;كتاب الأهوال ذِكْرُ تَقْرِيبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
ذِكْرُ تَقْرِيبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
1 - دنا الْكُدَيْمِيُّ، دثنا مُحْرِزُ بْنُ هَارُونَ
الْمَدَنِيُّ التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْرَجَ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا
الْأَعْمَالَ سَبْعًا، مَا تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى
مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُقْعِدًا، أَوْ مَوْتًا
مُجْهِزًا، أَوِ الْمَسِيحَ فَشَرُّ مُنْتَظَرٍ، أَوِ السَّاعَةَ، {وَالسَّاعَةُ
أَدْهَى} [القمر: 46] وَأَمَرُّ
"
(1/2)
2 - وَثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، دثنا ضِمَامُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ،
أَنَا النَّذِيرُ، وَالْمَوْتُ الْمُغِيرُ، وَالسَّاعَةُ الْمَوْعِدُ»
(1/3)
3 - وَثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ
الْأَدَمِيُّ، دثنا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَطَبَ فَذَكَرَ السَّاعَةَ
رَفَعَ صَوْتَهُ، وَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ، كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: «صَبَّحَتْكُمْ
أَوْ مَسَّتْكُمْ» ، وَيَقُولُ: «بُعِثْتُ أَنَا مِنَ السَّاعَةِ كَهَاتَيْنِ،
يَقْرُنُ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ»
(1/4)
4 - وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْعِجْلِيُّ،
وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، دثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ
كَهَاتَيْنِ»
(1/5)
5 - دثني أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
يُونُسَ، دثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثْتُ فِي نَسَمِ السَّاعَةِ» سَمِعْتُ
أَعْرَابِيًّا يَقُولُ: «فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا»
(1/5)
6 - وَثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا سُفْيَانُ
بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَرْوَةَ قَالَ: " مَا زَالَ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْأَلُ عَنِ السَّاعَةِ حَتَّى نَزَلَ
عَلَيْهِ: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} [النازعات:
44] فَلَمْ يُسْأَلْ بَعْدَ ذَلِكَ
"
(1/6)
7 - دثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، دثنا وَكِيعٌ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: " كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَزَالُ يَذْكُرُ مِنْ شَأْنِ
السَّاعَةِ حَتَّى نَزَلَتْ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ
أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} [النازعات: 43]
"
(1/6)
8 - دثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ النَّاجِيُّ،
دثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، دثنا سَهْلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ
السَّرَّاجُ، عَنِ الْحَسَنِ، {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} [المزمل: 18] قَالَ: «مَحْزُونَةٌ،
مُثْقَلَةٌ»
9 - دثنا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، دثنا
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ:
{السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} [المزمل: 18] قَالَ: «مُثْقَلَةٌ»
10 - دثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ الْمُهَلَّبِيُّ، دثنا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَتَشٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ:
«إِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ صَرَخَتِ الْحِجَارَةُ
صُرَاخَ النِّسَاءِ، وَقَطَرَتِ الْعِضَاهُ دَمًا»
(1/7)
11 - دثنا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، دثنا
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، قَالَ: بَاتَ هَرِمُ
بْنُ حَيَّانَ الْعَبْدِيُّ عِنْدَ حُمَمَةَ، فَبَاتَ حُمَمَةُ بَاكِيًا حَتَّى
أَصْبَحَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ: مَا الَّذِي أَبْكَاكَ اللَّيْلَةَ؟
قَالَ: «ذَكَرْتُ لَيْلَةً صَبِيحَتُهَا تَنَاثُرُ الْكَوَاكِبِ» ، وَبَاتَ
حُمَمَةُ عِنْدَ هَرِمٍ، فَبَاتَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ بَاكِيًا حَتَّى أَصْبَحَ،
فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ حُمَمَةُ: مَا أَبْكَاكَ؟ قَالَ: «ذَكَرْتُ لَيْلَةً
صَبِيحَتُهَا تَبَعْثُرُ الْقُبُورِ لِلْحَشْرِ إِلَى اللَّهِ»
(1/8)
12 - دثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، دثنا أَحْمَدُ
بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: دثنا
الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: كَانَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: «وَيْحِي،
كَيْفَ تُهْنِئُنِي مَعِيشَتِي وَالْيَوْمُ الثَّقِيلُ أَمَامِي؟ أَمْ كَيْفَ
أَغْفُلُ عَنْ أَمْرِ حِسَابِي، وَقَدْ أَظَلَّنِي، وَاقْتَرَبَ مِنِّي؟ أَمْ
كَيْفَ لَا يَكْثُرُ بُكَائِي، وَلَا أَدْرِي مَا يُرَادُ بِي؟»
(1/9)
13 - دثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، دثنا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ وَهْبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، قَالَ: كَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ قَدْ مَاتَ
وَلَدُهُ وَبَقِيَ لَهُ بُنَيٌّ صَغِيرٌ فَمَاتَ، فَقَامَ أَصْحَابُهُ
يُعَزُّونَهُ، وَهُوَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ مُكْتَئِبٌ حَزِينٌ، فَقَالَ:
«مَا تَرَكَنِي حُزْنُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ آسَى عَلَى مَا فَاتَنِي، وَلَا
أَفْرَحُ بِمَا آتَانِي»
(1/10)
14 - دثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ،
دثني قُرْطُ بْنُ حُرَيْثٍ أَبُو سَهْلٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ الْحَسَنِ
قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «يَوْمَانِ وَلَيْلَتَانِ لَنْ تَسْمَعَ الْخَلَائِقُ
بِمِثْلِهِنَّ قَطُّ، لَيْلَةٌ تَبِيتُ مَعَ أَهْلِ الْقُبُورِ وَلَمْ تَبِتْ
لَيْلَةً قَبْلَهَا، وَلَيْلَةٌ صَبِيحَتُهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَيَوْمَ
يَأْتِيكَ الْبَشِيرُ مِنَ اللَّهِ إِمَّا بِالْجَنَّةِ، وَإِمَّا بِالنَّارِ،
وَيَوْمَ تُعْطَى كِتَابَكَ إِمَّا بِيَمِينِكَ، وَإِمَّا بِشِمَالِكَ»
(1/11)
15 - دثنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ادنا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، ادنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ادنا سُفْيَانُ، عَنْ
سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ
اللَّهِ فَأُتِيَ بِشَرَابٍ، فَقَالَ: نَاوِلْهُ الْقَوْمَ، قَالُوا: نَحْنُ
صِيَامٌ، قَالَ: «لَكِنِّي لَسْتُ بِصَائِمٍ» ، ثُمَّ قَرَأَ: {يَخَافُونَ يَوْمًا
تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37] "
(1/12)
16 - دثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، دَثَنَا أَبُو
عُمَرَ الضَّرِيرُ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زُفَرَ
السَّعْدِيِّ، قَالَ: كَانَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ يُرِيدُ الصَّوْمَ، فَقِيلَ
لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: «إِنِّي أُعِدُّهُ لِيَوْمٍ شَرُّهُ طَوِيلٌ» ، ثُمَّ
تَلَا: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ} [الإنسان: 11]
(1/12)
17 - دثنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ادنا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، ادنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ادنا ابْنُ جُرَيْجٍ فِي
قَوْلِهِ: {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 187] قَالَ:
«عَظُمَ ذِكْرُهَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» ، وَقَالَ: " إِنَّمَا
ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِذَا جَاءَتِ انْشَقَّتِ السَّمَاءُ،
وَانْتَثَرَتِ النُّجُومُ، وَكُوِّرَتِ الشَّمْسُ، وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ،
وَكَانَ مَا قَالَ اللَّهُ: فَذَاكَ ثِقَلُهَا "
(1/13)
18 - دثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْهَرَوِيُّ، ادنا هُشَيْمٌ، ادنا مُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: "
كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذُكِرَتْ
عِنْدَهُ السَّاعَةُ صَاحَ وَيَقُولُ: مَا يَنْبَغِي لِابْنِ مَرْيَمَ أَنْ
تُذْكَرَ عِنْدَهُ السَّاعَةُ إِلَّا صَاحَ "
(1/14)
19 - دثنا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْعَبْدِيُّ، ادنا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ادنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ الصَّنْعَانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ
يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ رَأْيَ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ»
(1/14)
20 - دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، دثنا سُفْيَانُ
بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ " مَنْ سَرَّهُ أَنْ
يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فِي الدُّنْيَا فَلْيَقْرَأْ: إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ "
(1/15)
21 - دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،. . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] قَالَ:
«أُغْوِرَتْ» ، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} [التكوير: 2] : «تَسَاقَطَتْ» ،
{وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} [التكوير: 3] : «ذَهَبَتْ» ، {وَإِذَا الْعِشَارُ
عُطِّلَتْ} [التكوير: 4] : «لَا رَاعِيَ لَهَا» ، {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: 7] :
«الْأَمْثَالُ لِلنَّاسِ، جَمَعَ بَيْنَهُمْ، الزُّنَاةُ مَعَ الزُّنَاةِ،
وَأَكَلَةُ الرِّبَا مَعَ أَكَلَةِ الرِّبَا، وَقَتَلَةُ النَّفْسِ مَعَ قَتَلَةِ
النَّفْسِ»
(1/15)
22 - دثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ،
دثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، دثنا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَقَدْ تَفَاوَتَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ فِي السَّيْرِ،
فَرَفَعَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ صَوْتَهُ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا
رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا
تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ} [الحج: 2] حَتَّى بَلَغَ الْآيَتَيْنِ، فَلَمَّا
سَمِعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ حَثُّوا الْمَطِيَّ، وَعَرَفُوا أَنَّهُ عِنْدَ قَوْلٍ
يَقُولُهُ [ص:17]، فَلَمَّا تَاشَبُوا حَوْلَهُ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ
ذَاكَ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " ذَاكَ يَوْمَ
يُنَادَى آدَمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُنَادِيهِ رَبُّهُ عَزَّ
وَجَلَّ، يَقُولُ: يَا آدَمُ، ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ: يَا رَبِّ، وَمَا
بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ
فِي النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ " فَأَبْلَسَ أَصْحَابُهُ حَتَّى مَا
أَوْضَحُوا بِضَاحِكَةٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَاكَ قَالَ: «اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا،
فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَمَعَ خَلِيقَتَيْنِ مَا
كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ إِلَّا كَثَّرَتَاهُ، يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَمَنْ هَلَكَ
مِنْ بَنِي آدَمَ، وَمِنْ بَنِي إِبْلِيسَ» ، قَالَ: فَسُرِّيَ عَنْهُمْ، ثُمَّ قَالَ:
«اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ
فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ، وَالرَّقْمَةِ فِي
ذِرَاعِ الدَّابَّةِ»
(1/16)
23 - دثنا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ
الْمَرْوَزِيُّ، دثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ
الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: دثني أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ
قَالَ: " سِتُّ آيَاتٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ: بَيْنَمَا النَّاسُ فِي
أَسْوَاقِهِمْ إِذْ ذَهَبَ ضَوْءُ الشَّمْسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ
وَقَعَتِ الْجِبَالُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَتَحَرَّكَتْ، وَاضْطَرَبَتْ،
وَاخْتَلَطَتْ، فَفَزِعَتِ الْجِنُّ إِلَى الْإِنْسِ، وَالْإِنْسُ إِلَى الْجِنِّ،
فَاخْتَلَطَتِ الدَّوَابُّ، وَالطَّيْرُ، وَالْوُحُوشُ، فَمَاجُوا بَعْضُهُمْ فِي
بَعْضٍ "، {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [التكوير: 5] ، قَالَ:
«انْطَلَقَتْ» ، {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} [التكوير: 4] قَالَ: «أَهْمَلَهَا
أَهْلُهَا» ، {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير: 6] " قَالَتِ
الْجِنُّ لِلْإِنْسِ: نَحْنُ نَأْتِيكُمْ بِالْخَبَرِ، انْطَلَقُوا إِلَى
الْبَحْرِ فَإِذَا هُوَ نَارٌ تَأَجَّجُ "، قَالَ: «فَبَيْنَمَا هُمْ
كَذَلِكَ إِذْ تَصَدَّعَتِ الْأَرْضُ صَدْعَةً وَاحِدَةً إِلَى الْأَرْضِ
السَّابِعَةِ السُّفْلَى، وَإِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الْعُلْيَا،
فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَتْهُمْ رِيحٌ فَأَمَاتَتْهُمْ»
(1/18)
24 - دثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، دثنا الْمُعْتَمِرُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَيْسُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَارِثِ
الْغِفَارِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى رَجُلَيْنِ مَعَهُمَا
ثَوْبٌ يَبِيعَانِهِ، فَلَا هُمَا يَطْوِيَانِهِ، وَلَا هُمَا يَنْشُرَانِهِ»
(1/19)
25 - دثنا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، دثنا مُحَمَّدُ بْنُ
عُمَرَ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ
بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح وحدثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَطْلُعُ قَبْلَ السَّاعَةِ
عَلَيْكُمْ سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ مِثْلُ التُّرْسِ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ، فَمَا
تَزَالُ تَرْتَفِعُ حَتَّى تَمْلَأَ السَّمَاءَ، قَالَ: فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا
أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَمْرَ اللَّهِ قَدْ أَتَى، فَوَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَنْشُرَانِ الثَّوْبَ فَمَا يَطْوِيَانِهِ، وَإِنَّ
الرَّجُلَ لَيَلُوطُ حَوْضَهُ فَمَا يَشْرَبُ، وَالرَّجُلُ لَيَحْلُبُ لِقْحَتَهُ
فَمَا يَشْرَبُ مِنْهَا شَيْئًا
"
(1/20)
26 - دثنا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، ثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، دثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ السَّكْسَكِيِّ، قَالَ: " يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا
طَيِّبَةً بَعْدَ قَبْضِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَعِنْدَ دُنُوٍّ مِنَ السَّاعَةِ فَتُقْبَضُ كُلَّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ،
وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ تَهَارُجَ الْحُمُرِ، عَلَيْهِمْ
تَقُومُ السَّاعَةُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ
عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ الْخَوْفَ، فَتَرْجُفُ أَفْئِدَتُهُمْ، وَمَسَاكِنُهُمْ،
فَتَخْرُجُ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ وَالشَّيَاطِينُ إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ،
فَيَمْكُثُونَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ تَقُولُ الْجِنُّ
وَالشَّيَاطِينُ: هَلُمَّ نَلْتَمِسُ الْمَخْرَجَ، فَيَأْتُونَ خَافِقَ
الْمَغْرِبِ فَيَجِدُونَهُ قَدْ سُدُّوا عَلَيْهِ الْحَفَظَةُ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ
إِلَى النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَشْرَفَتْ عَلَيْهِمُ
السَّاعَةُ، وَيَسْمَعُونَ مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَى
أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ، قَالَ: فَمَا الْمَرْأَةُ أَشَدَّ
اسْتِمَاعًا مِنَ الْوَلِيدِ فِي حِجْرِهَا، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ
فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ
اللَّهُ "
(1/21)
27 - دثني الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ
الْعَنْبَرِيُّ، دثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي،
قَالَ دثنا أَبُو نَضْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " يُنَادِي مُنَادٍ
بَيْنَ يَدَيِ الصَّيْحَةِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ، قَالَ: فَسَمِعَهَا
الْأَحْيَاءُ وَالْأَمْوَاتُ، قَالَ: وَيَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى
السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُنَادِي مُنَادٍ: لِمَنِ الْمَلِكُ الْيَوْمَ؟، لِلَّهِ
الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ "
(1/22)
28 - وَثنا يُوسُفُ، دثنا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ،
دثنا أَبُو حَمْزَةَ يَعْنِي الْعَطَّارَ، سَمِعَ الْحَسَنَ، {فَإِذَا نُقِرَ فِي
النَّاقُورِ} [المدثر: 8] قَالَ: «النَّاقُورُ، وَالْحَسْرَةُ، وَالْبَطْشَةُ
الْكُبْرَى، وَالتَّغَابُنُ، وَالْجَاثِيَةُ، وَالتَّنَادِ، هَذَا كُلُّهُ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ»
(1/22)
29 - دثنا يُوسُفُ، دثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، دثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: {الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 3] : «يَوْمُ
الْقِيَامَةِ»
(1/23)
30 - دثنا يُوسُفُ، دثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ
سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4]
قَالَ: «يَوْمُ الْقِيَامَةِ»
(1/23)
31 - دثني حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، دثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنِ عُثْمَانَ، ادثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ادنا مُحَمَّدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ
