262) 338 - أَنْشَدَنَا
حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَنْشَدَنِي الْأُمَوِيُّ:[البحر
الرمل]مَنْ عَذِيرِي مِنْ قَائِلٍ؟ إِخْوَانِي ... كُلُّهُمْ فِي مَقَالِهِ غَيْرُ
وَانِنَصَحُونِي بِزَعْمِهِمْ قُلتُ: كُفُّوا ... لَا أَرَى شَأْنَكُمْ يُلَائِمُ
شَانِيلَا أَبِيعُ الْجَزِيلَ مِنْ عِرْضِ مِثْلِي ... بِخَسِيسٍ مِنْ نَاقِصِ الْأَثْمَانِمَا
وَجْهِي يَرُدُّ عَذْبَ لِسَانِي ... دُونَ مَا قَدْ أَرَدْتُمُ مِنْ
بَيَانِيذَهَبَ الْمُبْتَدُونَ بِالْإِحْسَانِ ... وَالْمُكَافِئُونَ بِابْتِذَالِ
اللِّسَانِإِنَّ ذُلَّ السُّؤَالِ يَأْنَفُ الْحُرُّ ... وَإِنْ عَضَّهُ مَضِيضُ
الزَّمَانِ
(1/262) 339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ أَبِي
مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ: ذَهَبْتُمْ
بِالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: لَكُمْ أَمْوَالٌ
تَتَصَدَّقُونَ مِنْهَا وَلَيْسَ لَنَا أَمْوَالٌ. قَالَ: لَدِرْهَمٌ يُصِيبُهُ أَحَدُكُمْ
فَيَضَعُهُ فِي حَقٍّ أَفْضَلُ مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ يُصِيبُهَا أَحَدُنَا مِنْ
فَيْضٍ فَيُنْفِقُهَا فِي غِيضٍ (1/263)
340 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّعَيْزَعَةِ كَاتَبُ مَرْوَانَ: أَنَّ مَرْوَانَ،
أَرْسَلَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ وَأَجْلَسَنِي وَرَاءَ
السِّتْرِ أَكْتُبُ عَنْهُ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي رَأْسِ الْحَوْلِ أَرْسَلَ
إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ فَمَا غَيَّرَ حَرْفًا عَنْ حَرْفٍ
(1/263) 341 - حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ هِلَالِ بْنِ حِقٍ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ:
لَيْسَ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ مِنَ الشَّرِّ وَلَكِنَّهُ الَّذِي
يَعْرِفُ خَيْرَ الشَّرَّيْنِ وَلَيْسَ الْوَاصِلُ الَّذِي يَصِلُ مَنْ وَصَلَهُ وَلَكِنَّهُ
الَّذِي يَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ (1/264) 342 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَشْرَجٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
الْمُسْتَنِيرُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنْ إِيَاسَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ،
قَالَ: جَاءَهُ دِهْقَانٌ فَسَأَلَهُ عَنِ السُّكْرِ: أَحَرَامٌ هُوَ أَوْ
حَلَالٌ؟ , فَقَالَ: هُوَ حَرَامٌ، قَالَ: كَيْفَ يَكُونُ حَرَامًا؟ قَالَ:
أَخْبِرْنِي عَنِ التَّمْرِ أَحَلَالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: حَلَالٌ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي
عَنِ الْكَشُوثِ أَحَلَالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟ قَالَ: حَلَالٌ [ص:265]، قَالَ: فَمَا خَالَفَ
مَا بَيْنَهُمَا قال: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْمَاءِ أَحَلَالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ؟
قَالَ: حَلَالٌ، قَالَ: وَإِنَّمَا هُوَ مِنَ التَّمْرِ وَالْكَشُوثِ وَالْمَاءِ أَنْ
يَكُونَ هَذَا حَلَالًا وَهَذَا حَرَامًا؟ قَالَ: فَقَالَ إِيَاسٌ لِلدِّهْقَانِ: لَوْ أَخَذْتُ
كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَضَرَبْتُكَ بِهِ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ:
لَوْ أَخَذْتُ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَضَرَبْتُكَ بِهِ أَكَانَ يُوجِعُكَ؟ قَالَ:
لَا. قَالَ: لَوْ أَخَذْتُ كَفًّا مِنْ تِبْنٍ فَضَرَبْتُكَ بِهِ أَكَانَ
يُوجِعُكَ؟ قَالَ: لَا قَالَ: فَإِذَا أَنَا أَخَذْتُ هَذَا الطِّينَ فَعَجَنْتُهُ
بِالتِّبْنِ وَالْمَاءِ ثُمَّ جَعَلْتُهُ كُتَلًا ثُمَّ تَرَكْتُهُ حَتَّى يَجِفَّ
ثُمَّ ضَرَبْتُكَ بِهِ أَيُوجِعُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَيَقْتُلُنِي. قَالَ:
فَكَذَاكَ هَذَا التَّمْرُ وَالْمَاءُ وَالْكَشُوثُ إِذَا جُمِعَ ثُمَّ عُتِّقَ
حُرِّمَ كَمَا جُفِّفَ هَذَا فَأَوْجَعَ أَوْ قَتَلَ وَكَانَ لَا يُوجِعُ وَلَا يَقْتُلُ
(1/264) 343 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ بِفِنَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّتِ امْرَأَةٌ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: هَذِهِ ابْنَةُ
رَسُولِ اللَّهِ [ص:266]، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَثَلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَنِي هَاشِمٍ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ وَسْطَ التِّبْنِ.
قَالَ: فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَةُ فَأَخْبَرَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرَفُ فِي
وَجْهِهِ الْغَضَبُ , فَقَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَالٍ تَبْلُغُنِي عَنْ أَقْوَامٍ،
إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ سَبْعًا فَاخْتَارَ مَنْ
شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ فَاخْتَارَ مِنَ الْخَلْقِ بَنِي
آدَمَ وَاخْتَارَ مِنْ بَنِي آدَمَ الْعَرَبَ وَاخْتَارَ مِنَ الْعَرَبِ مُضَرَ وَاخْتَارَ
مِنْ مُضَرَ قُرَيْشًا وَاخْتَارَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاخْتَارَنِي مِنْ
بَنِي هَاشِمٍ فَأَنَا مِنْ خِيَارٍ إِلَى خِيَارٍ فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ
فَبِحُبِّي وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضُهُمْ» (1/265) 344 -
حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَكَمِ، عَنْ عَوَانَةَ، قَالَ:
وَلِيَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ خُرَاسَانَ
فَسَأَلَ ابْنَ مُفَرَّعٍ الْحِمْيَرِيَّ أَنْ يَصْحَبَهُ، فَأَبَى وَصَحِبَ
عَبَّادَ بْنَ زِيَادٍ إِلَى سِجِسْتَانَ فَلَقِيَ مِنْهُ شَرًّا , فَقَالَ:[البحر
الكامل]يَا لَهْفَ لِلْأَمْرِ الَّذِي ... عَادَتْ عَوَاقِبُهُ نَدَامَهْتَرْكِي
سَعْيدًا ذَا النَّدَى ... وَالْبَيْتُ تَرْفَعُهُ الدِّعَامَهْوَتَبِعْتُ عَبْدَ
بَنِي عِلَاجٍ ... تِلْكَ أَشْرَاطُ الْقِيَامَهْجَاءَتْ بِهِ حَبَشِيَّةٌ ...
سَكَّا تَحسَبُهَا نَعَامَهْمِنْ نِسْوَةٍ سُودِ الْوُجُوهِ ... تَرَى عَلَيْهِمُ
الدَّمَامَهْوَشَرَتْ بُرْدًا لَيْتَنِي ... مِنْ قَبْلِ بُرْدَ كُنْتُ
هَامَةْهَامَهْ تَدْعُو صَدًى ... بَيْنَ الْمُشَهَّرِ
فَالْيَمَامَهْ[ص:268]وَالْعَبْدُ يُقْرَعُ بِالْعَصَا ... وَالْحُرُّ تَكْفِيهِ
الْمَلَامَهْ
(1/267) 345 - أَنْشَدَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي
شَيْخٍ لِرَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ:[البحر المنسرح]وَصَاحِبٍ كَانَ لِي وَكُنْتُ لَهُ
... أَشْفَقَ مِنْ وَالِدٍ عَلَى وَلَدِكُنَّا كَسَاقٍ تَمْشِي بِهَا قَدَمٌ ...
أَوْ كَذِرَاعٍ نِيطَتْ إِلَى عَضِدِأَوْ كَانَ لِي مَأْلَفًا وَكُنْتُ لَهْ ...
لَيْسَتْ بِنَا حَاجَةٌ إِلَى أَحَدِازْوَرَّ عَنِّي وَكَانَ يَنْظُرُ مِنْ ... عَيْنِي
وَيَرْمِي بِسَاعِدِي وَيَدِيحَتَّى إِذَا اسْتَرْفَدَتْ يَدِي يَدَهُ ... كُنْتُ
كَمُستَرفِدٍ يَدَ الْأَسَدِ.
(1/268) 346 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ
عَامِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ
الْأَحْزَابِ وَرَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَحْمِي أَعْرَاضَ
الْمُسْلِمِينَ؟» قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَا [ص:269] وَقَالُ ابْنُ رَوَاحَةَ: أَنَا يَا
رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إِنَّكَ لَحَسَنُ الشِّعْرِ» وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ
ثَابِتٍ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «نَعَمِ اهْجُهُمْ أَنْتَ
وَسَيُعِينُكَ رُوحُ الْقُدُسِ»
(1/268) 347 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:
كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَتَمَثَّلُ الشِّعْرَ فَسَمِعَهُ رَجُلٌ، فَعَابَ
ذَلِكَ عَلَيْهِ , فَقَالَ: إِنَّمَا يُكْرَهُ مَا قِيلَ فِي الْإِسْلَامِ فَأَمَّا
مَا قِيلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَدْ عُفِيَ عَنْهُ (1/269) 348 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كَتَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ
إِلَى مُعَاوِيَةَ يَذْكُرُ فَنَاءَ عُمْرِهِ وَفَنَاءَ أَهْلِ بَيْتِهِ
وَجَفْوَةَ قُرَيْشٍ إِيَّاهُ، قَالَ:
فَوَرَدَ الْكِتَابُ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَزِيَادٌ عِنْدَهُ
فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ قَالَ لَهُ زِيَادٌ: وَلِّنِي إِجَابَتَهُ، قَالَ:
فَأَلْقَى إِلَيْهِ الْكِتَابَ، قَالَ: فَصَدَّرَ زِيَادٌ الْكِتَابَ ثُمَّ كَتَبَ: أَمَّا مَا
ذَكَرْتَ مِنْ ذَهَابِ عُمُرِكَ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْكُلْهُ أَحَدٌ غَيْرُكَ
وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ فَنَاءِ أَهْلِ بَيْتِكَ فَلَوْ أَنَّ أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ قَدَرَ أَنْ يَقِيَ أَحَدًا الْمَوْتَ لَوَقَى أَهْلَ بَيْتِهِ
وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ جَفْوَةِ قُرَيْشٍ إِيَّاكَ فَأَنَّى يَكُونُ ذَاكَ
وَهُمْ أَمَّرُوكَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْكِتَابُ عَلَى الْمُغِيرَةِ فَقَرَأَهُ
قَالَ: اللَّهُمَّ , عَلَيْكَ زِيَادًا اللَّهُمَّ , عَلَيْكَ زِيَادًا (1/269)
349 - حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ السُّوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ عَوَانَةَ، قَالَ: ذَكَرَ عُمَرُ يَوْمًا شَيْئًا ,
فَقَالَ: ذُكِرَ فِيهِ كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ: وَمَا أَنْتَ وَالرَّأْيَ إِذَا
جَاءَ الرَّأْيُ عَلَيْكَ عَلَيْهِ عَمْرٌو وَمُعَاوِيَةُ (1/270) 350 - حَدَّثَنِي
إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ،
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْأَعْوَرِ، قَالَ: قَالَ الْعُرْيَانُ: صِرْتَ مِفْتِيَ
النَّاسِ. قَالَ: وَأَنْتَ قَدْ صِرْتَ أَمِيرًا، ثُمَّ قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ:
تَعْنِي بَعْدَمَا يُصْنَعُ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَيْنَا فَجَاءُونَا (1/270) 351
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ:
لَقَدْ تَكَلَّمْتُ وَلَوْ وَجَدْتُ بُدًّا مَا تَكَلَّمْتُ وَإِنَّ زَمَانًا
أَكُونُ فِيهِ فَقِيهَ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَزَمَانُ سُوءٍ (1/270) 352 - حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ
عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، قَالَ: مَرَّ كَعْبٌ بِصِفِّينَ فَضَرَبَ
حَجَرًا مِنْهَا بِرِجْلِهِ ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكِ صِفِّينُ اقْتَتَلَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ
فِيكِ فَاحْتُجِزُوا عَنْ سَبْعِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ وَايْمِ اللَّهِ لَا يُتِمُّ
اللَّهُ - يَعْنِي السَّاعَةَ - حَتَّى تُحْتَجَزُ فِيكِ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَنْ
سَبْعِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ. قَالَ مَالِكٌ: فَاحْتُجِزُوا يَوْمَ عَلِيٍّ
وَمُعَاوِيَةَ عَنْ سَبْعِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ (1/271) 353 - حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ
عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ
يَقْرَأُ {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ} [الأعراف: 201] وَقَالَ: أَمَا
سَمِعْتَ قَوْلَ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ؟:[البحر السريع]يَا صَاحِ حِسَانٌ رُسُومُ الْمُقَامِ
... وَمَظْعَنَ الْحَيِّ وَمَبنى الْخِيَامِجِنِيَّةٌ أَرَّقَنِي طَيفُهَا ...
تَذْهَبُ صُبْحًا وَتُرَى فِي الْمَنَامِ
(1/271) 354 - حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كَانَ قَتَادَةُ
يَسْتَنْشِدُنِي الشِّعْرَ فَأَقُولُ: أُنْشِدُكَ بَيْتًا وَتَحَدِّثُنِي حَدِيثًا
(1/271) 355 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ دَغْفَلٍ، قَالَ: إِذَا اخْتَلَفَ
النَّاسُ فَالْحَقُّ مَعَ مُضَرَ (1/271) 356 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: أَسْرَعُ الْعَرَبِ هَلَاكًا
قُرَيْشٌ وَرَبِيعَةُ قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: أَمَّا
قُرَيْشٌ فَيُهْلِكُهَا الْمُلْكُ وَأَمَّا رَبِيعَةُ فَتُهْلِكُهَا الْحَمِيَّةُ (1/272) 357 - حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ آدَمَ ابْنُ بِنْتِ أَزْهَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ الزُّهْرِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنِي حَاجِبُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أُنْشِدُ؟ قَالَ: «أَنْشِدْ» فَقُلْتُ:[البحر المتقارب]خَلَعْتُ
الْقِدَاحَ وَعَزْفَ الْقِيَانِ ... وَالْخَمْرَ تَصْلِيَةً وَابْتِهَالَاوَكَرِّي
الْمُجَبَّرَ فِي غَمْرَةٍ ... وَشَدِّي عَلَى الْمُشْرِكِينَ الْقِتَالَافَيَا
رَبِّ لَا أَغْتَبَنْ بَيْعَتِي
... فَقَدْ بِعْتُ أَهْلِي وَمَالِي بِدَالَا ,فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَبِحَ الْبَيْعُ رَبِحَ الْبَيْعُ»
(1/272) 358 - وَحَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ آدَمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْهُنَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُنْشِدُ شِعْرًا شَابًّا
فَقُلْتُ: تُنْشِدُهُ قَالَ: إِنَّهُ عَرُوسٌ (1/273) 359 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ
الْعُمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنِ ابْنِ
أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ سُلَيْمَانَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ
السَّلَامُ كَانَ جَالِسًا فَرَأَى عُصْفُورًا يُرِيدُ زَوْجَتَهُ عَلَى
السِّفَادِ وَهِيَ تَمْتَنِعُ مِنْهُ فَضَرَبَ بِمِنْقَارِهِ الْأَرْضَ ثُمَّ
رَفَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ , فَقَالَ سُلَيْمَانُ: هَلْ تَدْرُونَ مَا قَالَ لَهَا؟
قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: قَالَ لَهَا: وَرَبِّ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ مَا أَنْ أُرِيدُكِ سَفْدًا لَكِ وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ مِنْ
نَسْلِي وَنَسْلِكِ مَنْ يُسَبِّحِ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ (1/273) 360 - أَنْشَدَنِي
أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ: أَنْشَدَنِي الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي
سَوِيَّةَ:وَفَّرَتْ هِمَّتي لِسَانِي وَوَجْهِي ... عَنْ طِلَابِي مَا فِي أَكُفِّ
الرِّجَالِوَتَقَنَّعْتُ بِالضَّرُورَةِ وَالْحَزْمِ ... عَنِ الْبَاذِلِينَ
وَالنُّحَّالِ
(1/273) 361 - حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى الزَّمِنُ الزَّيْنُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى [ص:274] بْنُ سَعِيدٍ،
عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِأَبِي بَكْرٍ: رَأَيْتُ
كَأَنِّيَ عَلَى أَكَمَةٍ وَبَقَرٌ تُنْحَرُ حَوْلِي، قَالَ: لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ
لَيُقْتَلَنَّ حَوْلَكِ فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ (1/273) 362 - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ:
مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ قَطُّ وَلَا
حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيثٍ إِلَّا حَفِظْتُهُ وَمَا أَحْبَبْتُ أَنْ يُعِيدَهُ
عَلَيَّ (1/274) 363 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
فُضَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ، يَقُولُ: كَانَ الْفَرَزْدَقُ
يَقُولُ: كَانَ ابْنُ خَطَلٍ مِنْ أَشْعَرِ النَّاسِ، قُلْتُ: لِمَ؟ [ص:275]
قَالَ: لِأَنَّهُ يَقُولُ مَا نَقُولُ وَلَا نَقُولُ مَا يَقُولُ. (1/274) 364 -
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ
ابْنِ شُبْرُمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِلْكُمَيْتِ الْأَسَدِيِّ الشَّاعِرِ: إِنَّكَ
قَدْ قُلْتَ فِي بَنِي هَاشِمٍ فَأَحْسَنْتَ وَقَدْ قُلْتَ فِي بَنِي أُمَيَّةَ
أَفْضَلَ مِمَّا قُلْتَ فِي بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: إِنِّي إِذَا قُلْتُ أَحْبَبْتُ
أَنْ أُحْسِنَ (1/275) حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ
بْنُ عَيَّاشٍ بَصْرِيُّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْكَلْبِيِّ رَوْحِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ
الْحَسَنِ: الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ، فَقَالَ الْحَسَنُ: الظَّالِمُ
أَعْذَرُ مِنَ الشَّحِيحِ، الظَّالِمُ يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ ظُلْمَهُ
وَالشَّحِيحُ يُدْخِلُهُ اللَّهُ بِشُحِّهِ النَّارَ (1/275) 366 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّ فُلَانًا يَسُبُّكَ، قَالَ: إِنِّي
وَأَخِي عَاصِمًا لَا نُسَابُّ النَّاسَ (1/276) 367 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الْمُنْذِرِ،
قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ: إِنَّ فُلَانًا يَقَعُ فِيكَ، قَالَ:
لَأَغِيظَنَّ مَنْ أَمَرَهُ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، قِيلَ لَهُ: مَنْ أَمَرَهُ؟
قَالَ: الشَّيْطَانُ (1/276) 368 -
حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ السُّلَمِيُّ أَبُو فِرَاسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: لِلسَّفَرِ مُرُوءَةٌ وَلِلْحَضَرِ [ص:277] مُرُوءَةٌ فَأَمَّا
مُرُوءَةُ السَّفَرِ فَبَذْلُ الزَّادِ وَقِلَّةُ الْخِلَافِ عَلَى أَصْحَابِكَ
وَكَثْرَةُ الْمُزَاحَمَةِ فِي غَيْرِ مَسَاخِطِ اللَّهِ، وَأَمَّا مُرُوءَةُ
الْحَضَرِ فَإِدْمَانُ الِاخْتِلَافِ إِلَى الْمَسْجِدِ وَكَثْرَةُ الْإِخْوَانِ فِي
اللَّهِ وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ (1/276)
369 - حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ضِمَامٌ،
عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يَخْرُجُ
إِلَى الْأَعْرَابِ يُفَقِّهُهُمْ وَيُعْطِيهِمْ فَجَاءَهُ رَجُلٌ وَقَدْ نَفَدَ مَا
فِي يَدِهِ فَمَدَّ الزُّهْرِيُّ يَدَهُ إِلَى عِمَامَةِ عَقِيلٍ فَنَزَعَهَا
فَأَعْطَاهَا الرَّجُلَ وَقَالَ لِعَقِيلٍ: أُعْطِيكَ خَيْرًا مِنْهَا (1/277) 370
- حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ شَبِيبُ بْنُ
شَيْبَةَ: اشْتَرَى جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَهْتَمِ
جَارِيَةً كَانَتْ عَلَيْهَا مَسْحَةٌ مِنْ جَمَالٍ فَكَانَتْ فِي قَوْمٍ ذَوِي
مَيْسَرَةٍ وَإِنَّمَا أَرَادَهَا لِلْخِدْمَةِ فَظَنَّتْ أَنَّهُ يُرِيدُهَا لِنَفْسِهِ،
فَجَعَلَتْ تَمِيسُ فِي مَشْيِهَا , فَقَالَ:أَلَا لَا تَمِيسِي فِي ثِيَابِكِ
وَالْبَسِي ... وَشُدِّي فَوْقَ ذَاكَ بِمِنْطَقِوَدُونَكِ فَاكْفِي مِهْنَةَ
الْأَهْلِ كَالَّذِي ... أَرَدْتُ وَلُفِّي الْكُمَّ مِنْكِ بِمِرْفَقِفَإِنْ
أَحْسَنْتِ صَادَفْتِ مُحْسِنًا ...
إِلَيْكِ فَلَا تَأْبِي وَلَا تَتَحَمَّقِي
(1/277) 371 - وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، قَالَ: اشْتَرَى أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ جَارِيَةً
فَطَمِعَتْ فِي فِرَاشِهِ , فَقَالَ:أَصَلَاحُ إِنِّي لَا أُرِيدُكِ لِلصَّبَى ... فَذَرِي
التَّلَفُّتَ نَحْوَنَا وَتَبَذَّليإِنِّي أُرِيدُكِ لِلْعَجِينِ وَلِلرَّحَى ...