قَتَادَةَ، {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 2] ، قَالَ: «حَقَّتْ لِكُلِّ
عَامِلٍ عَمَلَهُ» ، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 3] قَالَ: «تَعْظِيمًا
لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ»
(1/23)
32 - دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا سُفْيَانُ
بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: قَرَأَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
قَالَ: «يَا لَكَ مِنْ يَوْمٍ، مَا أَمْلَأَ ذِكْرَكَ لِقُلُوبِ الصَّادِقِينَ»
(1/24)
33 - دثنا يُوسُفُ، دثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، دثنا
الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ قَتَادَةَ، {مَالِكِ
يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: «يَوْمَ يُدَانُ الْعِبَادِ»
(1/24)
34 - دثنا يُوسُفُ، دثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ
الْقَنَّادُ، دثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّدِّيِّ، {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} «هُوَ يَوْمُ الدِّينِ، هُوَ
يَوْمُ الْحِسَابِ»
(1/24)
35 - دثنا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، دثنا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ، {تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: 9] قَالَ: «تَدُورُ دَوْرًا»
(1/25)
36 - دثنا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، دثنا
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، {يَوْمَ تَمُورُ
السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: 9] قَالَ: «يَمُوجُ بَعْضُهَا»
(1/25)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . «
38 - يَا أَبَا إِسْحَاقَ، هَذَا وَادٍ يَمْتَلِئُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ دُمُوعِ بَنَى آدَمَ، وَلَوْ أُجْرِيَتْ فِيهِ السُّفُنُ
لَجَرَتْ، وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ الدَّمَ بَعْدَ الدُّمُوعِ»
(1/26)
39 - دثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، دثني مُحَمَّدُ بْنُ
الْفُرَاتِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ، يَقُولُ: «إِنَّ الطَّيْرَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَتَضْرِبُ بِأَذْنَابِهَا، وَتَرْمِي مَا فِي حَوَاصِلِهَا
مِنْ هَوْلِ مَا تَرَى، وَلَيْسَتْ عِنْدَهَا طِلْبَةٌ»
(1/27)
40 - دثني مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، دثنا سُفْيَانُ
بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: {يَوْمُ التَّغَابُنُ} [التغابن: 9] : «يَوْمُ يَغْبُنُ أَهْلُ
الْجَنَّةِ أَهْلَ النَّارِ» ، وَ {يَوْمَ التَّنَادِ} [غافر: 32] : «يَوْمَ يُنَادِي
أَهْلُ النَّارِ أَهْلَ الْجَنَّةِ» ، وَ {يَوْمَ التَّلَاقِ} [غافر: 15] : «يَوْمَ
يَلْتَقِي أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ»
(1/27)
41 - دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا جَرِيرٌ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ مَعْقِلٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَلَوْ تَرَى
إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} [سبأ: 51] ، قَالَ: «أَفْزَعَهُمْ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ فَلَا يَفُوتُوهُ»
(1/28)
42 - دثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، دثنا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، ادنا هَمَّامٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
قَالَ: " يَسْمَعُونَ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ،
فَمِنْ بَيْنِ مُصَدِّقٍ وَمُكَذِّبٍ، وَعَارِفٍ وَمُنْكِرٍ، فَبَيْنَمَا هُمْ
كَذَلِكَ، إِذْ يَسْمَعُونَ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ: يَا أَيُّهَا
النَّاسُ، اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ، قَالَ: فَمِنْ بَيْنَ مُصَدِّقٍ وَمُكَذِّبٍ،
وَعَارِفٍ وَمُنْكِرٍ، فَلَا يَلْبَثُونَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى يَسْمَعُوا
الصَّيْحَةَ، فَذَاكَ حِينَ تَلَهَّى كُلُّ وَالِدَةٍ عَنْ وَلَدِهَا "
(1/29)
43 - دثنا أَبُو يُوسُفَ الْبَصْرِيُّ، دثنا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، دثنا فَضْلُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق: 9] ، قَالَ: «هَؤُلَاءِ
الْمُلُوكُ الَّذِينَ لَهُمُ الْأَتْبَاعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَا لَهُمْ مِنْ
قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ»
(1/30)
44 - دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا مُحَمَّدُ
بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ طَلْقٍ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ
ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ: إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ هَيْئَةً وَأَوْفَاهُ أَهْلَ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " حُقَّ لَهُمْ، أَمَا سَمِعْتَ اللَّهَ،
يَقُولُ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1] حَتَّى انْتَهَى إِلَى: {يَوْمَ
يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] "، قَالَ: قُلْتُ:
إِنَّ ذَاكَ لِيَوْمٌ عَظِيمٌ، قَالَ:
«مَا عِنْدَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْهُ»
(1/31)
45 - دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا وَكِيعٌ،
دثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، قَالَ: دثني
مَنْ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1] ،
فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ
الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] بَكَى حَتَّى خَشِيَ وَامْتَنَعَ مِنْ قِرَاءَةِ
مَا بَعْدَهُ "
(1/32)
46 - دثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، دثنا مَرْوَانُ
بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ،
عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا طَرَفَ صَاحِبُ الصُّورِ مُنْذُ
وُكِّلَ بِهِ، مُسْتَعِدٌ، يَنْظُرُ نَحْوَ الْعَرْشِ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ
قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُهُ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ
دُرِّيَّانِ»
(1/33)
==========
[ فهرس الكتاب - فهرس
المحتويات ]
الأهوال
ذِكْرُ الصُّورِ
(1/34)
47 - دثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، دثنا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، دثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، مَا الصُّورُ؟ قَالَ: «قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ»
(1/34)
48 - دثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، دثنا مُسْلِمُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، دثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي
الزَّعْرَاءِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «الصُّورُ كَهَيْئَةِ الْقَرْنِ
الَّذِي يُنْفَخُ فِيهِ»
(1/34)
. .
49 - دثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ،
عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ: ذَكَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحِبَ الصُّورِ،
فَقَالَ: «عَنْ يَمِينِهِ جِبْرِيلُ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِيكَائِيلُ، عَلَيْهِمَا
السَّلَامُ»
(1/35)
50 - دثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، دثنا جَرِيرٌ،
عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ أَنْعَمُ
وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ، يَنْتَظِرُ
مَتَى يُؤْمَرُ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا
نَقُولُ؟ قَالَ: " قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
(1/35)
51 - دثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، دثنا مُوسَى
بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، دثنا عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ، دثنا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، قَالَ: قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِنَّ صَاحِبَ الصُّورِ لَمْ يَطْرِفْ مُذْ وُكِّلَ بِهِ،
كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ، يَنْظُرُ تُجَاهَ الْعَرْشِ، مَا
يَطْرِفُ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ
إِلَيْهِ طَرْفُهُ»
(1/36)
52 - دثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، دثنا مَرْوَانُ
بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَطْرَفَ صَاحِبُ الصُّورِ مُذْ
وُكِّلَ بِهِ مُسْتَعِدٌ، يَنْظُرُ نَحْوَ الْعَرْشِ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ
قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُهُ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ
دُرِّيَّانِ»
(1/37)
53 - دثنا يُوسُفُ، دثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، دثنا
مُطَرِّفٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: 8] ،
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ
قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ يَسْتَمِعُ مَتَى يُؤْمَرُ
فَيَنْفُخُ» ، فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ: كَيْفَ نَقُولُ؟ قَالَ: "
قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، تَوَكَّلْنَا عَلَى اللَّهِ "
(1/38)
54 - دثنا يُوسُفُ، دثنا الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى
الْمَرَئِيُّ، دثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، {فَإِذَا
نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: 8] ، قَالَ: «إِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ»
(1/38)
55 - دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، دثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ أَبُو رَافِعٍ
الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: بَيْنَا طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عِنْدَهُ، إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّ اللَّهَ لَمَّا فَرَغَ
مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ خَلَقَ الصُّورَ فَأَعْطَاهُ إِسْرَافِيلَ،
فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلَى فِيهِ، شَاخِصٌ بِبَصَرِهِ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ» ،
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الصُّورُ؟ قَالَ: «هُوَ قَرْنٌ»
، قُلْتُ: وَكَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: «عَظِيمٌ» [ص:40]، قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ، إِنَّ عِظَمَ دَارَةٍ فِيهِ لَعَرْضُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، يَنْفُخُ
فِيهِ ثَلَاثَ نَفَخَاتٍ، فَالنَّفْخَةُ الْأُولَى لِلْفَزَعِ، وَالنَّفْخَةُ
الثَّانِيَةُ نَفْخَةُ الصَّعْقِ، وَالنَّفْخَةُ الثَّالِثَةُ نَفْخَةُ الْقِيَامِ
لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، يَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ بِالنَّفْخَةِ الْأُولَى،
فَيَقُولُ: انْفُخْ نَفْخَةَ الْفَزَعِ، فَيَنْفُخُ نَفْخَةَ الْفَزَعِ،
فَيَفْزَعُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ
فَيَأْمُرُهُ فَيَمُدُّهَا وَيُطِيلُهَا , وَلَا يَفْتُرُ , وَهِيَ الَّتِي
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً
وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} [ص: 15] وَتَسِيرُ الْجِبَالُ فَتَكُونُ
كَالسَّحَابِ، ثُمَّ تَكُونُ سَرَابًا، فَتَرْجُفُ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا، وَهِيَ
الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا
الرَّادِفَةُ} [النازعات: 7]
[ص:41] فَتَكُونُ الْأَرْضُ كَالسَّفِينَةِ الْمُوبَقَةِ
تَضْرِبُهَا الْأَمْوَاجُ فِي الْبَحْرِ، تُكْفَأُ بِأَهْلِهَا كَالْقِنْدِيلِ
الْمُعَلَّقِ بِالْعَرْشِ، فَتَرْجُفُ الْأَرْضُ فَتَهِيمُ النَّاسُ عَلَى
وَجْهِهَا، وَتَذْهَلُ الْمَرَاضِعُ، وَتَضَعُ الْحَوَامِلُ، وَيَشِيبُ
الْوِلْدَانُ، وَتَطِيرُ الشَّيَاطِينُ هَارِبَةً فَتَلَقَّاهَا الْمَلَائِكَةُ، تَضْرِبُ
وُجُوهَهَا فَتَرْجِعُ، وَيُوَلَّى النَّاسُ مُدْبِرِينَ، فَيُنَادِي الْمُنَادِي،
وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ: {يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ
مُدْبِرِينَ مَا لُكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} [غافر: 32] ، فَبَيْنَمَا هُمْ
عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْحَالِ إِذْ نَظَرُوا إِلَى الْأَرْضِ قَدْ تَصَدَّعَتْ مِنْ
قُطْرٍ إِلَى قُطْرٍ، فَرَأَوْا أَمْرًا عَظِيمًا، فَأَخَذَهُمْ لِذَلِكَ مِنَ
الْكَرْبِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ [ص:42]، فَيَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ،
فَإِذَا هِيَ كَالْمُهْلِ، خُسِفَ شَمْسُهَا وَقَمَرُهَا، وَانْتَثَرَتْ
نُجُومُهَا، ثُمَّ كُشِطَتْ عَنْهُمْ "، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْأَمْوَاتُ لَا يَعْلَمُونَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ» قَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ حِينَ
يَقُولُ: {فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ
اللَّهُ} ؟ قَالَ: " أُولَئِكَ الشُّهَدَاءُ، هُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ، وَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَأَمَّنَهُمْ مِنْ
عِقَابِهِ، وَإِنَّمَا يَصَلُ الْفَزَعُ إِلَى الْأَحْيَاءِ، وَهُوَ عَذَابُ
اللَّهِ يَبْعَثُهُ عَلَى شِرَارِ خَلْقِهِ، ثُمَّ يَقُولُ لِإِسْرَافِيلَ:
انْفُخْ نَفْخَةَ الصَّعْقِ، فَيَنْفُخُ نَفْخَةَ الصَّعْقِ، فَيَصْعَقُ أَهْلُ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ " [ص:43] قَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ حِينَ نُفِخَ
فِي الصُّورِ، فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ
شَاءَ اللَّهُ؟ قَالَ: " جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ،
وَمَلَكُ الْمَوْتِ، حَتَّى إِذَا خَمَدُوا جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى
الْجَبَّارِ فَقَالَ: يَا رَبِّ: قَدْ مَاتَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَأَهْلُ
السَّمَاءِ، فَيَقُولُ اللَّهُ وَهُوَ أَعْلَمُ: مَنْ بَقِيَ؟ فَيَقُولُ: بَقِيتَ
أَنْتَ يَا رَبِّ، الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَبَقِيَ جِبْرِيلُ
وَمِيكَائِيلُ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَبَقِيتُ أَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ: فَلْيَمُتْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، فَيَمُوتُونَ، وَيَأْمُرُ اللَّهُ
الْعَرْشَ فَيَقْبِضُ الصُّورَ [ص:44]، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى
الْجَبَّارِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ مَاتَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، فَيَقُولُ
اللَّهُ وَهُوَ أَعْلَمُ: مَنْ بَقِيَ؟، فَيَقُولُ: بَقِيتَ أَنْتَ يَا رَبِّ،
الْحَيُّ الَّذِي لَا تَمُوتُ، وَبَقِيَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَبَقِيتُ
أَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ: فَلْيَمُتْ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، فَيَمُوتَانِ،
وَيُنْطِقُ اللَّهُ الْعَرْشَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، تُمِيتُ جِبْرِيلَ
وَمِيكَائِيلَ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: اسْكُتْ، فَإِنِّي كَتَبْتُ الْمَوْتَ
عَلَى مَنْ تَحْتَ عَرْشِي، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى الْجَبَّارِ
فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَاتَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ [ص:45]، فَيَقُولُ اللَّهُ
وَهُوَ أَعْلَمُ: فَمَنْ بَقِيَ؟ فَيَقُولُ: بَقِيتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا
تَمُوتُ، وَبَقِيتُ أَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَنْتَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِي،
خَلَقْتُكَ لِمَا قَدْ تَرَى، مُتْ ثُمَّ لَا تَحْيَا، قَالَ: فَإِذَا لَمْ يَبْقَ
إِلَّا اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، كَانَ آَخِرًا
كَمَا كَانَ أَوَّلًا، طَوَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَطَيِّ السِّجِلِّ
لِلْكِتَابِ، ثُمَّ دَحَاهَا، ثُمَّ تَلَقَّفَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: أَنَا
الْجَبَّارُ، ثُمَّ يُنَادِي: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ؟ ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى
نَفْسِهِ: لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، يَقُولُ ذَلِكَ ثُمَّ يُنَادِي: أَلَا
مَنْ كَانَ لِي شَرِيكًا فَلْيَأْتِ، فَلَا يَأْتِيهِ أَحَدٌ، قَالَ ذَلِكَ
ثَلَاثًا "
(1/39)
56 - دثنا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، دثنا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، دثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ السَّكْسَكِيِّ، " إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا
اللَّهُ مَجَّدَ نَفْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يَدَّعُونَ
مَعِيَ الْمُلْكَ، وَأَنَا الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ "
(1/46)
57 - دثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، ادنا ابْنُ
الْمُبَارَكِ، قَالَ: ادَثَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَطْوِي
السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ
الْأَرْضِ "
(1/47)
58 - دثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، دثنا يُونُسُ
أَبُو نُبَاتَةَ، دثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ
الْقُرَظِيِّ قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ آخِرَ مَنْ يَمُوتُ مَلَكُ الْمَوْتِ،
يُقَالُ لَهُ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ مُتْ مَوْتًا لَا تَحْيَا بَعْدَهُ أَبَدًا،
قَالَ: فَيَصْرُخُ عِنْدَ ذَلِكَ صرخةً لَوْ سَمِعَهَا أَهْلُ السَّمَاوَاتِ
وَأَهْلُ الْأَرْضِ لَمَاتُوا فَزَعًا، ثُمَّ يَمُوتُ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر:
16] "
(1/48)
59 - دثني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، دثنا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: دثنا أَصْحَابُنَا، فِي إِسْنَادٍ لَهُمْ، قَالَ:
" إِذَا قِيلَ لِمَلَكِ الْمَوْتِ: مُتْ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ. . . . .