وَلِحَمْلِ قِرْبَتِنَا وَطَبْخِ الْمِرْجَلِوَإِذَا تَرَوَّحَ ضَيْفُ أَهْلِكِ
أَوْ غَدَا ... فُخُذِي لِآخَرَ نَحْوَ أَهْلِكِ تُقْبَلِ
(1/278) 372 - وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
قَالَ: اشْتَرَى أَبُو الْأَسْوَدِ جَارِيَةً حَوْلَاءَ مُوَلَّدَةً فَأُعْجِبَ
بِهَا، فَذَمَّهَا أَهْلُهُ عِنْدَهُ
, فَقَالَ:[البحر الطويل]يَعِيبُونَهَا عِنْدِي وَلَا
عَيْبَ عِنْدَهَا ... سِوَى أَنَّ فِيَ الْعَيْنَيْنِ بَعْضَ التَّأَخُّرِفَإِنْ
يَكُ فِي الْعَيْنَيْنِ عَيْبٌ فَإِنَّهَا ... مُفَهْفَهَةُ الْأَعْلَى رِدَاحِ الْمَوْزِرِ
(1/278) 373 - وَكَتَبَ إِلَيَّ أَبُو سَعِيدٍ
الْأَشَجُّ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: إِذَا سَمِعْتَ
الْخَبَرَ، فَاعْمَلْ بِهِ وَلَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً (1/278) 374 - وَكَتَبَ إِلَيَّ أَبُو
سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الْجُعْفِيُّ، عَنْ
[ص:279] حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: قِيلَ لِلْأَعْمَشِ أَيَّامَ زَيْدٍ: أَلَا
تَخْرُجُ؟ قَالَ: وَيْلَكُمْ وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ أَحَدًا أَجْعَلُ عِرْضِي
دُونَهُ فَكَيْفَ أَجْعَلُ دَمِي دُونَهُ؟ (1/278) 375 - وَكَتَبَ إِلَيَّ أَبُو سَعِيدٍ:
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكِنْدِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: جَاءَ عِيسَى بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى
الْحَيِّ إِلَى مَنْزِلِهِمْ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَبِي وَحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ،
وَجَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ فَذَكَرُوا الْخُرُوجَ , فَقَالَ عِيسَى: إِنَّ الْخُرُوجَ
لَا يَسْتَقِيمُ إِلَّا [ص:280] بِاجْتِمَاعٍ وَالِاجْتِمَاعُ لَا تَضْبِطُهُ وَالسُّلْطَانُ
قَدْ ضَبْطَ أَمْرَ النَّاسِ وَإِنْ نَحْنُ خَرَجْنَا شُغِلَ بِنَا وَشُغِلْنَا بِهِ
فَقُتِلَ امْرُؤٌ وَنَحْنُ سَبَبٌ فِي قَتْلِهِ وَانْتُهِبَ مَالُ امْرِئٍ
مُسْلِمٍ وَنَحْنُ سَبَبُ انْتِهَابِهِ لَنْ نَفْرَغَ وَلَمْ يَفْرُغِ
السُّلْطَانُ لِلنَّظَرِ فِي أَمْرِهِ هَذَا خَلْقٌ لَيْسَ يَجْتَمِعُونَ عَلَى
كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ، تَفَرَّقُوا (1/279) 376 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ شَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ: رَأَى خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ
رِجَالًا قَدْ أَصَابُوا مَالًا فَتَكَلَّمُوا وَغَلَوْا , فَقَالَ:[البحر
الوافر]قَدْ أنْطَقَتِ الدَّرَاهِمُ بَعْدَ عِيٍّ ... أُنَاسًا طَالَمَا كَانُوا
سُكُوتَافَمَا عَادُوا عَلَى جَارٍ بِخَيْرٍ ... وَلَا رَفَعُوا لِمَكْرُمَةٍ بُيُوتَاكَذَاكَ
الْمَالُ يَجْبُرُ كُلَّ عَيْبٍ ... وَيُنْزِلُ كُلَّ ذِي حَسَبِ صَمُوتَا
(1/280) 377 - أَنْشَدَنِي أَبُو حَفْصٍ الْعُمَرِيُّ:تَرَى
الدَّهْرَ مُغْتَالِي وَلَمْ أَلْقَ ثَرْوَةً ... مِنَ الْمَالِ تُنْبِي النَّاسَ
عَنِّي وَعَنْ قَدْرِيفَأَقْضِي بِهَا حَقًّا عَلَيَّ وَأَبْتَنِي ... مَكَارِمَ
لَمْ يَبْرَحْنَ مِنِّي عَلَى ذِكْرِوَإِنَّ عَلَى وَعْدِي لِصَاحِبَ هِمَّةٍ ...
لَهَا مَلِكٌ بَيْنَ الْمِجِرَّةِ وَالنَّسْرِ
(1/280) 378 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ
أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ،
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ الشِّعْرُ عِنْدَ
[ص:281] سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
, فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ كَلَامٌ فَحَسَنُهُ حَسَنٌ
وَقَبِيحُهُ قَبِيحٌ (1/280)
379 - حَدَّثَنَا نَهَارُ بْنُ عُثْمَانَ اللَّيْثِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
رَجُلًا، يَسْأَلُ الْحَسَنَ وَالْفَرَزْدَقُ عِنْدَهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] , فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: تَسْأَلُ أَبَا سَعِيدٍ وَقَدْ قُلْتُ
بِذَلِكَ شِعْرٌا , فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: وَمَا قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ:[البحر
الطويل]وَذَاتِ خَلَيلٍ أَنْكَحَتْهَا رِمَاحُنَا ... حَلَالًا فَمَنْ يَبْنِي
بِهَا لَمْ يُطَلِّقِ.قَالَ: فَتَبَسَّمَ الْحَسَنُ وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ مَا قَالَ:
قَالَ: يَحِلُّ لَكُمُ السَّبَايَا أَنْ تَطَؤُهُنَّ بِمِلْكِ الْيَمِينِ مِنْ
غَيْرِ أَنْ يُطَلِّقَهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ
(1/281) 380 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ
الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا
مَوْلَى الشَّعْبِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ النَّابِغَةَ الذُّبْيَانِيَّ قَالَ
لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ:[البحر الوافر]تَرَاكَ الْأَرْضُ إِمَّا مُتَّ
حَقًّا ... وَتَحْيَا مَا حَيِيتَ بِهَا نَبِيلَاقَالَ النُّعْمَانُ: هَذَا بَيْتٌ
إِنْ أَنْتَ لَمْ تُتْبِعْهُ مَا يُوَضِّحُ مَعْنَاهُ فَهُوَ إِلَى الْهِجَاءِ
أَقْرَبُ مِنْهُ إِلَى الْمَدِيحِ فَأَرَادَ ذَلِكَ النَّابِغَةُ فَعَسُرَ
عَلَيْهِ , فَقَالَ: أَجِّلْنِي، فَقَالَ: قَدْ أَجَلَّتُكَ ثَلَاثًا، فَإِنْ
أَنْتَ أَتْبَعْتَهُ مَا يُوَضِّحُ مَعْنَاهُ فَلَكَ مِائَةٌ مِنَ الْعَصَافِيرِ
نَجَائِبُ وَإِلَّا فَضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ أَخَذَتْ مِنْكَ مَا أَخَذَتْ فَأَتَى النَّابِغَةُ
زُهَيْرَ بْنَ أَبِي سُلْمَى فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ [ص:283]،
فَقَالَ زُهَيْرٌ: اخْرُجْ بِنَا إِلَى الْبَرِيَّةٍ فَإِنَّ الشِّعْرَ بَرِّيُّ
فَخَرَجَا وَتَبِعَهُمَا ابْنٌ لِزُهَيْرٍ يُقَالُ لَهُ كَعْبٌ , فَقَالَ: يَا
عَمِّ أَرْدِفْنِي فَصَاحَ بِهِ أَبُوهُ , فَقَالَ: دَعِ ابْنَ أَخِي يَكُونُ
مَعَنَا فَأَرْدَفَهُ فَتَجَاوَلَا الْبَيْتَ مَلِيًّا فَلَمْ يَأْتِهِمَا مَا
يَرُدَّانِ , فَقَالَ كَعْبٌ: يَا عَمِّ مَا يَمْنَعُكُ أَنْ تَقُولَ: وَذَاكَ
بِأَنْ حَلَلْتَ الْعِزَّ مِنْهَا فَتَعْمِدُ جَانِبَيْهَا أَنْ تَمِيلَا قَالَ
النَّابِغَةُ: جَاءَ بِهَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ لَسْنَا وَاللَّهِ فِي شَيْءٍ قَدْ
جَعَلْتُ لَكَ يَا ابْنَ أَخِي مَا جَعَلَ لِي قَالَ: وَمَا جَعَلَ لَكُ يَا
عَمِّ؟ قَالَ: مِائَةً مِنَ الْعَصَافِيرِ نَجَائِبَ. قَالَ: مَا كُنْتُ
لِآخُذَ عَلَى شِعْرِي صَفَدًا فَأَتَى بِهَا النَّابِغَةُ النُّعْمَانَ فَأَخَذَ
مِنْهُ مِائَةَ نَاقَةٍ سَوْدَاءَ الْحَدَقَةِ
(1/282) 381 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ:
كَانَ زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيُّ عَامِلًا لِمُعَاوِيَةَ عَلَى
[ص:284] خُرَاسَانَ فَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يَذْكُرُ كَثْرَةَ الْمُشْرِكِينَ
وَفُرُوسِيَّتَهُمْ وَقِلَّةَ الْمُسْلِمِينَ وَضَعْفَهُمْ فَكَتَبَ إِلَيْهِ
مُعَاوِيَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ
الْمُشْرِكِينَ لَا تَظْفَرُ بِرَبِيعَةَ أَوْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ» فَإِذَا جَسَسْتَ
شَيْئًا فَاجْعَلْ لِوَاءَكَ فِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ أَوْ رَبِيعَةَ (1/283) 382
- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، صَاحِبِ السِّقَايَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ
بْنُ خَلَفٍ الْوَهْبِيُّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عِجْلٍ وَرَجُلًا مِنْ بَنِي
حَنِيفَةَ افْتَخَرَا فَقَامَا إِلَى يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمَا
, فَقَالَ: إِنَّ مِثْلِي لَا يَقْضِي فِي مِثْلِ هَذِهِ، وَلَكِنْ لَوْ خُيِّرْتُ
بَيْنَ قَبَائِلِ الْعَرَبِ لَاخْتَرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ قُرَيْشٍ، فَإِنْ حِيلَ
دُونَ ذَلِكَ لَاخْتَرْتُ أَنْ أَكُونَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ حِيلَ
دُونَ ذَلِكَ لَاخْتَرْتُ أَنْ أَكُونَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عِجْلٍ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:
لَيْتَنِي سَأَلْتُهُ لِمَ اخْتَارَ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَنِي عِجْلٍ. فَلَقِيتُ بَعْدُ
يَزِيدَ بْنِ سِيدَانَ فَحَدَّثْتُهُ هَذَا الْحَدِيثَ وَقَالَ: لَيْتَنِي
عَلِمْتُ تَفْسِيرَهُ , فَقَالَ: أَنَا أُخْبِرُكَ إِنَّ يَحْيَى قَالَ: إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ ذِي قَارٍ:
«هُزِمَتِ الْمَيْمَنَةُ هُزِمَتِ الْمَيْسَرَةُ هَذِهِ بَنُو عِجْلٍ تَقْتُلُ
الْأَعَاجِمَ أَرَى عِجْلَ قَوْمٌ مَيَامِينُ؛ اللَّهُمَّ اجْبُرْ عَظْمَهُمْ»
(1/284) 383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: سُئِلَتْ
جَارِيَةُ عَائِشَةَ عَنْهَا فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَعَائِشَةُ أَطْيَبُ مِنْ
طَيِّبِ الذَّهَبِ وَمَا لَهَا عَيْبٌ إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ تَرْقُدُ حَتَّى تَدْخُلَ
الشَّاةُ فَتَأْكُلَ عَجِينَهَا وَلَئِنْ كَانَتْ صَنَعَتْ مَا قَالَ النَّاسُ لَيُخْبِرَنَّكَهُ