عِنْدَ ذَلِكَ مَيِّتًا، لَا يَنْبَضُ عَنْهُ عِرْقٌ بَعْدَمَا يَسْمَعُ
الْكَلِمَةَ: مُتْ "
(1/49)
60 - دثنا يُوسُفُ، دثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْمُقْرِئُ، دثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، دثني مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدَةَ
الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ يَزِيدَ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: «يُنْفَخُ فِي الصُّورِ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ
مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ»
(1/49)
61 - دثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ادنا شُعْبَةُ، عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ حُجْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ:
فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ،
قَالَ: «الشُّهَدَاءُ ثَنِيَّةُ اللَّهِ حَوْلَ الْعَرْشِ مُتَقَلِّدِي السُّيُوفَ»
(1/50)
62 - دثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، دثنا أَبُو
سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، دثنا الْفَضْلُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ غَالِبٍ
الْقَطَّانِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَقَفَ الْعِبَادُ جَاءَ قَوْمٌ
وَاضِعِي سُيُوفِهِمْ عَلَى رِقَابِهِمْ تَقْطُرُ دِمَاؤُهُمْ، فَازْدَحَمُوا
عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَقِيلَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ: الشُّهَدَاءُ كَانُوا أَحْيَاءً
مَرْزُوقِينَ "
(1/50)
63 - دثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ،
ادنا هُشَيْمٌ، ادنا سَيَّارٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ
سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا
يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] ، {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ
يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 50] ؟ قَالَ: «هِيَ مَوَاقِفُ، فَأَمَّا الصَّعْقَةُ
الْأُولَى إِذَا صَعِقُوا مَاتُوا فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا
يَتَسَاءَلُونَ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ النَّفْخَةُ الْأُخْرَى، فَإِذَا
هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ»
(1/51)
ذِكْرُ تَبْدِيلِ الْأَرْضِ غَيْرَ الْأَرْضِ
(1/52)
64 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، دثنا إِسْحَاقُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، دثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ
الْقُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُبَدَّلُ الْأَرْضُ
غَيْرَ الْأَرْضِ، فَيَبْسُطُهَا، وَيَسْطَحُهَا، وَيَمُدُّهَا مَدَّ الْأَدِيمِ
الْعُكَاظِيِّ، لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا، وَلَا أَمْتًا، ثُمَّ يَزْجُرُ اللَّهُ
الْخَلْقَ زَجْرَةً وَاحِدَةً، فَإِذَا هُمْ فِي هَذِهِ الْأَرْضِ
الْمُتَبَدَّلَةِ فِي مِثْلِ مَوَاضِعِ الْأُخْرَى، مَنْ كَانَ فِي بَطْنِهَا
كَانَ فِي بَطْنِهَا، وَمَنْ كَانَ عَلَى ظَهْرِهَا كَانَ عَلَى ظَهْرِهَا»
(1/52)
65 - دثنا يُوسُفُ، دثنا وَكِيعٌ، دثنا سُفْيَانُ، عَنْ
أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}
[النازعات: 14] ، قَالَ: «الْأَرْضُ»
(1/53)
66 - أنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا وَكِيعٌ، ثنا
شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُجَاشِعَ،
يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَوْ يُكَنَّى بِأَبِي عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ:
أَقَامَنِي عَلَى رَجُلٍ، بِخُرَاسَانَ فَقَالَ: دثني أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ
أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48]
قَالَ: «ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْأَرْضَ تُبَدَّلُ فِضَّةً، وَالسَّمَاوَاتِ مِنْ
ذَهَبٍ»
(1/53)
67 - دثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ادنا الْقَاسِمُ بْنُ
الْفَضْلِ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ، قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، {يَوْمَ
تُبَدَّلُ الْأَرْضَ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48] أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟
قَالَ: «مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكِ، عَلَى الصِّرَاطِ يَا عَائِشَةُ»
(1/54)
68 - دثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، دثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، دثني سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي قَوْلِهِ: {فَلَا أَنْسَابَ
بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] قَالَ: «فِي
النَّفْخَةِ الْأُولَى»
(1/54)
69 - دثنا يُوسُفُ، دثنا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ
يَوْمَئِذٍ} [المؤمنون: 101] ، قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَسْأَلُ
أَحَدًا بِنَسَبِهِ، وَلَا بِقَرَابَتِهِ شَيْئًا»
(1/55)
70 - دثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ الْعَتَكِيُّ،
دثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ الصَّيْرَفِيُّ، دثنا الْفَضْلُ بْنُ مَعْرُوفٍ القَطْعِيُّ،
دثنا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعٌ رَأْسَهُ
فِي حِجْرِي بَكَيْتُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «مَا أَبْكَاكِ؟» قُلْتُ:
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، ذَكَرْتُ قَوْلَ اللَّهِ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ
غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}
فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى
جِسْرِ جَهَنَّمَ، وَالْمَلَائِكَةُ وُقُوفٌ تَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ،
فَمِنْ بَيْنِ زَالٍّ، وَزَالَّةٍ
"
(1/56)
===============
[ فهرس الكتاب - فهرس
المحتويات ]
الأهوال
ذِكْرُ الصُّورِ
(1/34)
47 - دثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، دثنا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، دثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، مَا الصُّورُ؟ قَالَ: «قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ»
(1/34)
48 - دثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، دثنا مُسْلِمُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، دثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي
الزَّعْرَاءِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «الصُّورُ كَهَيْئَةِ الْقَرْنِ
الَّذِي يُنْفَخُ فِيهِ»
(1/34)
. .
49 - دثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ،
عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ: ذَكَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحِبَ الصُّورِ،
فَقَالَ: «عَنْ يَمِينِهِ جِبْرِيلُ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِيكَائِيلُ، عَلَيْهِمَا
السَّلَامُ»
(1/35)
50 - دثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، دثنا جَرِيرٌ،
عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ أَنْعَمُ
وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ، يَنْتَظِرُ
مَتَى يُؤْمَرُ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ» ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا
نَقُولُ؟ قَالَ: " قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
(1/35)
51 - دثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، دثنا مُوسَى
بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، دثنا عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ، دثنا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، قَالَ: قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِنَّ صَاحِبَ الصُّورِ لَمْ يَطْرِفْ مُذْ وُكِّلَ بِهِ،
كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ، يَنْظُرُ تُجَاهَ الْعَرْشِ، مَا
يَطْرِفُ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ
إِلَيْهِ طَرْفُهُ»
(1/36)
52 - دثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، دثنا مَرْوَانُ
بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَطْرَفَ صَاحِبُ الصُّورِ مُذْ
وُكِّلَ بِهِ مُسْتَعِدٌ، يَنْظُرُ نَحْوَ الْعَرْشِ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ
قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُهُ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ
دُرِّيَّانِ»
(1/37)
53 - دثنا يُوسُفُ، دثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، دثنا
مُطَرِّفٌ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: 8] ،
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ
قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ يَسْتَمِعُ مَتَى يُؤْمَرُ
فَيَنْفُخُ» ، فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ: كَيْفَ نَقُولُ؟ قَالَ: "
قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، تَوَكَّلْنَا عَلَى اللَّهِ "
(1/38)
54 - دثنا يُوسُفُ، دثنا الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى
الْمَرَئِيُّ، دثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، {فَإِذَا
نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: 8] ، قَالَ: «إِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ»
(1/38)
55 - دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، دثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ أَبُو رَافِعٍ
الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: بَيْنَا طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عِنْدَهُ، إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّ اللَّهَ لَمَّا فَرَغَ
مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ خَلَقَ الصُّورَ فَأَعْطَاهُ إِسْرَافِيلَ،
فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلَى فِيهِ، شَاخِصٌ بِبَصَرِهِ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ» ،
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الصُّورُ؟ قَالَ: «هُوَ قَرْنٌ»
، قُلْتُ: وَكَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: «عَظِيمٌ» [ص:40]، قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ، إِنَّ عِظَمَ دَارَةٍ فِيهِ لَعَرْضُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، يَنْفُخُ
فِيهِ ثَلَاثَ نَفَخَاتٍ، فَالنَّفْخَةُ الْأُولَى لِلْفَزَعِ، وَالنَّفْخَةُ
الثَّانِيَةُ نَفْخَةُ الصَّعْقِ، وَالنَّفْخَةُ الثَّالِثَةُ نَفْخَةُ الْقِيَامِ
لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، يَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ بِالنَّفْخَةِ الْأُولَى،
فَيَقُولُ: انْفُخْ نَفْخَةَ الْفَزَعِ، فَيَنْفُخُ نَفْخَةَ الْفَزَعِ،
فَيَفْزَعُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ
فَيَأْمُرُهُ فَيَمُدُّهَا وَيُطِيلُهَا , وَلَا يَفْتُرُ , وَهِيَ الَّتِي
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً
وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} [ص: 15] وَتَسِيرُ الْجِبَالُ فَتَكُونُ
كَالسَّحَابِ، ثُمَّ تَكُونُ سَرَابًا، فَتَرْجُفُ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا، وَهِيَ
الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا
الرَّادِفَةُ} [النازعات: 7]
[ص:41] فَتَكُونُ الْأَرْضُ كَالسَّفِينَةِ الْمُوبَقَةِ
تَضْرِبُهَا الْأَمْوَاجُ فِي الْبَحْرِ، تُكْفَأُ بِأَهْلِهَا كَالْقِنْدِيلِ
الْمُعَلَّقِ بِالْعَرْشِ، فَتَرْجُفُ الْأَرْضُ فَتَهِيمُ النَّاسُ عَلَى
وَجْهِهَا، وَتَذْهَلُ الْمَرَاضِعُ، وَتَضَعُ الْحَوَامِلُ، وَيَشِيبُ
الْوِلْدَانُ، وَتَطِيرُ الشَّيَاطِينُ هَارِبَةً فَتَلَقَّاهَا الْمَلَائِكَةُ، تَضْرِبُ
وُجُوهَهَا فَتَرْجِعُ، وَيُوَلَّى النَّاسُ مُدْبِرِينَ، فَيُنَادِي الْمُنَادِي،
وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ: {يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ
مُدْبِرِينَ مَا لُكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} [غافر: 32] ، فَبَيْنَمَا هُمْ
عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْحَالِ إِذْ نَظَرُوا إِلَى الْأَرْضِ قَدْ تَصَدَّعَتْ مِنْ
قُطْرٍ إِلَى قُطْرٍ، فَرَأَوْا أَمْرًا عَظِيمًا، فَأَخَذَهُمْ لِذَلِكَ مِنَ
الْكَرْبِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ [ص:42]، فَيَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ،
فَإِذَا هِيَ كَالْمُهْلِ، خُسِفَ شَمْسُهَا وَقَمَرُهَا، وَانْتَثَرَتْ
نُجُومُهَا، ثُمَّ كُشِطَتْ عَنْهُمْ "، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْأَمْوَاتُ لَا يَعْلَمُونَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ» قَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ حِينَ
يَقُولُ: {فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ
اللَّهُ} ؟ قَالَ: " أُولَئِكَ الشُّهَدَاءُ، هُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ، وَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَأَمَّنَهُمْ مِنْ
عِقَابِهِ، وَإِنَّمَا يَصَلُ الْفَزَعُ إِلَى الْأَحْيَاءِ، وَهُوَ عَذَابُ
اللَّهِ يَبْعَثُهُ عَلَى شِرَارِ خَلْقِهِ، ثُمَّ يَقُولُ لِإِسْرَافِيلَ:
انْفُخْ نَفْخَةَ الصَّعْقِ، فَيَنْفُخُ نَفْخَةَ الصَّعْقِ، فَيَصْعَقُ أَهْلُ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ " [ص:43] قَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ حِينَ نُفِخَ
فِي الصُّورِ، فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ
شَاءَ اللَّهُ؟ قَالَ: " جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ،
وَمَلَكُ الْمَوْتِ، حَتَّى إِذَا خَمَدُوا جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى
الْجَبَّارِ فَقَالَ: يَا رَبِّ: قَدْ مَاتَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَأَهْلُ
السَّمَاءِ، فَيَقُولُ اللَّهُ وَهُوَ أَعْلَمُ: مَنْ بَقِيَ؟ فَيَقُولُ: بَقِيتَ
أَنْتَ يَا رَبِّ، الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَبَقِيَ جِبْرِيلُ
وَمِيكَائِيلُ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَبَقِيتُ أَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ: فَلْيَمُتْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، فَيَمُوتُونَ، وَيَأْمُرُ اللَّهُ
الْعَرْشَ فَيَقْبِضُ الصُّورَ [ص:44]، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى
الْجَبَّارِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ مَاتَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، فَيَقُولُ
اللَّهُ وَهُوَ أَعْلَمُ: مَنْ بَقِيَ؟، فَيَقُولُ: بَقِيتَ أَنْتَ يَا رَبِّ،
الْحَيُّ الَّذِي لَا تَمُوتُ، وَبَقِيَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَبَقِيتُ
أَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ: فَلْيَمُتْ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، فَيَمُوتَانِ،
وَيُنْطِقُ اللَّهُ الْعَرْشَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، تُمِيتُ جِبْرِيلَ
وَمِيكَائِيلَ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: اسْكُتْ، فَإِنِّي كَتَبْتُ الْمَوْتَ
عَلَى مَنْ تَحْتَ عَرْشِي، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى الْجَبَّارِ
فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَاتَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ [ص:45]، فَيَقُولُ اللَّهُ
وَهُوَ أَعْلَمُ: فَمَنْ بَقِيَ؟ فَيَقُولُ: بَقِيتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا
تَمُوتُ، وَبَقِيتُ أَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَنْتَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِي،
خَلَقْتُكَ لِمَا قَدْ تَرَى، مُتْ ثُمَّ لَا تَحْيَا، قَالَ: فَإِذَا لَمْ يَبْقَ
إِلَّا اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، كَانَ آَخِرًا
كَمَا كَانَ أَوَّلًا، طَوَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَطَيِّ السِّجِلِّ
لِلْكِتَابِ، ثُمَّ دَحَاهَا، ثُمَّ تَلَقَّفَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: أَنَا
الْجَبَّارُ، ثُمَّ يُنَادِي: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ؟ ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى
نَفْسِهِ: لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، يَقُولُ ذَلِكَ ثُمَّ يُنَادِي: أَلَا
مَنْ كَانَ لِي شَرِيكًا فَلْيَأْتِ، فَلَا يَأْتِيهِ أَحَدٌ، قَالَ ذَلِكَ
ثَلَاثًا "
(1/39)
56 - دثنا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، دثنا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، دثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ السَّكْسَكِيِّ، " إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا
اللَّهُ مَجَّدَ نَفْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يَدَّعُونَ
مَعِيَ الْمُلْكَ، وَأَنَا الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ "
(1/46)
57 - دثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، ادنا ابْنُ
الْمُبَارَكِ، قَالَ: ادَثَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَطْوِي
السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ
الْأَرْضِ "
(1/47)
58 - دثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، دثنا يُونُسُ
أَبُو نُبَاتَةَ، دثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ
الْقُرَظِيِّ قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ آخِرَ مَنْ يَمُوتُ مَلَكُ الْمَوْتِ،
يُقَالُ لَهُ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ مُتْ مَوْتًا لَا تَحْيَا بَعْدَهُ أَبَدًا،
قَالَ: فَيَصْرُخُ عِنْدَ ذَلِكَ صرخةً لَوْ سَمِعَهَا أَهْلُ السَّمَاوَاتِ
وَأَهْلُ الْأَرْضِ لَمَاتُوا فَزَعًا، ثُمَّ يَمُوتُ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر:
16] "
(1/48)
59 - دثني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، دثنا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: دثنا أَصْحَابُنَا، فِي إِسْنَادٍ لَهُمْ، قَالَ:
" إِذَا قِيلَ لِمَلَكِ الْمَوْتِ: مُتْ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ. . . . .
عِنْدَ ذَلِكَ مَيِّتًا، لَا يَنْبَضُ عَنْهُ عِرْقٌ بَعْدَمَا يَسْمَعُ
الْكَلِمَةَ: مُتْ "
(1/49)
60 - دثنا يُوسُفُ، دثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْمُقْرِئُ، دثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، دثني مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدَةَ
الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ يَزِيدَ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: «يُنْفَخُ فِي الصُّورِ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ
مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ»
(1/49)
61 - دثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ادنا شُعْبَةُ، عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ حُجْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ:
فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ،
قَالَ: «الشُّهَدَاءُ ثَنِيَّةُ اللَّهِ حَوْلَ الْعَرْشِ مُتَقَلِّدِي السُّيُوفَ»
(1/50)
62 - دثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، دثنا أَبُو
سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، دثنا الْفَضْلُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ غَالِبٍ
الْقَطَّانِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَقَفَ الْعِبَادُ جَاءَ قَوْمٌ
وَاضِعِي سُيُوفِهِمْ عَلَى رِقَابِهِمْ تَقْطُرُ دِمَاؤُهُمْ، فَازْدَحَمُوا
عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَقِيلَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قِيلَ: الشُّهَدَاءُ كَانُوا أَحْيَاءً
مَرْزُوقِينَ "
(1/50)
63 - دثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ،
ادنا هُشَيْمٌ، ادنا سَيَّارٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ
سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا
يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] ، {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ
يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 50] ؟ قَالَ: «هِيَ مَوَاقِفُ، فَأَمَّا الصَّعْقَةُ
الْأُولَى إِذَا صَعِقُوا مَاتُوا فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا
يَتَسَاءَلُونَ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ النَّفْخَةُ الْأُخْرَى، فَإِذَا
هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ»
(1/51)
ذِكْرُ تَبْدِيلِ الْأَرْضِ غَيْرَ الْأَرْضِ
(1/52)
64 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، دثنا إِسْحَاقُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، دثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ
الْقُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُبَدَّلُ الْأَرْضُ
غَيْرَ الْأَرْضِ، فَيَبْسُطُهَا، وَيَسْطَحُهَا، وَيَمُدُّهَا مَدَّ الْأَدِيمِ
الْعُكَاظِيِّ، لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا، وَلَا أَمْتًا، ثُمَّ يَزْجُرُ اللَّهُ
الْخَلْقَ زَجْرَةً وَاحِدَةً، فَإِذَا هُمْ فِي هَذِهِ الْأَرْضِ
الْمُتَبَدَّلَةِ فِي مِثْلِ مَوَاضِعِ الْأُخْرَى، مَنْ كَانَ فِي بَطْنِهَا
كَانَ فِي بَطْنِهَا، وَمَنْ كَانَ عَلَى ظَهْرِهَا كَانَ عَلَى ظَهْرِهَا»
(1/52)
65 - دثنا يُوسُفُ، دثنا وَكِيعٌ، دثنا سُفْيَانُ، عَنْ
أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}
[النازعات: 14] ، قَالَ: «الْأَرْضُ»
(1/53)
66 - أنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا وَكِيعٌ، ثنا
شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُجَاشِعَ،
يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَوْ يُكَنَّى بِأَبِي عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ:
أَقَامَنِي عَلَى رَجُلٍ، بِخُرَاسَانَ فَقَالَ: دثني أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ
أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48]
قَالَ: «ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْأَرْضَ تُبَدَّلُ فِضَّةً، وَالسَّمَاوَاتِ مِنْ
ذَهَبٍ»
(1/53)
67 - دثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ادنا الْقَاسِمُ بْنُ
الْفَضْلِ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ، قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، {يَوْمَ
تُبَدَّلُ الْأَرْضَ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48] أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟
قَالَ: «مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكِ، عَلَى الصِّرَاطِ يَا عَائِشَةُ»
68 - دثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، دثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، دثني سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ، فِي قَوْلِهِ: {فَلَا أَنْسَابَ
بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] قَالَ: «فِي
النَّفْخَةِ الْأُولَى»
69 - دثنا يُوسُفُ، دثنا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ
يَوْمَئِذٍ} [المؤمنون: 101] ، قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَسْأَلُ
أَحَدًا بِنَسَبِهِ، وَلَا بِقَرَابَتِهِ شَيْئًا»
70 - دثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ الْعَتَكِيُّ،
دثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ الصَّيْرَفِيُّ، دثنا الْفَضْلُ بْنُ مَعْرُوفٍ
القَطْعِيُّ، دثنا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعٌ
رَأْسَهُ فِي حِجْرِي بَكَيْتُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «مَا أَبْكَاكِ؟»
قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، ذَكَرْتُ قَوْلَ اللَّهِ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ
الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ
الْقَهَّارِ} فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ
يَوْمَئِذٍ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، وَالْمَلَائِكَةُ وُقُوفٌ تَقُولُ: رَبِّ
سَلِّمْ سَلِّمْ، فَمِنْ بَيْنِ زَالٍّ، وَزَالَّةٍ "
ذِكْرُ الْحِسَابِ وَالْعَرْضِ وَالْقِصَاصِ
(1/145)
180 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، دثنا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، دثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
يَضَعُ اللَّهُ عَرْشَهُ حَيْثُ شَاءَ مِنْ أَرْضِهِ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ يُسْمِعُ
الْخَلَائِقَ: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، إِنِّي قَدْ أَنْصَتُّ لَكُمْ
مُنْذُ خَلَقْتُكُمْ إِلَى يَوْمِكُمْ هَذَا، أَسْمَعُ كَلَامَكُمْ، وَأُبْصِرُ
أَعْمَالَكُمْ، فَالْيَوْمَ أَنْصِتُوا إِلَيَّ، إِنَّمَا هِيَ صُحُفُكُمْ
تُقْرَأُ عَلَيْكُمْ، وَأَعْمَالُكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ
اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ غَيْرَ نَفْسِهِ [ص:146]،
ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ عُنُقًا مِنْ جَهَنَّمَ فَيَخْرُجُ سَاطِعًا مُظْلِمًا،
ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيُّهَا النَّاسُ، {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ} [يس: 63] ، فَيِمِيزُ
اللَّهُ النَّاسَ، وَتَجْثُو الْأُمَمُ، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:
{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً، كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا،
الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 28] ، فَيَكُونُ
أَوَّلُ مَا يُقْضَى فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بَيْنَ الْوُحُوشِ وَالْبَهَائِمِ،
إِنَّ اللَّهَ لِيَقِيدُ يَوْمَئِذٍ الْجَمَّاءَ مِنْ ذَاتِ الْقَرْنِ، حَتَّى
إِذَا لَمْ تَبْقَ تَبَعَةٌ لِوَاحِدَةٍ عِنْدَ الْأُخْرَى قَالَ اللَّهُ: كُونِي
تُرَابًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ الْكَافِرُ: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} [النبأ: 40] "
181 - دثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، دثنا جَرِيرٌ، عَنِ
الْأَعْمَشِ، عَنْ مُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى، عَنْ أَشْيَاخِ، التَّيْمِ، عَنْ أَبِي
ذَرٍّ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَاتَانِ تَأْكُلَانِ مِنْ عَلَفٍ لَهُمَا انْتَطَحَتَا،
فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، فِيمَا تَنْتَطِحُ هَاتَانِ الشَّاتَانِ؟» ، قَالَ:
لَا أَدْرِي، قَالَ: «لَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا»
182 - دثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، دثنا عَمْرُو بْنُ
حُمْرَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو قَالَ: " إِذَا فَرَغَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْقِصَاصِ
يُمَيِّزُ الدَّوَابَّ، وَقَالَ لَهَا: كُونِي تُرَابًا، فَيَرَاهَا الْكَافِرُ،
فَيَقُولُ: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} [النبأ: 40] "
183 - دثنا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، دثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، فِي
قَوْلِهِ: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ
بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ
شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: 38] قَالَ: " يُؤْتَى بِهِمْ
وَالنَّاسُ وُقُوفٌ فَيُقْضَى بَيْنَهُمْ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُؤْخَذُ لِلْجَمَّاءِ
مِنَ الْقَرْنَاءِ لِقَهْرِهَا إِيَّاهَا، وَحَتَّى يُقَادُ لِلذَّرَّةِ مِنَ
الذَّرَّةِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ:
كُونُوا تُرَابًا، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ الْكَافِرُ:
{يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} [النبأ: 40] "
184 - دثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، دثنا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ جَعْفَرٍ، ادنا الْعَلَاءُ
185 - دثنا
أَبُو خَيْثَمَةَ، دثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ
الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَتُؤَدَّيَنَّ الْحُقُوقَ إِلَى
أَهْلِهَا الشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
186 - دثنا
هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، دثنا سَيَّارٌ، دثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ يَقُولُ: حُدِّثْتُ، " أَنَّ الْبَهَائِمَ
إِذَا رَأَتْ بَنِي آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَدْ تَصَدَّعُوا مِنْ بَيْنِ
يَدَيِ اللَّهِ صِنْفًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَصِنْفًا إِلَى النَّارِ، إِنَّ الْبَهَائِمَ
تُنَادِيهِمُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ يَا بَنِي آدَمَ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنَا
الْيَوْمَ مِثْلَكُمْ، فَلَا جَنَّةَ نُرِيدُ، وَلَا عِقَابًا نَخَافُ "
187 - دثنا
خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، دثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ مَا يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي
الدِّمَاءِ»
188 - دثنا
حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ، دثني ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَأَلَهُ سَائِلٌ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، لِلْقَاتِلِ
تَوْبَةٌ؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ كَالْمُتَعَجِّبِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ:
مَاذَا تَقُولُ؟ فَقَالَ: مَاذَا تَقُولُ؟ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ: وَيْحَكَ، أَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ؟ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَأْتِي الْمَقْتُولُ مُعَلِّقًا
رَأْسَهُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ مُتَلَبِّبًا قَاتِلَهُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى،
تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا حَتَّى يُدْفَعَا إِلَى الْعَرْشِ فَيَقُولُ: رَبِّ،
هَذَا قَتَلَنِي، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَاتِلِ: تَعِسْتَ، وَيُذْهَبُ بِهِ إِلَى
النَّارِ "
189 - دثنا
خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، دثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: " يُؤْتَى بِالْقَاتِلِ
وَالْمَقْتُولِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَا
قَتَلَنِي، فَيُقَالُ لَهُ: لِمَ قَتَلْتَهْ؟، فَيَقُولُ: لِتَكُونَ لَكَ
الْعِزَّةُ، فَيَقُولُ: لِيَ الْعِزَّةُ بِذَنْبِهِ "
190 - دثنا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ
قَالَ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَجْلِسُ عَلَى الْجَادَّةِ،
فَإِذَا مَرَّ بِهِ الْقَاتِلُ قَامَ إِلَيْهِ فَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ، فَقَالَ:
يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟ فَيَقُولُ: أَمَرَنِي فُلَانٌ، فَيُؤْخَذُ
الْآمِرُ وَالْقَاتِلُ فَيُلْقَيَانِ فِي النَّارِ "
191 - دثنا
هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، دثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، دثنا
مَرْوَانُ بْنُ جُنَاحٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ الْجُوزَجَانِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ
بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَزَوَالُ الدُّنْيَا جَمِيعًا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ سَفْكِ دَمٍ
بِغَيْرِ حَقٍّ»
192 - دثنا
خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، دثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ
مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ: «قَتْلُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا»
193 - دثنا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، دثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: " أَوَّلُ مَا يُقْضَى فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ، فَيُؤْتَى بِالَّذِي كَانَ يَقْتُلُ
فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَبِأَمْرِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ [ص:155]، وَيُؤْتَى
بِكُلِّ مَنْ قَتَلَ، كُلُّهُمْ حَامِلُو رُءُوسِهِمْ تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُمْ
دَمًا، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَتَلَنَا هَذَا، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ وَهُوَ
أَعْلَمُ: لِمَ قَتَلْتَهُمْ؟، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَتَلْتُهُمْ لِيَكُونَ
الْعِزُّ لِلَّهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: صَدَقْتَ، وَيَجْعَلُ اللَّهُ
لِوَجْهِهِ نُورًا كَنُورِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَتُشَيِّعُهُ
الْمَلَائِكَةُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيُؤْتَى بِالَّذِي كَانَ يَقْتُلُ بِغَيْرِ
أَمْرِ اللَّهِ، وَفِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ، وَفِي غَيْرِ سَبِيلِ اللَّهِ،
وَيُؤْتَى بِكُلِّ مَنْ كَانَ قَتَلَ، كُلُّهُمْ تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُمْ دَمًا،
فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَتَلَنَا هَذَا، فَيَقُولُ اللَّهُ وَهُوَ أَعْلَمُ:
لِمَ قَتَلْتَهُمْ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ، قَتَلْتُهُمْ لِيَكُونَ الْعِزُّ لِي،
فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: تَعِسْتَ، فَتَزْرَقُّ عَيْنَاهُ، وَيَسْوَدُّ وَجْهُهُ،
وَلَا تَبْقَى نَفْسٌ قَتَلَهَا إِلَّا قُتِلَ بِهَا "