اللَّهُ فَعَجِبَ مِنْ فِقْهِ الْحَبَشِيَّةِ (1/285) 384 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ الْقَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ
بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ رَجُلًا فِي عَسْكَرِهِ وَهُوَ يَقُولُ:
يَا حَسَنُ يَا حَسَنُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَخَذْنَا فَأْلَكَ مِنْ فِيكَ» (1/285) 385 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ قَالَ:
حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مِسْوَرُ بْنُ عَبْدِ
الْمَلِكِ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَعْبِ
بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ يَقُولُ:[البحر الطويل]مُجادِلُنَا عَنْ جِذْمِنَا كُلَّ
فَخْمَةٍ ... مَذْرِيَّةٍ فِيهَا الْقَوَانِسُ تَلْمَعُقَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَنْ دِينِنَا يَا كَعْبُ»
(1/286) 386 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي بَعْضِ
خُطَبِهِ: نَحْنُ وَاللَّهِ وَالْأَنْصَارُ كَمَا قَالَ:[البحر الطويل]جَزَى
اللَّهُ عَنَّا جَعْفَرًا حِينَ أَشْرَفَتْ ... بِنَا نَعْلُنَا لِلْوَاطِئِينَ فَزَلَّتِأَبَوْا
أَنْ يَمَلُّونَا وَلَوْ أَنَّ أَمَّنَا ... تُلَاقِي الَّذِي لَاقَوْا مِنَ
الشَّرِّ مَلَّتِ
(1/286) 387 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو
الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ
الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، قَالَ: ثَوَابُ الْجِنِّ أَنْ
يُجَارُوا مِنَ النَّارِ ثُمَّ يُقَالَ لَهُمْ: كُونُوا تُرَابًا (1/286) 388 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ
مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ خَدَّ الْأُخْدُودَ نُوَاسٌ
(1/287) 389 - حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ
سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ يَقُولُ:
أَيَتْرُكُ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنَّهُ قَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَاسْتَقَالَ
رَبَّهُ فَأَقَالَهُ فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللَّهِ (1/287) 390 - حَدَّثَنَا خَالِدُ
بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ
الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ
السَّلَامُ: فَكَّرْتُ فِي الْخَلْقِ فَوَجَدْتُ مَنْ لَمْ يُخْلَقْ أَغْبَطَ
عِنْدِي مِمَّنْ خُلِقَ (1/287) 391 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، عَرْعَرَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: لَسْتُ بِحَلِيمٍ
وَلَكِنِّي أَتَحَالَمُ (1/288)
392 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَيْثَمِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ
شَيْخٍ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: إِنِّي
لِأَدَعُ كَثِيرًا مِنَ الْكَلَامِ مَخَافَةَ الْجَوَابِ (1/288) 393 - قَالَ مُحَمَّدُ
بْنُ سَلَّامٍ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ الْبَتِّيُّ: إِنَّ عَلَى
عَمْرٍو ابْنِي مَالًا وَوَدِدْتُ أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا نَقَدَهُ عَنَّا
حَتَّى نَبِيعَ طَعَامَنَا، فَقَالَ خَاقَانُ بْنُ الْأَهْتَمِ: لَا وَاللَّهِ يَا
عَمْرٍو مَا هِيَ عِنْدِي وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي لَفَعَلْتُ: قَالَ: أُعِيذُكَ
لَا وَاللَّهِ مَا خَطَرْتَ بِبَالِي ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ:[البحر
الطويل]حَسِبْتَ كِتَابِي إِذْ أَتَاكَ تَعَرُّضًا ... لِسَيْبِكَ لَمْ يَذْهَبْ رَجَائِي هُنالِكَاوَخَبَّرَنِي
مَنْ كُنْتُ أَرْسَلْتُ إِنَّمَا ... أَخَذْتَ كِتَابِي مُعْرِضًا
بِشِمَالِكَانُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ أَحَقُّ بِمَا أَتَى ... وَأَنْتَ بِمَا
تَأْتِي حَقِيقٌ كَذَالِكَا
(1/288) 394 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ:
حَدَّثَنِي يُونُسُ النَّحْوِيُّ، قَالَ: وَلِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ
أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ لِأُمِّهِ قِتَالَ الْخَوَارِجِ نَجْدَةَ
بْنِ عَامِرٍ الْحَنَفِيِّ فَدَخَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ يُهَنِّئُونَهُ وَدَخَلَ
الْفَرَزْدَقُ , فَقَالَ لَهُ: لَوْ سَمِعُوا بِمَسِيرِكَ لَأَرْفَضُوا , فَقَالَ:
مَا أُحِبُّ ذَاكَ حَتَّى يُغْرِي اللَّهُ بِهِمْ وَيُوقِعَ بِهِمْ فَأَتَاهُمْ
فَقَاتَلَهُمْ فَكَانَ أَوَّلَ مُنْهَزِمٍ. فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:[البحر
الطويل]تَمَنَّيْتَ عَبْدَ اللَّهِ أَصْحَابَ نَجْدَةٍ ... فَلَمَّا لَقِيتَ
الْقَوْمَ وَلَّيْتَ سَابِقَاتَمَنَّيْتَهُمْ حَتَّى إِذَا مَا لَقِيتَهُمْ ... تَرَكْتَ
لَهُمْ قَبْلَ اللِّقَاءِ السُّرَادِقَاوَأَعْطَيْتَ مَا تُعْطِي الْحَلِيَلَةُ
بَعْلَهَا ... وَكُنْتَ جُبَارِي إِذْ رَأَيْتَ الْبَوَارِقَاوَمَا فَرَّ مِنْ
رَجْفٍ أَمِيرٌ بِرايَةٍ ... فَيُدْعَى طَوَالَ الدَّهْرِ إِلَّا مُنَافِقَا
(1/289) 395 - حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ
جُنَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
كَانَ الْحُطَيْئَةُ وَكَعْبٌ عِنْدَ عُمَرَ فَأَنْشَدَ الْحُطَيْئَةُ:[البحر
البسيط]مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لَا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ ... لَا يَذْهَبُ
الْعُرْفُ بَيْنَ اللَّهِ وَالنَّاسِ ,فَقَالَ كَعْبٌ: هِيَ وَاللَّهِ فِي
التَّوْرَاةِ: لَا يَذْهَبُ الْعُرْفُ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ.
(1/289) 396 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: سُبْحَانَ مَنْ
إِذَا سَبَّحَتْ حَمَلَةُ عَرْشِهِ كَانَ لَجْبُ تَسْبِيحِهِمْ أَنْهَارًا مِنَ
النُّورِ تُطْرَدُ بَيْنَ يَدَيِ الْكُرْسِيِّ (1/289) 397 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الطَّائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ قَوْمًا كَانُوا
فِي سَفَرٍ قَالَ: فَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ فَكَانَ يَمُرُّ الطَّائِرُ فَيَقُولُ:
تَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا فَيَقُولُ: فَإِنَّهُ قَالَ:
كَذَا وَكَذَا قَالَ: فَيَحِيلُنَا عَلَى شَيْءٍ لَا نَدْرِي أَصَادِقٌ هُوَ أَمْ
كَاذِبٌ؟ قَالَ: إِلَى أَنْ مَرُّوا عَلَى غَنْمٍ وَمِنْهَا شَاةٌ قَدْ
تَخَلَّفَتْ عَلَى سَخْلَةٍ لَهَا فَجَعَلَتْ تَحْنُو عُنُقَهَا إِلَيْهَا
وَتَثْغُو قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا تَقُولُ هَذِهِ الشَّاةُ؟ قُلْنَا: لَا قَالَ:
فَإِنَّهَا تَقُولُ لِلسَّخْلَةِ: الْحَقِي لَا يَأْكُلُكِ الذِّئْبُ كَمَا أَكَلَ
أَخَاكَ عَامَ أَوَّلَ فِي هَذَا الْمَكَانِ قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى الرَّاعِي
فَقُلْنَا لَهُ: هَلْ وَلَدَتْ هَذِهِ الشَّاةُ قَبْلَ عَامِكَ هَذَا؟ قَالَ:
نَعَمْ وَلَدَتْ سَخْلَةً عَامَ أَوَّلَ فَأَكَلَهَا الذِّئْبُ بِهَذَا الْمَكَانِ
قَالَ: ثُمَّ أَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ ظَعِينَةٌ عَلَى جَمَلٍ لَهَا وَهُوَ
تَرْغُو وَتَحْنُو عُنُقَهُ إِلَيْهَا , فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا
الْبَعِيرُ؟ قُلْنَا: لَا [ص:291] قَالَ: فَإِنَّهُ يَلْعَنُ رَاكِبَتَهُ فَيَزْعَمَ
أَنَّهَا رَحَّلَتْهُ عَلَى مِخْيَطٍ فَهُوَ مُرْتَزٌّ فِي سَنَامِهِ. قَالَ: فَانْتَهَيْنَا
إِلَيْهِمْ فَقُلْنَا: يَا هَؤُلَاءِ إِنَّ صَاحِبَنَا هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ هَذَا
الْبَعِيرَ يَلْعَنُ رَاكِبَتَهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهَا رَحَّلَتْهُ عَلَى مِخْيَطٍ
وَأَنَّهُ فِي سَنَامِهِ. قَالَ:
فَأَنَاخُوا الْبَعِيرَ فَحَطُّوا عَنْهُ فَإِذَا هُوَ
كَمَا قَالَ (1/290) 398 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حُصَيْنٌ أَحْبَرَنِي قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا
بِشُرَيْحٍ يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ فَجِئْتُ حَتَّى قَعَدْتُ إِلَيْهِ فَجَاءَ
شَابٌّ قَدِ اجْتَمَعَ فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ , فَقَالَ يَا أَبَا أُمَيَّةَ
إِنَّ أَبِي تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالًا عِنْدَ عَمِّي وَإِنَّهُ يَمْنَعْنِيهِ
فَجَاءَ عَمُّهُ فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ شُرَيْحٍ فَقَالَ لَهُ شُرَيْحٌ: مَا
بَالُ ابْنِ أَخِيكَ يَشْكُوكَ؟ يَقُولُ: إِنَّ لَهُ عِنْدَكَ مَالًا تَمْنَعُهُ
أَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ، قَالَ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ إِنَّهُ يُكْثِرُ أَكْلَ السَّكَرِ.
قَالَ عَلِيٌّ: يَعْنِي شُرْبَ النَّبِيذِ. قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَأَحْسِنْ
إِلَى ابْنِ أَخِيكَ وَلَمْ يَأْمُرْهُ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ مَالَهُ (1/291)
399 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شُبْرُمَةَ، يَوْمًا - وَذَكَرَ الْحَارِثَ
الْعُكْلِيَّ - , فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ الَّذِيَ [ص:292] هُوَ أَفْقَهُ مِنَ
الْحَارِثِ قَالَ: إِذَا لَمْ يَبْلُغِ الْغُلَامُ وَلَمْ تَأْنَسْ مِنْهُ رُشْدًا
فَلَا تَدْفَعْ إِلَيْهِ مَالَهُ حَتَّى يَبْلُغَ وَتَأْنَسَ مِنْهُ رُشْدًا.
قَالَ عَلِيٌّ: حَتَّى يَجْتَمِعَا (1/291) 400 - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ،
يَقُولُ: إِذَا اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ، عَلَى مَسْأَلَةٍ
لَمْ نُبَالِ مَنْ خَالَفَنَا (1/292) 401 - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو سَعِيدٍ
الْأَشَجُّ: حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ فَايِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ
الرَّبِيعِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَجْلِسُ أَنَا
وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ حِينَ نُصَلِّي الْعِشَاءَ حَتَّى نُصْبِحَ فِي
الْبَابِ مِنَ الْفِقْهِ (1/292)
402 - وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ، قَالَ: كَانَ الْمُغِيرَةُ
وَالْحَارِثُ وَالْفُضَيْلُ وَالْقَعْقَاعُ بْنُ يَزِيدَ يَتَكَلَّمُونَ فِي
الْفِقْهِ فَرُبَّمَا لَمْ يَقُومُوا حَتَّى يَسْمَعُوا النِّدَاءَ بِالْفَجْرِ (1/292) 403 - كَتَبَ
إِلَيَّ أَبُو سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ، يَقُولُ: مَا أَحَدٌ آمَنُ عَلَيَّ فِي عِلْمٍ مِنْ
حَمَّادٍ (1/293) 404 - قَالَ أَبُو سَعِيدٍ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ،
قَالَ: مَا سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيَّ، ذَكَرَ حَمَّادًا إِلَّا
أَثْنَى عَلَيْهِ (1/293) 405 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كَانَ يُعْطِي
بَيْنَ كُلِّ اثْنَيْنِ دِينَارًا , فَقَالَ رَجُلٌ: أَعْطِنِي وَأَخِي حُبَيْشًا
قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ قَالَ: أَعْطِنِي وَأَخِي حُبَيْشًا قَالَ: فَلَمَّا قَالَ
الثَّالِثَةَ قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَهُوَ حَبَشِيُّ أَسْوَدُ دَفَنْتَهُ فِي
الْبَيْتِ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ , نَعَمْ (1/294) 406 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
حَرْبٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ
الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي جَرِيرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ
يُهْدِي لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كُلَّ عَامٍ فَخِذَ جَزُورٍ فَخَاصَمَ إِلَيْهِ
رَجُلًا , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنَنَا قَضَاءً فَصْلًا
كَمَا يُفْصَلُ الرِّجْلُ مِنْ سَائِرِ الْجَزُورِ. قَالَ: فَقَضَى عَلَيْهِ
عُمَرُ ثُمَّ كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ: إِنَّ الْهَدَايَا هِيَ الرِّشَا
"[ص:295]407 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ
غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْفُقَيْمِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو جَرِيرٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ لَا يَزَالُ يُهْدِي
إِلَى عُمَرَ فَخِذَ جَزُورٍ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَقُلْ عَنِ الشَّعْبِيِّ
(1/294) 408 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَشْيَاخِنَا قَالَ: خَرَجَ أَبُو زِيَادٍ
الْفُقَيْمِيُّ مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ جَبَلَةَ فَلَقِيَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ
بْنُ عَلِيٍّ , فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا زِيَادٍ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ قَالَ
أَبُو زِيَادٍ:[البحر المتقارب]أَتَيْنَا أَبَا خَالِدٍ بِنِطْرَيْنِ ... إِلَى
بَيْتِهِ فَخَرَجْنَا صِيَامَاأَتَانَا بِخُبْزٍ لَهُ يَابِسٍ ... فَقُلتُ دَعُوا ذَا
وَمُوتُوا كِرَامَاوَأُبْنَا وَوَاللَّهِ مَا نَسْتَطِيعُ ... مِنْ جَهْدِنَا أَنْ
نُبِينَ الْكَلَامَا
(1/295) 409 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الشَّيْبَانِيُّ،
عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْفُقَيْمِيِّ قَالَ: كَانَ الْجَصَّاصُونَ إِذَا خَرَجُوا
فِي السَّحَرِ سَمِعُوا نَوْحَ الْجِنِّ عَلَى الْحُسَيْنِ:مَسَحَ الرَّسُولُ
جَبِينَهُ ... فَلَهُ بَرِيقٌ فِي الْخُدُودِأَبَوَاهُ فِي عُلْيَا قُرَيْشٍ ...
جَدُّهُ خَيْرُ الْجُدُودِقَالَ: فَأَجَبْتُهُمْ:خَرَجُوا وَفْدًا إِلَيْهِ ...
فَهُمْ شَرُّ الْوُفُودِقَتَلُوا ابْنَيْ نَبَيٍّ ... سَكَنُوا نَارَ الْخُلُودِ
(1/295) 410 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ
يَزِيدَ أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ طَيْسَلَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ ثَعْلَبَةَ المَازِنِيُّ وَالْحَيُّ، عَنْ أَعْشَى بْنِ
مَازِنٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْشَدْتُهُ:[البحر
الرجز]يَا مَالِكَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبِإِنِّي تَزَوَّجْتُ ذِرْبَةً مِنَ
الذِّرَبْذَهَبْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْفَخَالَفَتْنِي بِنِزَاعٍ
وَحِرَبْ[ص:297]وَهُنَّ شَرٌّ غَالِبٌ لِمَنْ غَلَبْفَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَثَّلُ: «وَهُنَّ شَرُّ غَالِبَاتٍ لِمَنْ غَلَبْ
وَهُنَّ شَرُّ غَالِبَاتٍ لِمَنْ غَلَبْ»
(1/296) 411 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الذِّمَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ أَبِي
حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: " مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ بَاتَا فِي زَرِيبَةِ غَنَمٍ بِأَسْرَعَ
فِيهَا مِنْ حُبِّ الشَّرَفِ وَالْمَالِ فِي دِينِ الْمُسْلِمِ (1/297) 412 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
الْقُرَشِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ
عِكْرِمَةَ، أَنَّ خُزَاعَةَ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَنَادَاهُ ,
فَقَالَ: «لَبَّيْكُمْ» (1/298) 413 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ
مُجَاهِدٍ، {وَيَشْفُ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 14] . قَالَ: خُزَاعَةُ
(1/298) 414 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَجَاءَهُ رَجُلٌ , فَقَالَ:
أَبْقَاكَ اللَّهُ مَا كَانَ الْبَقَاءُ خَيْرًا لَكَ , فَقَالَ عُمَرُ: فُرِغَ
مِنْ ذَاكَ وَلَكِنْ قُلْ: أَحْيَاكَ اللَّهُ حَيَاةً طَيْبَةً وَتَوَفَّاكَ مَعَ
الْأَبْرَارِ (1/298) 415 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِدَغْفَلٍ:
أَنَّى لَكَ هَذَا الْحَدِيثُ؟ قَالَ: مُفَاوَضَةُ الرِّجَالِ (1/298) 416 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ:
لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ عَرَضَ النَّاسَ عَلَى سَبِّ
عَلِيٍّ، فَعَرَضَ عَلَى مَالِكِ بْنِ حَبِيبٍ الْيَرْبُوعِيِّ , فَقَالَ مَالِكٌ
لَا نَعْصِيَ أَحْيَاءَكُمْ وَلَا نَسُبُّ أَمْوَاتَكُمْ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِزِيَادٍ:
اسْتَعْمِلْ هَذَا عَلَى الشُّرْطَتَيْنِ , فَقَالَ زِيَادٌ يَوْمًا لِمَالِكِ
بْنِ حَبِيبٍ: تَعْلَمُ مِائَةً لَا يَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ؟
قَالَ: لَا قَالَ: فَعِشْرَةُ قَالَ: لَا. قَالَ: فَتَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُمْ؟
قَالَ: كُنْتَ مَرَّةً. قَالَ زِيَادٌ:
وَلَكِنَّكَ مِنْهُمْ (1/299) 417 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ:
دَخَلَ الْقَاسِمُ بْنُ الْأَسْوَدِ النَّخَعِيُّ عَلَى الْحَجَّاجِ , فَقَالَ
لَهُ: مَا فَعَلَ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادَ؟ قَالَ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَطْرُوحٌ فِي الْبَيْتِ
قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ فَارَقَ الْجَمَاجِمَ [ص:300] قَالَ: ذَاكَ شَيْخٌ
كَبِيرٌ خَرِفَ قَالَ: لَتُخَلُّنَّ عَنِّي لِسَانَكَ وَلتُنْكِرَنِّي. قَالَ: قَدْ
خَلَّيْتُهُ حَتَّى بَلَغَ أَنْفِي وَلَئِنْ شِئْتَ لَأَبْلُغَنَّ بِهِ الْمَآقِ. قَالَ:
فَأُعْطِيَ الْعَطَاءَ بَعْدُ، فَدَعَا بِكُمَيْلٍ , فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ صَاحِبُ
عُثْمَانَ؟ قَالَ: مَا صَنَعْتَ بِعُثْمَانَ؟ لَطَمَنِي فَأَقَادَنِي فَعَفَوْتُ
فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ (1/299) 418 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ قَبْرَانِ
قَبْرُ شُعَيْبٍ مُسْتَقْبِلُ الْحِجْرِ وَقَبْرُ إِسْمَاعِيلَ فِي الْحِجْرِ
(1/300) 419 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ
بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَمَاجِمِ , فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: كَيْفَ
وَجَدْتَ غِبَّ السَّفَرِ يَا ظِلَّ الشَّيْطَانِ؟ قَالَ: غِبَّ سُوءٍ. قَالَ: اذْبَحْهُ
اذْبَحْهُ (1/300) 420 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عُثْمَانَ
التَّيْمِيِّ، قَالَ: كُنَّا بِالْبَادِيَةِ فَنَظَرْنَا إِلَى طَائِرٍ وَمَعَهُ
شَيْءٌ يَحْمِلُهُ فَرَمَى بِهِ فَإِذَا كَفُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّابِ
بْنِ أُسَيْدٍ فِيهَا خَاتَمُهُ (1/301) 421 - حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْمُحَمَّدِ بْنِ
سِيرِينَ، قَالَ: أَسْلَمَتْ دَوْسٌ فَرَقًا مِنْ بَيْتٍ قَالَهُ كَعْبُ بْنُ
مَالِكٍ:[البحر الوافر]نُخَيِّرُها وَلَوْ نَطَقَتْ لَقَالَتْ ... قَوَاطِعُهُنُّ
دَوْسًا أَوْ ثَقِيفَا
(1/301) 422 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الْبَصْرِيُّ، يُعْرَفُ بِالصُّدُوقِ قَالَ:
حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: قُلْتُ بَيْتَ شِعْرٍ فَمَرَرْتُ
بِمَسْجِدِ الْجَهَاضِمِ فَقَالُوا: مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ أَحْدَثْتَ
فَتَوَضَّهْ فَذُعِرْتُ مِنْ قَوْلِهِمْ فَأَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ
وَهُوَ قَائِمٌ فِي مَسْجِدِهِ فِي بَيْتِهِ وَقَدْ رَفَعَ يَدَيْهِ لِيُكَبِّرَ
فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: حَاجَتَكَ فَأَخْبَرْتُهُ , فَقَالَ: أَفَلَا رَدَّدْتَ
عَلَيْهِمْ، أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الْقَائِلِ:[البحر المتقارب]دِيَارٌ
لِرَمْلَةَ إِذْ عَيْشُنَا ... بِهَا عَيْشَةُ الْأَنْعَمِ الْأَفْضَلِوَأَذْوَدُهَا فَارِغٌ
لِلصَّدِيقِ ... لَمْ يَتَغَيَّرْ وَلَمْ يَشْغَلِوَإِذَا هِيَ كَالْغُصْنِ فِي
حَائِرِ ... مِنَ الْمَاءِ طَالَ وَلَمْ يُعْصَلِكَأَنَّ الثُّلُوجَ وَمَاءَ
السَّحَابِ ... وَالْقَرْقَنِيَّةَ بِالْفُلْفُلِيُعَلُّ بِهَا بَرْدُ
أَنْيَابِهَا ... قُبَيْلَ الصَّبَاحِ وَلَمْ يَنْجَلِثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ
وَدَخَلَ فِي الصَّلَاةِ
(1/302) 423 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو
سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ:
لَمَّا قَامَ يَزِيدُ بَيْنَ يَدَيِ الْحَجَّاجِ قَالَ:
يَا يَزِيدُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: لَا تُوَاكِلَنَّ
وَاحِدًا مِنْ أَبَوَيْكَ تَمْرًا وَلَا تَظْهَرَ فَوْقَ بَيْتٍ وَأَحَدُ
أَبَوَيْكَ أَسْفَلُ مِنْكَ وَمَنْ يَحْفِرْ لِغَيْرِهِ يَقَعْ فِيهِ وَالْيَتِيمُ
لَا يُسَكَّنُ؟ خَلُّوا عَنْ يَزِيدَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَسَأَلْتُ أَبَا
سُفْيَانَ عَنْ هَذَا، فَقَالَ: قَدْ كَانَ عِنْدِي مِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ
وَنَسِيتُهُ (1/302) 424 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ، قَالَ:
أُتِيَ الْحَجَّاجُ بِرَجُلٍ قَدْ كَانَ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ هُوَ ظَفِرَ
بِهِ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ فَخَلَّى
سَبِيلَهُ [ص:303] فَقِيلَ لَهُ: أَيُّ شَيْءٍ قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا عَزِيزُ
يَا حَمِيدُ يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ اصْرِفْ عَنِّي شَرَّ كُلِّ جُبَارٍ
عَنِيدٍ (1/302) 425 - وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ
الْمُسَيِّبِ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ يَقُولُ: أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ
الْكَرِيمِ وَاسْمِهِ الْعَظِيمِ وَكَلِمَاتِهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ
السَّامَّةِ وَالْهَامَّةِ وَمِنْ شُرِّ مَا خَلَقْتَ يَا رَبِّ وَمِنْ شَرِّ مَا
أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ وَمِنْ شَرِّ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا (1/303)
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ السُّوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: مَاتَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ فِي دَارِ ابْنِ أَبِي عُصَيْفِيرٍ
بِالْكُوفَةِ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ عَلَى بَغْلٍ فِي رَحَّالَةٍ وَحَوْلَهَا
جَمَاعَةُ نِسَاءٍ فَقَالَتْ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ إِنَّ ابْنَ عَمِّي مَاتَ
بِأَرْضِ غُرْبَةٍ فَائْذَنْ لِي أَنْدُبُهُ فَقِيلَ: شَأْنَكَ فَقَالَتْ: لِلَّهِ
دَرُّكَ مِنْ مُجَنٍّ فِي جَنَنٍ وَمُدَرَّجٍ فِي كَفَنٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي
ابْتَلَانَا بِفَقْدِكَ وَفَجَعَنَا بِيَوْمِكِ أَنْ يُوَسِّعَ لَكَ فِي لَحْدِكَ
وَأَنْ يَكُونَ لَكَ فِي يَوْمِ حَشْرِكَ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَى النَّاسِ
فَقَالَتْ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فِي بِلَادِهِ شُهُودٌ
عَلَى عِبَادِهِ وَإِنَّا لَقَائِلُونَ حَقًّا وَمُثْنُونَ صِدْقًا، ثُمَّ
قَالَتْ: أَمَا وَالَّذِي كُنْتُ مِنْ أَمْرِهِ إِلَى مُدَّةٍ وَمِنِ الْمِضْمَارِ
إِلَى غَايَةٍ وَمِنَ الْمَوْتِ إِلَى نِهَايَةٍ، الَّذِي رَفَعَ عَمَلَكَ عِنْدَ
انْقِضَاءِ أَجَلِكَ لَقَدْ عِشْتَ حَمِيدًا مَمْدُودًا وَمُتَّ شَهِيدًا فَقِيدًا
وَلَقَدْ كُنْتَ فِي الْمَحَافِلِ شَرِيفًا وَعَلَى [ص:304] الْأَرَامِلِ عَطُوفًا
وَمِنَ النَّاسِ قَرِيبًا وَفِيهِمْ غَرِيبًا وَإِنْ كُنْتَ لَمُسَوَّدًا وَإِلَى الْخُلَفَاءِ
مُوفَدًا وَإِنْ كَانُوا لِفَقْدِكَ لَمُسْتَمِعِينَ وَلِرَأْيِكَ لَمُتَّبِعِينَ
قَالَ: وَإِذَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ427 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ، أَنَّ الْمَرْأَةَ الْمُتَكَلِّمَةَ بِهَذَا الْكَلَامِ
سَوْدَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْمِنْقَرِيَّةُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَبْرُ
الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ بِالْكُوفَةِ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَى
جَبَلِ الشَّيْحِ
(1/303) 428 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْيَقْظَانِ الْعُجَيْفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِمَوْتُ
الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ , فَقَالَ شَاعِرٌ مِنْ
بَنِي تَمِيمٍ:[البحر الطويل]أَمَاتَ وَلَمْ تَبْكِ السَّمَاءُ لِفَقْدِهِ ...
وَلَا الْأَرْضُ أَوْ تُبْدُو الْكَوَاكِبُ بِالظُّهْرِكَذَبْتَ إِذَنْ مَا
أَمْسَكَتْ رَحِمَ حَامِلٍ ... جَنِينًا وَلَا أَضْحَى عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شِعْرِفَلَمَّا
أَتَيْتُ الْيَشْكُرِيَّ وَجَدْتُهُ ... عَلِيمًا بِمَوْتِ الْأَحْنَفِ الْخَيْرِ ذَاخِرِ
(1/304) 429 - حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شِيبَ بْنَ شَيْبَةَ،
وَغَيْرَهُ، يُحَدِّثُونَ أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، خَرَجَ فِي جَنَازَةِ
الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ بِغَيْرِ رِدَاءٍ (1/304) 430 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ حَسَّانَ السَّمْتِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ
أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: كِنْدَةَ
هَامَةُ الْيَمَنِ، وَهَمْدَانُ فِي الْيَمَنِ كَالشَّاةِ انْبَرَمَ فِي الرَّيْحَانِ
(1/305) 431 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَطَرٌ
الْوَرَّاقُ، قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ فَالدَّاءُ ثَلَاثَةٌ
وَالدَّوَاءُ ثَلَاثَةُ الْمِرَّةُ وَالدَّمُ وَالْبَلْغَمُ فَدَوَاءُ الْمِرَّةِ
الْمَشْيُ وَدَوَاءُ الدَّمِ الْحِجَامَةُ وَدَوَاءُ الْبَلْغَمِ الْحَمَّامُ
(1/305) 432 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ
إِذَا رَآنِي قَالَ:[البحر الرجز]يَا شُرَطَ اللَّهِ قَعِي وَطِيرِي ... كَمَا
تَطِيرُ حَبَّةُ الشَّعِيرِ
(1/305) 433 - أَنْشِدْنِي أَبُو السَّائِبِ أَمْلَاهَا
عَلَيَّ:[البحر الطويل]وَإِنِّي عَلَى أَشْيَاءَ مِنْكَ تُرِيبُنِي ... قَدِيمًا
لَذُو صَفْحٍ عَلَى ذَاكَ مُجْمِلُإِذَا سُؤْتَنِي يَوْمًا صَفَحْتُ إِلَى غَدٍ
... لِيَعْقُبَ يَوْمٌ - مِنْكَ - آخَرُ مُقبِلُ[ص:306]سَتُقْطَعُ فِي الدُّنْيَا
إِذَا مَا قَطَعْتَنِي ... يَمِينُكَ فَانْظُرْ أَيَّ كَفٍّ تَبْذُلُإِذَا أَنْتَ لَمْ
تُنْصِفْ أَخَاكَ وَجَدْتَهُ ... عَلَى طَرْفِ الْهُجْرَانِ إِنْ كَانَ
يَعقِلُوَيَرْكَبُ حَدَّ السَّيْفِ مَنْ أَنْ تُضِيمَهُ ... إِذَا لَمْ يَكُنْ
صَفحَةُ السَّيْفِ مَعْدِلُوَفِي النَّاسِ إِنْ رَثَّتْ جِبَالُكَ وَاصِلٌ ...
وَفِي الصَّرْمِ عَنْ دَارِ الْقِلَى مُتَحَوَّلُ
(1/305) 434 - أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
أَنْشَدَنِي رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ:[البحر الوافر]إِذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي
... وَلَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ مَا تَشَاءُفَلَا وَاللَّهِ مَا فِي الْعَيْشِ
خَيْرٌ ... وَلَا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الْحَيَاءُيَعِيشُ الْمَرْءُ مَا
اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ ... وَيَبْقَى الْعُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ
(1/306) 435 - وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شِهَابٍ خَشِيشَ بْنَ زَيْدٍ الْعِجْلِيَّ
وَكَانَ يُصَلِّي حَتَّى تَوَرَّمَ قَدَمَاهُ، فَسَمِعْتُهُ يُنْشِدُ:[البحر
البسيط][ص:307]إِذَا هَبَطْتُ بِلَادًا لَا أَرَاكَ بِهَا ... تَجَهَّمَتْ لِي
وَحالَتْ دُونَهَا الظُّلَمُأَغَرُّ أَرْوَعُ يُهَادِلُ أَخُو ثِقَةٍ ...
حُلَاحِلَ مَنْ تُرَاهُ الْجُودُ وَالْكَرَمُيَزِيدُ ذَا الشَّيْبِ شَيبُهُ
كَرَمًا ... وَيَسْتَنِيرُ فَتَاهُمْ حِينَ يَحْتَلِمُأَغْنَى بِهَا أَهْلَ
الْبَيْتِ إِنَّهُمُ ... لَنْ يَفْقِدُوا الْمَجْدَ فِي الْأَقْوَامِ مَا سَلِمُواوَمَا
صَاحَبْتُ مِنْ قَوْمٍ وَأُخْبِرُهُمْ ... إِلَّا يَزِيدُهُمْ حُبًّا إِلَيَّ هُمُ
(1/306) 436 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: كَانَ زُفَرُ
بْنُ الْهُذَيْلِ يُنْشِدُ كَثِيرًا:دَلَّ عَلَى مَعْرُوفِهِ وَجْهُهُ ... بُورِكَ هَذَا
هَادِيًا مِنْ دَلِيلِ
(1/307) 437 - وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ ذِئَابٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: كَانَ عُمَيْرُ
بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمِيُّ وَهُوَ ابْنُ أَبِي حَيَّانَ لَهُ قَدْرٌ وَكَانَ
يَقُولُ:[البحر الطويل]أَلَيْسَ مِنَ الْبَلْوَى الَّتِي لَا نُطِيقُهَا ...
بَقَاءُ الْمُرَجَّى وَاخْتِرَامُ الْأَمَاثِلِ
(1/307) 438 - حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ
حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ
سَالِمٍ: أَنَّ شَاعِرًا امْتَدَحَ بِلَالَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ ,
فَقَالَ فِي شِعْرِهِ: بِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ خَيْرُ بِلَالٍ. فَقَالَ لَهُ
ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ بَلْ بِلَالُ رَسُولِ اللَّهِ خَيْرُ بِلَالٍ (1/307) 439
- وَحَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالُ: أَخْبَرَنَا عَامِرٌ عَنْ
رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: أَتَيْنَا عُمَرَ فِي نَفَرٍ مِنْ غَطَفَانَ
فَذَكَرُوا الشِّعْرَ , [ص:308] فَقَالَ عُمَرُ: أَيُّ شُعَرَائِكُمْ أَشْعُرُ؟ قُلْنَا:
أَنْتَ أَعْلَمُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: مَنِ الَّذِي يَقُولُ:[البحر
الطويل]حَلَفْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِنَفْسِكَ رِيبَةً ... وَلَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ
لِلْمَرْءِ مَذْهَبُ؟قُلْنَا: النَّابِغَةُ قَالَ: ثُمَّ عَادَ , فَقَالَ قَوْلَهُ
الْأَوَّلَ ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُولُ:[البحر الوافر]أَتَيْتُكَ عَارِيًا خَلِقًا
ثِيَابِي ... عَلَى وَجَلٍ تُظَنُّ بِي الظُّنُونُوَأَلْفَيْتُ الْأَمانَةَ لَمْ
تَخُنْهَا ... كَذَلِكَ كَانَ نُوحٌ لَا يَخُونُقُلْنَا: النَّابِغَةُ.
فَعَادَ , فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ فَقَالُوا: أَنْتَ أَعْلَمُ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ: مَنْ يَقُولُ:[البحر البسيط]كُنْ كَسُلَيْمَانَ الَّذِي
قَالَ الْإِلَهُ لَهُ ... كُنْ فِي الْبَرِيَّةِ فَازْجُرْهَا عْنِ
الْقَيْدِ؟قُلْنَا: النَّابِغَةُ. قَالَ: هَذَا أَشْعُرُ شُعَرَائِكُمْ
(1/307) 440 - وَحَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُجَالِدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
عَامِرٌ، قَالَ: كَانَ حَارِثَةُ بْنُ بَدْرٍ التَّمِيمِيُّ مِنْ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ قَدْ أَفْسَدَ فِي الْأَرْضِ وَحَارَبَ فَكَلَّمَ الْحَسَنَ بْنَ
عَلِيٍّ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ جَعْفَرٍ وَغَيْرَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ
فَكَلَّمُوا عَلِيًّا فَأَبَى أَنْ يُؤَمِّنَهُ فَأَتَى سَعِيدَ بْنَ قَيْسٍ
الْهَمْدَانِيَّ فِي دَارِهِ فَكَلَّمَهُ فَانْطَلَقَ سَعِيدُ بْنُ قَيْسٍ إِلَى
عَلِيٍّ وَخَلَّفَهُ فِي دَارِهِ , [ص:309] فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
مَا تَقُولُ فِيمَنْ أَفْسَدَ فِي الْأَرْضِ وَحَارَبَ؟ , فَقَالَ: {إِنَّمَا
جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المائدة: 33] حَتَّى خَتَمَ
الْآيَةَ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَرَأَيْتَ مَنَ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُقْدَرَ عَلَيْهِ؟
قَالَ: أَقُولُ كَمَا قَالَ اللَّهُ وَأَقْبَلُ مِنْهُ، قَالَ: فَإِنَّهُ
حَارِثَةَ بْنَ بَدْرٍ قَدْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُقْدَرَ عَلَيْهِ فَأَتَاهُ بِهِ
فَأَمَّنَهُ وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا , فَقَالَ حَارِثَةُ أَبْيَاتًا مِنْ شِعْرٍ:[البحر
الطويل]أَلَا أَبْلِغَنْ هَمْدَانَ إِمَّا لَقِيتَهَا ... سَلَامًا فَلَا يَسْلَمُ
عَدُوٌّ يَعِيبُهَالَعَمْرِي إِنَّ هَمْدَانَ تَتَّقِي الْإِلَهَ ... وَيَقْضِي
بِالْكِتَابِ خَطِيبُهَالَنَا بَيْعَةٌ كَانَتْ تَقِينَا فُرُوعُهَا ... فَقَدْ
بَلَغَتْ إِلَّا قَلِيلًا حُلُوقُهَاشَبِيبُ رَأْسٍ واستَخَفَّتْ حُلُومُهَا ...
رُعُودَ الْمَنَايَا حَوْلَنَا وَبِرُوقُهَاوَإِنَّا لَنَسْتَحْلِي الْمَنَايَا نُفُوسَنَا
... وَتَنْزِلُ أُخْرَى مَرَّةً مَا تَذُوقُهَا.قَالَ الشَّعْبِيُّ: فَحَدَّثْتُ
بِهَذَا ابْنَ جَعْفَرٍ، فَقَالَ: كُنَّا أَحَقَّ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ مِنْ
هَمْدَانَ
(1/308) 441 - حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ عِيسَى الْحَنَّاطِ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ
الشَّعْبِيَّ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ كَذَا وَكَذَا ,
[ص:310] فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِرَأْيِكَ، فَقَالَ: أَلَا تَرَوْنَ إِلَى هَذَا؟
أُخْبِرُهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَيَسْأَلُنِي رَأْيِي. اللَّهِ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى آثَرُ عِنْدِي وَدِينِي مِنْ أَنْ أَقُولَ فِيهَا بِرَأْيِي. وَاللَّهِ
لَأَنْ أَتَغَنَّى بِغَنِيَّةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ فِيهَا بِرَأْيِي
(1/309) 442 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ،
عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: إِنِّي لَأَسِيرُ بِتُسْتَرَ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِهَا
زَمَنَ فُتِحَتْ إِذْ قُلْتُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
فَسَمِعَنِي هِرْبَذٌ مِنْ أُولَئِكَ الْهَرَابِذَةِ، فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ هَذَا
الْكَلَامَ مِنْ أَحَدٍ مُذْ سَمِعْتُهُ مِنَ اللَّهِ. قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ
ذَاكَ؟ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ رَجُلًا أَفِدُ عَلَى الْمُلُوكِ أَفِدِ عَلَى كِسْرَى
وَقَيْصَرَ [ص:311] فَوَفَدْتُ عَامًا عَلَى كِسْرَى فَخَلَفَنِي فِي أَهْلِي
شَيْطَانٌ تَصَوَّرَ عَلَى صُورَتِي فَلَمَّا قَدِمْتُ لَمْ يُهَشَّ إِلَيَّ
أَهْلِي كَمَا يَهَشُّ أَهْلُ الْغَائِبِ إِلَى غَائِبِهِمْ، فَقُلْتُ: مَا
شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: إِنَّكَ لَمْ تَغِبْ. قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ:
وَظَهَرَ لِي الشَّيْطَانُ , فَقَالَ:
اخْتَرْ إِمَّا أَنْ يَكُونَ لَكَ مِنْهَا يَوْمٌ وَلِي
يَوْمٌ وَإِلَّا أَهْلَكْتُكَ. قَالَ: فَاخْتَرْتُ أَنْ يَكُونَ لَهُ يَوْمٌ وَلِي
يَوْمٌ فَأَتَانِي يَوْمًا , فَقَالَ: إِنَّهُ مِمَّنْ يَسْتَرِقُ السَّمْعَ وَإِنَّ
اسْتِرَاقَ السَّمْعِ بَيْنَنَا نُوَبٌ وَإِنَّ نَوْبَتِي اللَّيْلَةَ فَهَلْ لَكَ
أَنْ تَجِيءَ مَعَنَا؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ فَلَمَّا أَمْسَى أَتَانِي
فَحَمَلَنِي عَلَى ظَهْرِهِ فَإِذَا لَهُ مَعْرَفَةٌ كَمَعْرَفَةِ الْخِنْزِيرِ ,
فَقَالَ لِي: اسْتَمْسِكْ فَإِنَّكَ تَرَى أُمُورًا وَأَهْوَالًا فَلَا
تُفَارِقْنِي فَتَهْلِكَ. قَالَ: ثُمَّ عَرَجُوا حَتَّى لَصِقُوا بِالسَّمَاءِ. قَالَ:
فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مَا
شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَا يَشَاءُ اللَّهُ لَا يَكُونُ. قَالَ: فَلِيحَ بِهِمْ
فَوَقَعُوا مِنْ وَرَاءِ الْعُمْرَانِ فِي غِيَاضٍ وَشَجَرٍ قَالَ: وَحَفِظْتُ
الْكَلِمَاتِ فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ أَهْلِي فَكَانَ إِذَا جَاءَ
قُلْتُهُنَّ فَيَضْطَرِبُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ كُوَّةِ الْبَيْتِ فَلَمْ أَزَلْ
أَقُولُهُنَّ حَتَّى انْقَطَعَ عَنِّي (1/310)
443 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْأَرْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ
زَيْدًا، قَالَ: حَدَّثَنِي شَرْطِيٌّ لِسِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: أُتِيَ بِامْرَأَةٍ
زَعَمُوا أَنَّهَا سَاحِرَةٌ فَأَمَرَ بِهَا فَأُلْقِيَتْ فِي الْعَيْنِ - أَوْ
كَلِمَةٌ غَيْرُهَا فَطَفَتْ ثُمَّ أُعِيدَتْ فَطَفَتْ فَأَمَرَ بِنَحْتِ
خَشَبِهَا وَتُصْلَبُ فَجَاءَ زَوْجُهَا كَأَنَّهُ سَفُّودٌ. فَقَالَ: أَصْلَحَكَ
اللَّهُ مُرْهَا أَنْ تَحِلَّ عَنِّي قَالَ حُلِّي عَنْهُ. قَالَتِ: ائْتُونِي
بِبَابٍ وَكُبَّةِ غَزْلٍ. فَجَلَسَتْ عَلَى الْبَابِ وَأَخَذَتِ الْكُبَّةَ مِنَ
الْغَزْلِ كَأَنَّهَا تُعَالِجُهَا وَقَدْ أُبْرِزَتْ لِلنَّاسِ وَأَحَاطَتْ بِهَا
الْخَيْلُ فَارْتَفَعَ الْبَابُ فَصَدَّتْنَا يَمِينًا وَشِمَالًا فَلَمْ نَقْدِرْ
مِنْهَا عَلَى شَيْءٍ (1/312) 444 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ
قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَجُلٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
هَاهُنَا أَمِيرًا قِيلَ لَهُ: إِنَّ هَاهُنَا رَجُلٌ دَخَلَ عَلَى هَارُوتَ
وَمَارُوتَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَإِذَا شَيْخٌ جَلِيلٌ فَثَنَيْتُ لَهُ وِسَادَةً
بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ , فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: أَنْتَ الَّذِي دَخَلْتَ عَلَى
هَارُوتَ وَمَارُوتَ؟ فَأَرْسَلَ عَيْنَيْهِ فَبَكَى ثُمَّ نَشَّفَ دُمُوعَهُ , فَقَالَ: إِنِّي
كُنْتُ غُلَامًا يَافِعًا فِي حِجْرِ أُمِّي وَكُنْتُ لَا أَدْعُو بِشَيْءٍ مِنَ
الدُّنْيَا إِلَّا أُوتِيتُ بِهِ فَلَمَّا أَدْرَكْتُ وَعَقَلْتُ قُلْتُ: يَا
أُمَّهْ مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا الْمَالُ؟ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ كُلْ حَلَالًا
وَلَا تَسْأَلْ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا فَأَبَتْ عَلَيَّ فَقُلْتُ: إِنْ لَمْ
تُخْبِرِينِي فَجَعْتُكَ بِنَفْسِي فَلَمَّا [ص:313] رَأَتِ الْجَدَّ قَالَتْ:
فَإِنَّ أَبَاكَ كَانَ سَاحِرًا وَإِنَّهُ جَمَعَ هَذَا الْمَالَ مِنَ السَّحَرِ
قُلْتُ: فَمِنْ أَيْنَ تَعَلَّمَهُ؟ فَأَبَتْ عَلِيَّ وَأَبَيْتُ عَلَيْهَا فَقَالَتْ:
مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى
نَصْرَانِيٍّ بِبَابِلَ فَارْتَحَلْتُ إِلَيْهِ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ فَلَمَّا
نَظَرَ إِلَيَّ قَالَ: مَا أَقْدَمَكَ؟ مَا أَظُنَّ أَبَاكَ إِلَّا قَدْ تَرَكَ
لَكَ مِنَ الْمَالِ مَا لَا يَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ؟ فَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّ
أَنْ تُدْخِلَنِيَ عَلَى هَارُوتَ وَمَارُوتَ أَنْظُرُ إِلَيْهِمَا فَوَاعَدَنِي
لِشَهْرِ كَذَا فِي يَوْمِ كَذَا. فَقَالَ: إِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِمَا فَلَا
تَذْكُرَنَّ لِلَّهِ اسْمًا. قَالَ: فَذَهَبَ بِي فَرَقَّانِي فِي الْأَرْضِ
ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ مَرْقَاةً مَا أُنْكِرُ مِنْ ضَوْءِ النَّهَارِ
شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: لَا تَذْكُرَنَّ لِلَّهِ اسْمًا فَذَهَبَ فَرَقَّانِي ثَلَاثَمِائَةٍ
وَسِتِّينَ مَرْقَاةً مَا أُنْكِرُ مِنْ ضَوْءِ النَّهَارِ شَيْئًا فَنَظَرْتُ
إِلَيْهِمَا فَإِذَا هُمَا مُعَلَّقَيْنِ مِنَ السَّمَاءِ مَنْكُوسَيْنِ
مُكَبَّلَيْنِ فِي الْحَدِيدِ أَعْيُنُهُمَا مِثْلُ التُّرْسَةِ وَلَهُمَا
أَجْنِحَةٌ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا قُلْتُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
فَانْتَفَضَا فِي أَجْنِحَتِهِمَا وَجَالَا جَوَلَانَ الثَّوْرِ فَعُدْتُ ثَلَاثًا
ثُمَّ سَكَتُّ فَسَكَنَا. فَقَالَا:
مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَا: فَتَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ
فِي الْمَغَازِي قُلْتُ: نَعَمْ فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ فَسُرَّا بِذَلِكَ
وَقَدْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ
فَسَاءَهُمَا ذَلِكَ. قَالَا: بِذَلِكَ. قُلْتُ: إِنَّكُمَا قَدْ سَأَلْتُمَانِي
فَأَنَا سَائِلُكُمَا. قَالَا: سَلْ [ص:314]. قُلْتُ: أَرَأَيْتُ جَزَعَكُمَا مِنْ قَوْلِ
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا هُوَ؟ قَالَا: كَلِمَةٌ لَمْ نَسْمَعْهَا مُنْذُ
فَارَقْنَا الْعَرْشَ. قُلْتُ: أَرَأَيْتُ مُسَاءَتَكُمَا مِنْ قُولِي: اجْتِمَاعُ الْأُمَّةِ
عَلَى رَجُلٍ مَا هُوَ؟ قَالَا: إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ مَا اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ
عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ. قُلْتُ: أَرَأَيْتُ سُرُورَكُمَا بِلُبْسِ الْحَرِيرِ
وَالدِّيبَاجِ مَا هُوَ؟ قَالَا: مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ. قُلْتُ: فَمَا
تَأْمُرَانِي؟ قَالَا: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا تَنَامَ وَلَا تُنِيمَ فَافْعَلْ
فَإِنَّ الْأَمْرَ جَدٌّ. قَالَ عَبْدِ اللَّهِ: طُمِسَ ذَلِكَ الْمَكَانُ فَلَا
يُعْرَفُ الْيَوْمَ445 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ،
عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ
فَذَكَرَ نَحْوَ هَذِهِ الْقِصَّةِ
(1/312) 446 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ
الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ اسْتَقْبَلَهُ جَوَارٍ مِنْ بَنِي
النَّجَّارِ يَقُلْنَ:نَحْنُ جَوَارٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ... حَبَّذَا
مُحَمَّدًا مِنْ جَارِقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبَّنَّكُمْ»
(1/314) 447 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ،
سُئِلَ عَنِ اللَّمَمِ، فَقَالَ: أَوَ لَسْتُمْ عَرَبًا؟ وَمِنْ زِيَادَتِهِ
لِمَامٌ (1/314) 448 - حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَأَلْتُ عَاصِمَ ابْنَ بَهْدَلَةَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ
جَلَّ وَعَزَّ: {نَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [الشعراء: 148] قَالَ: اللَّيِّنُ، أَلَا تَرَى قَوْلَ
الشَّاعِرِ:هَضِيمُ الْحَشَا لَيِّنُهُ
(1/315) 449 - قَالَ: وَسَأَلْتُ عَاصِمًا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلِّهِ وَقَارًا} [نوح: 13] ؟ قَالَ: لَا تَخَافُونَ لِلَّهِ
عَظِيمَةً، قَالَ الشَّاعِرُ:[البحر الطويل]إِذَا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ
يَرْجُ لَسْعَهَا ... وَحَالَفَهُمَا فِي بَيْتِ نُوبٍ عَوَامِلِ
(1/315) 450 - قَالَ: وَسَأَلْتُ عَاصِمًا عَنْ قَوْلِ
اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {أَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى} [النجم: 34] ، قَالَ:
أَكْدَى: قَطَعَ (1/316) 451 - حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْآدَمَيُّ
قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْأَزْدِيِّ،
قَالَ: قَالَ لَنَا الشَّعْبِيُّ: أَتَدْرُونَ مَا الْوَرَاءُ؟ قُلْنَا: لَا.
قَالَ: الْوَرَاءُ وَلَدُ الْوَلَدِ أَمَا سَمِعْتَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
قَالَ {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} ؟ (1/316) 452 - وَحَدَّثَنِي أَبُو
جَعْفَرٍ الْآدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ
الْعَوْفِيِّ: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً
مُطمَئِنَةً} [النحل: 112] قَالَ: أَلَا تَرَى أَنَّهُ: لَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ
مِنْهُمْ (1/316) 453 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ،
مِنْ بَنِي عَبْسٍ قَالَ: صَحِبْتُ سَلْمَانَ , فَقَالَ: يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ،
الْعِلْمُ لَا يَفْنَى فَعَلَيْكَ مِنْهُ بِمَا يَنْفَعُكَ (1/317) 454 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: صَحِبْتُ ابْنَ
عُمَرَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْدُمَهُ، فَكَانَ هَوَ الَّذِي يَخْدُمُنِي
(1/317) 455 - حَدَثًا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي
مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ: قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: الشَّرَفُ
شَرَفَانِ: شَرَفُ الْعِلْمِ وَشَرَفُ السُّلْطَانِ وَشَرَفُ الْعِلْمِ أَشْرَفُهُمَا
(1/317) 456 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
{هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} [هود: 78] قَالَ: عَرَضَ عَلَيْهِمْ نِسَاءَ
أُمَّتِهِ كُلُّ نَبِيٍّ فَهُوَ أَبُو أُمَّتِهِ، وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ:
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ
وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) (1/318) 457 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ: فِي قَوْلِهِ:
{وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]
قَالَ: مَنْ كَفَرَ بِالْحَجِّ (1/318) 458 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ
أَخِي الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي قُرَّةُ، أَنَّهُ قَالَ
لِقَتَادَةَ: رَجُلٌ رَأَى رَبَاعِيَتَهُ تَحَرَّكَتْ وَلَمْ [ص:319] تَسْقُطْ؛
قَالَ: مُصِيبَةٌ. قَالَ: فَأَتَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ , فَقَالَ لِي: لِيَتَّقِ
اللَّهَ وَلْيُصْلِحْ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ، قَالَ: فَعَرَفْتُ مَا
قَالَ (1/318) 459 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: قَالَتْ لِي حَفْصَةُ: تَزَوَّجْ وَاطْلُبِ الْوَلَدَ فَإِنَّ
الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ وَلَدٌ ذَهَبَ ذِكْرُهُ (1/319) 460 -
حَدَّثَنَا خَلَفٌ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ
عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ
قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْأَبْكَارِ مِنَ النِّسَاءِ فَإِنَّهُنَّ أَفْتَقُ
أَرْحَامًا وَأَعْذَبُ أَفْوَاهًا وَأَرْضَى بِالْيَسِيرِ (1/319) 461 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ
ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ قُلْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَزْهَدَ فِي الضَّحَايَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
, [ص:320] فَقَالَ لِي أَبُو سَلَمَةَ: وَهِمْتَ يَا أَبَا عُثْمَانَ إِنَّمَا
أَرَدْتَ أَهْلَ مَكَّةَ قُل
إن الانتصار لله حق وفرض كتب علينا كما وجب علينا خلع عباءات التفرق والتشيع والتحزب لأن كل تفرق قد نهي عنه اعلان التوجه الله تعالي وحده
مدونة خائف من الله قاهر الحبابرة وب اوه
الثانوية العامة ٣ثانوي. /عقوبة من قتل نفسه؟/ وصف الجنة والحور العين /المدونة التعليمبة الثانية أسماء صلاح ٣.ثانوي عام/ الفتن ونهاية العالم /المقحمات ا./ىقانون الحق الإلهي اا /القرانيون الفئة الضالة اوه /قواعد وثوابت قرانية / مسائل صحيح مسلم وشروح النووي الخاطئة عليها اوهو /المسائل الفقهية في النكاح والطلاق والمتعة والرجعة /مدونة الصفحات المقتوحة /الخوف من الله الواحد؟ /قانون ثبات سنة الله في الخلق /اللهم ارحم أبي وأمي والصالحين /السيرة النبوية /مدونة {استكمال} مدونة قانون الحق الإلهي /مدونة الحائرين /الجنة ومتاعها والنار وسوء جحيمها عياذا بالله الواحد. /لابثين فيها أحقابا /المدونة المفتوحة /نفحات من سورة الزمر /أُمَّاهُ عافاكِ الله ووالدي ورضي عنكما ورحمكما/ ترجمة معان القران /مصنفات اللغة العربية /كتاب الفتن علامات القيامة لابن كثير /قانون العدل الإلهي /الفهرست /جامعة المصاحف /قانون الحق الإلهي /تخريجات أحاديث الطلاق متنا وسندا /تعلم للتفوق بالثانوية العامة /مدونات لاشين /الرافضة /قانون الحق الألهي ٣ /قانون الحق الإلهي٤. /حدود التعاملات العقائدية بين المسلمين /المقحمات اا. /منصة الصلاة اا /مدونة تخفيف
نوشيرك بريد /الثانوية العامة ٣ثانوي. /عقوبة من قتل نفسه؟ /وصف الجنة والحور العين /المدونة التعليمبة الثانية أسماء صلاح ٣.ثانوي عام /المقحمات ا. /قانون الحق الإلهي اا /القرانيون الفئة الضالة اوه /قواعد وثوابت قرانية /مسائل صحيح مسلم وشروح النووي الخاطئة عليها اوهو /المسائل الفقهية في النكاح والطلاق والمتعة والرجعة /مدونة الصفحات المقتوحة /الخوف من الله الواحد؟ /قانون ثبات سنة الله في الخلق /اللهم ارحم أبي وأمي والصالحين /السيرة النبوية /مدونة {استكمال} مدونة قانون الحق الإلهي /مدونة الحائرين /الجنة ومتاعها والنار وسوء جحيمها عياذا بالله الواحد. /لابثين فيها أحقابا/ المدونة المفتوحة /نفحات من سورة الزمر / /ُمَّاهُ عافاكِ الله ووالدي ورضي عنكما ورحمكما /ترجمة معان القران➌ /مصنفات اللغة العربية /كتاب الفتن علامات القيامة لابن كثير /قانون العدل الإلهي /الفهرست /جامعة المصاحف /قانون الحق الإلهي /تخريجات أحاديث الطلاق متنا وسندا /تعلم للتفوق بالثانوية العامة /مدونات لاشين /الرافضة /قانون الحق الألهي ٣ /قانون الحق الإلهي٤. /حدود التعاملات العقائدية بين المسلمين /المقحمات اا. /منصة الصلاة اا /مدونة تخفيفhttps://wwwaaass.blogspot.com/مدونة خائف من الله