194 - دثنا
الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، دثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ،
دثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ
مُسْلِمٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ شُفَيًّا حَدَّثَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ الْمَدِينَةَ،
فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟
قَالُوا: أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ
يَدَيْهِ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَلَمَّا سَكَتَ وَخَلَا قُلْتُ لَهُ:
أَنْشُدُكَ بِحَقٍّ وَحَقٍّ إِلَّا مَا حَدَّثَتْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَلْتَهُ وَعَلِمْتَهُ [ص:157]، فَقَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ: أَفْعَلُ، أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَلْتُهُ وَعَلِمْتُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو
هُرَيْرَةَ نَشْغَةً فَمَكَثَ طَوِيلًا، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكَ
حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا
الْبَيْتِ مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرَى وَغَيْرُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ
نَشْغَةً أُخْرَى فَمَكَثَ كَذَلِكَ ثُمَّ أَفَاقَ، ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهُ فَقَالَ: أَفْعَلُ،
لَأُحَدِّثَنَّكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ فِي هَذَا
الْبَيْتِ مَا مَعَنَا أَحَدٌ غَيْرَى وَغَيْرُهُ، ثُمَّ نَشَغَ أَبُو هُرَيْرَةَ
نَشْغَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ مَالَ خَارًّا عَلَى وَجْهِهِ، فَأَسْنَدْتُهُ طَوِيلًا
[ص:158]، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَزَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى
الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ، وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ، فَأَوَّلُ مَنْ
يُدْعَى بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ، وَرَجُلٌ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْقَارِئِ: أَلَمْ
أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَاذَا
عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ بِهِ، يَعْنِي بِهِ آنَاءَ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ
الْمَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ:
فُلَانٌ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ [ص:159]، وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ
فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ
تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ؟، قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَاذَا عَمِلْتَ
فِيمَا آتَيْتُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ، فَيَقُولُ
اللَّهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ:
بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ، وَيُؤْتَى
بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقَالُ لَهُ: بِمَاذَا قُتِلْتَ؟،
فَيَقُولُ: أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ،
فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ لَهُ: كَذَبْتَ،
وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلَانٌ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ
ذَلِكَ " [ص:160]، ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى رُكْبَتَيَّ فَقَالَ:
«يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ يُسَعِّرُ
بِهِمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
قَالَ الْوَلِيدُ أَبُو عُثْمَانَ: فَأَخْبَرَنِي
عُقْبَةُ أَنَّ شُفَيًّا دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَخْبَرَهُ بِهَذَا قَالَ
أَبُو عُثْمَانَ: دثني الْعَلَاءُ بْنُ حَكِيمٍ أَنَّهُ كَانَ سَيَّافًا
لِمُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَحَدَّثَهُ بِهَذَا عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «قَدْ فَعَلَ بِهَؤُلَاءِ هَذَا، فَكَيْفَ
بِمَنْ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ» ، ثُمَّ بَكَى بُكَاءً شَدِيدًا، حَتَّى ظَنَنَّا
أَنَّهُ هَالِكٌ، فَقُلْنَا: قَدْ جَاءَنَا هَذَا الرَّجُلُ بِشَرٍّ، ثُمَّ
أَفَاقَ مُعَاوِيَةُ وَمَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقَالَ: " صَدَقَ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ
إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ} [هود: 15] إِلَى
قَوْلِهِ: {مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [المنافقون: 2] "
195 - دثني
حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ادنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، ادنا ابْنُ
الْمُبَارَكِ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أدني ابْنُ أَبِي أَنْعَمَ
الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَمَعَ اللَّهُ عِبَادَهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَانَ أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى إِسْرَافِيلَ، فَيَقُولُ رَبُّهُ:
مَا فَعَلْتَ فِي عَهْدِي؟ هَلْ بَلَّغْتَ عَهْدِي؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ رَبِّ، قَدْ
بَلَّغْتُهُ جِبْرِيلَ، فَيُدْعَى جِبْرِيلُ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغَكَ إِسْرَافِيلُ
عَهْدِي؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، قَدْ بَلَّغَنِي، فُيُخَلَّى عَنْ إِسْرَافِيلَ،
وَيُقَالُ لِجِبْرِيلَ: هَلْ بَلَّغْتَ عَهْدِي؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، قَدْ بَلَّغْتُ الرُّسُلَ
[ص:162]، فَيُدْعَى الرُّسُلُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ بَلَّغَكُمْ جِبْرِيلُ
عَهْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ رَبِّ، فَيُخَلَّى عَنْ جِبْرِيلَ، وَيُقَالُ
لِلرُّسُلِ: هَلْ بَلَغْتُمْ عَهْدِي؟ فَيَقُولُونَ: بَلَّغْنَا أُمَمَنَا،
فَتُدْعَى الْأُمَمُ، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ رُسُلِي عَهْدِي، فَمِنْهُمُ
الْمُكَذِّبُ، وَمِنْهُمُ الْمُصَدِّقُ، فَتَقُولُ الرُّسُلُ: إِنَّ لَنَا
عَلَيْهِمْ شُهَدَاءَ يَشْهَدُونَ أَنْ قَدْ بَلَّغْنَا شَهَادَتَكَ، فَيَقُولُ:
مَنْ يَشْهَدُ لَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أُمَّةُ مُحَمَّدٍ، فَتُدْعَى أُمَّةُ
مُحَمَّدٍ، فَيَقُولُ: تَشْهَدُونَ أَنَّ رُسُلِي هَؤُلَاءِ قَدْ بَلَّغُوا
عَهْدِي إِلَى مَنْ أُرْسِلُوا إِلَيْهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، شَهِدْنَا أَنْ
قَدْ بَلَّغُوا، فَتَقُولُ تِلْكَ الْأُمَمُ: وَكَيْفَ يَشْهَدُ عَلَيْنَا مَنْ
لَمْ يُدْرِكْنَا [ص:163]، فَيَقُولُ لَهُمُ الرَّبُّ: كَيْفَ تَشْهَدُونَ عَلَى مَنْ لَمْ
تُدْرِكُوا؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا، بَعَثْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا، وَأَنْزَلْتَ
إِلَيْنَا عَهْدَكَ، وَكِتَابَكَ، فَقَصَصْتَ عَلَيْنَا أَنَّهُمْ قَدْ بَلَّغُوا،
فَشَهِدْنَا بِمَا عَهِدْتَ إِلَيْنَا، فَيَقُولُ الرَّبُّ: صَدَقُوا، فَذَلِكَ
قَوْلُهُ: {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143] وَالْوَسَطُ: الْعَدْلُ
{لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}
[البقرة: 143] " قَالَ ابْنُ أَنْعَمَ: فَبَلَغَنِي أَنَّهُ يُشْهِدُ
يَوْمَئِذٍ أُمَةَ مُحَمَّدٍ إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْ قَلْبِهِ حِنَةٌ عَلَى
أَخِيهِ
196 - دثنا
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَعْبَدٍ، دثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ
بِلَالٍ، قَاضِي دِمَشْقَ، دثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ
الْحَسَنِ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ
الرَّجُلُ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ صَلُحَ سَائِرُ عَمَلِهِ، وَإِنْ فَسَدَتْ
فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي
نَافِلَةٌ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ نَافِلَةٌ أَتْمَمْتُ بِهَا الْفَرَائِضَ، ثُمَّ
الْفَرَائِضَ كَذَلِكَ "
197 - دثنا
أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ، دثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ، دثني
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ
يَخْتَصِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلُ وَامْرَأَتُهُ، وَاللَّهِ مَا
يَتَكَلَّمُ لِسَانُهَا، وَلَكِنْ يَدَاهَا وَرِجْلَاهَا، يَشْهَدَانِ عَلَيْهَا
بِمَا كَانَتْ تَغِيبُ لِزَوْجِهَا، وَتَشْهَدُ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ بِمَا كَانَ
يُوَلِّيهَا، ثُمَّ يُدْعَى بِالرَّجُلِ وَخَدَمِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُدْعَى
بِأَهْلِ الْأَسْوَاقِ، فَمَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ دَوَانِيقُ، وَلَا قَرَارِيطُ،
وَلَكِنْ حَسَنَاتُ هَذَا تُدْفَعُ إِلَى هَذَا الَّذِي ظُلِمَ، وَيُدْفَعُ
سَيِّئَاتُ هَذَا إِلَى الَّذِي ظَلَمَهُ، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَبَّارِينَ فِي
مَقَامِعَ مِنْ حَدِيدٍ، فَيُقَالُ:
سُوقُوهُمْ إِلَى النَّارِ، فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي
أَيَدْخُلُونَهَا أَمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا
وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا. ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ
اتَّقُوا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ} [مريم: 72] "
ذِكْرُ الْمَوْقِفِ
198 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، دثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، دثنا
أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، دثنا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِنْبَرِهِ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67] ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ:
«هَكَذَا يُمَجِّدُ نَفْسَهُ، أَنَا الْعَزِيزُ، أَنَا الْجَبَّارُ» قَالَ ابْنُ
عُمَرَ: «فَرَجَفَ الْمِنْبَرُ، حَتَّى لَيَخِرُّ بِهِ الْأَرْضَ»
199 - دثنا
أَبُو خَيْثَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُومِيٍّ، قَالَا: دثنا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي
قَوْلِهِ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ:
«يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ»
200 - دثنا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، دثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، دثنا أَبِي، عَنْ
قَتَادَةَ، قَالَ: دثنا النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ،
أَنَّهُ قَالَ: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ، قَالَ: «وَيَدُهُ الْأُخْرَى خَلْوٌ،
لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ»
201 - دثنا
هَارُونُ، دثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، دثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ
أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:
«يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي يَوْمٍ كَانَ
مِقْدَارَاهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ»
202 - دثنا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، دثنا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«تَقِفُونَ مَوْقِفًا، إِنَّ لِذَلِكَ الْمَوْقِفَ مِقْدَارُ سَبْعِينَ عَامًا،
لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْكُمْ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ»
203 - دثنا
أَبُو عَمْرٍو هَارُونُ، دثنا الْوَلِيدُ، دثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
حَتَّى إِنَّ الْكَافِرَ لَيَغِيبُ فِي الْعَرَقِ إِلَى نِصْفِ أُذُنَيْهِ»
204 - دثنا
بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ، دَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْكَافِرَ
لَيُلْجِمُهُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: أَرِحْنِي وَلَوْ إِلَى
النَّارِ "
205 - دثنا
هَارُونُ، دثنا الْوَلِيدُ، دثنا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ
طَاوُوسًا يَقُولُ: «إِنَّ الْكَافِرَ لَيَذْهَبُ عَرَقُهُ تَحْتَهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ كَذَا وَكَذَا ذِرَاعًا، وَفَوْقَهُ حَتَّى يُلْجِمَهُ»
206 - دثنا
هَارُونُ، دثنا الْوَلِيدُ، دثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ،
دثنا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، دثني مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَدْنُو مِنَ
الْعِبَادِ فِي الْمَوْقِفِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ قَدْرَ مِيلٍ أَوْ اثْنَيْنِ»
- قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا عَنَى بِقَوْلِهِ:
الْمِيلُ مَسَافَةُ الْأَرْضِ، أَوِ الَّذِي يُكَحَّلُ بِهِ الْعَيْنُ؟ - قَالَ:
«فَتَصْهَرُهُمُ الشَّمْسُ فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ عَلَى قَدْرِ
أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغِ فِيهِ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ
إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ إِلَى حِقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ إِلَى مَنْكِبَيْهِ»
207 - وَقَالَ
أَبُو يَاسِرٍعَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، دثنا الْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ، دثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ، دثني بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ
اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ
يَقُولُ: " اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَى سَائِحٍ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَامَ فِيهِمْ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ
مَيِّتُونَ، ثُمَّ إِلَى الْإِدَانَةِ وَالْحِسَابِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ:
وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا لَا بَعَثَهُ اللَّهُ أَبَدًا، قَالَ: رَأَيْتُ
رَجُلًا وَقَعَ عَنْ رَحْلِهِ فِي مَوْسِمٍ مِنَ الْمَوَاسِمِ، فَوَطِئَتْهُ
الْإِبِلُ بِأَخْفَافِهَا وَالدَّوَابُّ بِحَوَافِرِهَا، وَالرِّجَّالَةُ
بِأَرْجُلِهَا حَتَّى رَمَّ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ أُنْمُلَةٌ، فَقَالَ السَّائِحُ:
بَيْدَ أَنَّكَ مِنْ قَوْمٍ سَخِيفَةٌ أَحْلَامُهُمْ، ضَعِيفٌ يَقِينُهُمْ،
قَلِيلٌ عِلْمُهُمْ، لَوْ أَنَّ الضَّبُعَ بِيَّتَتْ تِلْكَ الرِّمَّةَ
فَأَكَلَتْهَا، ثُمَّ ثَلَطَتْهَا، ثُمَّ غَدَتْ عَلَيْهِ النَّابُ فَأَكَلَتْهُ
وَبِعَرَتْهُ، ثُمَّ عَدَتْ عَلَيْهِ الْجَلَّالَةُ فَالْتَقَطَتْهُ، ثُمَّ
أَوْقَدَتْهُ تَحْتَ قَدْرِ أَهْلِهَا، ثُمَّ نُسِفَتْ فِي الرِّيَاحِ رَمَادُهُ،
لَأَمَرَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُلَّ شَيْءٍ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا أَنْ
يُرَدَّ فَرَدَّهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ اللَّهُ لِلْإِدَانَةِ وَالثَّوَابِ "
208 - دثنا
يُوسُفُ، دثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ
مُجَاهِدٍ: {أَئِنَّا لَمَدِينُونَ} [الصافات: 53] «مُحَاسَبُونَ»
209 - دثنا
فُضَيْلٌ، دثنا يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي
قَوْلِهِ قَالَ: «غَيْرُ مُحَاسَبِينَ»
210 - دثنا
فُضَيْلٌ، دثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي
قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى} [الواقعة: 62] قَالَ: «خَلْقُ آدَمَ
وَخَلْقُكُمْ» ، {فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ} [الواقعة: 57] «فَهَلَّا تُصَدِّقُونَ»
211 - دثني
أَبِي، دثنا أَبُو خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ حُرِّ بْنِ جُرْمُوزٍ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: يَا عَجَبًا
لِمَنْ يُكَذِّبُ بِالنَّشْأَةِ الْآخِرَةِ وَهُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الْأُولَى،
يَا عَجَبًا كُلَّ الْعَجَبِ لِمَنْ يُكَذِّبُ بِالنَّشْرِ بَعْدَ الْمَوْتِ
وَهُوَ يُنْشَرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ "
212 - دثنا
يُوسُفُ، دثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ
أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي
الْعَالِيَةِ: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ
أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27]
قَالَ: «إِعَادَتُهُ أَهْوَنُ عَلَيْهِ مِنَ
ابْتِدَائِهِ، وَكُلٌّ عَلَيْهِ يَسِيرٌ»
213 - دثنا
يُوسُفُ، دثنا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {مَا
خَلْقُكُمْ وَلَا بِعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [لقمان: 28] قَالَ:
" يَقُولُ: «إِنَّمَا خَلْقُ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَحْدَهَا وَبَعْثُهَا»
214 - دثني
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، دثني رُسْتُمُ بْنُ أُسَامَةَ، دثني الْفَضْلُ بْنُ
الْمُهَلْهَلِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ - وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ - قَالَ: «كَانَ
جَلِيسٌ لَنَا حَسَنُ التَّخَشُّعِ وَالْعِبَادَةِ، مُجْتَبٍ، وَكَانَ مِنْ
أَجْمَلِ الرِّجَالِ» ، قَالَ:
" فَصَلَّى حَتَّى انْقَطَعَ عَنِ الْقِيَامِ،
وَصَامَ حَتَّى ثُمَّ مَرِضَ فَمَاتَ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ
الْحَارِثِيُّ لَهُ صَدِيقًا، قَالَ: وَمَاتَ مُحَمَّدٌ، قَالَ: فَرَأَيْتُ
مُحَمَّدًا فِي مَنَامِي. . . فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ أَخُوكَ. . . قَالَ: إِي وَاللَّهِ يَا
أَخِي، يَبْلُونَ حَتَّى يَصِيرُوا. . . عِنْدَ النَّصِيحَةِ كَأَشْرَعَ مِنَ
اللِّمَمِ "
215 - دثنا
يُوسُفُ، دثنا عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، {إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً
مِنَ الْأَرْضِ} [الروم: 25] قَالَ: «دَعَاهُمْ فَخَرَجُوا مِنَ الْأَرْضِ»
216 - دثني
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، دثنا حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحٍ
الْمُرِّيِّ، قَالَ: " دَخَلْتُ الْمَقَابِرَ نِصْفَ النَّهَارُ فَنَظَرْتَ
إِلَى الْقُبُورِ خَامِدَةً، كَأَنَّهُمْ قَوْمٌ صُمُوتٌ، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ
مَنْ يُحْيِيكُمْ وَيَنْشُرُكُمْ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْبِلَى، فَهَتَفَ هَاتِفٌ
مِنْ بَعْضِ تِلْكَ الْحُفَرِ: يَا صَالِحُ: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ
السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ
إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} [الروم: 25] قَالَ: فَخَرَرْتُ وَاللَّهِ مَغْشِيًّا عَلَيَّ "
217 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، دثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ،
قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «يَخْرُجُونَ فَيَنْظُرُونَ إِلَى الْأَرْضِ غَيْرَ
الْأَرْضِ الَّتِي عَهِدُوا، وَإِلَى النَّاسِ غَيْرَ الَّذِينَ عَهِدُوا» ،
قَالَ: ثُمَّ تَمَثَّلَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
«
[البحر الطويل]
فَمَا النَّاسُ بِالنَّاسِ الَّذِينَ عَهِدْتَهُمْ ...
وَلَا الدَّارُ بِالدَّارِ الَّتِي كُنْتَ تَعْرِفُ»
218 - دثنا
هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، دثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ
قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ النَّاسَ، إِذَا خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ كَانَ
شِعَارُهُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَتْ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَغَنَّى
بِهَا بَرُّهُمْ وَفَاجِرُهُمْ: رَبَّنَا ارْحَمْنَا "
219 - دثنا
حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ادنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، ادنا ابْنُ
الْمُبَارَكِ، ادنا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، «إِنَّ
النَّاسَ يُحْشَرُونَ هَكَذَا - وَنَكَّسَ رَأْسَهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى
عَلَى كُوعِهِ - لِلْقِيَامَةِ»
220 - دثنا
عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، دثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ
سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَيَّارًا الشَّامِيَّ قَالَ: "
يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ، كُلُّهُمْ مَذْعُورُونَ، فَيُنَادِيهِمْ مُنَادٍ:
{يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف: 68] ،
فَيَطْمَعُ فِيهَا الْخَلْقُ، فَيُتْبِعُهَا: {الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا
وَكَانُوا مُسْلِمِينَ} [الزخرف: 69] ، فَيَيْأَسُ مِنْهَا الْخَلْقُ غَيْرَ
أَهْلِ الْإِسْلَامِ "
221 - دثنا
يُوسُفُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ،
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ} [عبس: 38] قَالَ: «فَرِحَةٌ»
222 - دثنا
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، دثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ، وَلَا يَوْمَ نُشُورِهِمْ، وَكَأَنِّي
بِأَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُءُوسِهِمْ،
وَيَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ "
223 - دثنا
أَبُو حَفْصٍ الصَّفَّارُ، دثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، دثنا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عِيسَى الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: بَلَغَنَا «أَنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُعِثَ
مِنْ قَبْرِهِ تَلَقَّاهُ مَلَكَانِ مَعَ أَحَدِهِمَا دِيبَاجَةٌ فِيهَا بَرَدٌ
وَمِسْكٌ، وَمَعَ الْآخَرِ أَكْوَابٌ مِنْ أَكْوَابِ الْجَنَّةِ فِيهِ شَرَابٌ،
فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ خَلَطَ الْمَلَكُ الْبَرَدَ بِالْمِسْكِ فَرَشَّهُ
عَلَيْهِ، وَصَبَّ لَهُ الْآخَرُ شَرْبَةً فَيُنَاوِلُهُ إِيَّاهَا فَيَشْرَبُهَا،
وَلَا يَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَدًا حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ»
224 - دثنا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، دثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، ادنا سَعِيدُ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
الْأَسْوَدِ، قَالَ: أَوْصَانِي مُعَاذٌ بِامْرَأَتِهِ، وَخَرَجَ فَمَاتَتْ،
فَدَفَنَّاهَا، فَجَاءَنَا وَقَدْ رَفَعْنَا أَيْدِيَنَا مِنْ دَفْنِهَا، فَقَالَ:
«فِي أَيِّ شَيْءٍ كَفَّنْتُمُوهَا؟» ، قُلْنَا: فِي ثِيَابِهَا، فَأَمَرَ بِهَا
فَنُبِشَتْ، وَكَفَّنَّاهَا فِي ثِيَابٍ جُدُدٍ، وَقَالَ: «أَحْسِنُوا أَكْفَانَ
مَوْتَاكُمْ، فَإِنَّهُمْ يُحْشَرُونَ فِيهَا»
225 - دثنا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، دثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، دثنا إِسْحَاقُ بْنُ
بَيَانِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ أَبِي ثَرْوَانَ قَالَ: «يُحْشَرُ
الْمَوْتَى فِي أَكْفَانِهِمْ»
226 - دثنا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، دثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، دثنا صَالِحٌ
الْمُرِّيُّ، دثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ:
«يُبْعَثُ الْمَيِّتُ فِي أَكْفَانِهِ» قَالَ دَاوُدُ: سَمِعْتُ صَالِحًا
الْمُرِّيَّ فِي إِثْرِ هَذَا الْحَدِيثِ يَقُولُ: " بَلَغَنِي أَنَّهُمْ
يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ فِي أَكْفَانٍ دَسِمَةٍ، وَأَبْدَانٍ بَالِيَةٍ،
مُتَغَيِّرَةٌ وُجُوهُهُمْ، شَعْثَةٌ رُءُوسُهُمْ فَهَكَذَا أَجْسَامُهُمْ،
طَائِرَةٌ قُلُوبُهُمْ بَيْنَ صُدُورِهِمْ، لَا يَدْرِي الْقَوْمُ مَا يَوْئِلُهُمْ
إِلَّا عِنْدَ انْصِرَافِهِمْ مِنَ الْمَوَاقِفِ، فَمُنْصَرِفٌ بِهِ إِلَى
الْجَنَّةِ، وَمُنْصَرِفٌ بِهِ إِلَى النَّارِ، ثُمَّ صَاحَ صَيْحَةً بِأَعْلَى
صَوْتِهِ: يَا سُوءٌ مُنْصَرَفَاهُ، أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ تَغَمَّدْنَا مِنْكَ
بِرَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ لِمَا قَدْ ضَاقَتْ بِهِ صُدُورُنَا مِنَ الذُّنُوبِ
الْعِظَامِ، وَالْجَرَائِرِ الَّتِي لَا غَافِرَ لَهَا غَيْرُكَ "
227 - دثنا
مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، دثني أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ
بْنَ الْجَرَّاحِ يَقُولُ: «لَيْتَ شِعْرِي، يَخْرُجُ الْمُذْنِبُونَ مِنْ
قُبُورِهِمْ، وَأَيْنَ مَهْرَبُ الظَّالِمِينَ مِنَ اللَّهِ»
228 - دثنا
يُوسُفُ، دثنا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، {أَئِنَّا
لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ} [الصافات: 17] قَالَ: «تَكْذِيبًا
بِالْبَعْثِ» ، قَالَ: {وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ} [الصافات: 18] قَالَ: «صَاغِرُونَ» ،
{وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ} [الصافات: 20] قَالَ: «يَدِينُ اللَّهُ
الْعِبَادَ بِأَعْمَالِهِمْ»
229 - دثني
مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، دثني يَعْقُوبُ بْنُ سَلَمَةَ الْأَحْمَرُ قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا وَاعِظٍ الزَّاهِدَ يَقُولُ:
«يَخْرُجُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ فَيَتَسَكَّعُونَ فِي الظُّلُمَاتِ أَلْفَ عَامٍ،
وَالْأَرْضُ يَوْمَئِذٍ نَارٌ كُلُّهَا، إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ مَنْ
وَجَدَ لِقَدَمِهِ مَوْضِعًا»
ذِكْرُ الْحَشْرِ
230
- دَثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، دثنا أَبُو
خَيْثَمَةَ، دثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ادنا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، عَنْ
أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ: قَالَ
أَبُو ذَرٍّ: أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا وَلَا تَحْلِفُوا، فَإِنَّ الصَّادِقَ
الْمَصْدُوقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنِي: " أَنَّ النَّاسَ
يُحْشَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةَ أَفْوَاجٍ: فَوْجٌ طَاعِمِينَ كَاسِينَ
رَاكِبِينَ، وَفَوْجٌ يَمْشُونَ وَيَسْعَوْنَ، وَفَوْجٌ تَسْحَبُهُمُ
الْمَلَائِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ
"
231
- دثنا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، دثنا
الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَائِذِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَأَلَتْ
عَائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ، قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، كَيْفَ يُحْشَرُ
الرِّجَالُ؟ قَالَ: «حُفَاةً عُرَاةً» ، ثُمَّ انْتَظَرْتَ عَائِشَةُ، ثُمَّ
قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، كَيْفَ يُحْشَرُ النِّسَاءُ؟ قَالَ: «كَذَلِكَ
حُفَاةً عُرَاةً» ، قَالَتْ: وَاسَوْأَتَاهُ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ:
«وَعَنْ أَيِّ ذَلِكَ تَسْأَلِينِي، إِنَّهُ قَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ لَا
يَضُرُّكِ كَانَ عَلَيْكِ ثِيَابٌ أَمْ لَا» ،
قَالَتْ: أَيُّ آيَةٍ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ
يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37]
232
- دثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، دثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ، دثني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً،
حُفَاةً، غُرْلًا» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ
جَمِيعًا، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ؟ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، الْأَمْرُ
أَشَدُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ»
233
- دثنا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ
بْنِ سُلَيْمَانَ، دثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً، غُرْلًا، كَمَا بُدِئُوا»
. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ يَنْظُرُ بَعْضُنَا إِلَى
بَعْضٍ؟ قَالَ: «شُغِلَ النَّاسُ» ، قُلْتُ: وَمَا شَغَلَهُمْ؟ قَالَ: «نَشْرُ
الصُّحُفِ فِيهَا مَثَاقِيلُ الذَّرِّ وَمَثَاقِيلُ الْخَرْدَلِ»
234
- دثنا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، دثنا الْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ الشَّامِيُّ، دثنا أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ
الْحَاجِبِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ:
«هَاهُنَا تُحْشَرُونَ رِجَالًا وَرُكْبَانًا، وَعَلَى وُجُوهِكُمْ»
235
- دثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، دثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْحَضْرَمِيُّ، دثنا وُهَيْبٌ، دثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُحْشَرُ
النَّاسُ عَلَى ثَلَاثَةِ طَرَائِقَ: رَاغِبِينَ وَرَاهِبِينَ، اثْنَانِ عَلَى
بَعِيرٍ، وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَعَشَرَةٌ
عَلَى بَعِيرٍ، وَتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ، تَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ
بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ
يُصْبِحُوا، وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا "
236
- دثنا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، دثنا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، دثنا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي
قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ}
[الملك: 22] قَالَ: هَذَا الْكَافِرُ، فَرَاكِبٌ عَلَى مَعَاصِي اللَّهِ فِي
دُنْيَاهُ، يَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجْهِهِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، كَيْفَ يَمْشِي عَلَى وَجْهِهِ؟ قَالَ: «إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى
رِجْلِهِ قَادِرٌ أَنْ يَحْشُرَهُ عَلَى وَجْهِهِ» ، قَالَ قَتَادَةُ: "
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَهَذَا الْكَافِرُ أَهْدَى: {أَمَّنْ يَمْشِي
سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك: 22] ، «مُؤْمِنٌ اسْتَقَامَ عَلَى
أَمْرِ اللَّهِ فِي دُنْيَاهُ، فَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَمْشي
سَوِيًّا»
237
- دثنا هَارُونُ، دثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، دثنا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، دثنا سَالِمٌ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، عَنْ عَوْفٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَوْصِنِي، فَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَلَا أَرَاكَ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا، قَالَ:
«عَلَيْكَ بِجَبَلِ الْخَمْرِ» . قُلْتُ: وَمَا جَبَلُ الْخَمْرِ؟ قَالَ: «أَرْضُ
الْمَحْشَرِ»
238
- دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّكُمْ مُلَاقُو اللَّهِ حُفَاةً، مُشَاةً، عُرَاةً، غُرْلًا»
239
- دثنا هَارُونُ، دثنا الْوَلِيدُ، دثنا حَنْظَلَةُ بْنُ
أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: بَيْنَا
كَعْبٌ جَالِسٌ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ، بَيْنَا رَجُلَانِ
يُحَدِّثُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، وَكَعْبٌ يَسْمَعُ إِذْ قَالَ أَحَدُهُمَا
لِصَاحِبِهِ: رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ كَأَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ،
وَجَاءَتِ الْأَنْبِيَاءُ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ، يَعْنِي
مَصَابِيحَ، مِصْبَاحٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَمِصْبَاحٌ مِنْ خَلْفِهِ،
وَمِصْبَاحٌ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِصْبَاحٌ عَنْ يَسَارِهِ، وَمَعَ كُلِّ رَجُلٍ
مِنْ أَتْبَاعِهِمْ مِصْبَاحٌ، مِصْبَاحٌ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَأَضَاءَتِ
الْأَرْضُ بِنُورِهِ، كَأَنَّ كُلَّ شَعْرِ رَأْسِهِ مِصْبَاحٌ، مَعَ كُلِّ رَجُلٍ
مِنْ أَتْبَاعِهِ أَرْبَعَةُ مَصَابِيحَ، مِصْبَاحٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ،
وَمِصْبَاحٌ مِنْ خَلْفِهِ، وَمِصْبَاحٌ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِصْبَاحٌ عَنْ
يَسَارِهِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟، قَالُوا: هَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. قَالَ كَعْبٌ لِلْمُحَدِّثِ: «مَا هَذَا يَا عَبْدَ اللَّهِ؟» قَالَ:
رُؤْيَا رَأَيْتُهَا، فَقَالَ كَعْبٌ: «وَاللَّهِ لَكَأَنَّكَ نُشِرْتَ»
240
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الْكَرِيمِ، دثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، دثنا أَبُو خَيْثَمَةَ،
دثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي
مِثْلِ صُورَةِ الذَّرِّ، يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الذُّلِّ، يُسَاقُونَ
إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ: بُولَسَ، تَعْلُوهُمْ نَارُ
الْأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ طِينِ الْخَبَالِ، عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ "
241
- دثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَرْوَزِيُّ،
دثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكَلَاعِيُّ، دثنا سَلَمَةُ بْنُ كُلْثُومٍ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُؤْتَى بِالْحُكَّامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَنْ
قَصَّرَ، وَبِمَنْ تَعَدَّى، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَنْتُمْ خُزَّانُ أَرْضِي،
وَرُعَاةُ غَنَمِي، وَفِيكُمْ بُغْيَتِي، فَيُقَالُ لِلَّذِي تَعَدَّى: مَا
حَمَلَكَ عَلَى تَعَدِّيكَ؟ فَيَقُولُ: غَضِبْتُ لَكَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ
اللَّهُ: أَنْتَ أَشَدُّ غَضَبًا مِنِّي؟ وَيُقَالُ لِلَّذِي قَصَّرَ: مَا حَمَلَكَ
عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَيَقُولُ: رَفَقْتُ بِعِبَادِكَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَنْتَ أَرْفَقُ
بِهِمْ مِنِّي؟ انْطَلِقُوا بِهِمْ فَسُدُّوا بِهِمْ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ
جَهَنَّمَ "
242
- دثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ،
دثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " مَا مِنْ حَاكِمٍ يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ إِلَّا حُشِرَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَلَكٌ آخُذُهُ بِقَفَاهُ حَتَّى يَقِفَ بِهِ عَلَى
جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى الرَّحْمَنِ، فَإِنْ قَالَ: أَلْقِهِ،
أَلْقَاهُ فِي مَهْوَاهُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا "
243
- دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، دثنا يَحْيَى بْنُ
سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
لَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ
الْحَبَشَةِ، قَالَ: «أَلَا تُخْبِرُونِي بِأَعْجَبَ شَيْءٍ رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ
الْحَبَشَةِ؟» قَالَ فِئَةٌ فِيهِمْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَمَا نَحْنُ
جُلُوسٌ إِذْ مَرَّتْ عَلَيْنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِهِمْ تَحْمِلُ عَلَى
رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى
يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا،
وَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ:
سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ، إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ
الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ بِمَا
كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا. قَالَ: يَقُولُ
رَسُولُ اللَّهِ: «صَدَقْتَ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ قَومًا لَا يُؤْخَذُ مِنْ
شَدِيدِهِمْ لِضَعِيفِهِمْ»
244
- دثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، دثنا
أَبُو أُسَامَةَ، دثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَعْبَدٍ قَالَ: دثتنى أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، " أَنَّ
جَعْفَرًا جَاءَهَا وَهُوَ إِذْ ذَاكَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَهُوَ يَبْكِي،
فَقَالَتْ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ قَبْلُ شَابًّا مِنَ الْحَبَشَةِ
فَارِسًا مَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ وَعَلَى رَأْسِهَا مِكْتَلٌ فِيهِ دَقِيقٌ،
فَرَمَى بِهِ تَذْرُوهُ الرِّيحُ، فَقَالَتْ: أَكِلُكَ إِلَى يَوْمَ يَجْلِسُ
الْجَبَّارُ عَلَى الْكُرْسِيِّ، فَيَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ "
245
- دثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ، دثنا الْوَلِيدُ،
قَالَ: ادنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: "
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا مَعْشَرَ
الْجَبَابِرَةِ، كَيْفَ تَصْنَعُونَ إِذَا وُضِعَ الْمِنْبَرُ لِفَصْلِ
الْقَضَاءِ؟ يَا مَعْشَرَ الْجَبَابِرَةِ، كَيْفَ إِذَا لَقِيتُمْ رَبَّكُمُ
الْجَبَّارُ فُرَادَى فَتَرَوْنَ قَضَاءَهُ؟ "
246
- دثني مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، دثنا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ، دثنا سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ
النُّمَيْرِيُّ، قَالَ: " مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: يُنَادَى مِنْ وَرَاءِ
الْحَشْرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا مَعْشَرَ الْجَبَابِرَةِ الطُّغَاةِ، يَا
مَعْشَرَ. . . . .، يَا مَعْشَرَ الْمُتْرَفِينَ الْأَشْقِيَاءِ، الَّذِينَ ضَلَّ
سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، إِنَّ اللَّهَ. . . . . . . . . . . . . . . . أَلَّا
يُجَاوِزَ هَذَا الْحَشْرَ الْيَوْمَ ظُلْمٌ "
247
- دثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ،
دثنا رَجَاءُ بْنُ سَلَمَةَ، دثني أَبِي، دثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ
الْقُرَشِيُّ، - مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ - قَالَ: أدني سَعِيدٌ
الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
اسْتَعْمَلَ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ الْجُشَمِيَّ عَلَى صَنْعَاءَ، فَتَخَلَّفَ
مَرَّةً فَلَقِيَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ: يَا بِشْرُ، أَلَمْ
أَسْتَعْمِلْكَ عَلَى صَدَقَةٍ مِنْ صَدَقَاتِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ عَلِمْتَ
أَنَّمَا هَذِهِ الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينَ؟ [ص:202] فَقَالَ
لَهُ بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ: بَلَى، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَلِي أَحَدٌ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا
إِلَّا وَقَفَهُ اللَّهُ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَزُلْزِلَ بِهِ الْجِسْرُ زَلْزَلَةً،
نَاجٍ أَوْ غَيْرُ نَاجٍ، لَا يَبْقَى مِنْهُ عَظْمٌ إِلَّا فَارَقَ صَاحِبَهُ،
فَإِنْ هُوَ لَمْ يَنْجَ ذُهِبَ بِهِ فِي جُبٍّ مُظْلِمٍ كَالْقَبْرِ فِي
جَهَنَّمَ لَا يَبْلُغُ قَعْرَهُ سَبْعِينَ خَرِيفًا» فَأَقْبَلَ عُمَرُ رَاجِعًا
حَتَّى وَقَفَ عَلَى سَلْمَانَ، وَأَبِي ذَرٍّ فَقَالَا لَهُ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، مَا شَأْنُ وَجْهِكَ مُتَغَيِّرًا؟ قَالَ: ذَكَرَ بِشْرُ بْنُ
عَاصِمٍ كَذَا وَكَذَا، فَهَلْ سَمِعْتُمْ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَا:
نَعَمْ، قَالَ: فَأَيُّكُمَا يَلِي هَذَا الْأَمْرَ فَأَجْعَلُهُ إِلَيْهِ؟ قَالَا: مَنْ تَرِبَ
اللَّهُ وَجْهَهُ، وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ، وَلَمْ نَرَ مِنْكَ يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدُ إِلَّا خَيْرًا، وَلَكِنَّا نَخَافُ أَنْ تُوَلِّيَ
هَذَا الْأَمْرَ مَنْ لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ فَيُهْلِكُكَ ذَلِكَ
248
- دثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، دثنا رَجَاءُ بْنُ
سَلَمَةَ، دثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الصَّافِيُّ، دثنا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ لِأَبِي ذَرٍّ: يَا أَبَا ذَرٍّ، أَخْبِرْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ
أَحَدٌ، قَالَ: نَعَمْ يَا عُمَرُ، سَمِعْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُجَاءُ بِالْوَالِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَيُنْتَبَذُ بِهِ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ فَيَرْتَجُّ بِهِ الْجِسْرُ
ارْتِجَاجَةً لَا يَبْقَى مِنْهُ مَفْصِلٌ إِلَّا زَالَ عَنْ مَكَانِهِ، فَإِنْ
كَانَ مُطِيعًا لِلَّهِ فِي عَمَلِهِ مَضَى بِهِ، وَإِنْ كَانَ عَاصِيًا لِلَّهِ
فِي عَمَلِهِ انْخَرَقَ الْجِسْرُ فَهُوَ فِي جَهَنَّمَ مِقْدَارَ خَمْسِينَ
عَامًا» قَالَ عُمَرُ: مَنْ يَطْلُبُ الْعَمَلَ بَعْدَ هَذَا يَا أَبَا ذَرٍّ؟
قَالَ: «مَنْ سَلَتَ اللَّهُ أَنْفَهُ، وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالتُّرَابِ» ، ثُمَّ
جَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، هَلْ
سَمِعْتَ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ حَدِيثًا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو ذَرٍّ؟
.
.
249 - عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "
يُؤْخَذُ بِيَدِ الْعَبْدِ وَالْأَمَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنَادِي مُنَادٍ
عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ: هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، مَنْ
كَانَ لَهُ الْحَقُّ فَلْيَأْتِ إِلَى حَقِّهِ، فَتَفْرَحُ الْمَرْأَةُ أَنْ
يَكُونَ لَهَا الْحَقُّ عَلَى أَبِيهَا، أَوْ أُمِّهَا، أَوْ أَخِيهَا، أَوْ
زَوْجِهَا " [ص:205]، ثُمَّ قَرَأَ: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ
وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] ، " فَيَغْفِرُ اللَّهُ مِنْ حَقِّهِ
مَا شَاءَ، وَلَا يَغْفِرُ مِنْ حُقُوقِ الْعِبَادِ شَيْئًا، فَيَنْصِبُ لِلنَّاسِ
فَيَقُولُ: ائْتُوا إِلَى حُقُوقِكُمْ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، فَنِيَتِ الدُّنْيَا فَمِنْ
أَيْنَ أُوتِيهِمْ حُقُوقَهُمْ؟، فَيَقُولُ: خُذُوا مِنْ أَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ
فَأَعْطُوا إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ بِقَدْرِ طِلْبَتِهِ، فَإِنْ كَانَ وَلِيًّا
لِلَّهِ فَفَضَلَ لَهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ضَاعَفَهَا اللَّهُ لَهُ حَتَّى
يُدْخِلَهُ بِهَا الْجَنَّةَ "، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40] " وَإِنْ
كَانَ عَبْدًا شَقِيًّا قَالَ: يَا رَبِّ، فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، وَبَقِيَ
طَالِبُونَ كَثِيرٌ، قَالَ: خُذُوا مِنْ سَيِّئَاتِهِ فَأَضِيفُوهَا إِلَى
سَيِّئَاتِهِ، ثُمَّ صُكُّوا لَهُ صَكًّا إِلَى النَّارِ "
250
- دثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ تَمِيمُ بْنُ
الْمُنْتَصِرِ، دثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْقَتْلُ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُكَفِّرُ كُلَّ شَيْءٍ» ، أَوْ قَالَ: " يُكَفِّرُ
الذُّنُوبَ كُلَّهَا، إِلَّا الْأَمَانَةَ، يُؤْتَى بِصَاحِبِ الْأَمَانَةِ
فَيُقَالُ لَهُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: أَنَّى يَا رَبِّ وَقَدَ ذَهَبَتِ
الدُّنْيَا، فَيُقَالُ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ، فَيُذْهَبُ بِهِ
إِلَيْهَا فَيَهْوِي فِيهَا حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى قَعْرِهَا، فَيَجِدُهَا
هُنَاكَ كَهَيْئَتِهَا فَيَحْمِلُهَا، فَيَضَعُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَيَصْعَدُ
بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ [ص:207]، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ
ذَلَّتْ فَهَوَتْ، وَهَوَى فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ، قَالَ: وَالْأَمَانَةُ
فِي الصَّلَاةِ، وَالْأَمَانَةُ فِي الصَّوْمِ، وَالْأَمَانَةُ فِي الْحَدِيثِ،
وَأَشَدُّ ذَلِكَ الْوَدَائِعُ
" قَالَ: فَلَقِيتُ الْبَرَاءَ فَقُلْتُ: أَلَا
تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ أَخُوكَ عَبْدُ اللَّهِ؟ قَالَ: صَدَقَ قَالَ شَرِيكٌ:
وَدثنا عَيَّاشٌ الْعَامِرِيُّ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْو مِنْهُ، وَلَمْ يَذْكُرِ
الْأَمَانَةَ فِي الصَّلَاةِ وَالْأَمَانَةَ فِي كُلِّ شَيْءٍ
251
- دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، دثنا حَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَتِ
امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي قُلْتُ
لِأَمَتِي: يَا زَانِيَةُ، قَالَ: «وَهَلْ رَأَيْتِ ذَلِكَ عَلَيْهَا؟» ، قَالَتْ: لَا، قَالَ: «أَمَا إِنَّهَا سَتَسْتَقِيدُ
مِنْكِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، فَرَجَعَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى أَمَتِهَا
فَأَعْطَتْهَا سَوْطًا، فَقَالَتِ: اجْلِدِينِي، فَأَبَتْ، فَأَعْتَقَتْهَا
فَرَجَعَتْ فَأَخْبَرَتْهُ، فَقَالَ: «عَسَى»
252
- دثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، دثنا
وَكِيعٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبَى عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ
جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ دَعَا خَادِمًا لَهُ وَبِيَدِهِ سِوَاكٌ، فَأَبْطَأَتْ عَلَيْهِ،
فَقَالَ: «لَوْلَا الْقِصَاصُ لَضَرَبْتُكِ بِهَذَا السِّوَاكِ»
253
- دثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ،
دثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزَيْدِ بْنِ جَابِرٍ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، انْتَهَى إِلَى جَارِيَةٍ لَهُ تَرْعَى
غَنَمًا، فَأَعْطَى جَارِيَتَهُ فَرَسَهُ، ثُمَّ قَالَ: «لَا يَغْلِبُكِ» ، ثُمَّ
طَافَ فِي غَنَمِهِ فَانْفَلَتَ الْفَرَسُ، فَجَالَتِ الْغَنَمُ حَتَّى تَكَسَّرَ
عَامَّتُهَا، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَيْهَا يَشْتَدُّ رَافِعًا السَّوْطَ،
حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْهَا كَفَّ وَقَالَ: «لَوْلَا الْقَوَدُ لَأَوْجَعْتُكِ»
254
- دثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، دثنا أَبُو قَطَنٍ،
دثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبَى الْمُتَوَكِّلِ، أَنَّ. . .
زَنْجِيَّةً، فَرَفَعَ عَلَيْهَا السَّوْطَ، ثُمَّ قَالَ: «لَوْلَا الْقِصَاصُ
لَأَغْشَيْتُكِيهِ. . . ثَمَنَكِ، فَاذْهَبِي فَأَنْتِ لِلَّهِ»
255
- دثني الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي
الْمَلِيحِ الرُّقِّيِّ، عَنْ.
. . . . قَالَ: دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَحِمَهُ
اللَّهُ عَلَى غُلَامٍ لَهُ يَعْلِفُ نَاقَةً، فَرَأَى فِي عَلَفِهَا، فَأَخَذَ
بِأُذُنِ غُلَامِهِ فَعَرَجَهَا، ثُمَّ نَدِمَ فَقَالَ لَهُ: «خُذْ بِأُذُنِي
فَاعْرُجْهَا. . . . . بِأُذُنِهِ» ، فَجَعَلَ عُثْمَانُ يَقُولُ لَهُ: «شُدَّ شُدَّ» ،
حَتَّى ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ بَلَغَ مِنْهُ مِثْلَ مَا بَلَغَ مِنْهُ، قَالَ
عُثْمَانُ: «وَاهًا لِقِصَاصِ الدُّنْيَا قَبْلَ قِصَاصِ الْآخِرَةِ»
256
- دثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ، دثنا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ادنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي
هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ، وَكَانَ ضَعِيفًا، وَكَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرَادَ أَنْ يَلْقَاهُ عَلَى خَلَاءٍ
فَيُبْدِي، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ مُعَسْكِرًا بِالْبَطْحَاءِ، وَكَانَ
يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا كَانَ الصُّبْحُ رَجَعَ
إِلَى رَحْلِهِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ الْفَجْرَ [ص:212] قَالَ: فَحَبَسَهُ
الطَّوَافُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ
عَرَضَ لَهُ الرَّجُلُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: «فَإِنَّكَ
سَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ» ، فَأَبَى أَنْ يَدَعَ خِطَامَ النَّاقَةِ، فَلَمَّا خَشِيَ
رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَحْبِسَهُ فَتَفُوتَهُ الصَّلَاةُ خَفَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ
بِالسَّوْطِ، ثُمَّ مَضَى فَصَلَّى بِهِمُ الْفَجْرَ، فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ
صَلَاتِهِ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ، وَكَانَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ
عَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ [ص:213]، قَالَ: فَاجْتَمَعَ أَصْحَابُهُ
فَقَالَ: «أَيْنَ الَّذِي خَفَقْتُهُ آنِفًا بِالسَّوْطِ؟» ، فَلَمْ يُجِبْهُ
أَحَدٌ، فَأَعَادَهَا، فَقَالَ: «إِنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ فَلْيَقُمْ» ، فَقَامَ الرَّجُلُ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ،
ثُمَّ بِرَسُولِهِ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَعْنِي يَقُولُ: «ادْنُهْ ادْنُهْ» ، حَتَّى دَنَا مِنْهُ، قَالَ: فَقَامَ
رَسُولُ اللَّهِ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَنَاوَلَهُ السَّوْطَ، قَالَ: «خُذْ
جَلْدَتُكَ فَاقْتَصَّ» ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ
أَجْلِدَ رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «خُذْ جَلْدَتُكَ، لَا
بَأْسَ عَلَيْكَ» ، قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ رَسُولَهُ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ: «إِلَّا أَنْ تَعْفُوَ» [ص:214]، قَالَ: فَأَلْقَى الرَّجُلُ
السَّوْطَ، وَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ
أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ،
وَأَنَا أَسُوقُ بِكَ، وَأَنْتَ نَائِمٌ، فَكُنْتُ إِذَا سُقْتُهَا أَبِطَتْ،
وَإِذَا أَخَذْتُ بِخِطَامِهَا اعْتَرَضَتْ فَخَفَقْتُكَ خَفْقَةً بِالسَّوْطِ،
وَقُلْتُ: قَدْ أَتَاكَ الْقَوْمُ، فَقُلْتَ لِي: «لَا بَأْسَ عَلَيْكَ» ، فَقَالَ
أَبُو ذَرٍّ: خُذْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاقْتَصَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:
«قَدْ عَفَوْتُ» ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا
اللَّهَ، فَلَا يَظْلِمْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا إِلَّا انْتَقَمَ اللَّهُ مِنَ
الظَّالِمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
257
- دثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، دثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي
نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: «رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ يَقُصُّ مِنْ نَفْسِهِ» دثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، دثنا
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، دثنا أَبِي، عَنِ الْحَكَمِ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
258
- دثنا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ
قَتَادَةَ، {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ}
[المؤمنون: 101] ، قَالَ: «فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ، فَلَيْسَ
أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَسْأَلُ أَحَدًا بِنَسَبِهِ، وَلَا بِقَرَابَتِهِ»
259
- دثنا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ
قَتَادَةَ، {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم: 43] قَالَ: «انْتُزِعَتْ حَتَّى
صَارَتْ فِي حَنَاجِرِهِمْ لَا تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ» ، - أَظُنُّهُ قَالَ: «وَلَا تَعُودُ
إِلَى أَمَاكِنِهَا» {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ}
[إبراهيم: 44] قَالَ: «أَنْذِرْهُمْ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمُ
الْعَذَابُ»
260
- دَثَنِي حَمْزَةُ، ادَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُثْمَانَ، ادنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ادنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " يَجْتَمِعُ النَّاسُ فِي
صَعِيدٍ وَاحِدٍ بِأَرْضٍ بَيْضَاءَ كَأَنَّهَا سَبِيكَةُ فِضَّةٍ لَمْ يُعْصَ
اللَّهُ فِيهَا، يَكُونُ أَوَّلُ كَلَامٍ يُتَكَلَّمُ بِهِ أَنْ يُنَادِي مُنَادٍ:
{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْيَوْمَ تُجْزَى
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ
الْحِسَابِ} [غافر: 17] ، ثُمَّ يَكُونُ أَوَّلُ مَا يَبْدَأُ بِهِ مِنَ الْخُصُومَاتِ
فِي الدُّنْيَا، فَيُؤْتَى بِالْقَاتِلِ وَالْمَقْتُولِ، فَيُقَالُ: لِمَ قَتَلْتَ
هَذَا، فَإِنْ قَالَ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِلَّهِ قَالَ: فَإِنَّهَا
لَهُ، وَإِنْ قَالَ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلَانٍ. قَالَ: فَإِنَّهَا
لَيْسَتْ لَهُ، وَيَبُوءُ بِإِثْمِهِ فَيَقْتُلُهُ وَمَنْ كَانَ قَتَلَ بِالِغِينَ
مَا بَلَغُوا، وَيَذُوقُ الْمَوْتَ عَدَدَ مَا مَاتُوا "
261
- دثني حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ادنا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عُثْمَانَ، ادنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ادنا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ
الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}
[الإسراء: 14] قَالَ: " كُلُّ بَنِي آدَمَ فِي عُنُقِهِ قِلَادَةٌ
يُكْتَبُ فِيهَا نُسْخَةُ عَمَلِهِ، فَإِذَا مَاتَ طُوِيَتْ وَقُلِّدَهَا، فَإِذَا
بُعِثَ نُشِرَتْ لَهُ، وَقِيلَ لَهُ: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ
الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14] ، ابْنَ آدَمَ، أَنْصَفَ مَنْ
جَعَلَكَ حَسِيبَ نَفْسِكَ
"
262
- دثنا عَفَّانُ بْنُ مَخْلَدٍ، دثنا عُمَرُ بْنُ
هَارُونَ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: «ابْنَ آدَمَ
عَنْ نَفْسِكَ فَكَايِسْ، فَإِنَّكَ إِنْ دَخَلْتَ النَّارَ لَنْ تَتَخَيَّرَ
بَعْدَهَا»
263
- دثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، دثنا عَلِيُّ بْنُ
عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "
أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ، فَإِنْ
كَانَ أَتَمَّهَا كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا
قَالَ: انْظُرُوا إِلَى فَرِيضَتِهِ فَأَتِمُّوهَا بِمَا وَجَدْتُمْ لِعَبْدِي
مِنْ تَطَوَّعٍ "
264
- دثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، دثنا عَلِيُّ بْنُ
عَلِيٍّ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ
الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَالْآخَرُونَ جُثَاةٌ
عَلَى رُكَبِهِمْ، فَيَأْتِيهِمْ رَبُّهُمْ فَيَقُولُ: كُنْتُمْ حَكَّامَ النَّاسِ
وَولَاةَ أَمْرِهِمْ، عِنْدَكُمْ حَاجَتِي وَطِلْبَتِي، فَثَمَّ حِسَابٌ شَدِيدٌ
إِلَّا مَا يَسَّرَ اللَّهُ "
266
- دثني الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: ادنا مُسْلِمُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، دثنا رَاشِدُ بْنُ وَرْدَانَ، مُؤَذِّنُ بَنِي عَدِيٍّ قَالَ:
أدني مَوْلًى لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ
قَوْمٌ يُقَالُ لَهُمُ الْجَلَاوِزَةُ، بِأَيْدِيهِمْ سِيَاطٌ أَمْثَالُ أَذْنَابِ
الْبَقَرِ، يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ، وَيَرْجِعُونَ إِلَى غَضَبِهِ، إِنَّ
أَهْوَنَ مَا يُقَالُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ضَعُوا أَسْوَاطَكُمْ "
267
- دثني الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، ادنا مُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، دثني الرِّيَاحِيُّ، دثنا. . . . . لَطَمَ ابْنٌ لَهُ مَمْلُوكًا
لَهُ لَطْمَةً، فَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ لِلْمَمْلُوكِ: «قُمْ فَاضْرِبَ
الْمَوْضِعَ. . . . قِصَاصُ الْيَوْمِ خَيْرٌ مِنَ الْقِصَاصِ غَدًا»
268
- دثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، دثنا. . . . . عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ عَمَّارٍ
قَالَ: «مَنْ ضَرَبَ عَبْدًا لَهُ أُقِيدَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
(1/222)
269 - دثنا يُوسُفُ، دَنَا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ
سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ} [النحل: 25] قَالَ: «ذُنُوبُهُمْ،
وَذُنُوبُ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ»
270
- دثنا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، ادنا
ابْنُ جُمَيْعٍ الْهُجَيْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ
الْعَيْزَارِ يَقُولُ: «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَوْقُوفٌ وَمَسْئُولٌ،
فَأَعِدَّ جَوَابًا عِنْدَ الْمَوْتِ يَأْتِيكَ الْخَبَرُ»
271
- دثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، دثنا مُسْلِمُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، دثنا بِشْرُ بْنُ مَطَرِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ وَكِيلَ آلِ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ مَالِكَ بْنَ
دِينَارٍ، قَالَ: دَثَنِي شَيْخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ سَالِمٍ، مَوْلَى أَبِي
حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيَجِيئَنَّ
بِأَقْوَامٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُمْ مِنَ الْحَسَنَاتِ مِثْلَ جِبَالِ
تِهَامَةَ، حَتَّى إِذَا جِيءَ بِهِمْ جَعَلَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ هَبَاءً
مَنْثُورًا، ثُمَّ أَكَبَّهُمْ عَلَى النَّارِ» ، قَالَ سَالِمٌ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، جَلِّ لَنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ،
لَقَدْ خِفْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ
اللَّيْلِ، لَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا عَرَضَ لَهُمْ شَيْءٌ شَرًّا حَرَامًا
أَخَذُوهُ فَأَدْحَضَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ» قَالَ مَالِكٌ: «هَذَا النِّفَاقُ
وَرَبِّ الْكَعْبَةِ» ، قَالَ: فَأَخَذَ الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيُّ
بِيَدِ مَالِكٍ وَقَالَ: صَدَقْتَ يَا أَبَا يَحْيَى
272
- دثنا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، دثنا هُشَيْمٌ، عَنْ
عَوْفٍ، دثنا الْحَسَنُ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيَحْتَبِسَنَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ عَنِ الْجَنَّةِ
بَعْدَمَا جَاوَزُوا النَّارَ حَتَّى يُقْتَصَّ مِنْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ
مَظَالِمُهُمُ الَّتِي تَظَالَمُوا بِهَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَدْخُلُوا
الْجَنَّةَ حَيْثُ يَدْخُلُوهَا وَلَيْسَ فِي قُلُوبِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ
غِلٌّ»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق